عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-18, 10:15 PM   #6494

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- لماذا توقفنا هنا ؟؟؟
لم تكد قمر تطرح السؤال حتى قفزت حلا من مكانها على المقعد الخلفي الذي أقنعها والدها بصعوبة أن تحتله بعد خروجهم من مبنى الشركة سامحة لقمر بالجلوس في المقعد الأمامي بعد إلحاحه الشديد على إثر إصرارها على تركه لحلا كي تحتل هي المقعد الخلفي قائلا بتأفف :- أنت لن تجلسي في المقعد الخلفي فيحسبني الناس سائقا لديك ... صحيح ؟؟؟ حتى أنت لن تكوني بهذه الفظاظة ..
وجدت قمر نفسها تجلس إلى جانبه طوال الطريق بينما هو يقود مستمعا إلى ثرثرة ابنته .. ويرد عليها بصبر وحلم كانا يظهران لها غرابة أن يجمع رجل عديم التهذيب مثله بين الفظاظة والحنان .. حتى لاحظت بأنه كان يقود في طريق آخر غير ذاك الذي وصفته له والمؤدي إلى بيتها ... ثم يتوقف فجأة إلى جانب الرصيف بدون مقدمات ...
:- بوظة .... سنأكل البوظة ...
التفت عمران نحو قمر وهو يهز كتفيه قائلا :- أنا ألومك أنت ... كوني رجلا مهذبا .. لم أستطع رفض طلبها لتناول البوظة أمامك مصيبا إياك بالإحراج .. وبالتالي ... يجب أن تتحملي مسؤولية أفعالك وترافقينا لتناولها ..
حدقت فيه غير مصدقة لمنطقه الغريب وهتفت :- هل أنت جاد ؟؟؟ أنا لا أفهم كيف حولت الأمر ليصبح ذنبي ولماذا قد ترغب بأن أرافقكما إلى أي مكان ؟؟
لدهشتها احمرت أذنيه وهو يقول بصوت خافت كي لا تسمعه حلا :- تحتاج حلا دائما الذهاب إلى الحمام بعد تناولها البوظة .. وأنا .. احم ... لا أستطيع مرافقتها إلى حمام السيدات ... كما لا أستطيع أن آخذها إلى حمام الرجال ..
رمشت بعينيها وقد أخذها كلامه على حين غرة .. في اللحظة التي هتفت فيها حلا فجأة وكأنها في تناغم مع أفكار والدها :- بابا .. دعنا ندخل إلى المقهى لنأكل البوظة .. أحتاج للذهاب إلى الحمام ..
لولا الموقف المزعج برمته ... لانفجرت قمر ضاحكة وهي تراه يدير عينيه ببؤس .. عندما ترجل من السيارة فاتحا الباب الخلفي لابنته .. لم تملك إلا أن تلحق بهما باستسلام ..
بعد دقائق ... أدركت قمر بأن الأمر لم يكن بالسوء الذي كانت تتخيله .. إذ بعد رحلة الحمام القصيرة حيث اكتشفت خلالها بأن حلا لم تكن بحاجة لأكثر من مرافقة لئلا تغيب عن ناظري والدها وحدها .. قضت قمر وقتا لا بأس به بينما كانت تتناول البوظة مع حلا تحت أنظار عمران الذي كان لا يتوقف عن توجيه الملاحظات العفوية لابنته .. بطريقة كانت تذكر قمر بنورا عندما كانت هي وشمس صغيرتين وأكثر من عبء كبير على خالتهما اليافعة ...
عندما انطلقت حلا لتلعب قليلا بالزاوية المخصصة للأطفال بعد إنهائها طبقها .. أدركت قمر بأن عمران كان يراقب ابنته بعينين ثابتتين وهي تلهو برفقة طفل في مثل عمرها كانت عائلته تجلس حول مائدة قريبة ..
تمتمت فجأة بشيء من اللطف :- لن تختفي فجأة إن أبعدت عينيك عنها للحظة ..
أجفل وهو يعيد نظره نحوها .. وكأنه لم يدرك حقا أنه كان يحدق حتى نبهته .. اعتلى وجهه تعبير غريبة قبل أن يتنهد قائلا :- ستظنين على الأرجح بأنني أحد أولاءك الآباء المهووسين والذين سينتهي الأمر بأطفالهم معقدين نفسيا بسبب تحكمهم ..
قالت بهدوء :- لا ... أنا أظن قلقك هذا طبيعيا للغاية ... خالتي ربتنا وحدها بعد وفاة أبي .. الأب الوحيد يشعر دائما بالعبء مضاعفا عندما يتحمله وحده ..
:- خالتك ؟؟
:- خالتي ... إنما تزوجت أبي بعد وفاة والدتي كي تتمكن من الاعتناء بنا .. لابد وأن الأمر أسهل بالنسبة إليك .. أعني أنك وزوجتك تتشاركان الاهتمام بحلا .. صحيح ؟؟؟
قال بجفاف :- تعنين زوجتي السابقة ... لا ... رنا تزوجت من جديد بعد طلاقنا بأشهر قليلة .. ثم سافرت برفقة زوجها إلى حيث يعمل في بلد مجاور ... وهي أم لطفل صغير الآن يأخذ وقتها بالكامل ..
تلقائيا .... نظرت قمر نحو الطفلة فجأة وهي تشعر بذكرى بحر الطفلة تصفعها بقوة ... بحر أيضا تخلت عنها والدتها لأجل سعادتها الخاصة .. الفرق أن حلا تحظى بأب يحبها ... بعكس بحر التي لم يكن هناك من يمنحها العطف الذي احتاجت إليه طوال حياتها ...
:- لا تنظري إليها بهذه الطريقة .... حلا لا تحتاج إلى شفقتك ... هي سعيدة وبخير ... وعلى اتصال دائم بوالدتها ... رنا تأتي للزيارة عدة مرات في السنة ... في الواقع ... حلا مهووسة بأخيها الصغير إذ تطالب والدتها بعشرات الصور الحديثة له يوميا ..
أسرعت تقول بشيء من الحرج :- آسفة ... لم أفكر أبدا بأن حلا تحتاج لأي نوع من الشفقة .. بل كنت أفكر بأنها محظوظة لأنك تحبها وتهتم بها إلى هذا الحد ..
رقت عيناه فجأة وهو يقول :- آه .... أنا الآسف ... إذ ذكرتك بوفاة أبيك المبكرة ...
أن يفكر بأن سبب حزنها هو ذكرى أب لم تحظى به خلال طفولتها ... خير من أن يعرف بأنها كانت تفكر بابنة خالتها التي خذلتها عائلتها كاملة عند وقوعها في أول محنة ..
تنحنحت قائلة :- على الأقل ... لدى حلا عمة تساعدك بالاهتمام بها .. صحيح ؟؟
تغيرت تعابير وجهه وهو يقول فجأة باقتضاب :- لحبيبة ..... وضع خاص ..
عاد ينظر إلى حلا قبل أن يكمل :- هي تهتم بحلا .... إنما اهتمامها ... غير كافي ...
حسنا .... ليست كل العمات كخالتها نورا في تفانيهن ... صحيح ؟؟ تمتمت قبل أن تفكر :- ربما عليك أن تتزوج من جديد فتنال حلا من يمنحها اهتمامه الكامل ..
حدق بها للحظة وكأنه لا يصدق ما تقوله ثم قال :- هل تتدخلين حقا بحياتي الخاصة ؟؟
كانت قد أدركت متأخرة بأنها قد تجاوزت الحد فعلا في تدخلها فيما لا يعنيها فقالت بضيق :- آسفة .. لم أفكر قبل أن أتكلم ...
برقت عيناه الزرقاوين بشغب وهو يقول :- أم تراك ترشحين نفسك لهذا المنصب ؟؟
احتقن وجهها وهي تهتف بغيظ :- بالتأكيد لا ....
:- حسنا .... أنا أعرف بأنني وسيم ومثير للاهتمام ... إلا أنني لم أتوقع أن تبلغ جاذبيتي حدا ترمين معه نفسك علي .... أعني أن الأمر محرج للغاية بالنسبة إليك بالتأكيد ..
هتفت بغضب :- ألست مثالا للتواضع ؟؟؟ لا ... أنا لا أرغب بأن تكون لي أي صلة بك ...أنت سمج .. وفظ .. وعديم الذوق .. رباه ... أنا لا أعرف حتى ما أفعله هنا برفقة رجل مثلك ..
هز كتفيه قائلا :- لأنني أحرجتك .. وأرغمتك على مرافقتي كي لا أضطر للاهتمام بحلا وحدي ... إلا أن المرأة الذكية هي من تصطاد فرصها في الوقت المناسب ... للأسف ... أنا لا أفكر في الزواج مجددا ... حسنا ... حتى لو فكرت بالزواج ... وأنا لا أقصد الإهانة .. إلا أنك لست من النوع الذي يعجبني على الإطلاق ..
رباه ..... الآن فقط صدقت قمر بأن الغضب قد يتسبب للمرء بنوبة قلبية ... لقد كانت أنفاسها تتصارع داخل صدرها في بحث يائس عن الأكسجين بينما تكورت قبضتاها فوق المنضدة حتى ابيضت سلامياتها .. وقع بصره على يديها فبرقت عيناه بتسلية وهو يقول :- هل تفكرين بضربي ؟؟
تمتمت من بين أسنانها :- رباه ... أنا أفكر بقتلك ... لا بضربك ....
فجأة ... أعاد رأسه إلى الوراء وانفجر ضاحكا جاذبا انتباه كل الموجودين في المقهى .. ومضيفا المزيد من الإحراج فوق إحراجها .. قبل أن يقول وهو يمسح دموعا من زاويتي عينيه :- أنا آسف ... لقد أردت فقط أن أعرف إن كان مزاجك مطابقا لشعرك الأحمر ..
هتفت بحدة :- شعري ليس أحمرا ...
:- لا .... ليس أحمرا حتى تمسه أشعر شمس الظهيرة ... فيستحيل إلى شلال من النحاس الخالص ..
نظرت إليه بتوتر ... غير مدركة إن كان يقر واقعا .. أم يحاول مغازلتها ... إلا أنه استدار فور أن عادت حلا مستحوذة على اهتمامه .. يسألها إن كانت مستعدة للعودة إلى البيت .. قبل أن يلتفت نحو قمر وهو يقول مبتسما ببشاشة وكأنه لم يمنحها أول حافز لارتكاب جريمة قتل منذ عرفت بزواج خالد وناهد :- هلا ذهبنا ...





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس