الفصل الاول
اغلقت ريام باب سيارتها وهي تمسك بحقيبة يدها الكبيرة نوعا ما لما تحمله من اوراق كثيرة تخص العمل ...بينما يراقبها كل من تمر من امامهم بعيون معجبة ونظرات اشبه ماتكون بالمستغربة لأنها بدت بتعابير وجهها وبشعرها المنسدل الطويل رائعة الجمال ...مع انها اليوم وضعته على شكل ضفيرة وبطريقة حديثة كالتي نراها على تسريحات العرائس في ليلة الزفاف الا ان الناظر سرعان مايعرف انها ذات جمال طبيعي فلا تحتاج لوضع الزينة بوجها القمري وعيونها الواسعة السوداء ووجنتها العالية وانفها الصغير الشامخ بأرتفاع يعطيها مظهر الثقة والرقي والذي لا نراه الا في العوائل ذات الطبقات الراقية...اما ملابسها فكانت عملية جدا بتنورتها القصيرة وقميصها الابيض المخطط بالاحمر النبيذي وبلون التنورة ...لكنها اليوم تحمل في يدها جاكيت بلون التنورة الا انها لم تفكر ان تلبسها والسبب ان امها الحت عليها ان تأخذها معها لانها تقول انه من الممكن ان يبرد الجو عند العودة.
ياقمر....ياجميلة....انا فداء لهذا الجمال ... ابتسمت في سرها لهذه المغازلة من احد المارة بجوارها ...لكنها كالمعتاد لم تعرها اي اهتمام فهي منذ ان كبرت بدأت تعتاد هذا النوع من الغزل والذي يكون بعضها برئ وبعضها الآخر لا.
مشت على طول الطريق الذي يستغرق عادة عشر دقائق من موقف السيارة الى مقر الشركة ...ومع انها تستطيع ان توقف سيارتها بمكان قريب من عملها الا انها لم تكن تريد ان يعرف اي موظف نوع سيارتها وبالتالي يكتشف وضعها المالي ...فهي لم تقل ابداً لأي من الموظفين انها تعمل عند خالها بإستثناء العم محمود.
هذا الامر بالنسبة لها بالغ الأهمية... فقد ارادت ان لا يشعر اي موظف انها مختلفة عنهم او ان تُعامل بطريقة مختلفة فقط لانها ابنة اخت صاحب الشركة.
ـ صباح الخير يا ابنتي... كيف حالك ؟ قالها العم محمود لتخرج ريام من شرودها قليلاً وتنظر نحوه مبتسمة وهي تجيب :ـ الحمد لله ..بألف خير ..وكيف حالك عمي وحال العروسة ؟
- الحمد الله... ثم تابع قائلا :ـ انتي تعرفين ندى ..هي لا تتكلم إلا عن خطيبها علي وكيف ستكون حفلة زواجها... وأيُّ الملابس سترتدي ...ثم ضحك قائلا :ـ هل تعلمين انها إشترت لي بدلة لحفل الزفاف وطلبت مني ان اضع ربطة عنق ايضاً
- وهل ستفعل ؟ ... قالتها ريام بشقاوة ...
هز العم محمود رأسه لها بقنوط متابعاً :ـ ااه يال عقل النساء
ـ اخيراً سأراك في بدلة ...ارجوك عمي دعني انا من اضع لك الرباط بنفسي
- كلا ارجوك ريام الا الرباط ...لقد اتفقت معهن على ان افعل كل شئ إلا هذا الامر...ساشعر بالاختناق ولن اشعر بعدها بالراحة في الحفل
تعالت ضحكاتها وهي تتخيل العم محمود بربطة عنق وبدلة انيقة ثم وبعد ان هدأت ضحكاتهم قليلاً اقتربت منه وهي تضع يدها على ساعده لتسأل :ـ عمي انت تعرف انني اعتبر ندى وقمر وزيد كأخوتي واعتبركم عائلتي فهل الامورعلى مايرام ؟ اقصد مع تنضيمات الزواج والمصاريف...هل تحتاج الى ...؟؟
قاطعها قائلاً :ـ .اعلم جيدا يابنتي واعلم انك تحبين ندى وقمر وزيد كأخوتك
ويعلم الله اننا نحبك مثل اولادنا...فأنا من ربيتك على يدي واعرف انك بذلتي جهدك ومالك من اجلنا طوال الوقت وادعو الله ان يوفقك ويسعدك مثلما تفكري بنا.. لكني فعلا لا احتاج لشئ فانت وعائلتك لم تقصرو معنا في شئ
- اذا عدني انك لو احتجت لشئ... اي شئ ان تخبرني فورا
- حسنا اعدك
**********
|