عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-18, 08:55 PM   #3699

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي الفصل العاشر 1

اليكم الفصل العاشر يا غوالي ... انتظر تعليقات بشوق كبير

" تنويه هام : لا احلل لاي موقع او جروب نقل فصولي واتمنى من اي قارئة تشوف فصولي يتم نقلها لموقع اخر ان تخبرهم ان هذا غير محلل لهم وارفضه بشكل قاطع "





الفصل العاشر





وبينما رقية تفتح بوابة البيت جاءها صوته الضاحك يلاحق انتفاضات القلب قائلا

" سلامي لابنة خالة عمتنا .. وللخالة ابتهال .. وسلام خاااااص لشذرة .."

وكأن صداعا مباغتا في جانب رأسها داهمها على حين غرّة .. كما يحدث لها احيانا عندما تشرب ماء مثلجاً !

اغلقت البوابة ببعض العنف وعيناها تلمحانه يحمل اكياس البقالة من جديد وهو يصفر !

تكز على اسنانها غيرة وغيظاً وتتمنى لو تستطيع العودة اليه لتباغته بضربة من كعب حذائها في ساقه من الخلف فتوقعه أرضا مكفياً على وجهه مع بقالته ...

(" سلام خاص لشذرة ")

يعاودها الصداع مع تكرار الجملة في رأسها بينما ما زالت ترقبه خفية وهي تكز باسنانها لتراه كيف يدخل بأريحية لبيت الصائغ حاملا البقالة وكأنه يدخل بيته ...!

الكريه لم يلتفت حتى لينظر خلفه فيتأكد من دخولها البيت ...

قلبها اللعين ما زال متسارعاً بتأثر وان خفت تسارعه قليلا ثم عقدت رقية حاجبيها واستدارت لتكمل طريقها في مرآب البيت نحو باب المطبخ..

تحملها خطواتها الرشيقة وهي في خضم نقاش محتدم مع نفسها تحاول تفسير الامور ووضعها في نصاب يلائمها

" لا بأس رقية .. هو جذاب وله خفة ظل طبيعية يُحسد عليها .. لا بأس ان تتأثري به فالكل تأثر به وليس انت فقط .. لا تعطي الامر اكبر من حجمه .. من الجيد الاعتراف بتأثير احدهم لكن الاهم هو السيطرة على ابعاد ذاك التأثير وعدم اعطائه الفرصة ليكبر ويتغلغل للعمق.."

شعت عيناها بالتحدي والثقة و.. الارتياح وهي تضيف المزيد لحوارها الداخلي

" كل شيء تحت السيطرة ما دمتِ تملكين الشجاعة لتواجهيه دون خوف او تهرب .."

استرخت اخيرا ورسمت ابتسامة شقية تعكس اعتدال مزاجها اللحظة بينما تدخل عبر باب المطبخ وهي تلقي التحية على امها التي كانت تحفر بحبة الكوسا ..

تقترب من امها تحتضنها من ظهرها تتدلل وهي تسألها " ماذا ستعدين لنا للغداء يا ابتهال ؟"

فترد عليها امها بتحبب وابتسامة فرحة واسعة اكثر من المعتاد " سأطهو (شيخ محشي) انت تحبينه يا كل الرقة .."

تهز رقية رأسها بـ(نعم) بينما تداعبها بالقول المتسائل " ما سر هذه الابتسامة الواسعة ؟"

فتبتهج ملامح ابتهال سعادة وهي تخبر ابنتها الصغرى بالخبر " لقد تقدم لشذرة عريس "

ترفع رقية حاجبيها بمكر وهي تخمن قائلة

" اذن خليل قرر الاقدام اخيرا وصعود المرتفعات..."

عبست ابتهال وهي تتكلم باستغراب

" خليل اخو خلود ؟! لا ليس هو .. بل زميلها في المدرسة .. مدرس الالعاب الرياضية .."

تغيرت ملامح رقية ببعض الدهشة ثم مطّت شفتيها بحركات غير راضية بينما امها تضيف بسؤال جدي " منذ ايام وانت تذكرين خليل بشكل متكرر وتلمحين باشاراتك نحو شذرة.. هل هناك شيء لا اعرفه ؟!"

تضحك رقية بخفة ثم تقول بغموض

" لا تهتمي بسخافاتي يا ابتهال .. احيانا احب ان اشاكس الاغبياء لعلهم يستيقظون من اغماءة غبائهم .."

نهرتها ابتهال بالقول " لا تتكلمي عن ابنة عمك هكذا .. عيب يا رقية .."

فتهز رقية كتفيها بلا اهتمام ثم تبتعد لتقول " ما اسم (عريس الهناء) ومتى سيهل علينا لنراه ونتملى في طوله وعرضه؟"

يزداد عبوس ابتهال وهو توبخها اكثر قائلة

" رقية تكلمي باسلوب لائق عن عريس شذرة.. اسمه مصعب وليس (عريس الهنا).."

تتمتم رقية ببعض التفكير الشارد وهي تبتسم بخبث هامسة بخفوت شديد

" اذن مصعب وليس .. مهند !"

ببعض الحنق تسأل الام " بماذا تتهامسين مع نفسك الآن .. اقسم بالله ان سخرتِ مجددا سأخاصمك ولن اكلمك .."

تتغير ملامح رقية ثم تميل لتقبل كتف امها معتذرة ومناغشة في نفس الوقت " اسفة امي .. لا تغضبي .. لكن فقط اخبريني لماذا تصفينه (عريساً) بهذه النبرة المؤكدة ؟! هل قالت لك انهما يتبادلان المشاعر مثلا ومتفقان على الزواج؟"

ردت ابتهال وهي تحفر حبة كوسا جديدة

" انت تعرفين شذرة ليست من هذا النوع .. انها تشبهني وتذكرني بنفسي قبل ان اتزوج والدك .. محافظة للغاية وترتبك كثيراً من اي اهتمام يوجهه نحوها اي شاب "

ضحكة خافتة فيها خيط سخرية ومكر بينما تعود رقية بذاكرتها لاسابيع ماضية وربما بضعة شهور مع تلك المكالمات الليلية التي كانت تجريها شذرة مع (صاحبها السري) مهند ..

مرتين او ثلاث وقفت رقية خلف باب غرفة شذرة في جنح الظلام تتنصت مستمعة لطرف واحد من الحوار عبر الهاتف هو (شذرة) .. بينما تتكهن وتخمن ردود الطرف الاخر (مهند) ..

في البداية اثارت فضولها وتسليتها ثم لاحقاً بدأت تشعر بالضجر والملل من شذرة نفسها واسلوبها في التشكي الدائم وكأنها ضحية بؤس العالم أجمع !

قالت رقية اخيرا بنبرة متسلية وهي تعلق على كلام امها المادح لشذرة

" انا اعرفها لكن انت من لا تعرفينها جيدا ! "

التفتت اليها امها بتعابير تساؤل واستغراب لتراوغها رقية بالقول وهي تميل هذه المرة لتقبل خدها بحب قائلة " ثم لا احد يشبهك يا اجمل واغلى القوارير "

تبتسم لها امها وتعود لعملها وهي تثرثر بالقول

" غدا سيأتون عصراً للزيارة .. لقد اتصلت بي امه وبدت لي طيبة .. قالت ستأتي هي وزوجها مع ابنهما لنتعارف .. اشعر ان الشاب ملائم جدا لشذرة .. "

تحركت رقية لتغادر المطبخ وهي تقول ببعض اللامبالاة " عن نفسي غدا لن أكون ضمن زيارة التعارف هذه .. سيكون اول يوم لانتهاء الامتحانات واحتاج أن اكون بمفردي .. ساذهب الآن لاخذ حماما طويلا ثم اتفرغ لدراسة امتحان الغد الاخير .."

تدعو لها امها الكثير من الدعوات بينما ترتقي رقية درجات السلم للطابق الثاني وهي تتمتم

" غبية اخرى ! لكن من يدري ربما العريس الذي رضيت به ابنة عمنا البريئة افضل حالا من الوسيم العاشق خليل "



في نفس اللحظات التي كانت فيها رقية تصعد الدرج دخلت شذرة عبر باب المطبخ تلقي التحية وهي ساهمة تائهة مشوشة النظرات لتستقبلها ابتهال بزغرودة فرح جعلت شذرة تتسمر مكانها تحدق في خالتها ابتهال وهي تزغرد من قلبها فتدمع عينا شذرة ودون اي تفكير تركض نحوها ترتمي في حضنها وهي ترتعش من شدة الارتباك والتشوش ..


تركت ابتهال ما في يدها وقلبها يوجعها على هذه البنت المسكينة .. لقد ارادت ان تفرحها بالزغاريد لكن يبدو ان زغاريدها اثارت حزنها .. تفكر ابتهال ان شذرة لا بد تفتقد امها وابيها وعمتها وكل اهلها .. تفتقد من يفترض ان يكونوا معها بلحظات كهذه ...

حاوطت جسد شذرة بذراعيها وهي تحاول اطلاق الضحكات قائلة ببشاشة

" لا بد اني ابدو متهورة في شيبتي هذه .. فما زال الوقت باكراً لازغرد كما هو باكر لتهلعي هكذا حبيبتي .. دعينا نرى العريس اولا ونوافق عليه ثم ارتعبي كما تشائين وانا سأزغرد حتى الصباح .."

مدت ابتهال يدها لذقن شذرة المستريح على صدرها فترفع وجه شذرة اليها وتنظر في عينيها طويلا قبل ان تسألها بجدية

" هل الشاب جيد يا ابنتي ؟"

فتتورد شذرة من السؤال وتهز رأسها بـ(نعم) بينما في داخلها تتشوش اكثر ...

لماذا هي مرتبكة ومخنوقة لهذه الدرجة ؟! هل حقاً هو أمر طبيعي ؟ هل لانها ربما تحن لوالديها وتفتقد وجودهما في يوم كهذا ؟

لكن .. ما هذا الشعور غير المرئي الذي يتسلط على افكارها ويشوشها بهذه الطريقة؟

هل هي الرهبة ؟ ام ... ماذا بالضبط ؟

" اذهبي وخذي حمامك حبيبتي ستسترخين.. هل انت مضطرة في الغد للذهاب للمدرسة ؟"

هزّت شذرة رأسها بـ(لا) ثم قالت بصوت خافت

" استطيع التغيب غدا .. امتحانات الاطفال انتهت اليوم .. وسيتم التحضير في الايام القادمة لامتحان الصف السادس (البكالوريا) التي ستبدأ بداية الاسبوع المقبل.."

فعلقت ابتهال برضا " هذا جيد .. لا اريدك ان تذهبي غدا وترينه .. ربما سيحاول التكلم معك او الضغط عليك .. "

ثم تداعب خد شذرة وتقول بلهجة رقيقة

" والدته امرأة طيبة .. وتبدو سعيدة للغاية انه اختار عروساً اخيراً .. فكما قالت ليس اسمه (مصعب) من قليل ! فهو صعب الاختيار ولا يعجبه العجب .. انها شديدة الشوق لتراكِ .. اظنها احبتك من حب ولدها لك .."

تبتسم شذرة اخيرا وهي تتورد وتسترخي ..

لتضيف ابتهال المزيد قائلة " هم متعجلين جدا .. ورغم اتفاقنا انها زيارة تعارف الا اني اظنهم سيفتحون موضوع الخطبة مباشرة .."

تعتدل شذرة بوقفتها ليعاودها الارتباك وهي تتمتم بتساؤل " وماذا سنقول خالتي اذا فتحوا موضوع الخطبة ؟!"

تضحك ابتهال وهي تربت على خد الفتاة قائلة " لا تقلقي .. خالتك ابتهال ستعرف كيف تتصرف .."

ثم عادت ابتهال لطهوها وهي تقول " .. اسيا ورضا سيكونان موجودين في الغد .. لقد أكدت على رضا ..لكني سأتصل بحبيبة ورباب لتأتيا ايضا لكن دون زوجيهما.. يكفي ان رضا موجود في الزيارة الاولى .."

رغم كل شيء يجب ان تشعر شذرة بالامتنان لان لها عائلة كهذه يدعمونها.. حتى لو ربطتهم بها مجرد صلة دم بعيدة نسبياً..





يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس