عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-18, 07:08 PM   #12

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد أيام كانت السيدة جميلة تنظر بتجهم إلى ابنها الأوسط و هو يجول كأسد غاضب محاصر في غرفة الاستقبال التي بدت صغيرة عليه رغم حجمها الذي يفوق المتوسط .
- احترت في أمري معكم ، قال بحدة و هو يكاد يقتلع السجاد بخطواته الثائرة ، بالفعل احترت يا أمي
- عصام بني ، اهدأ ، اهدأ و فكر في مصلحة فرح
- آسف لكني لا أستطيع التفكير الآن سوى في كرامتها و كرامتنا جميعا.
ثم أية مصلحة يا أمي ؟ أنا أخبرتك أنهم وافقوا بل رحبوا في الشركة عندي أن تقضي فترة تدريبها لدينا .
- بني ، ليلى تقول..

قاطعها بغضب رغم محاولته التماسك :
- ليلى تقول ، ليلى تقول ، طبعا يحق لها أن تقول و يُسمع قولها مادامت حرم الباشا الذي لا ترد له كلمة.
- اهدأ بني و اسمعني للآخر ، أختك ليلى تقول أن قضاء فترة تدريبها في الشركة التي يديرها زوجها هي فرصة يحلم بها الكثيرون و ستكون مرحلة مهمة في سيرتها الشخصية .
- الذاتية يا ماما ، تكلمت فرح أخيرا

التفت إليها شقيقها و هو يقول بصوت فيه برود يناقض السخط في نظراته :
- و حضرتك طبعا تكادين تطيرين فرحة بعرض الباشا الكريم .
- شركته من أكبر الشركات في مجال الاستثمار المباشر في البلاد ، ردت عليه بهدوء
- و الشركة حيث أعمل لها نفس الأهمية تقريبا .
- لكنه هو رئيس مجلس الإدارة في شركته .
- طبعا ، قال بلهجة لاذعة ، بينما أنا مجرد رئيس قسم ، كيف يستوي الأمران ؟
- أبوك قال كلمته في الموضوع يا عصام ، قالت أمه في محاولة أخيرة لقطع النقاش العديم الجدوى.
- أبي قال كلمته لأنه لم ير كيف ينظرون إلينا ، لم يشعر بالاحتقار الذي في داخلهم تجاهنا يا أمي ، قال و هو يشيح بوجهه
- من ذا الذي يحتقر من ؟ تعالى صوت أمه باستهجان ، ما بك بني ؟ من أين لك كل هذا الإحساس بالنقص ؟
- ليس إحساسا يا أمي بل هو واقع ، منذ أيام حين كنت أحضر ياسمين من بيت زوج ليلى ، رأيت تلك الفتاة ابنة خالته أو ابنة عمته و لا أستطيع أن أصف لك كيف كانت تنظر إلي ، اسودت نظراته و هو يزفر بقوة .
- و أنت بني تريد أن تحرم أختك من فرصة العمر بسبب نظرات تلك الرخيصة التي لا تسوى ؟!!
بني حبيبي من الطبيعي أن تنظر إليك هكذا و من الطبيعي أن تكره كل ما يتعلق بأختك ليلى فعقلها المريض يصور لها أنها أخذت منها ما هو حقها.
و الآن اهدأ بني ، فكر في مصلحة أختك الصغرى و اذكر الله .
- أستغفر الله و لا إله إلا الله يا أمي ، حسنا سأرضخ لكم هذه المرة ، سأرضخ من وراء قلبي و لكن..

التفت إلى فرح و هو يواصل بهدوء صارم :
- تنتهي فترتك التدريبية و تنسين كل شيء عن ذلك المكان ، إياك ثم إياك أن أسمعك تقولين أنك ارتحت هناك و تريدين الاستمرار بالعمل تحت إمرة الباشا.

صمت قليلا إزاء صمتها ثم توجه إلى الباب و هو يقول بتحفز :
- و اعلمي أني أنا من سيُقِلُّك و يعيدك يوميا ، مفهوم
- مفهوم ، أجابته بهمس ضاع في صوت إغلاقه للباب بعنف.

………………….
بعد أسبوع كان عصام يركن سيارته كالعادة في شارع جانبي بجوار الشركة بينما يسألها بآلية كعادته كل يوم عما إذا كانت تحتاج إلى شيء. و كعادتها فتحت فرح الباب و خرجت و هي تقول له بابتسامة عرفان :
- لا أحتاج أي شيء شكرا يا عصام ، أرجوك انتبه لنفسك
هز رأسه و هو ينظر في المرآة الجانبية ثم قال بهدوء :
- إن شاء الله ، سأنتظر اتصالك عندما تنهين دوامك
- حاضر
أعطته ظهرها و استدارت تستقبل الصباح الوليد الذي بدأت العاصمة النشيطة بتلويثه دون رحمة .
سارعت في خطاها ، ابتسامتها تغادر شفتيها تدريجيا و هي تفكر في وضع أخيها معها منذ رفضت عرضه .
طوال هذه الأيام الأخيرة و هو مُصِرٌّ أن يخصها ببروده ، مُصِرٌّ أن يتجاهلها تماما و لا يسألها و لو بطريقة عارضة عن سير تدريبها في شركة ماهر .
هو في العادة حنون جدا لا تنكر بل الأكثر حنانا بين أشقائها الثلاثة لكن يا ويله من يأتي على عزة نفسه . وهو يرى الآن أنها أخذت خطوة لا تغتفر بتفضيلها عليه زوج أختها رغم أنه لا علاقة للتفضيل بالأمر.
وصلت إلى باب الشركة و قبل أن تدخل التفتت إليه تراقبه بحنان تخالطه بعض الحيرة ، كان قد أصبح في الشارع الرئيسي الذي تشرف عليه الشركة ، تركزت أنظارها على وجهه الوسيم و هو يفحص الطريق بعينيه الحادتين ينتظر الفرصة المناسبة أو ربما لحظة غفلة من سائق آخر ليشق عباب بحر السيارات التي لا تنتهي .
استقلت المصعد و هي تتمنى أن تقنعه بأن يرحم نفسه من هذا العذاب اليومي و يتركها تعتمد على نفسها و تستقل وسائل المواصلات مثل بقية الملايين الكادحة ، لكنها تدرك كما يدرك كل من يعرف شقيقها أنه لا فائدة في التكلم معه في موضوع أخذ فيه قراره فعصام لا يهزم عزة نفسه إلا صلابة دماغه .
استغلت خلو المصعد من أحد سواها لتتفقد مظهرها في مرآته التي كسى أطرافها بعض الضباب . استدارت بسرعة و هي تسمع الرنة التي تسبق فتح الباب ، عادت إلى الخلف قليلا و هي تفسح المجال للمرأة و الرجلين الذين لم ترهم من قبل و رفعت رأسها دون إرادة منها لتغرق عيناها داخل عيني الرجل الذي كانت في أعماقها تنتظر رؤيته منذ أسبوع .

.............................
تمَّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس