عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-18, 08:57 PM   #3700

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 2

بيت سعدون القاضي



بتركيز عابس خطّ سعدون بقلمه الحبري على صفحة جديدة في دفتره

( هذا الشاب بدأ يثير ريبتي جدا .. لقد تعامل مع سائق الاجرة بطريقة احترافية ! قال بضع كلمات للسائق فجعله يرتجف ذعرا منه ..)

توقف سعدون قليلا ليرفع وجهه مفكرا ويتمتم بتأكيد

" صحيح لم أسمع ما قاله لكني رأيت ذاك السائق بأم عيني يرتجف خوفاً ثم يعتذر له ولرقية العطار ويمضي في سبيله.."

بعد هذا التأكيد المطمئن والمثبت لافكاره عاد لمفكرته ليكمل تسطير تلك الافكار

( بعد البحث والتقصي كل ما علمته عنه حتى اللحظة ان اسمه رعد العبيدي وقد عاد منذ اقل من اسبوع الى ارض الوطن بعد غربة مريبة غامضة في كندا استمرت لعشر سنوات.. هل كان يعمل في الحقل الدبلوماسي بشكل غير معلن ؟ ربما .. وربما ايضا عمل كجاسوس تابع للحكومة تحت غطاء عمله الدبلوماسي ذاك)

شعت عينا سعدون بلمعة الاثارة .. كإثارة طفل وهو يحدق بلعبته المفضلة التي يوسك على الحصول عليها ..

ثم يخطر خاطر اشد خطورة في ذهن سعدون ليكتبه سريعاً قبل ان ينساه

( بل ربما هو عميل لدولة اجنبية ! ولم لا .. هيئته وشكله وطريقة ملبسه توحي أنه متأثر جدا بالغرب .. لا اظنه يعمل لصالح الوطن .. بل اظنه جازما انه عميل جاء ليجمع اخبارا كي ينقلها الى جهات سرية اجنبية )

توقفت اصابع سعدون للحظات وانفاسه تلهث من شدة الاثارة ثم يعقد حاجبيه بعزم ليكتب

(نوصي بتكثيف المراقبة والتحري )

كتب اخر جملة وخط تحتها ثلاث خطوط !

ما زال لهاث الاثارة يسيطر عليه وعقله لا يسعفه لايجاد طريقة كي يتقرب بها لهذا الشاب دون ان يثير ارتيابه ويكشف تحريه عنه..




بيت الصائغ .. المطبخ




كان رعد يقطع البطاطا ويستمع بخلو بال لكلام مسترسل من الحاجة سعاد وهي تستذكر وتتفاخر بامجادها في الطبخ قبل ان تحتل مطبخها (كنتها خلود) وتفرض قوانينها عليه..

ورغم عبوسها الطفولي لفكرة ان (الكنّة) احتلت مكانها الا انها تمتدحها وسط العبوس لتؤكد مكانتها بالقول

" لكن حبيبتي خلود تبقى اقرب كناتي الي.. هي عصاي التي اتوكأ عليها "

فترد عليها الخالة بدرية بتقريع حازم " نتفتِ ريش المسكينة نتفاً ثم تقولين عصاي التي اتوكأ عليها ! انت امرأة جاحدة ناكرة للجميل يا سعاد "

يكتم رعد ضحكته بينما يلمح بطارف عينه الحاجة سوسو تحمر حنقاً لترد على رفيقة عمرها (كما تسميها) قائلة

" هل هي دجاجة لانتف ريشها ؟! ثم اني لا اقول الا الحق .. لكن كلام الحق دوماً لا يرضي احدا !"

فتحدجها بدرية بنظرة ذات معنى ثم تناكفها بالقول " يا امرأة اي حق هذا ؟! لولا خلود لمات اهل هذا البيت جوعاً من سنوات.. "

تزفر الحاجة سعاد وهي تستغفر الله حنقاً من صاحبتها التي أخذت تضحك منها ..

يلتفت اليهما رعد ليقول بابتسامة عريضة

" انا معك يا حاجة سوسو في اي شيء تقررينه .. حق كان ام باطل .. انت تدللي فقط وانا رهن دلالك ذاك..."

تنظر سعاد بفخر لبدرية فتعلق بدرية بتهكم " ضحك الفتى على شيبتك بكلمتين يا حاجة سوسو ... "

ينفجر رعد ضاحكاً ثم يعود لما يقطعه والرفيقتان تتناقران وتتراشقان الكلمات...

وسط خلو باله اللحظي ذاك رن هاتفه فمسح يده بمنشفة المطبخ ثم التقط هاتفه وخلال ثانية إرتحل كل تعبير رائق على محياه واكتسحه الوجوم بشراسة ..

وجوم وشيء من الاضطراب وحتى الخوف !

تحيرت بدرية وهي ترقب ملامح رعد التي انقلبت بشكل عجيب بينما يستأذن بهدوء ليرد على المكالمة فيغادر المطبخ ويدخل غرفته المجاورة ويغلق عليه الباب ...

يفتح الخط ويقول بصوت حاول أن يجعله لطيفاً قدر الامكان " مرحباً عمي .."

اغمض رعد عينيه وجسده يتوتر بالكامل بينما يسمع كلمات عمه الموبخة الذي لم يلقي التحية حتى " ماذا جرى لك يا رعد ؟ كيف تغادر هكذا دون ان تعلمنا ؟ "

رغم لمحة الارتياح التي مرت بخاطره الا انه كان شديد التوتر ويحاول جاهدا اخفاء توتره من نبرة صوته وهو يرد معتذراً ومبرراً

" اسف عماه .. عبد الرحمن دعاني للمكوث في بيته كضيف ليومين وأصر علي وألح هو .. وعائلته.. لم استطع قول (لا) لكرمهم هذا.."

اصابع يد رعد تتقلص حول الهاتف ويده الاخرى تشد على قماش الستارة التي يتشبث بها بينما يسمع رد عمه وهو يتنازل سريعاً ويقول بنبرة عتاب وتوبيخ " لكن هل يصح ان تغادر هكذا لبيت صديقك دون ان تخبرني او تخبر غيداء ؟! لقد اغضبتني للغاية وكنت على وشك الاتصال بك الامس لكن غيداء نصحتني ان اهدأ قليلا واؤجل الاتصال لليوم التالي .. وانت من جهتك لم تكلف نفسك عناء الاتصال بي لاعلامي بمغادرتك على الاقل ! ما هذا التصرف غير المسؤول منك ؟!"

تصلب فكا رعد وعقله يعمل سريعاً وهو يلتقط اشارات خفية من كلمات عمه ...

اشارات لا يقصدها عمه بل حتى لا يشعر بها .. لان عمه بات مجرد لعبة في يدها .. انها اشارات مرسلة منها هي .. غيداء ! وما عمه الا حامل لتلك المراسيل دون أن يعلم ...

حاول رعد التركيز في الرد وهو يبرر مجددا لعمه بنبرة حيادية هادئة " لك حق في هذا يا عمي .. اعتذر لسوء تصرفي .. عذري اني طوال العشر سنوات الماضية اعتدت العيش بمفردي والتصرف من نفسي دون الرجوع لاحد.. اسف عماه .."

للحظة سمع رعد هسيس خافت لكلمات خفية مبهمة جوار عمه الذي صمت للحظتين او ثلاث قبل أن يردد وكأنه شرد مع من يهمس اليه فيقول " لا بأس.. لابأس .. غيداء ايضا فكرت انك اعتدت التصرف بمفردك وسهوت عن الاصول والواجب .. بالمناسبة هي جواري الآن وترسل لك السلام .."

شعر بنار غضب رهيب تخرج من عينيه واذنيه.. شعر أنها تمارس دوراً اكثر حقارة وقذارة مما فعلته قبل عشر سنوات ...

خرجت الكلمات باردة ثلجية وهو يشعر انها تسمعه " شكرا .. ابلغها سلامي .."

قلبه ينقبض بشدة وهو يصارع ليبقى ثابتاً راسخاً مسيطرا ...

ليأتيه صوت عمه بما جعله ينفجر " ألن تأتي لتتغدى معنا اليوم على الاقل ؟ غيداء تدعوك الى..."

قاطعه رعد وهو يشد الستارة بعنف حتى تقطعت بعض خيوطها المتعلقة بالحلقات المعدنية وهو يهتف بالكلمة المدوية

" لا ..."

ثم بذل مجهودا جباراً وهو يستدير بجسده ليبتعد عن الستارة محاولاً التماسك والهدوء حتى لا يثير ريبة عمه فيضيف

" لا استطيع عماه.. اسف لاني مدعو اليوم بشكل خاص للغداء في بيت الصائغ .. "

رد العم بلا اهتمام حقيقي وفي نفس الوقت يعرض عليه بنوع من الالحاح

" حسن كما تشاء بني .. ربما غدا ..؟ "

تصطك اسنان رعد وهو يخمن بوضوح من مصدر هذا الالحاح العجيب الغريب عن اسلوب عمه معه ليرد اخيرا بمراوغة " سأخبرك ان كان باستطاعتي .. انت تعرف اني ابحث عن سكن .. وايضا .. احاول تجميع بعض الافكار للعمل .. عبد الرحمن يساعدني وربما سأنشغل معه الايام المقبلة.."

فجأة وكأن العم تذكر أمرا ليعرضه قائلا

" هل .. تريد ان أكلم وميض لاجل..."

قاطعه رعد بحزم وهو يقول " لا عمي .. شكرا .. لا داع على الاطلاق .. سأجد عملا يناسبني لا تقلق علي .."

فيعود العم الى لا مبالاته الاصلية قائلا

" كما تشاء بني ..."

اوشك رعد ان ينهي المكالمة التي من الواضح انها لم تكن تثير اي اهتمام لدى عمه

" حسن عماه .. اراك بخير .."

يفاجئوه عمه وكأنه استدرك امرأ فيقول

" لحظة رعد .. فقط نريد عنوان صديقك الكامل .. فانا لااعرف الا اسم الحي .."

كلمة (نريد) طنّت في رأسه واتسعت عيناه وهو يفسرها بالكثير ...

جلس على حافة سريره وافكاره تتسارع لايجاد مخرج .. فاختار احداها قائلا

" للاسف لا احفظ العنوان كاملا .. سأرسله لك بالتفصيل فيما بعد .. برسالة على هاتفك .. عندما اخذه من عبد الرحمن .."

فيعود العم عبد السلام لـ(لامبالته) قائلا

" حسن سأنتظر رسالتك .. "

ليضيف رعد جملة خطرت بباله " في كل الاحوال عمي .. ان هي الا يومين وسأجد سكناً يلائمني .."

فيرد عمه " موفق بني .. من الجيد اني اطمأننت عليك .."

انهى رعد المكالمة وأرخى يده التي تحمل الهاتف الى جانبه ليترك الهاتف ينساب منه فوق فرشة السرير وعيناه تشعان بالنظرات المحتدمة ...

لن ينفع أن يبق هنا اكثر ..يجب أن يجد حلا..

لن يعرض بيت الصائغ لأي موقف او تصرف قد تتسبب به غيداء ...

احنى ظهره قليلا وعيناه غارقتان بالتفكير ..

كيف سيحل هذا الامر ؟ كيف سيجد سكناً بديلا ليغادر سريعا دون أن يثير حفيظة عبد الرحمن وتساؤلاته ..

لقد احب رعد هذا الحي بكل ما فيه .. لكن يجب أن يغادر بيت الصائغ .. يجب أن يرحل ..

فجأة... لمعت في رأسه فكرة !

فيضيق عينيه اللامعتين ذكاء بينما تتمتم شفتاه " ولِمَ لا ؟! سأجرب لن اخسر شيئاً .."



يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13256165......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس