عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-18, 11:46 AM   #50

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الخامس



رأت الفتاة تستغل جمودها اللحظي لتخفي وجهها الحقير المألوف بذراعيها لكنها لم تعد تحتاج في هذه اللحظة وجهها فشعرها الذي لا تخفيه الآن تحت الحجاب كما تفعل في العادة يؤدي الغرض و أكثر ، سرعان ما كانت خصلاته الكثيفة السوداء في يدها ، قامت بليها حول أصابعها بقسوة ثم ركلتها وراء ركبتها بعنف لتنزلها أرضا و تمرغ وجهها على الأرض كما تستحق .
الناس يستكثرون عليهم عقاب الرجم هؤلاء الزناة لأنهم لم يجربوا الشعور بالنار التي تحرق قلبها و كيانها و هي تتصور مشاهد أبيها بين ذراعي هذه الكلبة .
- هل هذا جزاء المعروف يا حقيرة ؟ أليس لديك دين ، أليس لديك ضمير

ركلتها مرتين إضافيتين ثم قالت بغل :
- كيف استطعت أن تفعلي هذا بأمي ، كيف يا ساقطة ، كيف ؟

توقفت عن الكلام فمنذ متي كانت الكلمات تنفع مع هؤلاء ، لو كانت تؤثر فيهم لكانوا تأثروا بكلام الله .
اللغة الوحيدة التي يفهمونها هي لغة الجسد و هي أصبحت تجيدها ليس بالطريقة التي يجيدها أبوها بالطبع فلكل جسد لغته و لغة جسدها هي ركلات ، لكمات ، صفعات و طبعا شد للشعر من جذوره.
بعد أن نفذت معها كل تقنياتها و شعرت أنها أفرغت نصف غلها جلست منهكة على الأريكة و هي تتنفس بقوة بينما تنظر بخواء إلى الفتاة التي احترمت نفسها و لم تقاومها . بدت لها كحيوان وقع في الفخ و يحاول أن يلعق جراحه .
للحظة شعرت بالشفقة عليها و شعرت بأن هذه الدنيا غير عادلة في حق النساء ، فها هي المرأة التي أمامها تعاقب بينما أبوها الآن مستقر بين جدران مكتبه يأمر و ينهي .
" سامحني يا رب ، تمتمت بضياع ، لم أعد أعرف من المظلوم منا ، أنا أم هي أم كلتانا مظلومتين ، ظلمتنا يا بابا و ظلمت نفسك "
أغمضت عينيها بشدة تسترجع مشاهدا لأمها ، مشاهد لها و هي تبكي بغصة ، مشاهد لها و هي تحطم كل ما تطوله يدها ، مشاهد لها و هي يغمى عليها ، وهي تصاب بالسكري ، وهي تفقد من صحتها كل يوم جزءا.
الكل خان أمها ، الكل ، زوجها خانها ، ابنها خانها ، جسدها خانها و الآن ها هي حتى الممرضة التي استخدمتها للإشراف على صحتها من حين إلى آخر تخونها .
لكنها هي شاهيندا لن تخون و الصمت في هذه الحالات خيانة ، السلبية خيانة ، الوقوف موقف المتفرجين على حياة أغلى الناس عندك و هي تدمر هو أكبر خيانة .
" عليك و على أعدائك يا ماما "
أعادت شعرها إلى الخلف بحركة متوترة و قالت بشراسة :
- أعطني هاتفك الآن

تقدمت إليها الفتاة ببطء و أعطته لها بتردد ، اخطفته من يدها المرتجفة و وضعته بجانبها ثم قالت :
- لن أسألك لماذا تفعلين هذا بنفسك ؟ لأن الجواب واضح : أنت إنسانة قذرة ، لكن لماذا تفعلين هذا بوالدتك ، أمك على ما أذكر إنسانة محترمة .

استمر خرس الفتاة بينما شاهيندا تحاول استحضار وجه المرأة الوديع ، مسكينة بعد تعبها و انتقالها من بيت إلى بيت تتعب و تطبخ و تذيق الناس أطايب الأكل و الحلويات في الآخر يكون نصيبها من الحياة ابنة تقدم نفسها طبقا رخيصا .
- و أين والدك ال... ؟ سألتها بقرف
- أبي طلق أمي منذ عشر سنوات و يعيش في مدينة أخرى ، تكلمت أخيرا بشبه همس.

إذن هذا هو عذرها : أنا فتاة من أسرة مفككة لذلك فلأصبح عاهرة ، فلأنتقم من قدري ، من الدنيا و من الناس و لأبع دنيتي و ديني و شرفي و مبادئي .
- لماذا أتيت بمفردك اليوم ؟

عادت إلى خرسها و لكن نظراتها انتقلت إلى غرفة النوم .
- فهمت ، أتيت لإخفاء آثار قذارتك و تهيئة الجو للقاء آخر و لكن أخبريني هل تستطيعين إخفاءها عن نفسك ، عن ضميرك ، عن ربك .
حسنا دعينا نختصر و نبدأ في الكلام المهم مع أنني أستمتع بإهانتك كثيرا صدقيني و لكن وقتي أثمن من أن أضيعه مع ..... مثلك .

تأملت الفتاة و هي تفتح عينيها على اتساعهما فأضافت ببرود :
- لا تستغربي فتلك الكلمات خلقت لمثيلاتك أم كنت تتوقعين مني مثلا أن أناديك بآنسة ؟

نظرت إليها بشيء من الرضا و هي تطرق برأسها ثم استجمعت أفكارها و بدأت في سرد سلسلة أكاذيبها المعتادة :
- حسنا يا آنسة حنان ، قالت باحتقار ، ما لا تعرفينه عن أبي هو أنه رجل عصري يحب كثيرا أن يصور مغامراته ال...خاصة .

راقبت امتقاع وجه الفتاة ثم واصلت ببرود :
- بالطبع أنا بطريقتي تحصلت على كل الأفلام و لكني سأكون كريمة و أعطيك فرصة أخيرة ، إن لم تنه علاقتك به خلال يومين سيكون فيديو فضيحتك لدى كل من يهمه الأمر و كل من لا يهمه كذلك ، سألاحقك في كل مكان ، في عملك ، بين أفراد عائلتك ، في الحي الذي تعيشين فيه ، ببساطة سأجعل حياتك هبابا .
إذن لديك خيارين إما أن تحترمي نفسك و تنظفي قليلا و تحافظي على ما تبقى من شرفك و شرف غيرك أو أقسم لك أني سأكون وراءك و أفسد عليك جميع أيامك .
و كلمة زوج ستلغينها من قاموسك لأني لن أتركك تهنئين برجل في الحلال إن لم تتركينا نهنأ بأبي .

صمتت قليلا تعطيها فرصة تستوعب فيها كلماتها ثم قالت تأمرها بتعال :
- و الآن انقلعي من أمامي و أعدي لي قهوة ، أريدها سوداء كوجهك .

استغلت غياب الفتاة لتقوم بما تجيده بهاتفها و في لحظات كانت قد أحكمت قبضتها عليها ببرنامج تعقب الرسائل و المكالمات ، برنامج تتبع مكانها و بعض البرامج الأخرى الثانوية .
رمت الهاتف بإهمال ما إن انتهت ثم صفقت الباب بعنف و غادرت قبل أن تضطر لرؤية سحنتها مرة أخرى .
سارت في الشارع تحاول عبثا الشعور بالارتياح ، تم الأمر بمنتهى السهولة ، أسهل من أي مرة ماضية و ما أكثرها من مرات . و مع ذلك انقباض قلبها يشعرها أن الأمر هذه المرة مختلف عن كل مرة . هزت رأسها و هي تتمتم كما علمتها خالتها :
" يا رب اجعله خيرا "
عادت إلى البيت بنصف ذات لتفعل ما تفعله بعد كل موقف من هذه المواقف. دخلت مسرعة كفيضان مشاعرها الجارف ، حبست حقدها داخل نفسها و جسدها داخل غرفتها و لكنها عجزت أن تحبس حزنها ، يأسها و خاصة دموعها .
و لساعات طويلة ظلت تبكي تمزقها بين حبها له كأب و كرهها له كرجل .
....................


يتبع بتكملة الفصل في الصفحة التالية https://www.rewity.com/forum/t410036-6.html



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 29-07-18 الساعة 11:57 AM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس