عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:19 PM   #3246

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 5

بيت الصائغ .. الملحق ..



خرجت من الحمام وهي تنشف شعرها بالمنشفة ورائحة صابون الاطفال الذي تحبه يعبق منها فيشعرها انها ......

" هذه المرة لم أنم ..."

ببراءة اجفلت وهي تتطلع لحذيفة ممددا على السرير يطوي ذراعه الايمن تحت رأسه يتوسدها ... عاري الصدر لا يرتدي الا بنطاله القطني البيتي ...

أطرقت وهي تشعر بالخجل من مواجهته ...

ليس الخجل تحديدا ولكن وكأنها غير مستعدة لتنظر في عينيه وتتعامل معه ..

منذ ان تكلمت مع سوسو وهي تختبئ منه تدعي انها تساعد صغيرتها في الدراسة ...

توجهت ناحية منضدة الزينة تلتقط فرشاة الشعر وتبدأ بفك عقد شعرها العكش المبلل لتمشطه ...

لم تقل كلمة واحدة ردا على جملته المشاكسة لكنها تشعر به يتحرك على السرير ليغادره ثم متوجهاً نحوها ....

وقف خلفها تماما ينظر لوجهها ثم قامتها الضئيلة عبر المرآة فتجمدت يدها فوق رأسها وببطء يبتسم حذيفة ثم يرفع يده ليأخذ الفرشاة من يدها ويقول لصوت خافت أجش

" قبل سنوات كنت امشط شعر سوسو بنفسي واعمل لها الضفائر ... لكنك منذ دخولك لحياتي كزوبعة أخذتِ مني كل الادوار ... "

تترقرق الدموع في عينيها وترتبك فينحني برأسه من فوق كتفها ليقبل جانب عنقها هامساً

" اغمضي عينيك وسأسرح لك شعرك يا زوبعة .."

أطاعته دون نقاش فاغمضت عينيها وأستسلمت لطلبه ... كانت تتوقع يده الخشنة ستؤذيها ولا تجيد تمشيط شعر عكش كشعرها ..

لكنه كان رقيقا للغاية وللحظة شعرت وكأنها طفلته سوسو تنعم بدلال ابيها وعنايته فأخذت دموعها ترطب جفنيها بصمت من شدة التأثر وروعة ما يمنحها اياه ..

همس لها بخشونة صوته " هممم .. اليس لديك ما تقولينه ؟ لا يليق بشفتيك الصمت.. "

تمتمت باعتراف اول " سوسو سألتني .. اليوم .. هل افضل ان تناديني خود ام ... ماما .."

فيواصل تمشيط شعرها بينما تكمل ودقات قلبها تتسارع بعنف " قلت لها .. قلت لها .. نادني (ماما) .. ما رأيك .. انت ؟"

لم تتغير حركات يديه بين خصلات شعرها وهو يمشطها بحرص وتأن ... فقط يرد ببساطة

" ممتاز .. اخيرا سنبدأ بالتخلص من مرحلة الطفولة المتأخرة لابنتي "

استرخت وهي تضيف اعتراف ثانٍ

" اتصلت بالدكتورة فيرجين مساء اليوم .. ساذهب اليها غدا ...قالت ان لديها طبيبة جديدة ممتازة .. ستهتم .. بحالتي .."

أكمل حذيفة عمله دون أن يرد وما زالت خلود مغمضة العينين .. ابتسم لوجهها البريء التعابير المقروء وكأنه حروف ابجدية لا تحتاج لأي مجهود ... شعرها الرطب يحيط بوجها النحيل .. وشفتاها المرتفعتان باغراء من رسم رباني تحمل معاني حلوة جعلت يقلبه يبتهج تلقائيا..

انها تحلم بالامل .. لقد عادت لتتشبث بالامل من جديد..

وضع الفرشاة على سطح منضدة الزينة ثم مال بجذعه ليحملها بغتة بين ذراعيه فتجفل خلود وهي تتعلق برقبته وتفتح عينيها اخيرا لترى وجهه يبتسم لها بتلك المشاكسة والعاطفة ...

ترتعش شفتاها وهو يتحرك بها ناحية السرير فيجلس على حافة السرير وهي في حجره يشاكسها قائلا " بعد اعترافك الثاني نصل للثالث .. واعتقد ان الاعتراف الثالث يحتاج ان تكوني... هنا ... على حجري..."

رغم توتر جسدها بين ذراعيه الا انها تحدق في عينيه بحب عفوي تلقائي متدفق تجعل انفاسه تتسارع استجابة ...

فجأة أخذ يتساءل وهو بهذه الحالة من الانتشاء والدفء .. لماذا يجب ان يجعلها تتكلم عن اي انثى اخرى ؟ سواء تلك الطفلة رقية او غيرها ؟!! لماذا يوجعها ويوجع قلبها العامر بالطيبة ..؟

هل تستحق خلود ان تعترف بشيء كهذا يؤذيها ؟

لن يجعلها تتفوه بكلمات غبية كهذه ..

ستظل تشعرها بالألم لانها باحت بها امامه...

اتخذ قراره ليقول بصوت مبحوح " لا اريد الاعتراف الثالث .. غيرت رأيي .. اريدك ان تؤمني فقط.. كيف اقولها ؟! "

صمت للحظات يستذكر بعض الكلمات التي كان يتحضر لقولها لها منذ ساعات ويبدو انه نسيها تماما الآن !

اللعنة .. انه لا يجيد قول الكلمات الصحيحة المؤثرة ...

اخيرا قال بخشونة بما خطر في باله

" اريدك أن تؤمني بانك امرأتي الوحيدة وستظلين .. لا قبلك في قلبي ولا بعدك سيكون على الاطلاق ... هل تفهمين ؟ هل تفهميييييين ؟! "

اخذ صدرها يعلو ويهبط مثله وهي تحدق فيه ملء عينيها وكأنها تريد الايمان حقا بما يقوله ... لم تهتم يوماً ان تفكر هل يحبها ام لا .. لم تهتم ان تعرف كيف يحبها .. كانت دوماً مكتفية بحبها هي له ..

هذه المرة الاولى التي تبحث في عينيه عما يرويها ويبعث الايمان في جوانج قلبها ..

فترفرف بتلك الجوانح وهو يضيف مؤكدا

" حتى عندما اموت ... اريدك معي في حياة اخرى .. فقط انتِ .. "

سارعت لتضع يدها على فمه وقلبها يختطف من كل ما قاله للتو " اسم الله يحميك ويطيل عمرك ويجعل يومي قبل يومك .."

يتوتر بشدة وتهتاج مشاعره اكثر وهو لا يتخيل نفسه يعيش في هذه الدنيا بدونها فيضمها بعنف لصدره يهدر كهدير قلبه

" لا تدعي بهذه الدعوة مجددا يا خلود .. لا.. تتركيني ابدا .."

يميل بها ليمددها على السرير ويشرف فوقها وكفه الضخم يحيط بوجهها النحيل بخشونة فيحدق في وجهها قائلا بنفس الهدير

" انا ........ احبك ..."

انحنى بشفتيه اليها يقبلها بحرارة عنيفة ثم فجأة يبتعد لاهثا يتساءل" هل .. نامت سوسو ؟"

تهز رأسها بـ(نعم) وهو يحدق فيها بانشداه عاطفي رهيب ...

عيناها يذوب فيهما لون القهوة الحارة الشهية وشفتاها تناديانه في اغراء بريء عجيب ...

همست اخيرا وهي تتذكر امراً مفاجئا " ربااه نسيت ان احضر الاغطية لصديق أبودي؟ "

يضحك بارتعاش قرب فمها قائلا بوعيد

" سأقتل صديق أبودي وكفنه الابيض سيكون افضل غطاء ألفه به حتى لا يبرد ابدا في قبره .."

يداه تعبثان بمنامتها في خشونة وهو يهمس بغيظ وكأنه يكلم نفسه

" لم يكن ينقصني الا رعد هذا !"




يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس