عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-18, 09:17 PM   #3489

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الجامعة

ساهمة شاردة في حالة سلبية تكرهها ولا تجيد تفسيرها مما يثير غيظها وكآبتها أكثر..

تسير في الرواق الطويل للقسم لتغادره بينما ترد على زميلاتها وزملائها بلا اهتمام ..

غادرت مبنى القسم وكانت ستحيد يميناً للساحة العامة عندما واجهها الدكتور سامان بابتسامته الجذابة الذكية ...

انيقا دون اسراف في ملبسه ويحمل حقيبته الجلدية البنية لتعطيه هيبة ومزيدا من الجاذبية ...

ابتسمت له طواعيا بينما يسألها باهتمام

" كيف امتحان اليوم يا رقية .."

فترد عليه تحاول التغلب على كآبتها بالقول

" الحمد لله أجبت بشكل ممتاز..."

تلتمع عينا الدكتور سامان بذكائه اللماح ليسألها " اذن لماذا تبدين .. حزينة او ساهمة هكذا ؟"

فترد بحيرة حقيقية " لا اعلم يا دكتور .. ربما هي من كآبة التخرج .. "

فيرد وهو يرفع حاجبيه ببعض الاعجاب المحبب " مثلك لا يعرف الكآبة .. انت حيوية للغاية ومفعمة الانطلاق .."

شعرت بتحسن مباشر خفف عنها شعورها السلبي ذاك لتشكره بصدق

" شكرا دكتور سامان .."

يبتسم لها برضا ثم يقول بنبرة ذات معنى

" غدا الامتحان الاخير .."

فترد وهي تستعيد ثقتها

" اجل .. لكنه أسهل مادة عندنا .."

تتسع ابتسامته ليقول ببعض المراوغة الحلوة

" هذا جيد .. أردت أن اقول لك ان كانت اجابتك في امتحان اليوم والغد بمستوى اجاباتك بامتحانات الايام السابقة فأستطيع ان اقول وبثقة (مبروك يا معيدة) .."

ارتفع حاجبا رقية عالياً لتهتف بفرح حقيقي غامر " حقاً دكتور سامان ؟!"

للحظة برقت عيناه بشكل مختلف وهو يحدق في وجهها ثم تعود نظراته لطبيعتها الحلوة قائلا " نعم .. اليوم أطلعت بنفسي على نتائجك .."

ثم يرفع سبابته في وجهها قائلا بتحذير رقيق

" لكن هذا سر بيننا .. لا تخبري احداً .."

تضحك رقية بخفة لترد عليه " مؤكد دكتور .. شكرا جزيلا لك .."

كانت تشع راحة وسعادة الآن مما جعل الدكتور يقول لها " سعيد ان اعيد لوجهك تألقه وابتسامته .."

للحظة شعرت رقية ببعض الاستغراب نحوه لكنها تمالكت نفسها قائلة " شكرا لك .."

ثم يتلاشى استغرابها وهو يكلمها باسلوبه المعهود موصياً اياها بنبرة عملية " الفترة القادمة يجب ان تتواجدي في القسم .. وجودك ضروري .."

فتعده رقية مؤكدة بجدية " سأفعل .. لاتقلق.. كل يوم ستجدني امامك .. ولن أخذل ثقتك بي ابداً "

فيكتفي الدكتور سامان بابتسامة ودودة ثم يلقي التحية ويكمل طريقه في الاتجاه المعاكس .. تغادر رقية الجامعة وتكاد ترقص وتتمايل من شدة الفرح والابتهاج ...





شقة مهند


اخذ مهند يحرك اثاث الشقة يمينا وشمالا وانفاسه تتسارع .. وبغيظ وعناد لتسارع انفاسه دلالة تعبه كان يحمل جسده المزيد من التعب ..

باب شقته كان مفتوحاً و عامل يغادر مع انتهاء عمله بايصال منضدة مكتب وكرسي جلدي انيق ...

الهاتف محشور بين خد مهند وكتفه وهو يواصل حواره مع صديقه مجد قائلا

" نعم استقلت اليوم رسمياً ..."

فجاءه صوت مجد المذهول " لماذا تسرعت هكذا يا مهند ؟! لماذا لم تقدم على اجازة طويلة .."

فيرد مهند بشقاوته المتأصلة فيه

" هذا جزء من حلاوة الامر .. المجازفة .."

ما زال مجد متخوفاً فيبدأ قوله بالاعتراض

" لكن يا مهند ..."

يقاطعه مهند قائلا وهو يدفع الكرسي الجلدي" لاتهتم بقراراتي ولست مجبرا على الاستقالة مثلي يا مجد .. تستطيع ان تأتي للعمل معي بعد العصر .."

يصمت مجد كمن يفكر ويقلب الامر في رأسه بينما يضيف مهند ليشجعه " انا اعلم ان لديك الان طفلان وربما الثالث في الطريق وتحتاج لدخل اضافي .. وفي اسوأ الاحوال ان وجدت الامر صعباً عليك لا تقلق انسحب فوراً ولن اعاتبك .."

تنهد مجد ليقول حاسماً امره

" حسن مهند انا قررت .. سأكون معك وسأتفرغ لك خلال يومين .."

جاء صوت صغيرته من ناحية باب الشقة المفتوح " بابا .. بابا .."

يبتسم مهند تلقائيا لوجهها بينما يسمع مجد يقول له عبر الهاتف " اذهب لابنتك .. اراك قريباً .."

ينهي مهند المكالمة ويضع هاتفه جانبا ثم يجثو على ركبتيه ليستقبل ابنته بين ذراعيه يحتضنها ويدغدغها بقبلاته في رقبتها متمتماً بعفوية " حبيبة بابا .."

تدخل جوري لتقف على بعد خطوات منهما متشنجة ببعض التوتر التلقائي حالما سمعت كلمة التدليل رغم قناعتها باختلاف المقصد عن الماضي عندما كان ينادي ابنته (حبيبة بابا) لكنها تظل في داخلها وجع انثى لا تنسى جرحاً ...

شمخت وهي تقول بهدوء " مرحبا مهند .."

رفع نظراته اليها وبينما يقف وهو يحمل الصغيرة بين ذراعيه فاجأته بتسريحة شعرها فقال عفوياً " لقد قصصتِ شعرك ! متى ؟ "

ردت بنبرة حيادية لا تحمل اي خصوصية

" صباح اليوم .. الجو حار جدا .."

يبتسم ثم يقول بتقييم رجولي" يليق بك .."

تمتمت " شكرا .."

ثم تلمع عيناه قائلا بابتسامة مختلفة

" لكن احبه طويلا ... احبه جدا .."

سطعت نظرة من عينيها الرائعتين فتتسع ابتسامة مهند بمزيد من الشقاوة والحرارة العاطفية العفوية منه ثم يحني جذعه لينزل صغيرته ارضا وهو يقول لها

" اذهبي والعبي في غرفتك يا حلوة .."

تركض قطر الندى بينما يوصيها والدها

" اغلقي باب الشقة حبيبتي .."

تهتف بحماس " حاضر بابا ..."

تنفذ ما طلبه منها وتواصل ركضها لغرفتها ووالدها يبشرها بما سيفرحها

" ستجدين العابا جديدة قطرتي .."

اختفت الصغيرة بضجيجها المحبب ليبقى والداها بمواجهة بعض في وقفة صامته ..

قطع الصمت مهند وهو يشوح بذراعيه جانباً ليسأل جوري بخفة

" ألن تسألينني عن كل هذا ؟"

ردت بهدوء مثير " لا ...."

لكنه لا يهتم بلا مبالاتها تلك ليشرح لها بحماسة " انه عملي الجديد .. مكتب لبيع وشراء وتأجير الxxxxات .. لقد استقلت من شركة الاعلانات هذا اليوم .."

للحظة تخيل انها ستوبخه لكنها فاجأته وهي تقول له بجدية وتقدير حقيقي ضمني

" مبروك .. انت بارع في الترويج والاعلان وبارع في الاقناع مع الزبائن وحسن التعامل معهم كما لك عقل تجاري يجيد المجازفة بالفطرة ..."

كانت المرة الاولى في حياته كلها يجد من يصفه بهذه الصفات !

قال بصوت أجش وهو يقترب منها " هذه المرة الاولى التي تقولين لي كلاما كهذا .."

تغبرت تعابيرها وضحكة خافتة متهكمة سبقت كلامها المبطن " بل قلته كثيرا لكنك لم تكن... تسمع .."

وقف قبالتها مباشرة ينظر لوجهها المبهر دون أن يرد على كلامها الاخير ..

حدسه كرجل يخبره أنها تتأثر باقترابه هذا بينما تقول له وهي لا تنظر اليه

" اردت ان اخبرك.. بأمر ..."

بصوت رجولي خافت يقول

" كلي اذان صاغية "

رفعت عيناها مجددا نحوه وقد استعادت ذاك الهدوء الجليدي لتقول " أنا سأبدأ بالعمل عصراً لساعتين او ثلاث يومياً .."

سؤال مر عبر شفتيه تلقائيا " مع من ؟"

عيناه متملكتان غيورتان متحفزتان وعيناها متحديتان رافضتان تملكه وغيرته وتحفزه !

ردت من بين اسنانها لتعبر عن رفضها هذا

" لا يخصك مع من .. انا لااخذ منك الاذن.."

يقترب فتبتعد بينما يسألها بنبرة خافته

" اذن لماذا تخبرينني ؟"

فترد بتفسير منطقي يحجم من علاقتهما قائلة " لاني كنت سأقترح عليك ان تأخذ قطر الندى في هذه الفترة من كل يوم .. اظننا يجب ان نتفق على هكذا امور حتى نراعي ابنتنا بشكل صحيح ولتراها بشكل يومي ايضا لاجلها ولاجلك .. "

يتقدم مرة اخرى وعيناه في عينيها بينما تتراجع هي حتى احتجزها بينه وبين الحائط ليسأل بنبرة ملحة خطيرة " مع من ستعملين ؟"

رفعت يديها لتبعده عنها لكنه يطوقها ويحاصرها ويأبى التزحزح فتنهره بالقول اللاهث من شدة الانفعال " ابتعد مهند .. لا تكن طفولياً .."

لكنه يصر قائلا وانفاسه تلفح وجهها

" ليس قبل ان تخبريني .."

تبرق عيناها بالغضب والتمرد لتقول له " لن أفعل ...لستُ ملزمة باخبارك بأي شيء .. يخصني .. هل فهمت ؟! "

هذه المرة ألصق جسده بها ويميل بفمه ليلامس خدها بلمسة كالريش فترتعد رغماً عنها لكنها تقاوم بعنف رهيب لتقول بغضب حقيقي " ماذا تفعل ؟! أجننت ؟! "

كان يلعب معها دورا صبيانيا شقياً يثير فيها حنيناً ترفضه .. يضحك بخفوت ثم يقول بشقاوة عاطفية " اذا كنتِ لا تريدين مني تهوراً اخبريني وسأبتعد في نفس اللحظة ..."

هتفت اسمه بمزيد من الغضب " مهند ! ابتعد أقول لك .."

فيرد عليها بعناد " لن ابتعد .. ولن يعجبك ما سيحدث بعدها ان لم تخبريني .."

شعرت انها بموقف ضعف يجب ان تخرج منه بأي ثمن فتنازلت وهي ترفع وجهها بكبرياء امام وجهه لتقول بحزم

" مع صديقتي سناء .. ابتعد الآن ! حالا وفوراً "

للحظة ابتسم قبل ان يبتعد ويمنحها الفرصة لتتنفس الصعداء ثم عقد حاجبيه قليلا وهو يتساءل " سناء المحامية ؟"

ترد عليه وهي تستعيد رباطة جأشها وبرودها

" نعم .."

بنفس العبوس يتساءل بعجب " وماذا ستفعلـ..."

قاطعته بانفعال قائلة " كفى مهند ... لا تتدخل بحياتي .."

يتخفف عبوسه ليضع يديه في جيبي بنطاله قائلا باستفزاز " انت زوجتي حتى اللحظة .. وستظلين زوجتي في عرفي حتى مماتي .. ومن الطبيعي ان اتدخل في كل ما يخصك .."

تنهدت وهي تقول بجدية " حاول ان لا تكون طفوليا وتتجاهل الواقع بهذه الطريقة التي تتبعها .. انا انفصل عنك .. استوعب هذا وواجهه .."

فيفاجئها بالسؤال " امممممم .. الست حاملا ؟"

هتفت بانفعال رغماً عنها " لا ..."

فيبتسم بنظرة شقية ويقول وكأنه لايشعر بما تعانيه

" ربما سنحاول من جديد في وقت اخر .."

ترفع يدها لتمررها على جبينها وهي تقول بيأس " رباااه .. انت لن تكبر ابدا .."

يغيظها وهو يضحك !

كأنه مستمتع بما يحصل ولا يأخذ طلاقهما على محمل الجد !

أخذت تحاول تهدئة نفسها لتسأله بجدية

" الآن اخبرني .. هل انت راغب بابقاء قطر الندى معك كل يوم بهذا التوقيت ؟"

يميل برأسه جانباً وهو يقول بمناغشة

" انا .. راغب جدا .. قطر الندى و.. أم قطر الندى لو شاءت .."

تتجاهل مناغشته لتواصل اسلوبها الجاد بالسؤال " ألن يؤثر عليك .. ربما ستشغلك عن عملك الجديد..؟"

يهز كتفيه وهو يقول بتأكيد

" لا عليك سأتدبر امري .. لها غرفتها التي تلعب فيها او اذا رغبت ان تنام .. واذا اردت الخروج سآخذها معي او ربما اعيدها بنفسي الى بيت عائلتك اذا لم استطع اصطحابها في مشاويري .."

ردت براحة اخيرا " اذن اتفقنا ... انا سأبدا مع سناء ابتداء من السبت القادم .. "

يهز رأسه موافقاً بابتسامة ناعمة ..

تستدير جوري وهي تلقي التحية لتغادر بينما تشعر بمراقبة عينا مهند لها في صمت ..

عند الباب استدارت اليه تناديه " مهند ..."

فترى عينيه بانتظارها وهو يرد " نعم ..."

لا تعلم لماذا شعرت ان عليها واجب قول ما ستقوله وقد فعلتها بصدق وهي تتمناها له

" بالتوفيق في عملك الجديد .. دوماً اردتك ان تبدأ في عمل خاص يغير من روتين حياتك الذي كان يصيبك بالملل ..."

اتسعت عينا مهند قليلا وهو يحدق فيها بينما تفتح هي الباب وتغادر تاركة اياه في وقفته تلك يحاول ان يتذكر الكثير مما تناساه عقله عن عمد و.. غباء..

لثلاث سنوات كان يعيش مع جوري اسماً وهو يقصيها جوهراً .. اقصى روحها وعقلها وقلبها.. يكاد لا يستوعب كيف لا يتذكر انه سمع منها هذا الكلام من قبل ؟!

يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 10-04-18 الساعة 09:55 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس