عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-18, 10:33 PM   #5771

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


كالعادة ... كبعد ظهر كل يوم ... تترك وردة المكتبة لريان وتخرج باحثة عن إكسير الحياة كما كانت تحب تسمية قهوتها .. دون أن تدرك بأنها في كل مرة تتركه فيها وحده انت تمنح أفكاره السوداء الفرصة كي تكتسحه مجددا .. أفكار كثيرة وعنيفة .. أفكار قلقة نحو لقمان الذي كان ظهوره مساء الأمس في حفل أبيه برفقة بحر الوالي مفاجئة للجميع ... وخاصة لأولائك الذين شهدوا تأثير رحيلها عليه ...
ريان كان شاهدا لسقوط لقمان الذي كان دائما في أعين أفراد عائلته وأقاربه لا يقهر .. أن يكون معرضا للأذى للمرة الثانية إن اختارت بحر الوالي الرحيل مجددا .. أمر كان يدفع قلب ريان للانقباض كلما فكر بإمكانية حدوث هذا وبنتائجه .. بقدر ما كان يتعاطف معها ومع ما عانته بسبب لقمان .. بقدر ما كان يلومها على قبولها بمنحه هذا الجزء من وقتها إن كانت تخطط لتركه في النهاية .. وقد رأى على ملامح وجهها الجامدة , تلك المختلفة تماما عن التي رآها في المرة الأولى والوحيدة التي قابلها فيها , الرغبة في الرحيل .
في حين رأى على وجه لقمان الصرامة وهو يتحدى أي كان على التعرض للمرأة التي اختارها كي تقف إلى جانبه .. الحذر وهو يراقب خوفا من أن يزعج أي شيء بحر .... والأمل !
وقع بصر ريان على ذلك الشيء المرمي في الزاوية البعيدة من المكتبة .. الشيء الذي كان هو أكثر عنادا من أن يسمح لكل ما واجهه قبل عام من أن يحرمه منه .. إلا أنه رغم كل تبجحه وعناد ... لم يستطع قط أن يلمسه وهو قابع مكانه .. مستند إلى الجدار .. تتراكم فوقه الأغبرة على مر الأسابيع .. إلا عندا كانت وردة تتذكره فجأة فتنظفه بصمت يعتلي وجهها جمود حزين.
منذ متى لو يمسك عوده فيعزف عليه الألحان التي كان يفرخ بها ازدحام عواطفه ؟؟؟
منذ مات الرجل الذي ساعده في صنعه بينما كانا يتعلمان الصنعة كهواية في أيام الصيف المملة والطويلة .. منذ حاول الرجل الذي علمهما قتله .. مدمرا كل قدرة ريان على منح ثقته إلا لأفراد عائلته .. وبالطبع للمرأة التي أنقذت حياته .. وردة ..
يكره ريان الاعتراف بالحقيقة .. وهي ان امتناعه عن العزف على عوده لم يكن يعود على الإطلاق لتجربته الثعبة مع كامل .. بل لأنه لم يعد يمتلك شيئا يعزف لأجله ..
أغمض عينيه بقوة للحظة .... فقط لو أنني أستطيع نسيانك بنفس السهولة التي تمكنت فيها من إخراجك من حياتي ......... هبة ..
عارفا بأنه لن يسامحها قط على كذبها عليه ... لأنها قد اختارت الصمت عوضا عن ملاحقة قاتل إيهاب .. لأنها قد حطمت قلبه .. وحولته إلى أشلاء بسبب جبنها ..
يعرف ريان بعد مرور أشهر من التفكير بأن انتهاء علاقته بهبة كان حتميا .. إذ كانت تستهلكه منذ البداية مدمرة ثقته بنفسه .. احترامه لنفسه .. ولكن .. كيف له أن يتخطى الفراغ الذي كان لا يختفي أبدا من روحه منذ المرة الأخيرة التي سمع فيها صوتها ؟؟؟
بين حين وآخر .... هبة كانت تتصل به .. في الواقع .. أول اتصال منها له كان بعد فراقهما بأيام .. إلا أنه لم يجب إحدى اتصالاتها قط ... وما الفائدة إن كانت ستنتج عن مزيد من الألم والقهر وخيبة الأمل ؟؟
وها هو الآن يراقب الناس من حوله وهم يتابعون حيواتهم ... وهم يتخطون كل ما حدث .. حتى وردة التي كان يخشى لفترة أن يكون كامل محقا حين لمح تلك الليلة المشؤومة لمشاعر لديها اتجاهه ... لم تظهر أي تأكيد لهذا .. بل كانت لحسن الحظ نعم الصديق له خلال أصعب فترات حياته .. إلى حد كان يجعل فكرة تعاونها مع كنان ولو بشكل مؤقت يثير أعصابه خاصة وهو يعرف كنان والطريقة التي اعتاد فيها معاملة الفتيات ..
ربما وردة مختلفة ... ربما هي قوية وصارمة فيما يتعلق بالجنس الآخر .. إلا أنها عذراء القلب .. نقية الروح .. من ذ لك النوع الذي لم يعد له وجود من النساء .. ورغم كل محبته لكنان .. إلا أنه لن يتسامح معه لو شك بأنه ينوي شرا بوردة .. فريان بعد كل شيء .. يدين لها بأكثر من حياته .. هو يدين لها بإيمانه بقاء شيء يستحق ثقته في هذا الكون ...
فجأة ... أحس ريان بأنه لم يعد وحيدا في المكتبة ... فالتفت ليجد العينين البنيتين المحاطتين بالوجه المنمش لجنى .. تنظران إليه بصمت عند الباب المغلق..
متى دخلت ... وكيف لم يشعر بدخولها عندما اهتزت الأجراس المتصلة بالباب .. إلى هذا الحد كان غارقا بأفكاره ؟؟؟
تنحنح قائلا :- صباح الخير ... منذ متى وأنت واقفة هنا ؟؟؟
من الغريب كيف كانت تبدو بوشاحها المورد ... وحجمها الصغير .. وملابسها المتحفظة إنما ملائمة لسنها .. طفلة صغيرة يجد صعوبة في تصديق تجاوزها العشرين .. في حين أنها كانت تبدو أنضج بكثير وهي تنظر إليه بعينيها البندقيتين الواسعتين والعارفتين ... وكأنها قد .... تبا ...
أغمض عينيه للحظة قبل أن يقول :- لم لا تقوليها وتنهي الأمر .... أنك آسفة لاكتشافك بأنني ابن الطويل الذي تعرض لمحاول قتل العام الماضي .. وأنك تشعرين بالحزن والشفقة لما تظنينني أمر به ... افعلي ما جئت لأجله واذهبي من هنا ..
عبست قائلة :- حسنا ... أنا مصدومة بالفعل لاكتشافي بأنك وذلك الكنان أخوين .. إلا أنني مع طريقتك الفظة في معاملتي لا أستغرب إطلاقا أن يحاول أي رجل عاقل قتلك ...
رمش بعينيه وهو يحدق بها ... فمها مطبق بقوة وكأنها تمنع نفسها من قول المزيد .. كاد يضحك وهو يفكر بأنها قد فاجأته مجددا ... الفتاة الصغيرة التي تمارس الكذب كنشاط جانبي في حياتها ... قال بهدوء :- لماذا أنت هنا إذن ؟؟
:- لأنظر إليك ..
قطب قائلا بشيء من الغيظ :- هذه ليست حديقة حيوان ...و أنا لست فرجة لمن يرغب برؤية شخص تحدثت عنه الأخبار لأشهر ..
أدارت عينيها وهي تقول :- أنت تمنح نفسك الكثير من الأهمية ... لقد عرفت بالأمر صدفة من خلال أحاديث بعض صديقاتي .. وصدق أو لا تصدق .. أخوك كنان كان موضوع الحديث إذ أنه ويا للدهشة .. يمتلك بعض الشعبية بين طالبات الجامعة ... فئة الحمقاوات ... وأنت كنت مجرد حديث جانبي لم يحظى باهتمام أحد ..
وجد نفسه يبتسم رغما عنه وهو يقول :- ومع هذا ... ها أنت هنا ... جئت لتنظري إلي كما تقولين .. ما الذي كنت تأملين رؤيته ؟
غمغمت :- بالأصح .. ما الذي كنت آمل بألا أراه ؟؟
:- وما هو ؟؟
:- ضحية !
صمت للحظات طويلة قبل أن يكرر بهدوء :- ضحية !..
:- نعم ... أردت أن أرى إن كان ما سمعت بأنك قد مررت به قد خلف ضحية فيك أم لا .. إلا أنني لحسن الحظ كنت مخطئة .. أنت لست ضحية على الإطلاق .. وكل شعوري بالشفقة نحوك لم يكن في محله .. ربما علي أن أشفق على الرجل الذي دفعته لمحاولة قتلك .. لابد وأنك قد أفقدته عقله بطريقة ما ..
كانت هذه هي الحقيقة ...الحقيقة البشعة التي كان ريان يرفض الاعتراف ها طوال ذلك الوقت .. كامل ربما كان غير سوي منذ البداية .. إلا أن ريان كان من أطلق جنونه كاملا عندما عرف كامل بأن شيئا يجمع بينه وبين هبة .. المرأة التي أحبها طوال حياته وانتظرها لسنوات ... ربما كان إيهاب ليكون حيا الآن .. ربما كان كامل ليظل صديقه المفضل حتى الآن ... ربما ما كان فقد عقله .. وانتهى الأمر به سجينا لعدد لا نهائي من السنوات بعد قتله ثلاث أشخاص .. ولما فقدت عائلة وردة معيلها .. واضطرت هي لأن تحمل همومها وحدها .. ولما ...
قاطع أفكاره صوت جنى يقول :- حسنا ... الآن أنت تبدو كضحية مثالية ... هلا نزعت تلك الأفكار السوداء التي تملأ رأسك .. الذبذبات السلبية التي تبثها دون أن تدري كفيلة بإحباط قبيلة .. وأنا جئت إلى هنا كي أخذ كتابا جديدا .. لا كي أعود إلى البيت بأزمة نفسية ..
مغتاظا من قدرتها على إخراجه من ثباته .. نهض قائلا :- حسنا .... فلتطلبي الكتاب الذي تريدينه قبل أن تحطم ذبذباتي السلبية المزيد من أعصابك ..
بعد دقائق من النقاش حول الكتب الحديثة المتاحة ... والتي انتهت باختيارها أحدها ... وضعت جنى ثمن الكتاب فوق طاولة الحساب وهي تقول بينما كان ريان يضعه في كيس طبع عليه اسم المكتبة :- أتعلم ... من السهل جدا على أي منا أن يسمح للضحية بداخله بالخروج والسيطرة عليه ...
رفع عينيه الخضراوين ينظر إلى عينيها التين ولأول مرة كان يرى فيهما الحزن وهي تتابع :- أنت تكون ضحية ... لا يعني أن تتصرف كضحية .. بل أن يفكر هذا كضحية أيضا ..
أشارت إلى رأسها قبل أن تتابع :- أكبر جرائمك ضد نفسك كضحية .. هي أن تفكر بأنك استحققت ما حدث لك .. أو أنك مسؤول عنه بطريقة أو بأخرى ... كالطفل حين يحبسه أحدهم في خزانة مغلقة ... عندما يظن بأنه استحق عقابا قاسيا كهذا ... فإنه يظل طوال حياته حبيس تلك الخزانة ...
نظر إليها مليا قبل أن يقول بهدوء :- هل تظنين بأنني ما أزال حبيس خزانتي يا جنى ..
أومأت برأسها قائلة :- أظن بأنك ما تزال حبيس الخزانة ... وأن الباب موارب .. في حين أنك أنت من ترفض الخروج منها إلى الضوء ..
صمت للحظة ثم تمتم :- ربما أنت محقة ..
تناولت الكيس ... وتراجعت نحو الباب قائلة ببساطة وكأنها لم تصف عالمه كله بعبارة واحدة :- شكرا على الكتاب ... إلى اللقاء ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس