عرض مشاركة واحدة
قديم 28-04-18, 03:13 PM   #36

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الرابع



- مهى !! نادت بصوت جليدي و هي تنفصل عن ظل الشجرة التي كانت مستندة عليها .

التفتت إليها ابنة خالتها باضطراب لتبدأ بالتكلم بتردد :
- شاهي ما .. ، ألم نتفق على أن تنتظريني داخل الكافتيريا ؟
- آسفه ماهي لأني أفسدت عليك برنامجك ، قالت و هي تشاهدها ترفع يدا مترددة تحيي الرجل الآخر الذي يقف بجانب ذلك المعدم.
- هنيئا لك باتساع دائرة معارفك لتشمل قاع المجتمع ، واصلت بتقريع
- أتفهم غضبك يا شاهي لكن ..
- أنا لست غاضبة مهى ، قاطعتها بِتَعالٍ ، أنا مشمئزة
- مشمئزة ، كررت مهى الكلمة باستهجان ، لا داعي للمبالغة إلى هذه الدرجة ، عصام يعتبر من العائلة.
- إذن مبارك عليك عائلتك الجديدة التي لا أتشرف بالتأكيد بالانتماء إليها .

تنهدت مهى و أسرعت تلحق بابنة خالتها التي استدارت مغادرة بغضب ، شبكت ذراعها بذراعها و قالت لها باسترضاء :
- أرجوك لا تفسدي علينا اليوم يا شاهي

نظرت شاهيندا إليها شذرا ثم استمرت بالسير برأس مرفوعة لكنها اضطرت للتوقف بعد قليل عندما توقفت مهى فجأة لتستقبل مكالمة من والدتها .
قررت أن تستغل الفرصة و تلتفت لترمقه بنظرة يستحقها الآن و قد اختفى الإعجاب بعد أن عرفت من يكون .
تمهلت نظراتها عليه و هي تراقبه مندمجا في الحديث مع أحد الفتيان ثم فجأة رفع رأسه لتلتقي عيناهما ، شعرت بجفاف غريب في حلقها تحت وطأة نظرته السوداء نحوها و رغم ذلك حافظت على درجة الاستهانة في نظرتها إليه في الوقت الذي حملت عيناه تعبيرا واحدا لها ، شيئا لم تره أبدا من قبل في نظرات الرجال لها ، هل هذا اشمئزاز ؟
المعدم يشمئز منها هي !!
فعلا دنيا بنت .... تلك التي أوصلته أن يعاملها معاملة الند للند و لكن لا بأس سترد له الصاع صاعين ، ليس الآن للأسف لكن فيما بعد و في وقت قريب جدا ، الآن هي مضطرة للمغادرة تحت ضغط قبضة مهى على ذراعها .
- أخبريني إذن ما الذي يفعله ذلك المعدم في النادي ؟ سألتها ما إن دخلتا إلى قاعة الكافتيريا.
- عصام انتُدِب منذ أسبوعين ليعمل مدربا هنا صباحي الجمعة و السبت ، أجابتها مهى و هي تجذبها إلى طاولة في الجانب الذي يطل على المسبح.
- ما شاء الله ، لم أظن أن ماهر أخاك يده طويلة إلى هذه الدرجة ، فعلا تلك المعدمة عرفت مع من تكمل مستقبلها و مستقبل عائلتها .
- ماهر ليس له أي دخل في هذا الموضوع ، عصام يعمل منذ فترة طويلة مدربا للأصاغر في نهاية الأسبوع إضافة إلى عمله كمحاسب .
- ماهي حبيبتي لا تنسي أن اليوم جمعة و أن الكذب حرام .

هزت مهى رأسها في يأس و شغلت نفسها بشرب عصيرها حتى لا تقول إحداهما شيئا غير ظريف اخر فيفسد هذا الصباح تماما .

……………….

تثاءب شادي بقوة و هو ينظر إلى الوقت للمرة الخامسة ، ذلك الساعي الأحمق أعلمه أنها دائما تتناول غداءها في هذا التوقيت و في هذا المطعم ، سينتظر خمسة دقائق أخرى ثم ينصرف ، نعم لن يعطي لنزوته هذه وقتا أطول ، خمس دقائق ثم ينصرف إلى الأبد .
ابتسم بارتياح بعد قليل و هو يراها من مكانه في زاوية المطعم تدخل بهدوءها المعتاد . الهدوء ،
لطالما كانت هذه صفتها حين عرفها منذ أكثر من ثلاث سنوات و هدوءها هذا كان أكثر ما جذبه إليها لأنه عرف حينها بعينه الخبيرة أنه ذلك الهدوء الذي يخفي عاطفة ثائرة تحته .
شاهدها تختار طاولة بجانب النافذة و بدأت تسحب كرسيا لتجلس حين قرر هو أنه حانت اللحظة المناسبة ليكشف لها عن وجوده.
- فرح ! ناداها بصوت زيف نبرة الدهشة فيه بدقة ، راقبها ترفع إليه عينين مضطربتين و شعر فورا بارتياح كبير و هو يرى تأثيره عليها الذي لم تضعفه السنوات .

سحب الكرسي الذي بجانبه في دعوة واضحة ، أضاف و هو يقترب منها عندما رآها متجمدة في مكانها :
- اسمحي لي بما أننا تقابلنا صدفة أن أدعوك للغذاء اليوم على حسابي

تمتمت تعترض بكلمات لم يسمعها جيدا فقال بابتسامة تشجيع :
- بحكم أننا أصبحنا زملاء و بأننا قبل كل شيء ننتمي لنفس العائلة .

سارت بجانبه بتردد لتجلس على الكرسي الذي سحبه من أجلها بعد أن أبعدته قليلا عن كرسيه ، اختارت ما تريده من القائمة التي أحضرها لها النادل ثم عادت لهدوئها .
- أخبريني إذن عن سير الأمور معك في الشركة ، بادرها بتشجيع حين أنهت ارتشاف الماء من كوبها
- إلى حد الآن الأمور على ما يرام ، المشكلة فقط هي أني أشعر أني أضعت سنوات عمري هباءًا في الكلية

أضافت و هي ترى الاهتمام في عينيه :
- أشعر كأنهم تعمدوا أن يعلمونا جميع الأشياء التي لن نحتاجها عندما ندخل مجال العمل
- هذا ليس شعورا ، هذا واقع للأسف
- و لماذا يفعلون ذلك بنا ؟

ضحك بهدوء و قال :
- هذا سؤال صعب رغم بساطته و الإجابة عنه أصعب و يمكن أن تتسبب لنا في مشاكل نحن في غنى عنها و لكن المؤكد أن نظام التعليم عندنا في مجمله فاشل و
أنا لا أقول هذا بناءًا على الإحصائيات أو حتى بناءًا على المركز المتأخر الذي نحتله بين الدول في جودة التعليم لكني أقوله من منطلق تجربتي الخاصة بما أني درست هنا و أكملت جزءًا من دراستي العليا في كندا .
- إذن نحن عالم ثالث و سنظل عالما ثالثا ، تمتمت بشيء من الحزن
- كلا يا فرح ، نحن لسنا عالما ثالثا ، نحن ، أضاف و هو يشدد على حروفه ، لسنا موجودون في العالم أصلا.

نظرت إليه نظرة خاطفة و هي تضحك بهدوء ثم انقطعا مدة عن الحديث لينشغلا بالأكل ، راقبها و هي تأكل بشهية خفيفة جدا ، تنظر إليه بحيرة من حين إلى آخر ربما تتساءل في سرها عما يريده من هذا اللقاء .
" لا تسأليني يا روحي ، خاطبها في سره ، فأنا نفسي أجهل السبب "
بالفعل هو لا يعرف لماذا أوصى الساعي بأن يتتبع حركاتها و لا لماذا أراد التحدث معها مجددا ، حائر من نفسه جدا لرغبته في فتح صفحة هو بنفسه من أغلقها حينها دون ندم كبير . و لكن رؤيتها بعد هذه السنوات فعلت به أشياء غريبة ، ربما في قرارة نفسه أراد أن يثبت لنفسه أنها لم تستطع تجاوزه .
مع أنه مضى في حياته فما الذي كان يتوقعه منها لكنه يظل رجلا و من الصعب على أي رجل أن تتجاوزه أنثى.
خاصة أنها لم تكن أي أنثى ، كانت الوحيدة التي تذوقها دون أن يؤدي غرضه منها و ظلت تفاصيلها غامضة في ذاكرة جسده .
استيقظ من أفكاره و هو يراها تدفع طبقها و تقف بسرعة تمتم بكلمات وداع مختصرة و هي ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها .
- انتظري قليلا يا فرح ، أكملي جميلك علي و شاركيني شرب القهوة
- أنا لا ...
- من فضلك ، رجاها بابتسامته التي تذيب أمامه جميع الحواجز

راقبها و هي تخفض عينيها باستسلام ، تنهدة خافتة ترفع صدرها و عاودت الجلوس للحظات قبل أن تستأذنه لتذهب لغسل يديها.
- خذي راحتك

واصل أكله بشرود و هو يردد اسمها بينه و بين نفسه ، لطالما أعجبه اسمها ، نعم يعترف لنفسه أنه يحبه كثيرا و يحب تأثيره عليه كلما نطقه ، لذيذ مثلها .
- شادي ، يا نذل يا وغد يا ...

أدار رقبته بسرعة نحو الوغد الذي يناديه
- كيف عرفت مكاني يا مؤيد ، سأله باستياء واضح
- مصادري هي مصادرك يا شادو

ذلك الساعي الأحمق الجشع الذي على استعداد كامل و تام لبيع ذمته و ربما شرفه أيضا ما إن يشم رائحة النقود ، فكر شادي بسخط و هو يرمق مؤيد ببرود .
- حسنا ها قد عرفت مكاني و الآن انقلع لأني لست متفرغا لك .
- تؤ تؤ تؤ ، شادووو غاضب مني لأني على ما يبدو أفسدت عليه موعده ، غمز بعينه و هو يمسك حقيبة فرح و يرفعها ليؤرجحها أمام عينيه مواصلا ، ترى من هي صاحبة الحقيبة التي جعلت شادي يجازف بكل شيء و يلتقيها و هو سيتزوج بعد أسبوعين ؟؟
- أعد الحقيبة مكانها يا مؤيد و عد للحفرة التي خرجت منها ، أمره بصوت بارد كنظراته
- تريدني أن أختفي قبل أن أرى الجميلة المجهولة التي جعلتك تشتاق إلى أيام العزوبية قبل أن تتزوج ، يستحيل.

أضاف و ابتسامته تأخذ شكلا آخر :
- حسنا شادو ، لو كانت هذه التي تتقدم نحونا الآن فأنا أعترف لك بأنها تستحق منك أن تنسى الحياة كلها لأجلها ، أحييك على ذوقك صديقي ، قالها بصوت أخفت و هو ينحني نحوه قليلا .

اعتدل و هو يرى فرح تقف بجانب الطاولة بارتباك . ظل يتطلع إليها بإعجاب دون أي تأثر بنظرات شادي الغاضبة بوضوح .
- فرح هذا مؤيد ، تكلم شادي أخيرا ، و هو كان يستعد للانصراف
- غيرت رأيي يا شادو ، قال الآخر و هو يتقدم نحو الفتاة الواقفة في مكانها بجمود .

مد يده إليها مصافحا و هو يبتسم بترحيب :
- أهلا آنسة فرح ، تشرفت

راقبها شادي تمد إليه يدا مترددة ، شعر بتوترها يتضاعف حين لم يكتف الآخر بمصافحتها بل بادر باحتضان يدها بين كفيه .
رآها تسحب يدها بأسرع ما يمكنها و هي تلتفت إليه هو بنظرة داكنة .
أشار مؤيد إلى النادل وهو يوجه الحديث لهما بينما جسده و عيناه و كله مركز مع فرح :
- ماذا تشربان و على حسابي طبعا
- سنشرب قهوة و أنا الذي سأدفع عني و عن فرح ، قال شادي بجفاء واضح

لم يبد له أن مؤيد ألقى بالا لكلماته و شعر بمزيج من التوجس و الغضب و هو يرى تلك النظرة المألوفة داخل عيني صديقه ، نظرته حين يجد صيدا جديدا .
ارتفعت وتيرة غضبه و هو يرى عينيه تتجولان بحرية على وجه الفتاة الجالسة بينهما ترتشف قهوتها في توتر واضح ، التقت نظراتهما مرة و بدا من التحفز الذي شعرا به أنهما رجلان يعرف كل منهما تماما ما يجول بذهن الآخر .
- أتعرفين شيئا يا آنسة فرح ؟ تكلم مؤيد أخيرا و هو يبعد كوبه النصف مليئ

شعر شادي بالراحة و هو يراها تغوص بعينيها في فنجانها أكثر و تتجاهله هو و سؤاله لكن المشكلة أن الوغد لم يتأثر و واصل يقول بمزيد من الحميمية :
- لطالما كنت أفكر ما الذي يصبرنا نحن الرجال على بلدنا هذا و حاله أصبحت كحال سفينة غارقة و كلما أرى فتاة مثلك أتذكر أن ما يشدنا و يبقينا هنا هو جمالكن يا بنات البلد .

احمرت وجنتا فرح فورا و رمقها شادي بسخط فهو أكثر من يعرف أن خجلها الفطري سيكون وقودا لمزيد من الجرأة لدى الوغد الذي أخذ يراقبها بافتتان .
- عن إذنكما ، قالت و هي تنهض و تأخذ حقيبتها ، مضطرة أن أغادر الان
- انتظريني سأرافقك ، قال مؤيد و هو يقف و يتناول هاتفه بسرعة.
- كلا لن تفعل ، قال شادي بجمود و هو يقوم من مكانه هو أيضا ، عودي الآن إلى الشركة يا فرح ، أنا و مؤيد سنتناقش في بعض الأعمال

عاد مؤيد للجلوس و هو يرفع يديه باستسلام ويقول بابتسامة التوت على شفتيه :
- آسف يبدو لي أني لا أعرف شيئا عما يحدث
- مؤيد اترك الفتاة و شأنها ، تكلم شادي ما إن خطت فرح خارج المطعم ، ليست من الصنف الذي اعتدت عليه
- و هذا ما يزيد حماسي أكثر إليها ، تعرفني رجلا متجددا أسعى دائما إلى توسعة أفقي و تجربة أصناف جديدة

و قبل أن يعترض شادي رفع يده يوقفه و يقول بجدية :
- دعنا من الفتاة الآن ، انا كنت أبحث عنك أصلا لأتحدث معك عن المناقصة الأخيرة.
- و أنا أستمع ، قال شادي بقلق و هو ينسى مؤقتا كل شيء عن الشابة التي شغلته منذ قليل.
.................


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس