عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-18, 09:44 PM   #4120

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

قبل أن تستوعب قمر وهي تحدق بوجهه الوسيم المألوف وجوده .. سأل بصوت بارد بالكاد تعرفت عليه :- هل أقاطع حديثا مهما ؟؟؟
رد عمران بجفاف قبل أن تفيق حتى من صدمتها :- في الواقع .. نعم ... أنت تقاطع حديثا مهما للغاية .. ودون أي توضيح للسبب ..
نظر إليه خالد وعيناه الخضراوان تنطقان بذلك الغضب الذي تعرف قمر جيدا بأنه نادرا ما كان يجتاحه خلال سنوات زواجهما .. وأنه عندما كان يفعل .. فإنه كان يكتسح كل شيء أمامه ..
خافقة القلب .. متوترة .. لا تشعر في تلك اللحظة سوى بكل الألم الذي سببه لها خالد في الأشهر الأخيرة .. قبل طلاقهما وبعده .. في كل مرة كان أحدهم يذكر اسمه ... أو كانت تنظر فيها إلى صورة ابنه التي أرسلتها لها عبير .. أو في كل مرة كانت ترى فيها شجرة نضرة الخضرة بلون عينيه .. وفي كل مرة كانت تقابل ما يذكرها فيه .. كلمة .. صورة .. لمحة .. أي شيء ... وكل شيء ..
سمعته بتشوش وهو يخاطب عمران قائلا :- إن كنت لا تمانع ... أرغب بالتحدث إلى قمر على انفراد ..
رد عمران بدون أي تردد :- أنا أمانع بدون شك ... إذ أنك تقاطع غداء عمل مهم ... وتقتحم ساعات عمل السيدة قمر وهو غير مسموح به على الإطلاق ..
هدوء عمران المستفز بدا وكأنه كان يترك أثرا عنيفا على خالد الذي قال بخشونة :- ألا يحق لها الدخول إلى الحمام ؟؟؟ اظنها بحاجة لاستخدام استراحة السيدات إلا إن كانت أنظمة العمل تحرم الموظفين من أقل حقوقهم الإنسانية ..
احتقن وجه قمر بمزيج من الغضب والحرج عندما أمسك خالد بأعلى ذراعها وهو يقول :- سأرافقك يا قمر ..
عندما سحبها لتقف حاولت انتزاع ذراعها من قبضته دون فائدة فهتفت غاضبة :- لقد كان السيد عمران واضحا ... أنا ضمن ساعات العمل ولا أستطيع القيام بأي أحاديث شخصية في الوقت الحالي ... إن أردت التحدث إلي .. فعليك أن تأخذ موعدا مسبقا لأجد لك مكانا ضمن جدولي المزدحم ..
قال كازا على حروفه :- قمر ... تعالي معي ... الآن ...
قبل أن تجد الفرصة كي ترد عليه بحزم وغضب حاسمة الموقف .. كان عمران من وقف قابضا على معصم خالد الممسك بذراع قمر وهو يقول بصوت بدا مختلفا عن صوته المعتاد الغير مبالي .. صوت خافت النبرات .. إنما صارما بحيث يبث ذبذبات تحذير واضحة :- إن لم تترك ذراعها الآن وتتوقف عن إزعاجها .. أنا سأضطر لإبلاغ الشرطة .. بعد أن أعلمك بالضبط ما يعنيه أن يستخدم رجلا البدائية والعنف في التعامل مع شخص آخر ...
رباه ... الذعر استبد بقمر وهي ترى الأمور تخرج تماما عن السيطرة ... عمران كان ضخم البنية .. أكثر ضخامة من خالد القوي البنية أصلا ... وخالد كان يفوح بعنف يوحي بقدرته على ارتكاب جريمة قتل إن تعرض لما يكفي من الضغط ..
عندما سحبت ذراعها هذه المرة ... كان أكثر تشتيتا بتحدي عمران من أن يتشبث بها ... تناولت حقيبتها وهي تقول بصرامة :- من الأفضل أن نرحل يا سيد عمران ... أظن السيد عبد القادر ينتظر سماع تفاصيل الاجتماع على أحر من الجمر ..
:- قمر ...
قاطعت خالد دون أن تسمح له بقول المزيد هاتفة بصوت أجش :- توقف يا خالد ... توقف ... ألا يكفي ما فعلته بي حتى الآن لتشعر بحاجة لتسبيب مزيد من الإحراج والألم لي ..
شحب وجه خالد دون أن يتمكن من منعها من تجاوزه ... أو إيقاف عمران الذي رفض إزاحة عينيه عن خالد حتى ابتعدت قمر عنه بما يكفي ... قبل أن يلحق بها إلى الخارج ...
وقف خالد لدقائق يحدق في إثر قمر بينما كانت تختفي عبر باب المطعم .. يلحق بها ذلك الثور البشري الذي لم يرغب خالد في حياته بأن يضرب شخصا كما رغب بأن يضربه ..
نار الغيرة كانت تحرق أوردته بينما هو يتذكر تعابير وجه قمر وهي تتحدث إلى الرجل الغريب الذي لم تصل تحرياته حول عمل قمر إليه ... عمران ؟؟؟ ومن يكون عمران ؟؟؟ هو لا يذكر وجود شخص بها الاسم عندما تحدث إلى السيد عبد القادر لأجلها قبل سنة عندما بدأت العمل لديه ... موصيا إياه بها وهو يشرح له طلاقهما الحديث وقلقه عليها .. من هو هذا الرجل ؟ ومن يكون حتى يتلقى تلك النظرة التي لم يسبق أن رآها قط على وجه قمر طوال فترة حياتهما معا ؟؟ نظرة امرأة واثقة من نفسها .. قوية وذات شخصية مستقلة .. امرأة لا تحتاج إليه أو إلى أي رجل آخر .. امرأة قادرة على أن تتدبر أمورها وتواجه أعتى الرجال مثبتة وجهة نظرها ...
عندما عرف خالد قمر قبل سبع سنوات .. كانت مجرد فتاة صغيرة في الثانية والعشرين من عمرها ... موظفة يافعة .. ضعيفة الثقة بالنفس .. ثم حبيبة خجولة .. خائفة .. ضائعة في مكانها في حياة حبيبها الغير متاح والمرتبط بالفعل بامرأة أخرى .. وبعدها زوجة رقيقة ومتفانية .. سيدة مجتمع تسعى بجهد خلف رضاه ورضا عائلته وأصدقائه ومعارفه .. تحاول مجاراة توقعاتهم التي كانت ترتفع دائما وباستمرار دون أن تترك لها الفرصة كي تتنفس ولو للحظة ... إلا أنها أبدا لم تكن بهذه الثقة والتألق التي كانت عليها وهي تناقش الرجل الأشقر بشيء من الغضب والإحباط ..
لقد كان شعورا قاتلا أن يعرف بأنه خلال الست سنوات التي كانت زوجته خلالها لم يحاول قط دفعها للأمام ... لم يمنحها فعليا سوى حبه الخاوي الذي كان أول ما خذلها بعد أول أزمة .. لقد كان مؤلما للغاية أن يعرف بأنها قد وجدت نفسها بعيدا عنه ... بأن قمر الحقيقية كانت تنمو وتزدهر بعيدا عن ناظريه وعن متناول يديه .. لقد أراد هذه القمر ... أراد المرأة القوية والمتألقة التي تسربت من قبضته واختفت مجددا من أمامه برفقة رجل آخر ...
لقد أراد أن يلحق بها .. أن يرغمها على الاستماع إليه ... أن يذكرها بما كانته في حياته ... بما كانه هو في حياتها .. إلا أنه لا يستطيع ... تبا ... لو أنه يستطيع ..
التفت نحو طاولته التي تركها قبل دقائق بدون أي كلمة أو مقدمات فور أن رأى قمر ... والتقت نظراته بنظرات الخضراء التي توسطت الوجه الشاحب والجامد ...... لناهد ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس