عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-18, 09:42 PM   #4118

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

ابتسمت قمر بتحفظ للعميل الذي بدأ يتململ بنفاذ صبر أمامها .. ينظر إلى ساعته بين الحين والآخر مظهرا نفاذ صبره وضيق وقته .. بينما كانت هي تسترق النظر نحو باب المطعم حيث كان من المفترض بها ملاقاة السيد عبد القادر ومقابلة العميل الجديد معا على الغداء .. إلا أنها وصلت .. ثم وصل العميل .. الذي بدا واضحا أنه قديم الطراز فلا يعترف بقدرة امرأة على القيام بعمل رجل في شرح تفاصيل عقد أو صفقة ستعقدها الشركة معه .. في حين تأخر السيد عبد القادر تاركا إياها لتسلي الرجل وتحاول بشتى الطرق إثبات كونها مؤهلة كغيرها من زملائها في القيام بالمهمة .. دون نجاح يذكر ..
:- كما قلت لك يا سيد ياسر ... الشروط والمواصفات المذكورة في العقد واضحة ويمـ ...
قاطعها الرجل وهو لا يحاول حتى إخفاء تململه :- أنا أفضل انتظار السيد عبد القادر .. في الواقع .. إن لم يصل خلال عشر دقائق سأضطر آسفا للرحيل مؤجلا اللقاء إلى وقت آخر ..
أخفت مشاعرها وهي تقول بهدوء ومهنية :- بالتأكيد أقدر انزعاجك ... وأنا أؤكد أن السيد عبد القادر سيكون هنا في أي لحظة .. إلا أنني مؤهلة تماما لمناقشة الأمر حتى وصوله ..
قال هذه المرة بجفاف :- أفضل انتظاره ..
قبل أن يفلت لسانها بأي كلمة تجرح مشاعره ... وتنهي الصفقة المهمة جدا لمستقبل الشركة قبل أن تبدأ .. دوى صوت إلى جانب المائدة يقول :- أنا آسف لتأخري ... الطريق يكون مزدحما للغاية في مثل هذا الوقت ..
أغمضت قمر عينيها وهي تعد للعشرة .. لماذا يا سيد عبد القادر .... لماذا ؟
سحب عمران – ابن أخ السيد عبد القادر – كرسيا توسط كلا من قمر والعميل الذي قطب وهو ينظر إلى الرجل الذي بدا مختلفا بهيئته التي اعتادت قمر على رؤيتها أقرب إلى الرثاثة والعفوية بملابسه الأنيقة الغير مألوفة ... مد يده يصافحه قائلا :- أنا عمران ... ابن أخ السيد عبد القادر .. لظرف طارئ لم يستطع الحضور فطلب مني الحلول مكانه ..
على الفور ... تلاشى كل الشك من وجه العميل بشكل أثار حفيظة وغضب قمر .. وهي تراه يبتسم ويبدأ حديثه مع عمران على الفور سائلا إياه عن التفاصيل ..
تراجعت فوق مقعدها بحنق وهي ترمق الرجلين بنظراتها النارية والحاقدة ... عادت تنظر إلى الرجل الذي كان يتجاهلها خلال الأيام التي تلت لقاؤهما – الرسمي – الأول .. على اعتبار أن أحدا منهما لم يعترف قط بلقائهما السابق في حفل بشرى .. وقبله في حفل زفافها .. عندما استمع إلى شجارها مع خالد .. وشهد طلاقها اللفظي خلاله ..
لم تعرف قمر إن كان تجاهله إياها بسبب الفكرة السيئة المسبقة التي أخذها عنها .. أم أنه بطبعه مغرور وعديم الاحترام للغير .. لقد شكت حتى في عدم تذكره المطلق لها .. لولا أنها كانت تلتقط أحيانا في عينيه المفكرتين والزرقاوين اللون .. تلك النظرة العارفة .. وكأنه كان يقول لها بصمت بأنه يعرف ..
عادت إلى واقعها عندما سمعت اسمها من فم الرجل الذي كان تشتمه لتوها داخل عقلها ... فأعادت تركيزها لحديثهما لتفاجأ وهي تسمعه يقول :- أنا متأكد بأن السيدة قمر قد منحتك النقاط الرئيسية حول الموضوع ..
قال الرجل بتشنج :- أمممم ... لقد فضلت الانتظار حتى وصول عمك فنتحدث ... لا قلة ثقة بالسيدة قمر .. إنما أنا أعرف السيد عبد القادر منذ سنوات طويلة .. وأفضل الاستماع إليه هو ..
بغض النظر عن تحدثه عنها وكأنها غير موجودة على الإطلاق ... هل يظن الرجل حقا بأن عنصريته لم تكن واضحة من خلال كلماته التي أرادها مهذبة فخرجت مختلفة تماما ؟؟؟
قبل أن تقوم هي بالرد ... فوجئت بعمران يقول بهدوء :- أؤكد لك بأن السيدة قمر أكثر من مؤهلة لمناقشة الأمر معك يا سيد ياسر ... وإلا ما كان عمي قد اختارها كي تكون موجودة اليوم .. صحيح ؟؟
ارتبك الرجل ... وبدا عليه التردد وهو يؤكد كلمات عمران مرغما .. في حين تابع الأخير :- ليكن بعلمك بأن السيدة قمر هي من كان يعمل على تفاصيل المشروع منذ البداية ... وأنا متأكد بأن استمرارها في متابعة الأمر سيكون كسبا للجميع ..
استمر اللقاء كما كان عليه أن يكون منذ البداية ... للحظة ... نسيت قمر معاملة العميل السيئة لها تماما وهي تنخرط باستغراق في شرح نقاط العقد والشروط المذكورة فيه .. متمكنة من كسب اهتمامه التام هذه المرة بعد أن استمع إليها حقا .. بينما عقد عمران ساعديه أمام صدره متابعا دون أن يقاطع الحوار إلا بتعليقات عرضية .. للسؤال عن شيء ما أو التعليق على نقطة ما ... وعندما نهض العميل هاما بالمغادرة ... كان يبدو راضيا تماما عن اللقاء ..
عندما ظلت قمر وحدها مع عمران ... ساد صمت غير مريح بينهما ... قبل أن تقطعه هي وهي تتنحنح قائلة :- علي العودة إلى المكتب .... لدي الكثير من الأمور التي علي القيام بها ...
أشار عمران بيده وهو يقول :- كلانا سيعود إلى المكتب بعد احتساء فنجان من القهوة .. لا تنكري بأن غداء مملا ومزعجا كهذا يحتاج إلى جرعة مكثفة من الكافايين بعده ..
قالت بتحفظ :- سأشرب القهوة في المكتب اختصارا للوقت ..
نظر إليها متأملا وهو يقول :- خائفة مني ؟؟؟
عبست قائلة :- ولماذا أخاف منك ؟؟؟
:- أنت أخبريني ... لماذا قد تخاف امرأة قوية الشخصية مثلك من رجل عادي مثلي ؟؟
رجل عادي ! .. حسنا ... هو لم يكن رجلا عاديا بأي مقياس كان .. ربما هو لم يكن وسيما تماما ... وربما هو لم يكن أنيقا بشكل مميز .. بل كان من ذلك النوع الذي يوحي بالخشونة والفظاظة .. وربما بعض البدائية أيضا .. إلا أنه كان من النوع الذي يجذب الأنظار نحوه رغم كل شيء أينما دخل .. ببنيته الضخمة .. والحيوية التي كانت تفيض منه ...
قالت كازة على أسنانها :- أنا لست خائفة منك ...
:- أنا لا أعجبك إذن ... لا بأس .. الناس لا يميلون عادة للإعجاب بي ...
وهل تلومهم ؟؟؟ أشار بيده للنادل وهو يطلب منه فنجانين من القهوة دون أن يترك لها المجال كي تتابع اعتراضها ... ثم التفت نحوها قائلا بجدية :- عمي يريد منا أن نتفق أكثر .. كوننا سنعمل معا كثيرا خلال الفترة القادمة ..
زمت فمها بغضب وهي تقول :- ألهذا السبب دافعت عني أمام السيد ياسر ؟؟؟ في محاولة منك لإرضاء عمك ؟
ارتسمت على وجهه دهشة حقيقية وهو يقول :- أنا قلت بأن عمي هو من يريدنا أن نتفق ... لا أنا .. أنا لا أعجبك ... إلا أنك أنت أيضا لا تعجبينني ... أنا أبدا لن أكذب أو أداهن لأجل مصلحة شخصية ..
صمتت للحظة وهي تستوعب كلماته ... ثم قالت على مضض :- في هذه الحالة ... أظن علي أن أشكرك ..
رسم على شفتيه ابتسامة جانبية راضية وهو يقول :- أهلا وسهلا بك ... أنا لم أقل سوى الحقيقة .. ربما أنا لم أنضم لشركة عمي سوى منذ أيام ... إلا أنني دقيق الملاحظة .. كما أنني لم أستطع تقبل الطريقة التي كان الرجل يعاملك بها ...
نظرت إليه بطريقة وكأنها تقول ( انظروا من يتكلم ) ... فهز كتفيه وهو يقول :- أنا فظ .. إلا أنني لا أهين الآخرين بدون سبب ..
عندما صمتت لفترة طويلة ... قال باقتضاب :- لم يكن علي قول ما قلته في حفل بشرى وعامر .. أنا آسف ..
هل يعتذر منها حقا ؟؟ توترت قمر وجزء منها يشعر بوجود شيء خاطئ في الأمر .. وكأنها .. وكأنها لا تستحق اعتذاره هذا دون أن تتمكن من تبين السبب ..
وصلت القهوة في تلك اللحظة لحسن الحظ ... فتناول فنجانه .. ورفعه يرتشف منه القليل قبل أن يقول :- كما سبق وقلت سابقا ... لأجل عمي يجب أن نجد طريقة نتفق بها ... للأسف .. هو يصر على التقاعد المكبر .. ولا يجد سواي بديلا للحلول مكانه .. كما أنه متمسك للغاية بك .. وبوجودك في الشركة ..
قالت بجفاف :- تبدو وكأنك مرغم على موقعك الحالي في الشركة ... لا أحد يستطيع القيام بشيء لا يريد إن كنت لا تعرف ..
تنهد قائلا :- تتحدثين وكأنك لا تعملين لديه منذ ما يزيد عن عام .. وتعرفين بأنه لا يرضى أبدا بلا كجواب .. لقد أرغمني بابتزازه العاطفي على ترك وظيفتي – التي كنت متمسكا للغاية بها بالمناسبة – والانتقال للعمل معه .. لا أستطيع أن ألومه .. وقد هاجر ابنه متخليا عنه تماما في أمس حاجته إليه ... إلا أنني متأكد بأنني سأجد طريقة أتأقلم بها في مكاني الجديد خلال فترة قصيرة .. وأنت ستساعدينني بالتأكيد ..
رفعت حاجبيها قائلة :- وكيف أستطيع أن أساعدك بالضبط ؟
قبل أن يتسنى له أن يجيبها عن سؤالها ... أطل ظل طويل فوقهما ... دفعها لرفع رأسها على الفور والنظر مباشرة إلى عيني خالد الخضراوين ... والغاضبتين ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس