 بين نارين
مقال .....بقلمي ...جهاد محمد
............((بين نارين .))....
أن تكون عاشق ل حبيبين في وقت واحد .......هل جربت ذلك العشق ؟؟
أن يكون قلبك مع أحدهم وروحك مع الآخر كلاهما يتصارعان .......
…….هل انتابك هذا الاحساس من قبل ..
فإن تركت قلبك مات كل شيء فيك......إحساسك مشاعرك .....هواك..... نبضاتك ...ألمك ..حتى اشتياقك ....
وإن تركت روحك ماتت ....نفسك ....عمرك ...حياتك ....
فلا تستطيع الاستغناء عن أحدهم ولا أن تميل لأحدهم دون الآخر........
وبالتالي تصبح بين نارين تسجيها أحاسيس قلبك ونبضات روحك ..
وآه وألف آه من لوعة وحرقة الاشتياق.....
الاشتياق لوطن نشأت فيه ....غُرست نبتتك فيه ...لعبت ... ومرحت... وترعرعت في أحضانه .... تفتحت أزهار طفولتك في أراضيه ......
ثم فجأة تركت روحك فيه ورحلت وفوقها ماضيك وأمالك وأصحابك .
.رحلت وتركت بساتين ألعابك ....وحدائق لهوك...... واحتضان الأمطار عند تساقطها مع أصدقاء طفولتك ....كل شيء تركته خلفي ...والأصعب من هذا .... أن أترك نفسي التي تهفوا حنينا لأمي كلما بكيت كلما توجعت أو تألمت أو حطت عليك الدنيا أوجاعها لا أجد دفئ حضنها ...أيضا إخوتي سندي شركاء عمري.... .. أهلي ....تركتهم بدون أن التفت أو أن يرف جفني ..يملأ اليأس نبض قلبي و مضيت نعم مضيت لطريق لا يلوح في الأفق نهايته ....
شاردة الفكر خاوية القلب خالية الأحاسيس كل شيء أمامك سواء ...الأبيض كالأسود والنور كالظلام والليل كالنهار.......ليس بيدك البقاء هناك ليس باختيارك الرحيل الآن ......لكن وجدت نفسك مجبرا على الفراق ..... فالحياة لم تكد تطاق فقد طال ظلم العباد .......أو دمرت تلك البلاد
رحلت لوطن آخر بنيت فيه أحلام جديدة بآمال جديدة بروح آخرى غير التي تركتها ورائي لكن بعينين وقلب مازال يهفو للماضي ينظر إليه بدموعه كلما ضاقت به الأيام أو قست عليه .....
لكن على الرغم من كل شيء بنيت عش حب صغير فوق شجرة كبيرة آوتني كثيرا حمت فلذات كبدي في أكنافها وهم يكبرون شيئا فشيئا
يلعبون حول تلك الشجرة إن هبت ريح تظلهم بأغصانها فتحميهم في أحضانها كم أكلوا من ثمرها وشربوا من جداول الماء الرقراق حولها واستنشقوا نسمات العبير من هوائها ومسحو قطرات الماء من على أوراقها والأدهى من ذلك علقوا كل أحلامهم بها فهم لم يعرفوا أصدقاء إلا هناك..... لم يعرفوا أحدا من البشر إلا أهلها .....الحنان الأمان السكن في نظرهم هي .... ونسيت أنا في غفلة مني إخبارهم بأن كان لهم وطن هناك تركت روحي فيه مجبرا.... لكن القلب قد عشق هو الآخر وأي عشق كان ..... فقد تخلل شرايينه حتى تخلل الأوصال ....
لكن يا ترى هل يحيا القلب دون روح ؟؟
ألا يصبح الجسد بدون روحه كعود يابس لم يذق المطر سنين عمره ....هل يستطيع أن ينسى دفئ حضن أمه .....ضحكات إخوته وأنس مجالسهم
دفئ من كانت في يوم عائلته .......يتشاجرون ويتخاصمون ثم في نهاية اليوم نرتمي في أحضان بعضنا نتبادل الضحكات والسمر والسحر ....
هل نسى من كان جزء منهم .؟؟.....
لا لم ينسى ....... ولن ينسى ....
لا يفعل شيء سوى أن يبكي طلله بدموع قلبه
فأي حياة تلك التي يستطيع أن يحياهها هكذا
فكيف إن جاءه الوقت ليختار ......
أن يختار بين قلبه وروحه ......
بين ذكرياته ......وذكريات أبنائه
بين حياته وحياة أبنائه
إما أن تصبح أنت بلا ذكريات أو يمحوا أولادك ذكرياتهم ....إما أن تمحوا أنت حياتك قبلهم أو يزيلوا هم حياتهم بممحاة ....ليبدؤوا من جديد......
ليس هناك حلا
الغربة ...... داء بلا دواء .......مرض بلا طبيب يداويه ......
.
|