عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-18, 03:40 PM   #20

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

تنفس عصام بصوت مسموع و هو يغرق في أفكاره الخاصة ، يشعر بضيق كبير في صدره من تصرفاتها المتبسطة معه بطريقة زائدة عن الحد مع أنه أوضح لها أكثر من مرة من قبل أن هناك حدودا لعلاقتهما و أنه مضطر لإيصالها معه فقط لأنه لا يرضى لها زحام المواصلات و ما يحصل فيها و ليس ليتيح لها الفرصة لتتقرب منه بذلك الشكل الذي يثيره طبعا كرجل و في ذات الوقت يثير شكوكه فيها أكثر.
يكاد يقسم أحيانا أنه لو مال عليها قليلا فقط لاستسلمت له دون مقاومة فكل حركاتها فيها دعوة واضحة له ليقترب و يجرب .
تنفس بعمق و هو يستعيذ من الشيطان ، لا يريد أن يظلمها ، من الممكن جدا أن تكون مجرد فتاة متحمسة لتجربتها الأولى و هي ترى أنه لا بأس بالأمر مادام قرانهما سيعقد قريبا .
لكنه من واجبه كرجل أن يحافظ عليها من نفسه و حتى من نفسها ، ذلك عهد أخذه على نفسه منذ فترة طويلة و الحمد لله أنه استطاع الحفاظ عليه.
تنفس بارتياح و هو يرى بداية الانفراج أخيرا في الطريق الذي اختنق طويلا بشاغليه.
ركز في القيادة و لم يحاول أن يفتح حوارا من أي نوع مع خطيبته بدل ذلك شغل عقله بالتفكير في برنامجه ليوم الغد.
التزمت ياسمين هي الأخرى الصمت و اكتفت بإلقاء بعض النظرات الحائرة إليه من حين لآخر بينما تفكر في ذلك الأمر الذي يشغل بالها منذ مدة و الذي كانت تستجمع شجاعتها لتطلب منه أن يسعى معها فيه .
و لكن الآن و هي ترى مدى غضبه من أخته بسبب قرارها الأخير أصبحت ترى أنه من الأفضل عدم مصارحته .
هي تحترم عصام كرجل رصين متحكم في حياته ، تحترمه و تحبه فوق الوصف و لكن لديها مشكلة مع بعض الجوانب في طبعه و خاصة مع عزة نفسه التي ليس لها حل .
عزة النفس مطلوبة في العلاقات العادية بين البشر أما في المجالات الأخرى فهي غير مطلوبة بتاتا و لكن عصام للأسف لن يتفهم أبدا هذا الاختلاف في وجهات النظر بينها و بينه لذلك ستضطر في النهاية إلى أن تتصرف بنفسها و طبعا دون علمه .

……………………………

بعد ساعة تقريبا دخل عصام أخيرا إلى البيت و اتجه فورا ليأخذ حماما يسترجع به بعضا من انتعاش جسده و هدوء أعصابه أما فرح فبعد سلام سريع لأمها أوت إلى غرفتها و استلقت على سريرها ثم اتصلت بأختها ليلى كالعادة لتعطيها تقريرا مفصلا عن يومها في الشركة .
- كان يوما كغيره من الأيام ، قالت بعد قليل منهية تقريرها و هي تجاهد تثاؤباتها ، تصبحين على خير يا أختي
- تصبحين على خير يا حبيبتي

أغلقت ليلى الخط و قلق خفيف يتسلل إلى قلبها ، تشعر بنبرة غريبة في صوت أختها ، نوع من الحزن ربما أو الإحباط و لكن أليس هذا ما أرادته لها ، ألم تسعى هي بنفسها لإقناع الجميع بالموافقة على قضاء فرح لفترة تدريبها في شركة ماهر لتضعها أمام الأمر الواقع ، لتجعلها ترى عديم الشخصية و الرجولة ذاك و قد استمر في حياته و مضى في طريقه بدونها كما كان ينوي أن يفعل منذ البداية.
أرادتها أن تعود لسابق عهدها ، تعود لضحكتها و استخفافها بالحياة لأن فرح السابقة بتفاهتها و سطحيتها أفضل كثيرا من هذه الفتاة الغريبة عنهم ، الهادئة إلى حد الانطواء .
أغمضت عينيها قليلا و هي تتنهد باستسلام ثم عادت إلى الشاشة أمامها توليها ما تبقى من اهتمامها.
بعد فترة توقفت فجأة و هي تركز نظرها على الشاشة الأخرى التي تنقل لها ما تصوره كاميرا المراقبة . خفق قلبها بقوة و هي تشاهد البوابة الخارجية تفتح و تظهر سيارته أخيرا .
قفزت من مكانها و هي تنسى البرمجة و كل شيء آخر سواها فلا مكان و لا دور للعقل الان و قلبها بنبضاته المجنونة يحتل كامل المشهد .
ماهر يعود إليها بعد غياب ثلاثة أيام بلياليها .
فتحت الباب بلهفة لتجري إليه تسابق أشواقها ، تعلقت برقبته بكل قوتها ما إن وصلت إليه .
- اشتقت إليك حبيبي ، جدا
- اشتياقك سيحطم لي رقبتي ذات يوم ، قطب جبينه قليلا و هو يدعي الألم

نظرت له بلوم ضاحك ثم نزعت عنه سترته ما إن أصبحا داخل البيت .
- المدام مستعجلة جدا على ما يبدو ، قال مداعبا
- ماهر ، أرجوك لا تفعل هذا بي

رفع يديه باعتراض و هو يقول بتسلية :
- أنا لا أفعل أي شيء على الإطلاق ، بالعكس أنا مستسلم تماما لك

ابتسمت دون كلام و هي تأخذ منه حقيبته و تضعها على الطاولة في ركن الغرفة بينما جلس هو يتأمل باشتياق و استمتاع حمرة الخجل على خديها . خفض عينيه يغوص داخل عينيها عندما انضمت إليه لتجلس بقربه ، غلفهما صمت دافئ أفعمته أشواق لم تذبل مع السنوات .
تململت أخيرا بين ذراعيه تبتعد قليلا عن أسره الجميل لتقول برقة بينما أصابعها تتجول على خده :
- كيف كانت رحلتك حبيبي ؟
- الحمد لله مرت بسلام و عدت إليك كما ترين
- و الجو العام ؟
- لا بأس به
- و المضيفات ؟ سألت و هي تضم شفتيها .
- جميلات كالعادة
لكن ليس جدا ، أكمل و هو يرى الشرر في نظراتها
- يعني نظرت إليهن
- لا حول و لا قوة بالله ، قال و هو يضرب كفا بكف ، هل تعرفين ما الذي سأفعله في المرة القادمة : سأستدعي طاقم الطائرة و أقول لهم لا تكتفوا بتقييدي إلى الكرسي يا جماعة بل قوموا بوضع رباط على عيني كذلك حتى ترتاح زوجتي و تهدأ شكوكها.
- أنت تستهزئ بي ، قالت و هي تدعي الغضب ، لأنك لا تعرف نار الغيرة التي أشعر بها و أنا أتصورك تنظر لغيري و تعجب بها .
- حبيبتي ، قال و هو يرفع ذقنها إليه ، أنا أنظر إلى غيرك لأنهن يكن في مجال نظري للأسف لكني صدقيني لا أرى سواك ، لن أستطيع حتى لو أردت يا بنت.
- أصدقك يا باشا ، همست و هي تغمض عينيها
ولم يتبقى بينهما مكان لأية كلمات أخرى ...

………………………………….

- سلام ، قالت شاهيندا كلمتها الأخيرة قبل أن تنهي المكالمة و تقف تتأفف في ملل ، كان النادي لا يزال خاليا تقريبا في هذا الوقت من الصباح إلا من الرياضيين بمختلف أنواعهم . تركت الكافيتريا وراء ظهرها و تمشت بصمت في الطريق الطويل الذي ينحني عليه صفان من الأشجار الواهنة حتى أوصلتها قدماها دون قصد منها إلى ملعب كرة القدم الضخم .
جالت بعينيها فيما حولها بنظرة ينعدم فيها الاهتمام حتى لفت انتباهها رجل يوليها ظهره ، يقف مباعدا ما بين رجليه ، طويلا واثقا كأن الملعب بأكمله ملك للسيد الوالد.
رغما عنها اعترفت في قرارة نفسها أنه يحق لمن يمتلك جسدا كهذا أن تكون له كل هذه الثقة .
أشاحت بوجهها قليلا لتنفلت منها عيناها مرة أخرى و تعودا لتحطا على عضلات ذراعيه القوية التي تصارع قماش قميصه القطني الأبيض ، تركتهما مستسلمة تسرحان في سماره الذهبي الدافئ لتستقرا أخيرا على ظهره العريض .
كتمت أنفاسها بعد دقائق و هي تشاهده يكمل عرضه السحري بشرب نصف الزجاجة التي في يده ثم سكب بقية محتواها على رأسه ليزداد لون شعره سوادا تحت ضوء شمس صباحهم الحارقة و ليزداد نبضها سرعة .
و مع أنها طوال عمرها تفضل الشعر الأفتح درجتين أو ثلاثا من درجة لون شعره لكنها لا تنكر أنه في هذه اللحظة أعجبها بكل تفاصيله.
أرغمت عينيها على الابتعاد عنه لتراقب من وراء عدسات نظارتها الشمسية تعبير الافتتان الواضح على وجوه الفتيات الأربع حولها .
تافهات .
نطقتها في سرها و هي تحمد الله أن وجهها ليس من تلك الوجوه الشفافة الفاضحة لما يدور في أعماق أصحابها .
و على ذكر الوجوه تساءلت كيف هو يا تُرى وجهه ؟
هل سيكون في كمال جسده أم سيكون منهيا لإعجابها به ؟
نعم هي سطحية ، تعترف بذلك دون تردد لكن هل تُلام هي بالذات لأنها تحكم على الناس من خلال مظهرهم ؟ أليس هذا بالضبط ما يفعلونه هم معها طوال الوقت ، هل قابلت يوما أحدا اهتم لما أبعد من بضع إنشات من الواجهة الجميلة ؟
- عصام ، تعالى الصوت المألوف فجأة ينزعها من أفكارها و لم تعرف هي إلى من نظرت أولا ، إليه هو و قد التفت أخيرا أم إليها و هي تظهر في آخر مكان تتوقعها فيه ؟

كل ما عرفته أنها ظلت تنقل نظراتها بينهما بصدمة .


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس