عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-18, 09:38 PM   #6159

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

عندما فتحت نورا باب الشقة .. كان خالد آخر من توقعت أن تراه واقفا في الطرف الآخر منه ... بعد أكثر من سنة على المرة الأخيرة التي قابلته فيها .. وبعد طلاقه لقمر .. لم تكن تنتظر رؤيته حتى وهي تعرف بأنه لا يمكن له أن يتخلى عن قمر بهذه السهولة عارفة مدى الحب الذي كان يكنه لها ..
للحظة .. ظلت تنظر إليه متفحصة التغيرات التي طرأت عليه .. ملاحظة أنه قد خسر بعض الوزن .. كما كسب مظهرا أكثر خشونة بذقنه الداكنة وشعره الذي كان دائما قصيرا ومشذبا بعناية .. في حين لامست أطرافه هذه المرة نهاية عنقه ... عيناه الخضراوان كانتا كما تذكرهما ... ملفتتين للنظر ببريقها القوي الناطق بالذكاء و العاطفة الجياشة .. بينما أحاطت ظلال داكنة بهما مظهرة إرهاقه وتوتره ..
قال بهدوء :- مساء الخير يا نورا ...
تنهدت وهي تتذكر بأنه كان دائما يصر على مناداتها بنورا تحببا ... مصرا على أنها لا تكبره بما يكفي كي يناديها بخالتي ... وقد كانت فيما مضى تحب دلاله هذا معتبرة إياه دائما ابنا لم تنجبه .. أو كما كان يصر .. أخا أصغر لم تحظى به ..
:- تفضل يا خالد ...
خلال عشر دقائق ... كان خالد يجلس في غرفة جلوسها ... يحتسي القهوة التي أعدتها له .. يجلس أمامها وهو ينظر حوله وكأنه يتفحص التغيرات التي طرأت على المكان منذ آخر مرة قدم فيها إليه .. أم تراه يبحث عن آثار قمر ؟؟؟
قالت بلطف :- كيف حال والدتك يا خالد ؟؟
:- بخير ...
:- وماذا عن زوجتك ... وابنك ... سمعت بأنك قد أنجبت طفلا جميلا وقويا .. مبارك لك ..
صمت خالد دون أن يقول شيئا ... فقالت بهدوء :- اسمعني جيدا يا خالد ... قمر ابنة أختي ... بل هي ابنتي بكل ما للكلمة من معنى ... وأنا لا يمكن أن أسمح لأي أحد بأن يجرحها كما فعلت أنت ... المشكلة هي .. أنني أتفهم تماما ما فعلته ..
رفع رأسه نحوها بحدة .. عيناه تنظران إليها باتساع وكأنه لم ينتظر منها تصريحها هذا ... فبدا لها بنظرته هذه أصغر من عمره بعشر سنوات وقد بدا فيها يأس لا حدود له ..
:- أنا أتفهم حاجتك لإنجاب الطفل الذي عجزت قمر عن منحك إياه .. إنه حقك .. حتى هي لا تستطيع أن تحرمك منه .. وأنت لم تفعل أي شيء يخالف الشرع أو القانون .. وبما أنني أعرف إلى أي حد تحب قمر .. وأنك ما كنت أبدا لتظلمها بأي طريقة بزواجك هذا .. فأنا حاولت كثيرا في الماضي التحدث إليها محاولة تغيير رأيها في الانفصال .. إلا أنني لا أستطيع إرغامها على ما لا تريد يا ولدي ... أنت تمتلك الحق في الزواج من امرأة أخرى .. إلا أنها تمتلك الحق أيضا في البقاء زوجتك أو لا .. وإن كان سبب وجودك هنا أملك في أن أتحدث إليها مجددا ... وأحاول إقناعها بأن تعود إليك .. فأنا لا أستطيع أن أساعدك لأنني أعرف بأنها لن تستمع إلي ..
قال بصوت أجش :- كل ما أريده هو أن تخبريني بما أستطيع فعله .. انصحيني يا نورا ... كيف أستعيد قمر ؟؟ أنا لا أستطيع أن أعيش بدونها .. العام الذي تلا طلاقنا كان كالجحيم بالنسبة إلي .. هي لا تستطيع أن تعيش مع ضرة .. وأنا لا أستطيع أن أطلق ناهد بعد أن أنجبت ابني .. في الآن ذاته ... أنا لا أستطيع حتى أن أنظر إلى ناهد دون أن أرى فيها سببا لخسارتي لقمر ... أخبريني يا نورا .. انصحيني .. ماذا علي أن أفعل ؟؟
أحست نورا بالشفقة تغمرها نحو الشاب الذي كان منذ زواجه من قمر فردا من عائلتها .. مقدرة بأن معضلته لم تكن سهلة على الإطلاق .. تبا .. لقد كانت معضلة بلا حل تقريبا .. إذ لا تمتلك قمر الحق في مطالبته بطلاق ام أبنه ... كما لا يمتلك هو الحق في مطالبتها بما لا تطيق ...
مشاركته بامرأة أخرى ...
تمتمت :- ما أستطيع أن أنصحك به .. هو أن تحاول مع قمر للمرة الأخيرة ... وإن لم تنجح .. فأنت لا تملك إلا متابعة حياتك .. وتركها هي الأخرى تتابع حياتها باحثة عن سعادتها بعيدا عنك ..
قال بصوت أجش :- أنت تعنين برفقة رجل آخر
تنهدت قائلة :- حسنا ... أنت تزوجت بامرأة أخرى ... من حقها هي أن تتزوج برجل لا يجد في عجزها عن الإنجاب مشكلة تتطلب منه استبدالها بامرأة أخرى ..
كز على أسنانه وهو يقول :- هل تدركين ما تطالبينني به يا نورا ؟؟؟ قمر لن تكون أبدا لرجل غيري ..
:- أنت تقول هذا ... إلا أنك لن تستطيع منعها إن قررت بالفعل الزواج بغيرك .. أنا لا أحاول معاقبتك أو تعذيبك بما أقول يا خالد ... إلا أنه واقع عليك أن تتقبله ...
اضطربت نظراته وهو يقول :- لقد رأيتها قبل أيام برفقة رجل غريب .. لقد كانت تتناول الغداء برفقته ..
أغمضت عينيها بإرهاق وهي تتذكر ما حكته لها قمر عن لقائها المفاجئ بخالد خلال غداء عمل ... كانت تستطيع طمأنة خالد بأن الرجل الغريب ما هو إلا مديرها .. وأن طرفا ثالثا كان يشاركهما الغداء قبل أن يراها برفقته .. إلا أنها لم تكن قاسية بما يكفي كي تمنحه المزيد من الأمل بشيء لا تعرف إن كان سيحدث يوما أم لا ...
:- خالد ..... أنت طلبت نصيحتي ... وأنا أنصحك بأن تنسى قمر ... ألا تسمح لفقدانك لها بأن يؤثر على علاقتك بزوجتك أو بابنك ... لا تسمح لتضحيتها وخسارتك .. أن يذهبا هدرا ..
هب واقفا وهو يقول بخشونة :- أنت نصحتني أيضا بأن أحاول للمرة الأخيرة التحدث إلى قمر ... وهو ما سأفعله يا نورا ... قمر أحبتني يوما ... وذلك النوع من الحب من المستحيل أن يتلاشى بين ليلة وضحاها وكأنه لم يوجد ... قمر ما تزال تحبني تحت كل ذلك التظاهر بالبرود والغضب ... و كل ما علي فعله هو إقناعها بهذا ...
راقبته عاجزة وهو يغادر الشقة كالعاصفة ... مدركة بأسف بأن خالد لن يستسلم حتى يقنع قمر بالفعل بالعودة إليه .. أو أن يؤذيها ويؤذي نفسه بطريقة لا شفاء بعدها أبدا






يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس