عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-18, 09:15 PM   #3488

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

جناح عبد الرحمن ورباب ...


" صباح الخير يا قرفة ..."

كان ينظر لوجهها متيماً .. وجهها مقابل وجهه وهي تنام جواره وتتوسد وسادته ... بينما جسدها كله في حضنه وبين ذراعيه يضمه اليه ...

تتمتم وهي ما زالت بنعاس النوم

" صباح .. الخير ..."

يرفع اصابعه ليلامس خدها ثم فجأة يقرصه فتتأوه مجفلة وهي تعاتبه بحنق رقيق

" اووه .. لماذا قرصتني ..؟! "

فيرد بعينين ضاحكتين

" لاتأكد انك حقيقية .. تنامين حقاً في حضني وتحتلين وسادتي بكل ديكتاتورية.."

تتورد لكنها تجادله بالقول " انا لم احتل وسادتك .. انت دوماً من تجرني اليك لتلصقني بك عنوة .."

يبتلع ريقه ويعض شفته السفلى قائلا بصوت مبحوح مشاكس " وهل جعلتك ليلة الامس تبادلينني العشق عنوة ؟!"

هذه المرة تتخضب بالحمرة ليزيد من حمى خجلها هامسا قرب شفتيها " وهاتان الشفتان كانتا تقبلانـ.........."

قاطعته وانفاسها تتسارع حياء " كفى رحمن .. ارجوك .."

يتنهد هامساً " متى تقولينها يا قرفة ..؟ حتى اللحظة لم اسمع منك كلمة (احبك)"

تخجل بشكل مختلف وتحتار ولا تعرف كيف ترد فلا تجد الا ان تمنحه قبلة بارتباك شديد وحالما ابتعدت عاد وقربها اليه يعتصرها هامساً بعاطفة اتقدت من جديد

" افضل من لا شيء ... لكن لن تخدعيني .. سأظل انتظرها .."

فجأة ابتعد بوجهه عنها هامساً بانفاس متسارعة عاشقة لانفاسها " لتثبيت المواقف انا قلتها لكِ بما يتجاوز المئة مرة حتى الآن .. ودينك ثقل جدا معي يا ابنة العطار .."

ثم عاد اليها فتتشبث به بقوة تبادله الغرام غراماً وكأنها تقولها له مئات المرات دون ان ينطقها لسانها ..

رباااه ما هذا الخجل السخيف الذي يحشر الكلام في القلب ؟!



بعد ساعتين ...


كان عبد الرحمن مبتهج المحيا وهو ينزل على درجات السلم حتى وصل آخره وفجأة شعر بمن يمسك ذراعه ويسحبه ثم صوت مغتاظ خشن يهمس له " قل لصديقك أن يخفف من ظرافته ! منذ الصباح الباكر وهو يثرثر مع امي لتكتمل الجلسة بحضور الخالة بدرية ! "

صوت الضحكات هلّت من جانب المطبخ ليميز عبد الرحمن صوت الخالة بدرية مع صوت امه فيبتسم تلقائيا وهو يقول " اذن لقد عادت باكرا من زيارة بيت ابنها .. ظننتها ستبيت لبضعة ليال وليس ليلة واحدة فقط .. رضا سيفرح لعودتها "

كزّ حذيفة على اسنانه وقال " دعك من ام اخينا بالرضاعة وركز معي .. هل استوعبت ما قلته لك ؟"

يكتم عبد الرحمن ضحكاته وهو يتعمد مشاكسة اخيه بالقول " ماذا فعل لك لتعاديه هكذا ؟ ثم ألم تكن متشوقاً لتتعرف بصديقي دراكولا ؟"

يعقد حذيفة حاجبيه بعبوس شديد فيبدو وجهه مخيفاً بشكل مضحك لعبد الرحمن بينما يهدر حذيفة بخفوت " دراكولا.. غريندايزر ... لا تهمني مسمياته .. فقط قل له ان يجمع خفة دمه التي يبعثرها بإسراف على الجميع .."

يواصل عبد الرحمن اغاظة اخيه قائلا بابتسامة مستفزة " غريندايزر !! من اي جيل انت يا رجل ؟! "

يرتخي جفنا حذيفة حتى النصف ليحدق في وجه اخيه الصغير يرد له استفزازه بالقول " من الجيل الذي كان يغير لك حفاظك يا ابن الامس القريب .."

ينفجر عبد الرحمن ضاحكاً لتتعالى بنفس الوقت الضحكات من جهة المطبخ من جديد فيتحفز جسد حذيفة وهو يشعر بالاستفزاز الصبياني فيمسك عبد الرحمن بذراع اخيه يهدئه وهو يحاول السيطرة على ضحكاته قائلا " سأخبره حالا ان ظرفه حالة غير مقبولة في بيت الصائغ .."

ينزع حذيفة ذراعه من اصابع عبد الرحمن ويرفع سبابته في تهديد صامت اخير قبل ان يتحرك ناحية الباب المؤدي للملحق فيسأله عبد الرحمن وهو يتحرك بالاتجاه المعاكس نحو المطبخ " أين خوخة ؟"

دون ان يستدير نحوه يرد حذيفة بخشونة

" اسمها خلود يا مدلل آل الصائغ .. و .. خلوووود التي تسأل عنها قد خرجت لعملها باكراً كالمعتاد.."

يتحرك عبد الرحمن والابتسامة المنشرحة لا تفارق وجهه .. وحالما يدخل المطبخ يكاد لا يصدق تلك الالفة التي يتعامل بها رعد مع الجميع ..

يجلس على الكرسي بوضع معكوس قبالة الاريكة الصغيرة التي تجلس عليها كلا من امه والخالة بدرية .. والاثنتان تبدوان في قمة الاستمتاع وهما تتكلمان معه بانطلاق بينما رعد يستمع ويلقي النكت بين الفينة والاخرى مما يجعلهما ضاحكتي الوجه على الدوام ..

من حق حذيفة ان يغار منه !

صديقه دراكولا ينشر تأثيره السحري بسرعة عجيبة .. فيه شيء يجعل الالفة معه تلقائية .. محببة .. طبيعية للغاية ..

ألقى عبد الرحمن التحية ليدخل اخوه رضا في نفس الوقت عبر باب المطبخ المطل على المرآب ...

يقف رعد باحترام وهو يبعد كرسيه عن الطريق بينما يتقدم رضا بهيبته فيراه رعد كيف يميل برجولة ليقبل الخالة بدرية قائلا بنبرة تمس القلب " اشتقت لك اماه .."

لتلثم الخالة بدرية لحيته وهي تقول له بحب متدفق واضح " قلبي اشتاقك اكثر يا حبيب اميّك .."

يضحك رعد بخفة وهو يلمح الحاجة سعاد تبدي غيرتها من تدليل بكرها لامه الثانية ويظل يراقب بفضول كيف يراضي رضا الصائغ اميّه وهما تجلسانه وسطهما فينعم بحبهما معاً .. بل تتنافسان حبه كما تتشاركانه ...

كان غارقاً بعمق فيما يراه عندما اخرجه صوت عبد الرحمن وهو يسأله " رعد .. ألن تغير ملابسك وتأتي معي ؟"

فيلتفت اليه رعد قائلا بصوت منخفض

" اليوم لدي عمل على حاسوبي .. ربما سأقعد في مقهى قريب اشرب القهوة و .."

يقاطعه صوت الحاجة سعاد وهي تقول " بل ابق معنا .. اي قهوة سيئة هذه ستشربها خارج البيت ؟! "

يتحرج رعد بعض الشيء وهو يشعر بوجوب مغادرته للبيت في غياب رجال آل الصائغ ..

ثم تتعلق نظرته بنظرة ابي جعفر للحظات طوال قبل ان يقول رضا بهدوء " البيت بيتك يا رعد .. والحاجة سعاد سيؤنسها ان تكون معها في النهار حيث لا احد منا في البيت .. واظن عبد الرحمن سيعود قبل منتصف النهار.. وانا نفسي سأعود وقت الغداء.."

للحظة لم يستطع رعد ان يزيح عينيه عن هذا الرجل .. رضا الصائغ ...

رجل غير عادي .. فيه بساطة شديدة وفي نفس الوقت عمق دافئ ..

رجولته مشعة عبقة برائحة المسك الذي يستخدمه كعطر .. فطن بالفطرة ويبدو وكأن له حدسه بالناس..

لا يعلم لماذا أثرت به نظراته لهذا الحد ..

لماذا يشعرها فيها معانٍ كثيرة ..

وكأنه يمنحه الاحتواء دون ان يهمل التنبيه لحرمة بيته ... هز رعد رأسه وهو يتمتم

" كما تشاء يا ابا جعفر .."

فيكتفي رضا بالابتسام واصابع يده اليسرى تتلاعب بخاتم مميز في بنصره الايمن .. ابتسامته عجيبة كنظراته ..

لم يلتق برجل كهذا من قبل..!



حي الشيخ ...


يلتهم البيض من الصحن التهاماً .. يستخدم اصابعه لتقطيعه ثم رفعه وحشره في فمه بشهية مفتوحة ... لقد طلب منها ان تقلي له ست بيضات دفعة واحدة .. فيأكلها بشراهة منفرة بعض الشيء لكن في نفس الوقت يبدو لها وكأنه مرت سنوات لم يأكل !

تجلس حسناء على السرير ترقع بملابس قديمة لوالدها .. لا تعلم لماذا شعرت بحاجتها لفعل هذا .. بينما تحسين يجلس على الاريكة الوحيدة في المكان يلتهم طعامه وعيناه لا تحيدان بعيدا عنها..

أنهى صحنه ثم يمسح فمه بكم الجلباب وهو يطلب منها " اريد شايا .."

تهز رأسها بنعم وهي تتحرك لتغادر السرير وتضع ما تخيطه جانبا ...

عيناه تفترسان مشيتها .. تفترسان قدها المتحرك من تحت جلبابها .. تفترسان وجودها كله ... هذا هو الجوع الذي لن يعرف الشبع ابداً ...

ليلة الامس نامت جواره .. انها المرة الاولى التي ينام قربها ليلا دون تأثير الخمر ...

في البداية كانت متصلبة وبعيدة في طارف السرير وكأنها تخشى ان يتراجع عن وعده لها.. لكنه ويال الغرابة لم يتراجع ...

فكانت جائزته الكبرى ان يراها تسترخي ثم تغفو ثم..تتقلب امام ناظريه المسهدين ...

اراد ان يلمسها فقط .. ان يشمها .. لكن لم يفعل .. لم يرد ان يخسر ما يراه ويشعره ..

"تفضل ..."

ينظر لكأس الشاي في يدها فيرفع نظراته اليها ويتمتم في سره

" رباااه يا لَ هذا الحُسن الذي حباها الله به ..."

ياخذ الكأس من يدها لكن تمتد يده في نفس اللحظة لتتشبث بجسدها ..

تجفل وتقاوم بارتعاش رعب تلقائي تعوده منها بينما يرتشف من شايه مصدراً صوتاً عالياً ثم يقول " لقد نحلتِ .. لماذا لا تأكلين .."

لا تنطق بشيء .. فقط هلعها يطفو على السطح وهي تحاول التهرب منه دون ان تثير غضبه فيضيف بصوت مبحوح ويده تتجرأ اكثر على جسدها " اريدك ممتلئة رياااانة .."

لم تحتمل وهي تسلخ نفسها بعيدا وانفاسها تتحشرج تحدق فيه بارتعاب واضح ...

تتصلب ملامح تحسين ويضع الشاي جانباً ثم يقف على قدميه ويقترب منها وهي تتراجع للخلف حتى ارتطمت بالسرير فتتجمد هناك وعيناها متسعتان بوجل ..

يقف قريبا جدا بل يلصق جسده بجسدها بشكل متعمد منفر خشن لكنه يفاجئها بالقول الخافت

" اذا استحممت كل يوم .. هل .. ستتقبلينني حسناء؟"

تحدق فيه وقد عجزت عن فهم ما يرمي اليه حقاً من سؤاله .. ليضيف تحسين وملامحه تتوتر بشكل أخافها أكثر " اذا اخبرتك اني.. لن اقرب امرأة عداك قط .. هل ستسلمينني نفسك وانت راضية ...؟ هل ستعاملينني جيدا ؟ هل ستأكلين معي ؟ "

ينظران لبعض .. هي لا تصدقه .. بل ربما لا تصدق انه قادر على ما يعدها به .. والانكى ان حتى وعوده هذه ليست كافية لتتقبله ..

لا تعلم من اين نبغ حدس الانثى لتستغل هذه اللحظة والفرصة وتسأله بتضرع

" دعني أعود للعمل يا تحسين .. اتوسل اليك.. "

قدحت عينا تحسين بالرفض وهو يعبر عن رفضه بالقول " العمل.. لا ... يا حسناء .. "

تتوسله عسى ان تستطيع اقناعه

" ارجوك تحسين... اشتقت الحلال .."

صرخ فيها وهو يبتعد عنها كمن لدغته أفعى

" قلت لك .. لاااا .."

لكنها لم تيأس لتواصل رجاءها منه علّ قلبه يرق لكلماتها " انا اشعر اني كسجينة هنا .. دعني اقضي وقتي واكسب لقمتي بحلال يشبعني .. فأنا لا يشبعني غير الحلال .."

زمجر بصوت مخيف واقترب بخطوة خاطفة اعادتها لشعور الرعب فترفع يديها عفوياً تحمي نفسها منه وهي تتوسله باختناق الذل والخوف " لا تؤذني ارجوك ..."

يرفع قبضته وبدلا من أن يضربها فإنه يضرب رأسه بعنف هادراً " اللعنة ......"

ثم يبتعد ليخلع عنه الجلباب رامياً اياه بعنف ثم يرتدي ملابس خروجه ليتحرك بعدها نحو الباب وهو يسب ويشتم ...

كانت قد انكمشت متعلقة بحافة عمود السرير النحاسي وهي تراه يوشك أن يغادر لكن قبل ان يفتح الباب يتسمر مكانه لحظات ودون ان يلتفت يأتيها صوته متشنجا للغاية " انت لم تردي على سؤالي ! قلت لك اذا استحممت وامتنعت عن النساء الاخريات .. هل ترضين؟"

لم ترد ... فيلتفت نحوها صارخاً

" ردي يا امرأة ! هل أكلم الحجر ؟!"

فتهمس باختناق وعيناها جاحظتان رعباً

" كيف تريدني ان ارد ؟! انا اخافك ومرعوبة منك حد الموت .. وانت تبتهج بشعور الخوف هذا من كل ممن حولك.."

وجهه الغاضب المتجهم لم يتغير وهو يقول

" هل تصدقين.. انت فقط دوناً عن باقي البشر لا اريدك ان تخافيني !"

ظلا يحدقان ببعض ..

هي لا تعرف ما تقوله له كرد .. لا تعرف علاجا ناجعاً يطهره ويشفيه من شيطانه ..

لا تعرف كيف تقنعه بالحلال الذي يرفضه..

وهو يحدق يريدها ان ترضى به كما هو .. قد يتنازل عن بعض ما يؤذيها منه لاجل رضاها ذاك .. لاجل ان يشعرها تقبله ولو قليلا .. لكن ابدا لن يستطيع التخلي عن (تحسين) الفتوة الذي يرعب كل من حوله ...

لن يعود صغيراً تدوسه الاقدام ويسحقه الفقر والذل ... ابدا لن يعود .. حتى لاجل حسناء ..

قست نظراته وهو يأمرها قبل ان يغادر

" لاتغادري البيت ابدا .. هل فهمتِ ..."





المدرسة


تبحث عنها عيناه وقلبه الخافق يرتج في صدره شوقاً وعشقاً.. يناظر الممرات في المدرسة يميناً وشمالا ولم يجدها ..

مرّ من امام مكتب الادارة فيتجاوزه ببضع خطوات عندما لمحها اخيرا في نهاية الممر تكلم احدى زميلاتها المعلمات وبضع اطفال يتراكضون من حولهما .. تجيش مشاعره في صدره حتى تكاد تشقه نصفين ..

هل يعقل سيصمد لاسبوع حتى يجس نبضها ويتأكد .. يا قلبه اذا استطاع واحتمل وفعل ..

يتحرك خطوة واحدة نحوها عندما اوقفه صوت المديرة من خلفه وهي تناديه

" خليل .. بني .. تعال لو سمحت .."

شعر بالغيظ ويكاد يفقد زمام سيطرته ليترك المديرة تقف حيث هي ويتجاهل نداءها .. لكن المديرة رضاب اعادت النداء

" خليل .. خليل .."

فتنهد وهو يلقي آخر نظرة ليراها تضحك لشيء قالتها زميلتها ويا لهف قلبه كيف سيفعلها ويبوح ... ترا هل ستضحك له يوماً هكذا ؟!

استدار محبطاً صاغراً ليرد نداء المديرة التي تقارب عمر والدته قائلا

" نعم .. ست رضاب ؟"

فتبتسم بوجهه ابتسامة وقورة وهي تفتح باب مكتبها وتقول " تعال معي الى مكتبي .. اريد ان اتناقش معك بشأن الصفوف الخلفية "

اخفى تنهيدة اخرى بينما يعود اليها فتفسح له طريقاً ليسبقها الدخول الى الغرفة ..

في نهاية الممر ودّعت شذرة زميلتها وتبتسم في وجه الاطفال الذين يحتفلون بآخر يوم امتحانات باسلوبهم الصاخب ...

" صباح الخير انسة شذرة .."

التفتت شذرة لترى الاستاذ مصعب يقف مكانه وهو يحدق فيها بنظرة غريبة ..

ردت تحيته " صباح الخير .."

تنظر اليه باستغراب ليتقدم منها خطوة قائلا

" اريد عشر دقائق من وقتك .. هناك موضوع خاص .. وعاجل .."

رمشت بعينيها وهي تقول بدهشة تلقائية

" تكلمني انا ؟! لكن .. الحافلة .."

يفند حجتها قائلا " الحافلة لن تتحرك قبل نصف ساعة .. ارجوك انسة شذرة .. فقط عشر دقائق .. هل يمكننا الذهاب لغرفة المعلمين.. انها خالية الآن .."

بحزم ردت " انا اسفة لا استطيع الانفراد بك هكذا في غرفة خالية .. لن يكون مناسبا.."

فاقترح بإلحاح " حسن .. اذن اخر الممر الاخر هناك.. فقط كي أتكلم براحة دون ان يسمع حوارنا الرائح والغادي.."

تمتمت بتوتر وقلبها يتسارع بحدس ينتابها

" نعم ..."

بعد دقائق كانت شذرة تحدق بوجه مصعب تستوعب مفاجأته .. تستوعب نظراته المختلفة اليها .. تستوعب التوقيت العجيب لطلبه ... ترى هل هذه اشارة لترضى نصيبها؟!

يأتيها صوت مصعب الاجش وهو يلح بنبرة عاطفية متلهفة

" ارجوك شذرة .. اتصلي بخالتك الآن لاخذ موعدا غدا الخميس حتى نحضر للزيارة ... امي متلهفة لتلتقي بك وبأهلك .."

اتسعت عيناها بمزيد من الصدمة وهي تتمتم

" غدا ؟ بهذه السرعة ؟ "

يبدو انه شعر بهلعها وارتباكها العفويين فحاول ان يهدئها بالقول " فقط للتعارف .. لا تقلقي .. امي تنتظر ردا مني الآن .. لا تتخيلين مدى فرحتها لاني قررت اخيرا الزواج .. اخواي الاكبر مني والاصغر تزوجا ولم يتبق الا انا "

كانت في قمة الارتباك وتحتاج حقاً ان تكلم خالتها ابتهال .. ليس فقط لتسألها بل لتمنحها ثباتاً وسط التخبط الذي تشعره ..

يحثها مصعب وهو يبتسم " هيا .. شذرة .. فقط خذي رأيها بموعد الغد للتعارف .."

أخذت شذرة تهز رأسها وكالمخدرة اخرجت هاتفها واتصلت بخالتها ابتهال ..

مرت دقائق وشذرة تواجه الحائط وتولي ظهرها لمصعب الذي يقف على بعد مترين مانحاً اياها خلوة في المحادثة مع خالتها ..

تستمع شذرة بذهن مشتت لخالتها وهي تقول بفرح وترحاب " ما شاء الله.. هل هو شاب جيد يا ابنتي ؟"

ردت شذرة بشكل آلي " نعم .. خالتي .. أظن ذلك.. "

ثم ترتبك وهي تضيف " لا اعرف خالتي .. لا اعرف لماذا اشعر هكذا .. مرتبكة ومشتتة.. هل .. هذا طبيعي ؟!"

تحتوي الخالة ابتهال ارتباكها وان لم تحزر لماذا تشعر شذرة بكل هذا الارتباك الغريب لتقول لها بأمومة " لا ترتبكي هكذا حبيبتي .. انت فقط خجولة اكثر مما يجب .. تذكرينني بنفسي وانا في عمرك .. باذن الله يكون من نصيبك اذا كان يستحقك "

ثم تضيف الخالة ابتهال بجدية " اسمعيني شذرة .. أكدي عليه ان هذه ستكون زيارة تعارف بسيط فقط .. "

فتهمس شذرة " نعم ..."

لتعود الخالة وتوصيها بحزم " شذرة .. لاتخبري احدا الآن .. ولا حتى خلود .. لا نريد ان ننشر الخبر حتى التقيهم بنفسي .."

فترد شذرة " حاضر.. خلود خرجت من المدرسة بسيارة اجرة .. لديها موعد في مستشفى تخصصي لحالتها .."

ثم قالت ابتهال اخيرا " جيد .. اذن اعطه رقم هاتف بيتنا لتتصل بي امه بنفسها وتطلب زيارة التعارف .."

ترقرقت دمعة عجيبة في عينيها وشعرت شذرة ان قلبها ينقبض ...!

لكنها أطاعت وقالت " سأفعل خالتي .."

أنهت المكالمة واستدارت لمصعب بنظرات مطرقة للارض وخلال اقل من دقيقة كانت تخبره بما قالته خالتها ابتهال وتعطيه رقم البيت ثم تنسحب مسرعة لتلحق بالحافلة ومصعب يتنفس الصعداء ويبتسم بثقة انها ستكون من نصيبه ..

يتبع..






التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 10-04-18 الساعة 09:46 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس