عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-18, 09:28 PM   #4604

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

شقة رضا واسيا
كانت مشغولة وهي توبخ ولدها البكر جعفر لانه عاد متأخرا من لعبة كرة القدم مع اقرانه في الحي عندما دخل رضا ملقياً السلام...
لم تتنبه في البداية لحالة شروده ومسحة الحزن على وجهه ... لكن عندما اقترب منها وهو يحمل الصغير كاظم الذي هرع لابيه حالما دخل فرأت وجه زوجها عن قرب فيبتسم ليخفف من مسحة الحزن ذاك ثم يربت بصمت على رأس ولده البكر وهو يعتذر لامه ثم يسلمها الصغير ويتحرك ناحية غرفته قائلا " سأتمدد قليلا قبل الصلاة .. اشعر ببعض التعب .."
سالته ببعض القلق " ألن تتعشى ؟"
رد بنفس التعابير التي دخل بها " ليس بي شهية .. سلمت يداك .."
ثم دخل الغرفة واغلق الباب خلفه ...
مرت ساعة او تزيد عندما دخلت عليه اسيا الغرفة لتراه ان كان قد استيقظ .. لقد دخلت عليه مرتين قبلها فوجدته يغط بالنوم فتركته ليأخذ كفايته ...
هذه المرة دخلت فوجدته مستيقظاً وشعره الاشيب رطب من أثر الحمام ويبدو انه قد انهى صلاته فيجلس بجلبابه الابيض فوق السرير مستندا بظهره للخلف طاوياً احدى ساقيه تحته ليطوي الاخرى بوضع عمودي امام صدره مستندا بذراعه فوق ركبته وبين اصابع كفه كان يمرر خرزات سبحته ...
تقدمت منه تبتسم لمحياه فيبتهج قلبها ان تراه بحال افضل وهو يرد ابتسامتها باروع منها..
كريم حتى في الابتسام ...
جلست جواره وبوضع مقابل له وعفوياً تمد يدها لصدره تربت على قلبه وتسأله
" ما بك يا ابا جعفر ؟ عندما دخلت قبل ساعة بدوت حزيناً او ربما منشغل البال؟"
يناظرها للحظات ثم يشع وجهه بالرضا وكأنه لم يعرف الحزن يوماً ! ثم يضع مسبحته جواره ليمد كفيه ويحتضن وجهها قائلا وهو يتملى النظر فيها
" حزين ؟ ومن يكون رضا الصائغ ليحمل الحزن طويلاً ولديه انت ؟! "
تلثم باطن كفه ليضيف بصوته الرجولي الاجش " سأرد عليك بما قاله الامام علي في حبه لسيدتنا فاطمة الزهراء .. (ولقد كنت انظر اليها فتتكشف عني الهموم والاحزان).."
جاءت تخفف عنه حزنه فملأها سعادة ونشوى !
تنتعش وتغرق في النظر اليه اكثر .. نظراته لوحدها غزل .. صوته يملأ جوانح الروح وهو يسترسل بغزل اللسان الذي لايشبه اي غزل
" وجهك هذا اذكره منذ ولادتك .. والدي اشترى لك (الكاروك)* من السوق الكبير وصاغ بنفسه الحلية الذهبية لحجر الـ (سبع عيون) الازرق .. حجر اخترته بنفسي ليصوغه ابي .. وذهبنا لزيارة جيراننا الجدد .. بيت العطار ومولودتهم الاولى ... فوضعتك الخالة ابتهال لتنامي وسط الكاروك وعلقت الحلية الذهبية على صدر ثيابك ثم أخذت تهزك لتتأرجحي وانا اقف جوارها صبيا في الحادية عشرة .. اطالع وجهك النائم بانبهار لصغر حجمك وسلام ملائكي يحف بك.. كنت اراك اقرب لدمية تتوسطين الكاروك .. ولفترة طويلة ظللت اقف هكذا... انتظر واترقب .. أردتك ان تفتحي عينيكِ لاتأكد أنك انسانةحقيقية مثلنا ولست دمية ! وعندما فعلتِ اخيرا... امتلأ قلبي بكِ... نفس الوجه الذي اضمه اليوم بين كفيّ هو ذاته وجهك منذ الولادة يا اميرة البنات .."
تلتمع عيناها بتأثر شديد .. لاول مرة تسمع منه هذه الحكاية .. الحلية التي يتكلم عنها محفوظة عند والدتها للذكرى وقد وعدتها اذا انجبت بنتاً ستعطيها لابنتها .. عادت آسيا لتلثم باطن كفه وتهمس له بعشق الروح الذي لن يفارقها ابدا
" ماذا فعلت لاستحق رجلا مثلك ؟"
تميل اليه تتوسد صدره وتغرق اصابعه بين ثنايا شعرها وهو يرد الهمس بمزيد من الغزل
" لم تحتاجي لاكثر من أن يخلقك المولى لاجلي .. "
ترفع وجهها لتقابل وجهه فتشعر وكأن انوثتها تتدفق كينبوع من بين اصابعه .. فتهمس لعينيه " وانا اؤمن انك (دعوة) والدي لي ..."
تتغير نظراته قليلا ويعاوده تعبير الشجن الحزين فيحرك اصابعه ليلامس جانب وجهها ثم يقول بصوت خافت " اتساءل يا اميرة البنات.. لو كنت فقير الحال هل كنت سترضين الزواج بي ؟"
دون اي لحظة تردد او تفكير قالت
" مؤكد ..."
فيعقد حاجبيه قليلا وتبرز تجاعيده اكثر ليطرح سؤالا اخر " حتى لو اخذتك لتعيشي في حي فقير ومكان سكن ضيق ؟ "
لترد بنفس الروح المشعة بعشقه " سقف يأويني انا وعيالي ويجمعني بك هو الجنة يا رضا القلب ..."
ثم تميل لصدره مرة اخرى تتوسده وتحاوط جذعه بذراعيها فتتنفس رائحة المسك منه وتهمس بالمزيد " يكفيني حضنك الثمين هذا وقلبك اتوسده كل ليلة لانال نعيم الدنيا بأسرها .."
ليصدمها وهو يقول
" لكني... لم أكن لافعل ..."
رفعت راسها تنظر لجدية تعابيره وهو يحدق فيها فتسأله باستغراب " ماذا تقصد ؟!"
وضّح بنفس الجدية " لم أكن لاطلبك زوجة وافرض عليك حياة فقيرة لا تليق بك "
شعرت ببعض القلق فسألته دون مواربة " ما بك يا رضا ؟ لماذا تقول هذا الكلام الليلة ؟ هل هناك مشاكل في العمل ؟ "
ترققت تعابيره وهو يطمئنها بالقول
" انا اسف لاني اقلقتك دون سبب .. لا تخشي شيئا .. كل الامور بخير والحمد لله .. انه فقط امر يحصل امامي ويثير حزني مذكرا اياي بفترة مؤلمة عشتها محروماً منك ..."
سألته باهتمام " ماذا هناك يا ابا جعفر ..؟"
رد رضا واصابعه تسرح على وجهها وكأنه يطمئن بحقيقة وجودها
" شاب فقير الحال اراد الزواج ممن هواها قلبه لكن ضعف حاله منعه.. امثاله يكثرون كل يوم .. الفقر يقتل الاحلام ويزرع العجز واليأس والغضب في قلوب الشباب .."
ارتاحت بعض الشيء لتواسيه بالقول " هون عليك .. ربما سيرزقه الله بما هو افضل .."
عندها قال " انت محقة .. ربما ما حصل لان الله يخبئ له عطية أكبر .. "
ثم تطلع لعينيها واضاف بصوت أجش
" انا حرمت منك لسنوات يا اسيا ولم تكوني لي الا وانا اقارب الاربعين .. ورغم ان قلة المال لم تكن السبب .. لكن الحرمان والعجز واحد.. لقد احتملت اذى لا يوصف ..."
فجأة سحبها اليه واحتضنها بقوة على صدره يحمد الله بتمتمة عاشق.. تتركه اسيا ينفس عن مشاعره كما يشاء بل وتبادله وتغدق عليه وكأنها تسعى لتطمئنه بالفطرة..
لهفته اللحظة تذكرها بلهفته ليلة زفافهما... ليلتها بدا وكأنه يحتاج لنفس التأكيد انها باتت جزءا منه بعد طول صبر وانتظار و .. ترقب...
*(الكاروك : هو التسمية المحلية لسرير صغير يلائم طفل حديث الولادة غالبا مصنوع من الخشب ، له قابلية التأرجح للجانبين)






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس