عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-18, 01:30 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



شادن وهي تعدد ببراءة :
بالشرقية والكويت وباكستان بس ماقد سمعتهم
سياف وهو ينسدح على السرير بجانب غنى :
مشكلة تضارب الثقافات
تولمي يعني اجهزي
بنحول يعني بننزل
جلست على ركبتها وهي تفتح شنطتها
مالت شفتيها بتردد ماتدري وش تلبس
وملابسها الرسمية في بيت خالتها
كل اللي معها كاجول
لفت شبه مبتسمة وهي تسمعه يهمس وذراعه على عيونه :
الجمبسوت الأبيض
رفعت حاجبها بإقتناع
وهي تشوف جمبسوت ابيض
باكمام كت عريضة
ومكسر من بداية الفخذ كسرتين خفيفة
وقف سياف وهو متوجهه الى الدولاب :
غيري بنتك اول
بنزل انا وياها قبل واذا خلصتي الحقينا
طلعت لغنى شورت ابيض وتيشيرت مورد ب Pink
وصندل بيج وجدلت لها مقدمة شعرها
جديلة هندية أو السمكة
مسحت خلف اذنها ب مسك
على خروج سياف من غرفة الملابس
وهو يتعطر بإبتسامة حانيّة لانعكاس غنى له بالمرآيا
لفت شادن بعفوية :
حلوة ؟
عض سياف خد غنى بهمس :
موت
جلس سياف وبحضنه غنى وهو يصورها
جاءه صوت شادن من غرفة الملابس :
وين نمت امس ؟
ابتسم سياف بخبث وهو يشوفها مهتمة لآمره وان كابرت
ما اكتملت ابتسامته على محياه لأنها اكملت :
ثوبك تقول عالجته بقرة
قاطعها سياف بقهر :
مالك دخل وعجلي امي متلهفة على بنيتي
طلعت من الغرفة
وهي تسكر السحاب بضحكة
وقفت امام المرآة
وهي تمشط شعرها على الخلف
وتلبس اكسسوارتها وتتعطر
انحنت تغلق صندلها :
ننزل ؟
عقد سياف حواجبه :
وين جلالك ؟ ما اضمن إخواني
قاطعته شادن :
انقطع قلبي قبلك ادور جلال هنا
اصلي فيه مالقيت
بنزل واذا جو بخلي خالتي تعطيني
سياف :
تستهبلين انتي ؟
لوقت ما امي تعطيك
بيكون وقتها اخواني مستعدين يرسمونك
هزت شادن كتوفها بقل حيلة
تنهد سياف وهو يطفي اللمبات ويطلع من غرفته
طلعت خلفه شادن وهي تقفل الباب خلفها
وقفت وهي تشعر بإن الرياض وماجاورها يرقصون طربًا
على صخب دقات قلبها المتوترة
لأول مرة تشوفهم ب لقاء ودّي بعد 12 سنة
ودعتهم وهي طفلة ما تمت الـ 13 سنة
وعادت لهم أم وزوجة آبنهم ذات 24 سنة
فتحت عيونها بصدمة وانخرست
وهي ترمش 3 مرات متتالية
لما حست بيدين رجل ضخمة
تحاوط كتوفها العارية ويلفها له بقوة
فتح يوسف عيونه بصدمة
وهو يشوف في يديه أنثى
لأول مرة يلمحها ولكن عيونها ماكانت غريبة
العيون اللي ارعبته ليالي من شهرين
هذه الشادن ، هذه زوجة اخوه
انتقلت عيونه من عيناها الى جسدها
اللي يرجف في يديه
رفع يوسف حاجبه
وهو يشوف الكلمات تختنق في حنجرتها
ولا تخرج منها الا ( اااءء س س ) :
اي ؟
دفع شادن بقوة خايفة
وهو يشوف سياف ينظر لهم بصدمة
وينقل نظره بين يدين يوسف
اللي تحتضن شادن ثم الى محياهم
\
/
\
/
\
/
دخل ذعار ( أبو مقرن ) منزله بعصبية
وخلفه حرسه الشخصيّن الأثنين
سعودين الجنسية
مايفارقون ذعار الا عند النوم ، ودخوله دورات المياه
وقفوا عند باب المنزل وهو يبتسمون لـ الحرس الآخر المحاوط البيت
وهو يدخل ثائر من غضبه
يبحث بعيونه عن مقرن آبنه
اللي يسكن معه بنفس المنزل ولكن بجهة منعزلة تماما
تلبية لرغبة مقرن بخصوصيته
كانت ندى تجلس على الأريكة
باللون الرمادي والخدادية النيلية في حضنها وبيدها اليسرى جوالها
ويدها اليمنى على صدرها بخوف من صوت ذعار وهو يصرخ بحدّة :
ولدك وينه ؟ عاملات بيته يقولون مو موجود
وقفت ندى بخوف
وهي تفرك كفوفها ببعض من ذعار اللي لا يُبقيِ ولا يذر اذا غضب :
ولدي مقطوع سره بالمحكمة ، تلقى عنده قضية بيخلص وبيجي للبيت ان شاء الله
وش فيك وش بغيت فيه ؟
ذعار وهو يآشر بحدّة
واسنانه منطبقة على بعض
وكأن الكلمات تخرج من بينهم بعد ان تفتفت فتات حارق يلسع مسامع ندى الخائفة :
ان كانه رجال من صلب رجال
يجي وريني شلون يسترجل من وراي على آخته ويقابلني ويسمعني آخر بطولاته
عقدت ندى حاجبيها :
وشفيها ريناد ؟
ذعار وهو يجلس ويأخذ قارورة الماء الباردة بنصف الطاولة الزجاجية يبرد على قلبه بعد ان حرّقه مقرن :
اقصد الثانية ، شادن
غمضت ندى عيونها وهي تنتهد بقل حيلة
عراك مقرن وذعار دائمًا
بسبب موضوع شادن
مقرن تأكله غيرته وخوفه على أخته ، وذعار لا يكسر كلمة لشادن ، وشادن ماتسمع لأحد
وهي الضحية
بين هم جبروت زوجها ، وخوفها على آبنها ، وشفقتها على بنت اختها وابنتها بنفس الوقت بالرضاعة
وقف ذعار
وهو يصعد الى الدرج وخلفه الخادمة من الجنسية الأندونسية
المسوؤلة عن جناح ذعار & ندى :
مايصبح بكرة الا وعفشك جاهز
وارسلي عاملاتك وعاملات ربى الليلة مع صالح ( حارسه الشخصي )
لقصر الرياض يجهزونه لكم
ضوقت ندى عيونها وقلبها انقبض من طاري الرياض اللي اصبحت تبغته ، واسم الرياض يمر على مسامعه ب اسم ( المصائب ) :
ومتى بنرجع ؟
وقف ذعار بالدرج وهو يفصخ شماغه ويسلمه العاملة ، بلا مبالاه بردة فعل ندى :
لما اصير ياغالب يامغلوب
يعني يا أنا وشادن ولا يا سياف ومقرن
وقتها بترجع الشرقية تستقبلنا بأحضانها !
\

/

\

/
{ في باريس ؛ مدينة النور ، الحب ، والموضة || في كافيه لوبغوكوب }
دخلت ريناد بخطوات غاضبة
وهي تدخل جوالها بقوة في شنطتها المعلق سيرها على كتفها الأيمن
متوسطة صدرها حتى تستقر بقية الشنطة على خصرها
بحثت بعيونها عن طاولة اصدقاءها ( ناصر ، مشعل ، رغد ) بعد ماعلمتها رغد وين مكان تجمعهم بهذه الظهرية
طاحت عينها على رغد
وهي ترفع لها يدها مبتسمة تلوح بها حتى تنتبه لهم
اقتربت متجاهلة ترحيبهم بها
وهي تقف امام مشعل :
وين صاحبك الحيوان اللي جبته لنا ؟
تجاهلها مشغل
وهو يأكل من قطعة كيكته بإستمتاع مصطنع
حتى تتأدب بأسلوبها معه
ولا كأن فوق رأسه وحدة
تشابه بغضبها غضب فرعون
لما أُلقيا السحرة لرب موسى ساجدين
وبرجلها اليمنى تقرع الارض الخشبية
حتى تهدي من غضبها
رفع ناصر حاجبه بإستغراب :
وش صاير ؟
يومين مانشوفك
ويوم جيتينا جيتي بشرّك تنفاخين وتهوشين ؟
خبطت ريناد يدينها على الطاولة
حتى ارتدعت الكأسات من اماكنها من اثر ضربتها
متجاهلة الأنظار اللي التفت اليها بإستغراب
من هذه قليلة الذوق ؟ :
لان ياحضرة الاستاذة ناصر
مو انت اللي تمرطرطت
من تاكسي الى تاكسي حتى توصل هنا !
مو انت سيارتك اللي انحبست بالجامعة يومين
وفوق هذا
صارت سيارة بالأسم ولا بالحقيقة خردة
بسبب واحد
حتى اسمه ما اعرفه
ولا فكر واحد فيكم يكلف على نفسه يسأل عني
ناظر مشعل الشباك الزجاجي
المطل على شوارع باريس التي لا تنام
فكيف بوقت ذورة مثل الآن ؟
رفع كوبه وهو يرتشف منه بكل برود مصطنع
حتى يغيض ريناد :
سبحانه ياناصر !
يقول لك الشخص
يقدر يشتري كل شيء بفلوسه
الا الأسلوب او الأخلاق بشكل عام
مدت ريناد يدها وحركات مشعل
الشخص الوحيد اللي يعرف يتلاعب بأعصابها
ترميها في حفرة تفيض من اللهب
كأنها قعر جهنم
وهي تلف مشعل من اكتافه لها بقوة
وبنبرة متلعثمة من حدة أنظار مشعل :
انت اصلا لو أنك رجال
حطيت عينك بعيني
وقلت اللي تقصدني فيه مو لناصر
دف مشعل يدينها بقوة من على جسده :
لو اني مو رجال
كان ماقدرتي تتجرئين تقولين هذا الكلام بوجهي
لان تدرين ان يدي بتعلّم على جسمك
ولإني رجال
قلت الحكي لناصر حتى ما ابكيك
بلعت رياد ريقها
وهي تتراجع خطوتين للخلف
ولو تملك الجرأة لحلفت ان اضعف ماخلق الله ؛ هي
لوهلة توقعت انها قوية لا يضهيها قوة
ولكن الحقيقة كان كل من حولها
ينتظر يشوف آخرتها معها ؟
همست
وهي تبلل شفتيها الجافة بطرف لسانها
حتى لا تبكي وانظار الجميع عليها
ومشعل يمارس طقوس غضبه الان عليها
مرت بذاكرتها عيارة جلوي لها بكل نقاش يتفوق عليها ( يالبكاية ) :
انت اصلا لو فيك خير
اعتذرت عن صاحبك اللي من شفته ماشفت خير
ولكن الطيور على اشكاله تقع
هو حقير ولقى من يخاويه مثلك
وقف مشعل
وأسلوب ريناد يخرج اسوء مافيه
بالاول تغلط عليه برجولته
ثم تهينه وتطلعه قليل ذوق وأصل
وقف امامها وهو يأشر باصابعه
في وجهها بنبرة اقتلعت مدينة الطمأنينة في قلب ريناد :
انتي قليلة أدب مافيها خلاف
ولكن ماتورينا شطارتك علي
بأي حق اعتذر منك وانتِ الغلطانة ؟
انتي من بديتي تتلفظين عليه ب م.ش.ن
تتوقعين غبي لدرجة مايفهم
انها اختصار لكلمة ( مستشرفين ) ؟
فشلتيني معه !
من بعدها معد لقيته بسببك
وقفت رغد هي تشوف النقاش
بدأ يتأخذ مجرى ثاني
والناس اللي تناظرهم زادت ربكة الموقف :
بنسأل عنه جوزيف
هو مسؤول عن تعريف الطلبة الجدد بالجامعة
ممكن يعرفه
قاطعها ناصر وبسخرية :
وين بتلقينه فيه عمتي رغد ؟
رغد :
في الكافية اللي دائمًا نلقاه هناك
وقف ناصر معها
وهو يأخذ مفاتيح سيارته من الطاولة :
مافيه روحة لحالكم
وبعدين تحتاجون سيارة المقهى بعيد
طلعت ريناد
وخلفها رغد وناصر
اللي تغمز حتى يصمت لا تبكي ريناد
ركبوا السيارة
والصمت سيد الموقف احتراما لدلع ريناد
ماكانت الا ٤٥ دقيقة في شوارع باريس المزدحمة
هدئت سرعة ناصر تدريجيًا
حتى يوقف سيارته بالباركينق
المخصص للكافيه
ويجمع أغلب اعضاء جماعة
( الجماعة الحمراء او جماعة الدم )
تجاهلت ريناد سلامتها
وهي تفتح الباب
والسيارة مازالت تمشي متوجهه الى الكافيه
فتح ناصر عيونه بذهول من غباءها
وهو يوقف السيارة بقوة خائفًا يدعسها
نزلت رغد خلفها
شافتها تبحث بعيونها عن جوزيف
آشرت لها على شخص بملامح برازيلية
جالس بزاوية المقهى المُظلم
ولا كأنهم ظهر
وفي حضنه جهازه متجاهل الصخب
وقفوا رغد وريناد ومعهم ناصر امام جوزيف
ريناد بغضب بالفرنسية :
هل تعرف شخص سعودي
سيدرس ماجستير الكيمياء بالجامعة ؟
ابتسم جوزيف بسخرية على وصف ريناد الفتاة الثرية المدللة :
لم اعلم ان في باريس فقط
شخص واحد سعودي يدرس ماجستير الكيمياء
قاطعه ناصر :
اسمه كسار ، اسمه مميز بالتأكيد
قاطعهم جوزيف
وملامحه الساخرة انخطف منها لونها
لتصبح صفراء
وهو يآشر على شاب جالس
ب جانب رئيس العصابة الحمراء
ضوقت عيونها ريناد بصدمة
وهي تتعرف على ملامحه جيدًا
ريناد ورغد وناصر بذهول جميعًا :
كسار من العصابة !
/

\

/
رفع سياف انظاره ببطء وبنبرة هامسة ليوسف :
انت وش قاعد تسوي ؟
رجع يوسف خطوتين للخلف بخوف وهو يمسك اذنه من فرط توتره :
انا انا امي قالت شف بنت جديدة
فوق تلعب معها انت انت بتهاوشني ؟
اقترب منه سياف بخطوات
كل واحدة منهم تسبق الآخرى
والشر يتراقص رقصة التانغو في عيناه
وهو يرص بأسنانه على بعض
وبسبابته يآشر على شادن :
وهذه البنت الجديدة اللي بتلعب معها ؟
- صرخ وهو يمسكه من كتفه - حمار انت ؟
غمض يوسف عيونه
وهو يقلص جسمه بيده بخوف من غضبه
وهو يرجف بشكل غريب
ولونه انخطف وكأنه في حالة احتضار
دفه سياف من آثر صرخة سلطان بمنتصف الدرج :
سياف
اقترب وهو يرمقه بحدة :
عندي يوسف والموت
جاني على نفسك لهذه الدرجة ؟
سياف وهو يحاول ان يتحكم باعصابه احتراما له :
شوي وينوم زوجتي بحضنه
تبيني ابوسه على راسه
واقول شاطر حبيبي بس لا تكررها
اقترب سلطان امام سياف ولا يفصل بينهم الا قدر أنمُلة ، وهو يهمس بحدّة :
تبوس رأسه ويده واذا تطلب رضاه
تبوس رجله بعد
رفع سياف عيونه بصدمة
من جديته بالتهديد
نزل عيونه مرة آخرى
بعد ان خزه ابوه على قلة احترامه ، همس وهو يبرر موقفه :
يبه صغر عقله مايشفع به كبر جسمه !
يبه يوسف رجال شئتم ولا آبيتم
عقله يعيش بسن ١٤ - ١٥ سنة
يعني مراهق وفاهم واعي بشكل كافي
ماهو طفل ١٠ سنين
انتم من خليتوه يعيش حياة طفولية بتعاملك انت وامي ولا كان قدر يتجاوز هذه المرحلة ويصير ارجل رجاجيل المجالس
صرخ يوسف بحرّقة من استنقاص سياف له :
لا تكلمني كذا انا مو بزر انت البزر انت والله بيحطك بالنار
غمض سياف عيونه
وكلمات يوسف " الله بيحطك بالنار "
وإن كانت تهديد طفولي
الا انها نجحت في كش شعر جسده من هول الكلمة
مشى سلطان متوجهًا ليوسف
وهو يحتضنه ب حنيه ، وينفث عليه
من آيات الروؤف والسكينة حتى هدأ في حُجره :
هو البزر والهيس الأربد
بس لا تحرق عمرك وانا ابوك
ولو تبي اطقه طقيته
- عاد سؤاله بنبرة آمر وهو يأشر على سياف -
اطقه ؟ قلّ
رفع يوسف عيناه بخوف ببطء
وهو يسترق النظر لأخوه من حضن سلطان
شاف سياف بعالم غير الذي يعيش فيه هو وابوه
عالم كان يسكنه هو وشادن فقط
كان سياف واقف امام يوسف وسلطان
ومكتف ذراعه في حضنه
وعاقد حاجبه وكأنه يقيم كوارث
( سوريا - بورما - غزة .. ألخ ) في دماغه
ويرمق شادن بنظرات
شطرت آخر ذرة طمأنينة في قلبها
ولكن وجود ابوه واخوه يعقد لسانه عنها
هز يوسف رأسه ب لا .
رفع سلطان رأسه بإحراج
وهو يشوف شادن واقفة بزاوية المشهد بذهول
وكل كلامهم بالنسبة لها ( ؟ )
أشفق على لونها الشاحب
من هول الموقف ، وبنبرة حانية
وكأنه يكلم يوسف :
تعالي يمه شادن سلّمي
لفت شادن عيونها بسرعة عن عيون سياف
وكأن نداء سلطان رحمة ربانية انقذتها منه
فركت كفوفها بقلق ب بعض
وهي تشير بأنظارها ليوسف
مسح سلطان على رأسه يوسف
ثم قبله وكأنه يقبل الحجر الأسود من خشوع ملامحه :
ماتنطبق عليه الشروط الكافية الأسلامية
عشان كذا ماهو واجب عليك تتغطين عنه
أبعد يوسف عن حضنه
وهو يتقدم خطوتين حتى يسلم عليها
بعد ماشاف اي ردة فعل منها
وكأنها خايفة من ان تقترب ويقتلع رقبتها سياف .
/

\

/

\

/
{ في بيت تركي بن ماجد بن سلطان || غرفة نوم تركي & أنفال }
كانت أنفال متسندة على الباب وهي متكتفة
وأنظارها تصور كل حركات تركي
اللي كان يقف امام التسريحة البُنية
وهو يسكر ازرار ثوبه الأبيض ويمشط شعره على الخلف
ويختم شكله المُعتاد
برشة من عطره الرجالي
عقد حاجبه بإبتسامة وهو يشوف لوشن جديد على تسريحته :
شكله جديد ، متى شريتيه وبإيش ؟
أنفال وهي تبتسم بسخرية لتركي
اللي مايغلط في شكله ولا غلطة
حتى بإختيار مرطبه يدينه
وكأنه عريس ب ليلة زفافه :
زبدة الشيا بالفانيلا
فصل تركي جواله من الشاحن
وهو يتأكد من مفاتيحه
انها تستقر بجيب ثوبه
ثم ادخل جواله
وهو يحاول ان يخفي الاشعارات
لا تسقط عليها عيون انفال
مرّ من جانبها وهو يبوس خدها بإبتسامته :
لا تنتظرني نامي انتي الليلة
احتمال اسهر بالإستراحة
العيال بيضبطون العشاء وبنشوي وشكلها صبّاحي
أبتسمت أنفال على تفكيرها
وهي تشوف ابتسامة تركي الدائمة
وكأنه بدعاية لمعجون الأسنان :
غريبة - وبنبرة استهتار -
مو عادة ربعك السهر لين حزة الدوامات !
العادة ماشاء الله مع صلاة العشاء تدخلون مفارشكم
تأفف تركي من سخرية أنفال
وهو ينزل حصة بنته من حضنه :
الواحد اذا قال لك استهترتي
واذا ماقال لك زعلتي وطينتي عيشته اذا رجع
وش تبين بالضبط ؟
دخلت أنفال المطبخ
وبصوت عالي حتى يصل مسامع تركي :
هذاك اول يوم كنت استنكر سهراتك وانا عروس
ياعزتي لي كنت احسب الناس ابوي واخواني
لكن الحين لو ترجع بدري بحلفك بالله
انك مو مطلوب لشرطة الرياض والمباحث
ضحك تركي ، واردف ضحكته
بإبتسامة حقيقة ماكانت تعقيبًا لكلام أنفال
لا !
كانت الابتسامة نتيجة الكلام
اللي انار فيه جواله من إشعار من الواتس اب
وهو يطلع بخطوات سريعة خارج شقته
وبإبهامه يبحث عن الرقم ب جهات الإتصال .
طلعت انفال من المطبخ بإستغراب
لما سمعت باب الشقة يتسكر
لفت على ابنتها حصة ذات الأربع سنوات :
بابا ماقال بيرجع ؟
حصة وهي تناظر الباب ، وبيدها ايبادها ب بلامبالاه :
لا وقفل الباب بالمفتاح
رفعت أنفال حاجبها بإستنكار
وبيدها شنطة ( عدّة الشوي )
اللي مايطلع تركي لعشاء الاستراحة الا وهي معه !
شلون راح من دونها ؟
/

\

/

\

/
حس كسار بإنظار تخترقه من خلفه
لف بإستغراب وهو بيتأكد من شكوكه
فتح عيونه على كبرها تدريجيًا
وهو يشوف أول وجيه تعرف عليها
من خطت قدمه طُرقات باريس وبينهم ( ريناد )
شاف كسار ريناد تقترب منه بخطوات غاضبة
لمحّ كفها الأيسر
رغم ان المكان مُظلم والزحمة
الا ان ربي شاء انه يرأها
وهي تسحب سكينة المائدة من على الطاولة
وتخفيها بكفها بهدوء
حتى دخلته في كم جيبها وتبقى طرفها في كفها
قفز كسار قفزة خفيفة على الأرض الخشبية
من الكرسي المرتفع اللي يحاوط طاولة ( المشروبات الكحولية )
وخلفها نادلة جميلة وزجاجات كحولية عتيقة تملئ الرفوف
مسك كتف ريناد
قبل ان ينتبه الرجال اللي معه ؛ عليها
وهو يحاول ان يبعدها عن مكانه
ويطلعها لـ مكان انظف واهدئ
غمض عيونه وعض على شفته السفلية بأسنانه العلوية
وهو يسمع صوت غليض من خلفه :
Where you go ?
رجف كسار بقدمه
قدم ريناد حتى يهز اتزانها وتتحرك امامه
لأول مرة يشعر بنعمة عرض جسده
حتى يخفيها فيه عن انظارهم :
‏I'll come back
ونتّ ريناد بآلم وهي تقفز بمكانها من رجلها :
خير ؟
قاطعها كسار وهو يمشي بإستقامة واحدة :
اذا تبين تطلعين حيّة
امشي بدون مايلاحظونك
على نفس استقامتي - بحدّة عشان تستجيب ريناد بسرعة - اخلصي !
هزت ريناد رأسها بسخرية ضاحكة
وهي تنصاع لكلام كسار
رفع كسار حاجبه بفضول من ضحكتها :
وش يضحك ؟
ريناد بتساؤل مصنطع وهي تفتح باب الكافيه ، وينفك حصار كسار عنها :
السؤال اللي قضيت سنوات غربتي
ابحث لإجابة عنه وفشلت
ليش السعوديين لما يشوفون سعودية يصيرون بقدرة قادر روبن هود ؟ - ب لهجة مصرية وهي تستند
على عامود الأضاءة -
ماتسيبؤا الناس تعيش وتعيشوا ؟
اردف كسار بنبرة غرور
وهو يعدل ياقة قميصه :
نرضع الشهامة بالمهاد - مرر لسانه على شفتيه - نجحتي ؟
لفت ريناد عيناها عنه وهي تتأمل المارة
وكأنها لم تسمع سؤاله ماتبي يكون له فضل عليها
لما يعرف انها نجحت ب A+
همست بعد ان مرت دقايق :
وش تسوي معهم ؟
كسار وهو يمسح على دقنه بنبرة هادئة
وكأنه يتكلم عن حدث مرت عليه عقود من الزمن
مايتكلم عن عصابة تضمه من اعضاءها الآن :
تتوقعون نجحتي بفضلي لوحدي بعد الله ؟
فتحت ريناد عيونها بصدمة
يعني العصابة هي اللي اجتهدت
حتى دبرت لها حبّكة القصة واوراق الاختبار ؟
صرخت بخوف وهي تشير على الكافيه :
انت مجنون ؟ تدري هذولي مين ؟
كانت بطاقتي بيدهم يعني الله اعلم كم مصيبة ورطوني فيها
والقانون لا يحمي المغفلين امثالي اللي ضنتك رجال وقدّ كلمتك
كسار ونظرات الناس المستغربة لإنفعالها ويخزون كسار بشك وكأنه تحرش فيها
لا يطيقها :
انا الآن اماشيهم عشان اراضيهم
وبدفع لهم وبعدها معد يربطكم شيء
ضحكت ريناد ، ضحكة قهر
ضحكة ستضعها بقواميس اللغة
هي من اخترعتها لغباء كسار اللي اقحمها بهذه البلوة
مسحت عيناها وهي لا تدري هذه دموع خوف او سخرية القدر :
انت تدري انهم مايقبلون فلوس
ولا يسون خدمة لوجه الله
نظامهم عطيناك ، عطنّا
يخدمونك حتى تخدمهم
والآن عندهم خدمتين منك ومني
اسمهم العصابة الحمراء ومشتق اللون من الدم
يعني
مررت اصبعها على رقبتها بمعنى ( قتل )
/

\

/
ابتسمت شادن بمجاملة
وهي تمرر يدها اليسار على كتفها الأيمن حتى تدفئ جسدها البارد من القلق
تتمنى ان تتحرر من هذه المجاملات الباردة ، وتصعد غرفة سياف
لدن وفي حضنها غنى
ناظرت سياف وشادن ثم اردفت بإبتسامة :
غريبة ماتشبهكم وانتم امها وابوها
شادن :
تشبه ذياب اخوي
سلطان بهدوء :
وذياب يشبه امك
يعني بنتك تشبه جدتها
تلاشت إبتسامة شادن الباردة تدريجيًا
وعيونها المستقرة على ابنتها ولدّن ؛ ارتعدّت وكلمات سلطان تُهيج غريزتها بالضرب ولن تفرغ من لذتها
حتى تشعر ب دمه بين اصابعها
سقطت عينها ب عين خالها سلطان
وهي ترّمقه ب نظرة ( لا معنى لها )
وكأنها بدأت تصبح سياف بحركاتها
دون ان تشعر
رفع سلطان حاجبه وهو يرأها
وكأنه ماقاله ليس سر ، ولكن انه غير قابل للنشر
وكأنه ارتكب ذنب ، هو ذنب صغير ولكن لا يُغفر
همست شادن بنبرة قاسية وكأنها تلوم بها سلطان :
بنتي ماتشبه الإ ذياب ، ومالها الا جدتين ندى وترف !
قاطعها سياف
وكأنه وجد شيء يفرغ فيه غضبه على شادن ، بإبتسامة خبيثة :
وغزل ، ثلاث جدّات
الظاهر الغربة علمتك تصيرين قليلة خاتمة حتى على أمك
التقطت شادن المغزى
قالها سلطان بعفوية وخذاها سياف وسيلة استفزاز يحرق به قلبها
ولكن هيهات هيهات ارضخ من اول عقبة
إبتسمت ب خُبث لا يليق بها ولا كأن اللي تتحدث عنها امها :
اذكروا محاسن مواتكم
رشت الملح على جرح سياف وسلطان معًا بذكر غزل انها ( ميتة ) وهم فعلا مايدرون عن اخبارها هل هي حية ترزق ؟ ولا صدّقت شادن وكانت غزل من الأموات
اكملت وهي تسند رجلها اليُمنى على اليسرى
حتى تكشف عن خلخالها المستقر ب اسفل ساقها وفوق حذاءها :
ودي اقول الله يذكرها بالخير !
لكن مافيه خير سوته تنذكر فيه
قاطعها سياف ، وهو يمارس حيلة ثانية
الخبث ودّق الكلام والاسلوب الصهيوني / الصبياني مايجدي نفع ب شادن
ولكن يعرف كيف يخلخل إتزانها ، ويفجر حُمرتها ، ويضرب طبول اعضاءها ، ويصعد بحرارتها الداخلية :
وماجزاء الاحسان الا الإحسان
عمتي غزل لها عليّ فضل وحسنة - ابتسم ابتسامة بانت به صف اسنانه العُلوي - جابتك لي ، ويامحلاها من جيّة !
ضحكوا لدن و وهاد ، مع طيف ابتسامة على شفتيِ ترف ( أم ماجد )
من سياف اللي قلبّ الطاولة والجو المشحون حتى سكنت شادن بذهول من مباغتة سيّاف لها امامهم
قاطعتهم غنى وبيدها جوال وها ، مدت سبابتها لأمها وهي تشير على الجوال :
شادن ابي بابا بابا
أم ماجد وهي تنهي سالفتهم ، لتضيع الموضوع
آشرت على سياف :
هذا بابا
ناظرت غنى سياف بعدم رضى ، ولفت على شادن بغضب :
بابا بابا شادن
ضحكت وهاد وهي تقرص خدها :
الحين ليش مطيحة الكلافة بزيادة ؟ قولي ماما مو شادن
وقفت شادن وهي تمشي متوجهه الى غِنى ومايفصلهم الا خطوتين ولكن حسّت بإنها تمشي ب سور الصين العظيم من طول المسافة من أعين سياف اللي تتفحصها من شعرها الى اطراف اصابع قدمها
انحنت على ركبتها وهي تمد لها جوالها ، بإبتسامة لـ ام ماجد :
تقصد أغنية جوني جوني
وقف سياف وهو يتحسس جيوبه حتى يتأكد من مفاتيح سيارته :
نمشي ؟
وهاد بإستغراب :
وين بتروح ؟
سياف وهو يبعثر شعرها بكفه مبتسم :
حرمتي انتي ؟ وش عليك ؟
وقفت ترف مع وقوف سياف وشادن :
تونا ! صرنا بيت واحد وين بتمشون ؟
قبل سياف رأسها ، وشادن من خلفه صعدت لغرفته تأخذ عبايتها :
فرصة اخلي غنى هنا مع البنات
بأخذ شادن نشوف غرفة نوم على الأقل
ناظر سلطان الساعة الفضية التي تستقر على معصمه :
أجل مالكم رجعة قبل الساعة 12
ابتسم سياف بسخرية ، وهو يشوف زحمة المرور في خريطة Google :
حياك الله ب الرياض ، شوارع ماتنام ولا تفضى
سلطان وهو يقف لما سمع آذان صلاة العشاء ، ويشمر اكمامه :
على خير بعد أسبوع عزيمتكم وواجبك ياشادن
ودت شادن لو تصرخ وتقول ( ياويلكم من الله يكفي )
جلسة برفقة سياف بين اهله
شافت الموت ولا لقت طوق نجاة
كيف ب حفل تعريف أشبه بزفاف ب ( حرم سياف بن سلطان )
ماتقدر تطيق اشخاص من سلالة سياف
تراهم يحملون نفس الدم وتأخذهم بالإحضان
إبتسمت مُجاملة وهي تدعي الله ان لا تؤثم على إبتساماتها الكاذبة :
لا ماعليه السموحة
عماني من ايام حملي بغنى وهم ودّهم بعزيمة كبيرة لي عشان الكل يدري ب زواجي ويفرح الجميع
لو دروا اني رضيت بعزيمتكم الآن ورفضت عزيمتهم بيزعلون
سلطان وهو يعقد حاجبيه من طاري السليمان ، وبنبرة جافة وهو يأشر على غنى :
انتي بنت اختنا ، وحرمة ولدي وهذه بنتنا
محد اولى بعزيمتك مني
لبست شادن بنقابها وهي تنهي النقاش :
وانا بنت اخوهم وبنتهم وهذه حفيدتهم
هم اولى فيني من الجميع
هز سلطان رأسه بهدوء وقلبه يردد
( والله بنت خالد قول وفعل ودم
عوبا ماتترّوض ترد على الكلمة بعشر قبل ماتتنفس
الله يعينك ياوليدي ) :
اللي تشوفينه
طلعت شادن ، وخلفها سياف وهو يغلق الباب الداخلي خلفه
طلع مفاتيحه من جيبه وبنبرة ناقدة :
ماكان له داعي اسلوبك مع ابوي
ماذبح لك أحد
مشكلتك معي تعلمي تتعاملين مع مشاكلك
بدل ماتربين لك عدوات جديدة
تجاهلت شادن نبرة الآمر التي غلبت الانتقاد بصوته :
بشوف الملحق قبل
ما ابي اختار على عماي
رفع سياف ميدالته الفضية امام عيناها
وهو يآشر على المفتاح باللون الأبيض مختلف عن البقية :
خذيه
كتمت إنفاسها من مراوغة سياف اللا منتهية
وهي تشوف المفتاح المقصود قريب من كفه ، بتلامس اصابعه ب ظهر اصابعها حتى تطلعه من الميدالية
استقر المفتاح في يدها
وعيناها على شيء آخر
على الحرف المحفور في بطن ميداليته ( SH )
حرفها !
سحبت المفتاح بعنف وهي لا تطيق الصبر حتى تشوف آخرتها معه
ارتسم طيف ابتسامة على شفتِيه
وهو يحقق مبتغاه
دخل الميدالية ومشى معها :
ماتذكرين البيت وش كان مكانه ؟
همست شادن
وذكرى الطفولة هي المسكب الوحيد من حياتها التعيسة :
ارض كأنها براحة
كنا نلعب فيها





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس