عرض مشاركة واحدة
قديم 28-04-18, 03:19 PM   #37

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد ساعات كان يقف واجما في قاعة استقبال بيتهم الفخمة و هو يعقد ذراعيه على صدره .
هناك أيام لديها أسامي معينة : مثلا هناك يوم الملل ، يوم الصداع ، يوم الأشخاص الثقيلي الظل أما هذا اليوم فيبدو أنه يحمل عنوانا واحدا "مؤيد" .
لا يكفيه أنه أفسد عليه ذلك اللقاء الذي انتظره طويلا و لا مزاجه بعد ذلك حتى يدخل إلى البيت لتبادره أخته التي كانت في طريقها إلى الخروج :
- سؤال واحد أريد أن أسألك إياه يا شادي ، كيف هنت عليك إلى درجة أن توافق على ارتباطي بمؤيد و أنت أكيد تعرف من هو .

واصلت بصوت أعلى :
- لماذا لا تفعل أبدا شيئا يشعرني بأنك أخي
- و لماذا هذه المحاضرة الآن يا شاهيندا ؟ تأفف بضيق ، لقد فسخت خطبتك منه و انتهى الموضوع .
- فسخت خطوبتي من ذلك القذر لأني اكتشفت بوسائلي الخاصة أنه يخونني و ليس لأنك حذرتني منه .
- النتيجة واحدة .
- كلا ليست واحدة ، قالت بعنف ، كان من الممكن أن تجنبني أن أهدر تلك الأشهر من عمري معه .
- و الآن بعد أسابيع من انفصالك عنه تذكرت و ثارت نزعة النكد لديك و قررت أن تبدئي في لومي و أن تفسدي علي ما تبقى من يومي ، هل هي هرموناتك هذه المرة أم هو مزاجك القذر كالعادة ؟

نظرت إليه بغِّل ثم قالت و هي تحاول تقليد بروده :
- السبب هو أني أعيش الآن أقذر وضع في الوجود ، في هذه اللحظة أنا أنتظر أبي الذي يأخذ حماما في الأعلى يستعد لمقابلة ساقطة أخرى يخون معها أمي و التي هي بالمناسبة أمك أنت أيضا .

فتح أعلى زرين من قميصه و قال و هو يجلس على الأريكة باسترخاء :
- اسمعيني يا شاهيندا ها أنا سأفعل لك شيئا كأخ ، أنصحك أختي أن لا تأخذي الموضوع على قلبك كثيرا ، لا تنظري إلى سلوك أبي خارج البيت على أنه أمر شخصي .
- لا آخذ آلام أمي على أنه أمر شخصي ، لا آخذ قهرها على أنه أمر شخصي ، لا آخذ دموعها التي كانت لتغرق البلد و ما فيه على أنه أمر شخصي ، آسفة يا أخي لكن ليس لكل الناس برودة قلبك و روحك ، آسفة على نفسي يا شادي لأنك أخي .

واصل بنفس البرود بينما يتصفح هاتفه :
- تقبلي الأمر على أنه حقيقة عالمية ، كل الرجال في كل مكان يخونون زوجاتهن و أبي هو مجرد واحد من ملايين ، و الآن إليك نصيحة أخوية أخرى مني: اذهبي و شاهدي فيلما كوميديا ، اخرجي في نزهة جميلة ، افعلي أي شيء تستمتعين بفعله و دعي الرجل يعيش حياته .

الرجل ، هكذا هو أبوها بالنسبة لشادي ، الرجل .
- ذلك الرجل يصدف أنه أبي يا شادي ثم ليس كل الرجال يخونون زوجاتهن : خالي لا يفعل ، ماهر لا يفعل لا هو و لا أبوه ، فقط من كان مثل أبي أو مثلك .
- و كيف هو من كان مثل أبي أو مثلي ؟ ما هو تصنيفنا لدى حضرتك بالضبط ؟ أتوق أن أعرف آنسة فرويد .

نظرت إليه نظرة طويلة وضعت فيها كل يأسها ثم انحنت نحوه تربت على خده بلطف و هي تقول بمرارة :
- افعل معروفا يا أخي في هذا العالم و لا تنجب طفلة عندما تتزوج .
أنجب ولدا و زين الدنيا بخائن آخر و لكن أرجوك لا تنجب ابنة فالعالم لا تنقصه نساء محطمات .

ظل ينظر إليها تغادر البيت بخطواتها الهائجة التي تخفي هيجانا أقوى يسكن أعماقها ، شعر بشيء داخل قلبه يتحرك قليلا و لكنه سارع يخنقه بلامبالاته المعتادة .
فهو بعد كل شيء يؤمن تماما بكل حرف قاله لها : كل الرجال يخونون زوجاتهن ، كلهم بلا استثناء ماعدا الثلاثة الذين ذكرتهم ربما و لكن ما قيمة ثلاثة أمام ملايين ؟ حتى العلوم المحترمة تبني قواعدها على العدد الأكبر دائما فما بالك بالحياة .
الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه.
و هو ليس بدون قلب كما تدعي أخته المعقدة فهو يشفق على أمه بالتأكيد و لكنه في ذات الوقت لا يستطيع لوم أبيه بالعكس يتعاطف معه جدا ، أخته و أمه ليستا رجلين ، لا تعرفان ما الذي تعرضه الحياة و النساء على رجل وسيم غني ، يعرضان عروضا لا ترفض ، عروضا مغرية جدا و ممتعة جدا .
الرجل معذور تماما ، هو ببساطة لا يستطيع أن يكتفي و العالم من حوله لا يساعده أبدا .
الشيء الوحيد الذي يلوم أباه عليه هو أن لعبه كان مكشوفا جدا أمام أفراد عائلته و هو شخصيا تعلم الدرس جيدا و لديه أكيد خطط كبيرة لعيش حياة مزدوجة بعيدا عن حياته مع عائلته لأنه بالتأكيد سيخون دولي .
هذه حقيقة لم ينكرها يوما ، هو فقط كان يجهل أقصى مدة يستطيع قضاءها معها كرجل مخلص و اليوم بعد أن قابل فرح تأكد أنها ستكون مدة قصيرة جدا .
اليوم و هو يشاهد ارتجافها أمامه و يشعر بضعفها أمام قوة تأثيره عليها و هو يرى نظراتها الهاربة منه عاوده ذلك الشعور المثير الذي يجعله لا يكاد يطيق الجلوس في مكان واحد ، ذلك الحماس و الشغف كأنه على وشك اكتشاف كنز لم يكتشفه أحد من قبل .
و هذا هو الفرق بينه و بين مؤيد ، مؤيد رخيص جدا في تصوره للمرأة ، يراها كصيد شهي و يبدأ باللهاث نحوها ككلب مسعور أما هو فكل شيء يسير معه بهدوء ، بروية . هو يرى المرأة من زاوية مختلفة تماما ، يحترمها جدا ، يراها كمغامرة جديدة ، كأحجية غامضة و يستمتع إلى أبعد الحدود بتلك الفترة التمهيدية قبل أي غزو جديد .
ذلك الوقت الذي يقضيه في التخطيط ، التفكير ، في تخيل لحظة الوصول إليها قبل أن يكلل كل ذلك بالنجاح و في كل مرة.
و اليوم بعد ذلك اللقاء قرر أنه أكيد سيستكمل ما بدأه منذ سنوات مع فرح .
سيعرف كيف يتوصل إلى اتفاق مرضي معها ويقنعها بطريقته بالاستمتاع قليلا مع بعضهما البعض ثم يذهب كل إلى حال سبيله فهذه هي حال الدنيا .
و إذا كانت تريد زواجا عرفيا لترضي ضميرها فليكن و هو سيكون كريما جدا معها ماديا ، سيدللها كما تستحق منه .
حسنا سيبدأ منذ الآن بالعمل على تليين عزيمتها و سيستأنف معها بعد عودته من شهر العسل.
ابتسم و هو يتوصل إلى هذه النتيجة و لكن عاد إليه وجومه و هو يستعيد ذكرى نظرات ذلك الوغد مؤيد إليها . أغمض عينيه و هو يتمتم لنفسه باسترخاء :
- كل مشكلة و لها حل .
…………………

فتحت شاهيندا الباب الخلفي لسيارة أبيها و استنشقت رغما عنها ذلك العطر النسائي الباهظ الثقيل ، صرت على أسنانها بعنف ثم انحنت تخفي الهاتف الذي بيدها بين طيات المقعد بعد أن تأكدت أنها ضبطته على الوضع الصامت .
"و الآن حان وقت العمل القذر المعتاد " ، فكرت بخواء وهي تلقي على بيتهم نظرة جامدة أخيرة قبل أن تتوجه بخطوات سريعة إلى سيارتها التي ركنتها خارجا كما تفعل دائما في مثل هذه الحالة .
لم يطل انتظارها كثيرا و سمعت زمجرة سيارة أبيها قبل أن تشاهده يخرج بها من البوابة الكبيرة ، يضع يدا على المقود باسترخاء و ذراعه الأخرى مستندة على حافة النافذة باسترخاء أكبر ، نظارته الشمسية الفخمة تضيف إليه مزيجا قاهرا من الوسامة و الوقار.
هيئته ببساطة مثل هيئة الكثير من الرجال ، كان من الممكن أن يكون رجلا متوجها لعمله أو لجلسة بريئة مع أصدقائه أو حتى لنزهة خلوية لكنه اختار في هذا اليوم أن يكون رجلا خائنا ، رجلا متوجها إلى ذراعي امرأة أخرى يبحث فيها عن ذلك الشيء الغامض الذي أفنى عمره يبحث عنه في كل النساء غير أمها .
" متشوقة كثيرا لمعرفة ما الذي اختاره لك ذوقك هذا المرة يا بابا "، تمتمت لنفسها و هي تواصل ملاحقته بسيارتها .
آخر مرة صدمها بمدى تدني ذوقه فتلك المحامية التي اختارها كانت تشبه العم صلاح البواب مع بعض الإضافات الأنثوية ، الكثير من الإضافات في الواقع .
عربة نقل ضخمة أخفت سيارته عن نظرها في تلك اللحظة فنقلت عينيها إلى شاشة هاتفها المرتبط بالهاتف الموجود في سيارته و رأت أنه انعطف يمينا .
بعد معاناة مضاعفة من مجانين الطريق و جنون أفكارها توقفت أخيرا على بعد أمتار من سيارته و هي تراه يتوقف و ينزل بنفسه ليفتح الباب لساقطته الجديدة .
احترق قلبها و هي تراه يقبلها من وجنتها في الشارع ، انطلقت بالسيارة مرة أخرى و هي تتساءل عن الجدوى مما تفعله فهي تعرف في أعماقها أنه لن يتوب . أخرجت لهيب مشاعرها على شكل زفير طويل حاد و هي تقنع نفسها للمرة الألف أنها لن تتركه لنفسه و لعاهراته .
النقود التي سيصرفها عليهن عائلته أولى بها ، الوقت الذي سيقضيه معهن أمها أولى به .
توقفت أخيرا على مسافة من سيارته و راقبته يدخل إلى تلك العمارة الجديدة . يلتقي بها في شقة مفروشة إذن و هذا يعني أنها علاقة ستطول كما توقعت .
بعد قليل كانت قد أتمت عملية الأخذ و العطاء كالعادة مع البواب : يأخذ نقود أبيها منها و يعطيها معلومات عنه إضافة إلى نسخة من مفتاح الشقة .
" بنقودك يا بابا أشتري أسرارك ، أرأيت إلى أين أوصلتنا ؟ " تمتمت بابتسامة سوداء و هي تنطلق عائدة إلى البيت .
كانت ستظل تنتظر لتلاحق عشيقته الجديدة كما تعودت أن تفعل دائما و لكن البواب أخبرها أن هذه الأخيرة تأتي للشقة بعد الظهر من كل ثلاثاء .
إذن موعدهما الغد .
و هذا الغد أتى بخطى بطيئة و مرت ساعات الليل و الصباح عليها ثقيلة مميتة تأججت فيها نيران غضبها و حقدها على كل شيء .
و في الساعة الثالثة بعد الظهر كانت قد مضى عليها أكثر من نصف ساعة في شقة المتعة الرخيصة حين سمعت استدارة المفتاح في الباب . وقفت أمامه و هي ترفع ذراعها إلى أعلى مداها حتى تستقبل الحقيرة التي على وشك الدخول بصفعة على وجهها المكشوف من الحياء .
تجمدت يدها في الهواء و هي تحدق بعدم تصديق إلى وجه الفتاة الماثلة أمامها .

...............................

تَمَّ


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس