عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-18, 02:58 PM   #51

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(خلف الستار)
الكاتبه: ريم أحمد








~*~*~~*~*~

الفصل السادس و العشرون .


- الـنهــايـة -



فتحت عينيها ببطئ ، عرفت مباشرة انها في المستشفى .. رأت المغذي الممتد الى يدها ، تلفتت برأسها لعلها ترى أحد ، فوجدت كلارا تجلس بجانبها .. اتبسمت الأخرى عندما تلاقت عيناهما وقالت:

-"لو أنصتي الينا وأخذناك للمستشفى منذ البداية لكان أفضل"

اشاحت ليزا نظرها ولم تعلق ، مرت دقائق وهي تنظر للسقف بشرود .. عندها دخل جوهان ، فجلست من تمددها ، انتظرته ليكمل كلامه الذي لم تكترث له ، فهو يشابه حديث كلارا ثم قالت:

-"لن أعود لمنزلك "

صمت بعدم استيعاب ثم سأل :

-"ماذا ؟..كرري ما قلتي ؟"
-"لن أعود لمنزلك "

قال كلارا بسرعة:

-"أنتِ مجنونه؟!...أليكس قد يكون في أي مكان الآن يستهدفك وأنت لا تريدين العودة؟!"

أردف جوهان على مضض:

-"لن يحدث هذا ، وستعودين دون نقاش"
-"سأذهب لمنزل مايلز"

عم الصمت لبعض الوقت .. جلس جوهان بجانبها .. أمسك كفها وقال بابتسامة :

-"فاجأتيني .. حسنا أنا لا يمكنني رفض شيء كهذا .. لكن ، أرجوك فلتبقي في منزلنا قليلا بعد"
-"لن أخرج من المشفى الا الى منزل مايلز"

نظر جوهان الى كلارا طالبا منها المساعدة في اقناعها ، صمتت كلارا تراقب نظرات ليزا .. قالت بهدوء:

-"لكِ ما شئتِ ... سنذهب الى منزل مايلز ، في الغد سيكون المنزل معدا لاستقبالك .. وسأكون معك"

ابتسمت ليزا ابتسامة واسعة لم يروها من أيام .. ابتسمت كلارا وتنفست براحه ، كان جوهان متفاجئ من كلامها لكنه لم يعلق ... وبعد قليل تحجج بالذهاب الى الطبيب واخذ كلارا معه .. سألها باستغراب :

-"لماذا وافقتي؟!..سيقتلنا نيكولاس ان غابت عن اعيننا "
-"سيقبل .. سأكون أنا معها ، وجميع الحراس سننقلهم الى هناك .. انها في حالة لا تسمح لنا فيها على القسوة ، سنطاوع قلبها ، يكفيها ألما .. لعلها تشعر ببعض السكينة هناك"

فكر جو قليلا ثم قال:

-"رغم انني متأكد أنها ستبكي كثيرا ذكريات مايلز .. لكن لا مشكلة ، لنجرب هذا علها تتحسن .. والمنزل تم ترميمه منذ مده ، ربما يعطيها هذا البهجة"

ابتسمت كلارا وعادت اليها بعدما طلبت منه احضار الغداء ..


~~**~~**


في الوقت الذي خرجوا فيه من المستشفى...
سار خلفهم على مقربة ، يرى أين سيذهبون ... وكان مستغربا عندما رآهم ينعطفون الى طريق منزل مايلز ... هز رأسه بتوعد وأكمل طريقه الى مخبأه ..


~~**~~**


دخلت ليزا المنزل وهي تتخيل كل شيء يتكرر أمامها ، هنا كانا يسهران على الأرجوحه .. هناك كانت تبكي وراضاها ... هنا حملها جوهان وهرب بها ومايلز يلحق به ليأخذها .. هنا وقع عن الدرج ، فسهرت معه عندما تألم من كسر يده..
في تلك الزاوية اعتادوا على مشاهدة أفلام الرعب يوم الأحد .. في هذا المطبخ كانوا يقيمون حرب ثالثه بالطحين والزيت وكل شيء يقع في يدهم...
ابتسمت والدموع تجري على خدها عندما رأت رسمة مهترئه مثبته على الثلاجه ، سحبتها بلطف وأمعنت النظر .. هذه الرسمه ، رسموها ثلاثتهم .. حاولوا رسم صورتهم لكن ما ظهر هو عباره عن وحوش في عالم الألوان .. وقف جوهان بجانبها وضحك عندما رأى الشخصيه التي من المفترض انه هو .. قال من بين ضحكاته:

-"تبا ، انظري ماذا كتب عني أيضا!"

اشار الى كلام يقول : انا الأهوج المدلل ... ضحكت ليزا وقالت:

-"وضعك أفضل من وضعي .. انظر ماذا كتبت عني انا"

رأى كلامه القديم عنها : انا صاحبة الشعر المنكوش ورائحة العشب .. ضحك كثيرا وقال:

-"يا اللهي .. كنا مجانين ، دعيني اعترف لك .. كنت دائما استبدل كلمة عشب في بالي بكلمة ورد "

ابتسمت بخجل ثم قالت:

-"لا أفهم لماذا كنت تحب مضايقتي واستفزازي"
-"لأنني أغار .. كان نيكولاس دائما يفضلك علي ، ويضعك من اولوياته "

كان نطقه لإسم نيكولاس عفوي .. لم يقصده حتى ، لكن ليزا اختفت ابتسامتها عند ذكره .. انتبه جوهان على نفسه واستدرك الأمر بسرعة :

-"لطالما كان مايلز يحبك أكثر من نفسه"

تنهدت وأعادت الرسمة مكانها .. فتحت الخزائن لترى ما بها ، فلم تجد شيء ، قال جو :

-"لم نأتي بشيء يؤكل بعد .. لكن أوصيت رجالي وها هم منتشرون يشترون كل شيء "

ابتسمت وتوجهت للدرج .. كان كلارا تراقبهم ونفسها ارتاحت عندما رأتها تبتسم وتضحك ، قد تتمكن من نسيانه .. تنهد وهي تتذكر كلام نيكولاس وهو يخبرها :

-"حاولي جعلها تكرهني .. اذكري كل عيوبي .. اكذبي .. قولي اني قاتل مجرم .. أي شيء!"

هزت رأسها برفض لهذه الافكار وهمست :

-"لا يا سيدي ، سأتمرد .. وسأكون السبب في تعلقها اكثر فيك وسترى"

ابتسمت بتفكير وخرجت لتقول للرجال ما يفعلون ..


~~**~~**


خلال أيام ، كان نيكولاس قد استعاد القليل من عافيته .. جلس بمساعدة جون ثم نظر لسام وقال بصوت متعب:

-" يجب أن تبدأ الجلسات "
-"لكنك متعب يا نيكولاس .. دعنا نؤجل الموضوع"

هز نيكولاس رأسه وهو يضع يده على صدره وقال:

-"لا يمكن تأجيل شيء ، قد يتمكن ماكس من الهروب ، أنا سأكون بخير"

تنهد خوسيه وقال:

-"حسنا ، لكن لا داعي ان تكون متواجد في الجلسات الأولى ، سننوب نحن عنك .. الا اذا طلبوك"
-"حسنا .. (نظر الى سام مجددا) .. أخبرت جوهان باصابتي؟!"
-"لا سيدي ، خشيت ان يخبر ليزا "
-"جيد جدا"

نظر لجون وقال:

-"عليك ان تذهب مع سام الآن للمحكمة لرفع القضايا كلها"
-"كما تشاء"

وقف خوسيه وقال:

-"اولا يجب ان نأخذك لبيتي ، ليس آمنا ان نبقى هنا"


~~**~~**


في الجلسة الأولى ..
ثبت كل من خوسيه وجون وسام سماعات ليسمعوا كلام نيكولاس ، وليسمع نيكولاس ما يدور حولهم ، وكان ماكس يقبع في القفص الحديدي يتأملهم بغيظ .. قال القاضي بصوت هادئ :

-" نيكولاس وجوناثان فيلموس كريتوس ابولانت ، يرفعان عدة قضايا على المدعو .. ماكس ، قضايا تهريب مخدرات وقتل واعتداءات وتهديد وترعيب .. فليتقدم محامي السيدان ليعرض القضايا بالتفصيل"

تقدم المحامي وقال:

-"ماكس هو الابن الغير شرعي لـ كريتوس ابولانت ، يوجد تقرير طبي مرفق يؤكد ذلك ... بناء على ذلك فإن ماكس حاول تهديد فيلموس ليعترف به مسبقا ، بينما فيلموس لم يرد هذا .. بل أراد نقل الإرث كاملا لإبنيه.."

صمت قليلا والتفت الى الخلف ، ليشير لأحدهم ، ثم تظهر على الشاشة الكبيرة بعض الصور والفيديوهات .. اعاد نظره للقاضي واكمل:

-"هنا لدينا بعض الأدلة التي تثبت وضعه صفقات غير مشروعة على مواد غير قانونية أيضا .. "

مر الوقت بترقب وتأهب .. ويتبادل المحامي والقاضي الكلام .. اخبره عن كل شيء فعله ماكس ، مع وجود أدلة .. ووضع موضوع تهديد وقتل والدة ديانا .. وعندما جاء دور محامي ماكس قال انه لا يريد التحدث ، فلم يملك شيء لقوله أمام هذا الكم الهائل من الأدلة .. وماكس مصدوم ويتخيل الحكم الذي سيناله .. وخرج جوناثان يتكلم بما شهده وحدث وهو مع ماكس .. اخيرا ، انصدم القاضي بوضع المحامي ورقة وفاة فيلموس وهو يقول :

-"فيلموس فيندار قتل .. "

ظل القاضي يحدق فيه لبعض الوقت ثم نظر للورقة ، ثم نظر الى جون .. فكر قليلا ثم قال:

-"الجلسة القادمة ستكون بعد اسبوع "


~~**~~**


ساعد سام نيكولاس لارتداء القميص وجكيت البذلة ونيكولاس يحرك يديه ببطئ .. قال سام:

-"جيد أنهم اجلوها أسبوع .. حتى تستعيد القليل من قوتك"

هز نيكولاس رأسه وقال:

-"الآن أخيرا سأنتهي من موضوع فيلموس .."
-"ماذا لو ارادوا محاسبتك على ما فعلته؟"
-"كل شيء موجود للدفاع يا سام ... قد اسجن يوم او اثنين واخرج بكفالة .. انسى الامر"

لم يعلق سام ، وعندما انتهى من التجهيز ، خرج الاربعة الى المحكمة ، بينما كان القضاة يتجهزون .. والمحامين يحضرون اوراقهم .. والشهود حاضرون .. جلس نيكولاس يراجع أفكاره ، تنهد عندما تذكر ليزا.. لم يبقى الا قليل ويعود الى بريطانيا .. هل يعود اليها، هو لا يضمن ما قد يحدث مستقبلا .. ماذا لو اضطر لتركها مرة أخرى .. ليس من الضروري إيلامها مرتين .. لكن هو ؟.. ألا يتألم ؟
وضع يده على قلبه واغمض عينيه بقوة ، يشعر بغصة مزعجه في قلبه .. وكأن الموت يقترب منه ، لكن لا يعرف السبب...كل شيء تزاحم في رأسه ، لدرجة انه فعليا فعليا لا يمكنه التفكير في شيء ، ضجيج داخله صاخب .. رفع رأسه باستغراب عندما وضع سام يده على كتفه ، قال سام باستنكار:

-"انهم يستدعونك .."

نظر ناحية القضاة فرأى الجميع ينظر اليه .. عدل ملامح وجهه ، وقف بهيبة وعدل ملابسه ومشى بخطوات ثابته الى مكان الوقوف ، اشار له المحامي ليتحدث بكل شيء .. فكر قليلا كيف يبدأ ، فسأل القاضي:

-"هل حقا قتلت والدك؟"
-" أجل .. قتلته دفاعا عن النفس "
-"لكن هناك فيديو قدمه لنا ماكس يبين كيف هجمت عليه وبدأ بينكما شجار ثم قتلته"

صمت نيكولاس قليلا ونظر الى ماكس بسخرية ثم اشار للمحامي وقال:

-"اسمح لي سيدي، لأعرض لك الفيديو الكامل"

في هذه اللحظة ظهرت على الشاشة الكبيرة ما التقطته الكاميرا في ذلك الموقف..حديثهما الهادئ الذي امتد دقائق، ثم عندما جلس نيكولاس واخرج فيلموس المسدس واطلق النار، لكن نيكولاس ابتعد عن الرصاصة وهجم عليه .. وحدث ما حدث.. قبل ان يتكلم القاضي قال نيكولاس :

-"الفيديو صحيح بشكل كامل، ويوجد خبير موجود هنا يمكنه ان يتفضل ليدلي بشهادته"

لم يعجب القاضي اسلوب نيكولاس بالحديث وكانه محامي .. لكن لم يعترض عندما تقدم الخبير وقال ان الفيديو صحيح واعطاهم اوراق تدل على ذلك ثم عاد الى مكانه...شابك القاضي اصابعه امامه واراد ان يسأل نيكولاس عن سبب الشجار لكن محامي ماكس وقف وقال بسرعه:

-"اعترض.."

انتقلت كل الانظار اليه .. سمح له القاضي بالكلام ، فقال:

-"لقد كان السيد نيكولاس يهدد بحرق وتفجير المكان ... من الطبيعي ان يدافع فيلموس عن نفسه"

وقف محامي نيكولاس وقال:

-"اسمح لي سيدي"
-"تفضل"

اقترب المحامي ووضع أوراق ما امام القاضي وقال:

-"السائل الذي كان يهدد نيكولاس بحرقه هو مادة غير قابله للاشتعال .. والمتفجره كانت مجرد هيكل خارجي، كانت موجوده اصلا في منزل فيلموس مع مجموعة اسلحه اخرى وجدناها .. ونيكولاس في ذلك الوقت أتلفها وفرغها .. ووجدنا قطعها القديمه في غرفة الاسلحة .. وهذا يبين ان موكلي كان على علم ان لا شيء سيحدث"
-"وما الدافع لذلك نيكولاس ابولانت؟"

اشاح نيكولاس نظره عن المحامي وقال:

-"كان والدي ينتهك حقوقي انا وأخي بشكل فظيع ، لدرجة اننا كنا نتعرض للتعذيب والتجويع .. وكان الهدف من ابقائنا معا هو ان يقتل احدنا الآخر في نهاية المطاف ليتم تحديد وريث عائلة ابولانت..ووجدت رساله، أو عقد .. بينه وبين احد رجال المافيا، يقول فيها انه سيستغل قرابتي من فيندار ويستولي على ثروتها ثم يقتلني ويتهم أخي بذلك بطريقة ذكية ... اردت حفظ حقوقي وحماية اخي وعائلتي بان اجبره على الاعتراف بي وبأخي..ويجب ان تعلموا انه كان من المستحيل طلب المساعدة من السلطات لاننا ممنوعون من استخدام اي وسيلة تواصل ، فقط نقوم بالتهكير واختراق الاجهزه .. ولا نخرج من المنزل الا برفقة حراس .. ولا ننسى اني كنت تحت سن الرشد"

فكر القاضي قليلا ثم قال:

-"يمكنك العودة لمكانك .. حضرة المحامي..تقدم"

عاد نيكولاس مكانه ووقف المحامي هناك فقال القاضي:

-"ألديك أدلة على ما قاله موكلك؟"
-"الأدله سيقدمها لك المحقق سيدي ..اذا سمحت"

رفع القاضي يده مشيرا بالسماح .. فطلب المحامي ان يتقدم المحقق الذي حقق في الموضوع الفترة الماضية ..طرح عليه المحامي عدة اسئلة وكانت اجابته كلها الى صالح نيكولاس .. وعندما عاد ، قال محامي ماكس:

-"اعترض..ان كان الحصول على اعتراف عائلي هو دافع لفعل كل هذا فموكلي كان لديه الحق ايضا في قتل نيكولاس ووضع التهديدات كلها له"

ضرب ماكس جبينه بحسرة من غباء هذا المحامي الذي وظفته الحكومه بما ان ماكس لا يقدر على وضع محامي له .. ابتسم محامي نيكولاس وقال:

-"اذن انت تقر وتعترف ان ماكس هدد نيكولاس مما جعله يعود الى بريطانيا دون ان يقدم شهادة وفاة لوالده"

حل الصمت في كل مكان..وابتسم جون وكأن هم آخر انزاح عن عاتقهم .. تنهد القاضي وقال:

-"جوناثان ابولانت...تفضل"

ذهب جون وانتظر ان يسأل القاضي .. فقال الأخير:

-"لقد اعترفت بنفسك انك رافقت ماكس عدة سنين ، وكنت شاهدا ومتواطئ مع بعض جرائمه .."
-"اجل سيدي...حدث"
-"لكن اخيك نيكولاس قال دفاعا، انك كنت مجبرا على هذا بعد ان رأيت ان لا حماية الا تحت جناح ماكس .. خوفا من ان يقتلك اخيك كما كان يدعي"
-"بالضبط سيدي"
-"ألديك أقوال أخرى؟"
-"لقد منعني ماكس من الوصول الى أمي .. وادعى انها ميته على طوال سنين"

همهم القاضي وطلب منه العودة الى مكانه ..

وهكذا استمرت ساعتين من المرافعة .. واخيرا ، تشاور القضاة .. ليضعوا الحكم ، فعج الازعاج والنقاش في القاعة ، ونيكولاس وجون يتحدثان بانه بالتأكيد سيسجنان قليلا لكن سيخرجان بكفالة .. الى ان طرق القاضي بمطرقته وقال بصوت مرتفع:

-"هدوووء"

خلال ثانتين كان كل شيء ساكن, وزع القاضي انظاره ثم قال:

-"لقد حكمنا .. بالسجن لماكس مدى الحياة مع الاشغال الشاقة .. ونيكولاس ابولانت ، كانت عقوبته سنتين بسبب التهديد .. لكن لتعاونه مع السلطات وكشفه ماكس ، ولانه كان تحت الضغط والتهديد ، تخفف العقوبة الى ستة شهور أو كفالة ... وجوناثان أبولانت ، لانه كان شاهدا على الجرائم ولم يتحدث ، كان حكمه خمس سنين .. لكن لتعاونه معنا واعترافه بالهدوء ووجود بعض الدوافع ، تخفف العقوبة لسنة او كفالة "

عمت همهمات التهنئة ارجاء القاعة وابتسم نيكولاس ابتسامة نصر عريضة جدا ، يشعر وان قلبه أخيرا صار فارغا الا من الهدوء .. مشى نحو قفص ماكس الذي يشتعل غضبا وقهرا وحسره ، قال باستفزاز:

-"لطالما طلبت منك ان تهدأ وتبتعد ، لكنك كنت مصر ان ينتهي بك الامر هكذا.."
-"نيكولاس..سأخرج يوما ما..وصدقني سأقتلك دون تهاون .. سأقتلك!!"

ضحك نيكولاس بصوت عالي وقال:

-"اذا خرجت ، لك مني هدية "

استدار وتركه يصرخ خلفه .. ضرب جون على كتفه وقال:

-"أنت رائع!"
-"أعلم"

قال سام من خلفهم:

-"أخوان يتبادلان الكلام الحلو .. ونحن؟ "
توقف نيكولاس واستدار اليه .. ابتسم ابتسامة واسعة جدا وقال:

-"ما رأيك ان تكون جائزتك .. زيارة لـ ليزا؟"

ابتسم سام بفرح وقال مباشرة:

-"سأحجز الطائرات غدا!"
-" هههه دعنا ندفع الكفالة أولا"


~~**~~**


جلست ليزا في شرفة غرفة مايلز التي تم ترميمها مسبقا ، تشرب القهوة بهدوء وتتأمل المناظر امامها ، الجو ما زال بارد جدا .. لكن الثلج بدأ بالذوبان .. سيحتاج وقتا .. دخلت كلارا ومعها كأس نسكافيه .. جلست امامها وقالت:

-"الجو جميل جدا أليس كذلك؟"
-"بلى"

صمتن لبعض الوقت ثم قالت كلارا:

-"أما زال حبك لنيكولاس كبير؟"

تفاجأت ليزا من سؤالها وبتلقائية وضعت يدها على قلبها...اشاحت نظرها عندما شعرت بالألم ولم تجب .. أعادت كلارا سؤالها باصرار..فقالت ليزا بحسرة:

-"ماذا يفيدني حبي لأي شيء؟..أشعر وأن حياتي كلها كانت .. تافهه! .. مليئة بالرغبة في الانتقام والتخطيط و .. و .. وماذا حصلت من كل هذا؟..مات من أردت الانتقام منه وقد آلمني موته على عكس ما توقعت .. ثم انتهى هدفي في الحياة..ماذا بقي؟..حب يتيم تافه .. وعذبني أخيرا .. أنا حقا لا اعرف أين سأصل بكل هذا الفراغ الداخلي..احتاج للكثير والكثير من السنين لاستعادة نفسي...أفكر في السفر ، تقديم العطايا الخيريه للبلدان المنتهكه ... بعدما رأيت في حسابي المال الذي تركه نيكولاس ، كرهت نفسي أكثر .. أنا حقا لم أرد منه ان يعد لي المبلغ الذي ساعدتهم به!"

تنهدت كلارا وقالت:

-"صدقيني ليزا...قريبا سيعود كل شيء ليكون جميلا..وستعيشين حياة سعيدة جدا...أعدك بهذا ، وأنا لن افارق جانبك ابدا"

ربتت على يدها ونظرت للأفق..ظنت ليزا انها تواسيها بهذا الكلام .. لكنها لم تعرف ان ما في بال كلارا اعمق، فقد اتصل سام بها..واخبرها انهم وصلوا بريطانيا!


~~**~~**


في ليل اليوم الثالث بعد وصول نيكولاس الى بريطانيا|

رفع الرجل الهاتف الى اذنه .. قال :

-"نحن امام المنزل سيدي "
-"كيف الرقابه؟"
-"انها خفيفة وسهلة الاختراق..يبدو انهم ظنوا اننا نسينا امرها"

فكر أليكس قليلا ثم قال:

-" لقد راقبتم المكان منذ فترة طويلة .. تعرفون جيدا اين هي .. وتعرفون الخطة .. هاتوها الي بكل هدوء وبسرعة "

قطع الاتصال..ونظر الى البحر امامه .. ربما سيغرقها .. نظر الى اليخت ، ابتسم وهمس:

-"أنتِ تحددين يا ليزا..أما أغرقك في عرض البحر ، أو تكونين أسيرة مطيعه"

في الجهة الأخرى ..نظر الرجال الى ساعاتهم ورأوا انه باقٍ ساعة واحدة عن شروق الشمس...تناقشوا قليلا ثم استغلوا فرصة نوم اثنين من الحراس .. وبقاء اثنين .. تسللوا بسرعة الى الاسوار الخلفية من المنزل..وأكثرهم رشاقة تسلق الى شرفة غرفة مايلز حيث تنام ليزا .. تسلل بهدوء تام الى السرير حيث تنام، رأى شعرها الطويل جدا منثور حولها .. اخذ نفسا عميقا ووضع المنديل المبلل بالمخدر على فمها وانفها .. فتحت عينيها بصدمة في محاولة للصراخ لكنه لم يسمح لها.. وسرعان ما فقدت الوعي .. حملها وعاد الى الشرفة .. حيث كان ينتظره اثنان في الاسفل ، وبحذر رماها اليهما فالتقطها احدهما ونزل هو وخرجوا مسرعين .. لم يكن المخدر قوي .. وعلى الطريق بدأت تستعيد وعيها لكن لم تكن بكل تركيزها .. وأخيرا توقفت السيارة عند الشاطئ .. نزل الرجال وانزلوها معهم ، كان رأسها متدلي فغطى شعرها كل وجهها أوقفوها على مبعدة من أليكس الذي قال:

-"أهلا أهلا ليزا..اشتقت اليك"

لم ترفع رأسها .. ضحك وقال:

-"رغم كل محاولات نيكولاس وجوهان في حراستك .. في النهاية نالتك يداي"

عندما اكمل جملته انطلقت منها ضحكة عالية جدا ساخرة .. جعلت الجميع يستنكرون...رفعت رأسها ببطئ وهزت رأسها ليبتعد عنه الشعر .. جحظت عينا أليكس وصرخ:

-"أنتم أغبياء؟؟؟"

ضحكت كلارا مرة أخرى وقالت:

-"انهم اغبى مما تصورت"

ظل أليكس مصدوما مكانه .. وفي حالة عدم فهم من الرجال ، حركت قدمها برشاقة وركلت احدهم ثم ضربت الآخر ليتركها .. لكنهم سرعان ما هجموا عليها وقيديوها تماما وجعلوها تجثوا على الأرض ثم ركلها احدهم في بطنها فصرخت بألم .. قال أليكس بعصبية:

-"باروكة شعر..والقليل من المكياج تمكن من خدااعكم؟!..أنتم أغبياء؟؟"

اخرج مسدسه وأراد قتلها من عصبيته، تأكد من وجود الرصاص وهو يتمتم بالشتائم ، واخيرا رفع يده وصوبها اليها ، قال من بين اسنانه :

-"كيف عرفتم اننا سنأخذها؟"

ابتسمت بخبث رغم المها ولم تجب، كاد ان يطلق النار لولا الرصاصة التي اصطدمت بسلاحه فاجبرته على تركه ، صرخ واستدار الى مصدر الرصاصة ، فرأى نيكولاس وسام وجون يقفون فوق الشارع بالقرب من الشاطئ .. استشاط غضبا عندما رأى جون ينزل السلاح، اذن الرصاصة منه!
نزل الثلاثة اليهم بسرعة ، قال نيكولاس باستفزاز:

-"واخيرا ظهرت يا أليكس!"

استدار أليكس بكامل جسده اليه وقال:

-"ظهرت يا نيكولاس ، وكانت ليزا ستكون ميته الآن"
-"لكننا حميناها، ولم تقدر على اذيتها "

صمت وهو يعض اسنانه ويشد على يديه بغيظ .. قال سام :

-"اتركوا كلارا الآن"

حل الهدوء ، ثم اشار أليكس لأحدهم ، فأخرج الآخر سكينا ووضعها على عنق كلارا التي شهقت بتفاجؤ، استنفر الجميع وقال أليكس:

-"ما زلت رابحا..ابتعدوا من امامي والا قتلتها "

اوقفها الرجال على رجليها وحاولوا سحبها الى اليخت .. ضحك نيكولاس وقال:

-"أليكس..أنت غبي ومتهور جدا.."

عند انتهاء جملته بدأت اصوات سيارات الشرطة تملأ المكان ، وخلال ثواني كان هناك عدد كبير منهم يحيط المكان.. تجمد أليكس ورجاله في مكانهم ، نظر حوله بضايع .. أراد الصراخ من قهره ، لكن ما كان منه الا تسليم يديه لتقييدها!..

قال نيكولاس ببرود:

-"نلتقي في المحكمه.."

اركب الشرطة أليكس ومن معه في السيارات وانطلقوا بعدما تحدثوا مع نيكولاس قليلا...ومع شروق الشمس
عم المكان الهدوء..
سأل سام كلارا بقلق:

-"أنت بخير؟"
-"أجل بخير لاتقلق.."

قال نيكولاس:

-"شكرا فعلا لأنك قمتي بهذه الخدمة .."
-"لا تشكرني نيكولاس، انها صديقتي"
-"حسنا..بقي شيء واحد الآن"

التفت اليه الجميع ليتحدث قائلا:

-"محاكمة أليكس .. والتي يجب ان تكون ليزا متواجده فيها"

تنهدت كلارا ومشت لتقترب منه بمساعدة سام ثم قالت:

-"نيكولاس .. ليزا ما زالت متعلقة بك "
-"اعلم"
-"ستسعدها؟"

صمت واستدار عائدا الى السيارة .. هز جون رأسه بأسى ثم قال:

-"لا أفهم ما يدور في خلده "


~~**~~**



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس