عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-18, 09:01 PM   #4084

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الحي الصناعي عصراً
خرج من المبنى الصغير الذي يسكن احد طوابقه القليلة ليفاجأ برؤية حذيفة واقفا امامه يتطلع اليه بحنق واضح قائلا له دون حتى ان يلقي السلام " لماذا لا ترد على اتصالاتي ؟ منذ يومين اتصل بك وانت لا تكلف نفسك عناء الرد .."
يدس خليل يديه في جيبيه ثم يرد بملامح جامدة " لاني لا اريد الكلام معك .. وانت تعرف هذا عن يقين لذلك لم تحاول ان تأتي الي قبل اليوم ... تاركاً لي فسحة خلوة احتاجها .."
تكتف حذيفة وعيناه تمعنان النظر في وجه خليل الجامد .. جمود محياه لن يخدعه ...
هذا الفتى الذي رباه حتى غدا رجلا يحمل في صدره غضباً يخيفه.. انه قلق عليه .. وقلق مما قد يفعله في لحظة يأس تنفجر في وجهه ..
قال حذيفة بنوع من السخرية " وماذا عن العمل .. هل سنوقفه لانك لا تريد التكلم معي ؟!"
اتكأ خليل على جدار خلفه وعيناه تراقبان صبية يلعبون في الحي بينما يسأل بنفس الجمود " ماذا تريد حذيفة ؟"
اقترب منه حذيفة حتى واجهه ثم قال بنبرة ارادها حازمة فخرجت عاطفية انفعالية
" اريدك ان تتكلم مع رضا .. انا فاتحته بالموضوع ويجب ان تكلمه بنفسك الآن.."
يرفع خليل حاجبيه بنوع من السخرية وهو يتساءل بنبرة قاسية " اي موضوع ؟"
فيرد حذيفة بعبوس " ماذا تعني اي موضوع ؟! موضوع زواجك من شذرة .."
عندها انفجر خليل ضاحكاً بصوت عالٍ .. ضحكة تفيض بالألم .. ألم مبرح ...
ضحكته المتألمة تلك قبضت قلب حذيفة واوشك ان يفقد سيطرته ويأخذه بين ذراعيه ليواسيه ويحلف له يمين الله انه سيفعل المستحيل ليزوجه شذرة ..
لكن عوضاً عن احتضانه سأل حذيفة بصبر وتجلد " لماذا تضحك هكذا ؟!"
خفتت ضحكات خليل وسكن الوجوم القاسي محياه .. بدا شاحباً .. شاحباً للغاية ...وبدلا من ان يرد على حذيفة سأله قائلا بغرابة
" ماذا قال لك ابو جعفر ..؟ "
تذكر حذيفة كلمات رضا حول عدم اعطاء خليل املا واهيا فحاول ان يكون واقعيا دون ان يفقد الامل فيقول " قال ان الامر بات صعباً الآن .. مؤكد لم يعد سهلا .."
فيرد خليل متهكما بسخرية لاذعة
" (لم يعد سهلا)؟! الامر ابدا لم يكن سهلا والان ... بات مستحيلا..! بل ربما هو من البداية مستحيل .."
امسكه حذيفة من كتفيه ليهزه ويقول
" ما هذا اليأس ؟! خليل ماذا جرى لك ؟"
رفع خليل ذراعيه لينفض عنه كفي حذيفة ويقول بقسوة رهيبة " لقد استفقت من احلامي المملة .. هذا ما جرى .. "
هتف حذيفة وهو يحاول بث الامل فيه
" مملة ؟! خليل اقول لك كلمت رضا وسيحاول جهده ان يجد مخرجاً لك كي تتقدم رسمياً لشذرة وندعها هي تقرر.."
بدأت شعلة تتقد في عيني خليل .. شعلة اخافت حذيفة عليه بينما يقول من بين شفتيه اللتين شحبتا من شدة الغضب
" نعم .. ندعها هي تقرر ...تختار بين خليل المعدم اليتيم الذي يسكن بالايجار الحي الصناعي في شقة صغيرة قديمة أكلتها الرطوبة لا تزيد عن غرفة نوم واحدة ومطبخ صغير وغرفة معيشة ضيقة وحمام واحد .. وكي يذهب لعمله ويتنقل في العاصمة يستخدم الحافلات العامة غالبا فسيارات الاجرة غالية عليه واحيانا يقضي مشاويره سيرا على الاقدام .. "
يراقب حذيفة تلك الشعلة تزداد تأججا وخليل يضيف
" اما وظيفة (خليل) فهي عامل أجير في محل بسيط يملكه احد ابناء الصائغ... وهل تعرف من هم بيت الصائغ ؟ انهم نسباء بيت العطار.. اشهر تجار الذهب عبر اجيال واجيال .."
يتساءل حذيفة ببرود متعمد ليحاول السيطرة عن انفلات الامر من يديه قائلا
" الى ماذا تريد الوصول من كل هذا ؟"
لكن خليل يشتعل حرفياً ليواصل تلك المقارنة الرهيبة التي تمثل مجتمعاً باكمله قائلا " ومن خليل ننتقل لـ.. مصعب .. الشاب اللطيف ابن العائلة ذات النسب المعروف ويركب سيارته الخاصة ومن ملابسه يبدو انه ليس بحاجة لراتبه اصلا .."
صمت للحظة قبل ان يضيف تساؤلا لاهثا يبدو ساخرا لكنه في واقع الحال يفيض بالتعاسة
" فكر معي يا حذيفة .. من ستختار الخالة ابتهال برأيك لتحث شذرة على القبول به ..؟ "
حاول حذيفة ان يراوغ بينما يرد بحزم
" شذرة هي من ستختار .. "
انفجرت تلك النيران في روحه كلها وباتت كالجحيم وخليل يصرخ
" وقد اختارت .. اختارته بعد اقل من ساعة على زيارته لبيتها مع والديه.."
جذبا الانظار لكن ايا منهما لم يلتفت للمارة وحذيفة يمسك بذراع خليل ينظر في عينيه ويقول بتفهم مؤلم
" هذا ما يوجعك ويثير غضبك المهول .. اليس كذلك ؟! انها قالت (نعم) مباشرة .. لكن استمع الي .. نحن لا نعرف .. ربما ... "
لم يستمع خليل بل يقاطعه وهو ينفث الحمم من قلبه وروحه معاً " اختارته دون حتى ان تطلب مهلة للتفكير .. اختارته واتصلت بخلود تزف اليها فرحتها الكبيرة بالعريس المناسب.. اختارته لانها تراه الافضل ... افضل مني بكثير ... هذا هو الواقع الذي ترفض ان تراه يا حذيفة .. بينما أنا اعيشه .."
حاول حذيفة التماسك امام هذا الانفجار ليقول له بحزم أبوي عفوي
" اهدأ .. فقط اهدأ ..."
في لحظة عجيبة نفض خليل رأسه بقوة ثم عاد لذاك الجمود البارد وكأن انفجاره لم يكن ولم يحصل ...
ثم قال بنبرة قاطعة " انا هادئ ... هادئ تماما لا تقلق .. فقط .. اشكر الحاج ابا جعفر وقل له .. الفتاة اخذت نصيبها مع من اختارته فليسهل لها الله .. ولن يفرض خليل نفسه في مكان ليس له نصيب فيه ..."
أبعد خليل اصابع حذيفة عن ذراعه وهو يضيف بنفس النبرة
" ان اخبرت خلود بأي شيء فهذا اخر عهد بيننا يا حذيفة ... سأرحل ولن ترونني مجددا.."
لكن حذيفة تشبث بذراعه من جديد يسأله بإلحاح وقلبه يتمزق لاجل معاناته
" لماذا لا تدعها تحاول ؟! حديث النساء يأتي بثماره اكثر من حديث الرجال .. "
عندها قال خليل ساخرا " تحاول ماذا يا حذيفة ؟! العريس مصعب جاهز وانا غير جاهز على الاطلاق .. بأي وجه تريد خلود أن تحاول؟!"
تساءل حذيفة وكأنه يستدرك امرا فقال
" لماذا لست جاهزا ؟! انا اعرف انك كنت تجمع بعض المال منذ بداية عملك معي .. الا يكفيكِ لتؤجر شقة افضل قليلا ؟! ويمكنك ان تستدين مني الباقي .."
بغموض عجيب رد خليل
" لن استدين منك وليس لدي مال ..."
لم يهتم حذيفة بالشق الاول من كلامه .. بل اقلقه الشق الثاني فيسأله بعبوس " ماذا تعني ليس لديك مال ؟! انت فتحت حسابا بالبنك منذ ثلاث سنوات لاجل ان تدخر فيه.."
ليرد خليل بمزيد من الغموض والنزق
" قلت لك ليس لدي .. لقد انفقته ... انا حر.. وفي كل الاحوال الطريق مسدود من اوله .. وخلود ان علمت ستبعثر كرامتي مع كرامتها وهي تقاتل لتحقيق المستحيل .."
ثم ينظر في عيني حذيفة مضيفاً بنبرة صوت حملت اهمية ما سيقوله وكأنه الحياة والموت
" اياك ان تصغرني يا حذيفة .. اياك..... ان فقدت كرامتي كرجل لن استطيع العيش بعدها .. وانت رجل ... وتعرف معنى ان يفقد الرجل كرامته .. "
اتسعت عينا حذيفة قليلا وهو يحدق بخليل الذي شمخ بذقنه باعتزاز كبير لكرامته مضيفاً ومذكرا اياه
" الرجل لا ينهار ولا يذل نفسه لاجل امرأة .. اليس هذا كلامك الذي علمتني اياه ؟"
ظل حذيفة يحدق فيه ويستشعر اهمية ما يقوله خليل الآن بينما يتمتم " نعم .."
ليقول خليل بوعد نطقته عيناه بألم حار لا يهدأ " وانا لن اخذلك وسأكون الرجل الذي ربيته .. وسأنسى .. كما اريدك انت ان تنسى..."
شعر حذيفة لاول مرة ان خليل على حق !
هل قلب الرجل وُجد ليذل كرامته ؟ ام قلبه يكمن في رجولة يصونها وكبرياء وفخر لا تستقيم الحياة دونهما ...؟
ان أقدم خليل حقا على التقدم والمجازفة وتم رفضه لصالح مصعب ذاك .. فهل سيحتمل خليل وجيعة كهذه ؟! هل سيصمد امام انكساره امام بيت الصائغ وبيت العطار ؟
أخرجه من صراعه وافكاره سؤال خليل الباهت " هل خلود شعرت بشيء ؟"
فرد حذيفة تلقائيا " لا .. انها مشغولة للغاية مع ..سوسو ... لقد ابتدأت امتحاناتها .."
أطرق خليل ليقول بنبرة جامدة " هذا افضل .. دعها تنشغل عني هذه الايام .. احتاج الابتعاد عنكم جميعا ..."
تحرك خليل ليخطو متجاوزا حذيفة بينما تنطلق الكلمات من فم حذيفة دون تفكير
" انت تريد الابتعاد ... عنها ..."
فهم خليل اشارة حذيفة ومن يقصد بـ(عنها) .. اغمض عينيه بقوة يمحو زرقة العينين اللتين ملكتا قلبه ودون أن يلتفت لحذيفة رد ببساطة موجعة " نعم ... اريد ..."
خطا خلفه خطوتين وهو يسأله
" الى اين تذهب ؟"
يشوح خليل بكفه قائلا " عندي مشوار... اقضيه .."
يشعر حذيفة بوجود شيء ما يجهله فيسأله بإلحاح " ألن تخبرني عنه ؟"
يرد خليل وهو يواصل ابتعاده
" ليس بذي اهمية لك .. سلام .."
يتمتم حذيفة "سلام..." وقدماه تتسمران مكانهما بعجز يشعل فيه الغضب ..

يتبع ..


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس