عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-18, 09:40 PM   #4606

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الرابع عشر
صباح اليوم التالي (الاربعاء)
بيت العطار ..

وسط المطبخ تميل رقية بجذعها يميناً وشمالا ثم تلتقط كوب الشاي الذي صنعته قبل قليل لترتشف منه وهي تتساءل بنبرة ساخرة
" ما لي لا ارى العروس هائمة مع نفسها في البيت .."
إلتفتت اليها ابتهال وهي تغسل الاطباق في الحوض قائلة " ذهبت لعملها .. ما زال لديها مراقبة امتحانات الصف السادس .. هل نسيتِ ؟ ثم ستذهب بعدها الى رباب لدار الازياء .."
فتتساءل رقية بفطنة " هل ستريها فساتين تناسب يوم الخطبة ؟"
ترد الأم بهزة من رأسها وتواصل عملها وهي تقول " نعم .. البارحة مساء ابلغ رضا موافقتنا لمصعب .. لذلك طلبتُ من رباب ان تريها اليوم بعض التصاميم حتى تختار .. (المشاية) يوم الجمعة ان شاء الله ووالدة مصعب متعجلة للغاية ، اتصلت بي منذ الصباح الباكر تريد أن يلبس العروسان حلقتيّ الخطبة في نفس يوم المشاية على ان نقيم حفلا صغيرا يوم الاثنين ان شاء الله.."
تمتمت رقية بنبرة مُحيرة وكأنها غير راضية عمّا آل اليه الوضع " اذن في النهاية ستتم هذه الخطبة والزيجة ..! "
تعقد ابتهال حاجبيها وهي تعاود الالتفات بوجهها الى ابنتها تسألها باستغراب " ما الذي لا يعجبك في مصعب ؟! "
تشوح رقية بيدها وهي تقول بلا اكتراث لتغير وجهة الحوار " دعينا منه .. احتاج اليوم ان انظف غرفتي وانظمها .. يجب ان افرز الكتب والاوراق لارمي ما لا فائدة منه واحتفظ بما سيكون له اهمية لي .."
تحركت رقية لتفتح احدى الخزائن وتأخذ كيسا كبيرا مما يستخدم للازبال بينما تسألها أمها " ألن تتناولي الافطار ؟"
تغلق رقية الخزانة وتتحرك هذه المرة لتغادر المطبخ وهي ترفع كوب شايها باشارة منها ثم تقول " لا شهية لي الآن .. سأكتفي بالشاي .."
مدت ابتهال يدها لمنشفة المطبخ لتجفف يديها وتقول " وأنا ساخرج لانظف المرآب واشطفه ..."

بعد نصف ساعة ..

تثرثر ابتهال بابتهاج مع رعد الذي كان يساعدها في غسل المرآب فيمسك بماسحة الارضيات ذات العصا الطويلة ..
ترش ابتهال الماء من الخرطوم المطاطي الموصل بالحنفية ورعد يشطف بالماسحة بكل همة ونشاط ...
شعرت ابتهال ببعض الذنب لانها استسلمت لالحاحه بالمساعدة فقالت له
" كفى بنيّ .. سأكمل الباقي بنفسي .."
فيهر رأسه رافضاً وهو يبتسم لوجهها ويواصل عمله .. تنظر اليه بمحبة تلقائية وتفكر أن يونس كان يريد ابنا كرعد .. مرحاً نشيطاً محباً للمساعدة يكون سنداً لقواريره ..
أخفت تنهيدة شوق لزوجها الراحل بينما تعود بثرثرتها مع رعد قائلة
" ألن تتابع مسلسلات رمضان هذا العام ؟"
اعتدل رعد بوقفته وهي يتكئ على عصا الماسحة قائلا " الواقع يا خالة لست ممن يهتم حقاً بهذه المسلسلات .. كل ما يهمني هو القنوات الاخبارية وبعض القنوات الاجنبية .. للاسف العم سعدون لا يملك طبقاً ولا جهاز استقبال للقنوات الفضائية .."
فعرضت ابتهال مباشرة " انا عندي .. حالما ننتهي هنا تعال معي للداخل .. سأجده لك في غرفة المخزن الخلفية .."
عاد رعد ليشطف وهو يكاد يصل نهاية المرآب قائلا بلطف " خالتي لا داعي .. انا ساشتري واحدا .. كنت سأخرج اليوم خصيصا لاجل هذا .. "
فتعبس ابتهال قائلة " ولماذا تشتري الجديد ونحن لدينا جهاز لا نستخدمه من الاصل ؟!.."
يتوقف للحظة ليرد باسلوب عملي " اذن سأشتريه منك .. غير هذا لن ارضى .."
يكمل عمله على افضل وجه بينما ابتهال تقترب من الحنفية الخارجية لتغلق صنبور الماء وهي تتساءل بنبرة امومية
" لماذا انت عنيد هكذا يا فتى ؟"
يشطف ما تبقى من الماء في الشارع ثم يعود اليها قائلا بابتسامة حلوة تذيب الصخر
" انتِ راعيني بالسعر وستجدينني طوع يديك..."
تضحك ابتهال وهي تدعوه للدخول قائلة
" ضع الماسحة في الزاوية رجاء هناك وتعال ادخل معي .. سأعمل لك الشاي وبينما تشربه أكون قد وجدت الطبق وجهاز الاستقبال .."
فعل ما طلبته منه بينما ينفض اثار الماء عن بلوزته الصيفية ويتقدم ليلحق بها لينتظرها تدخل المطبخ ويمنحها بضع لحظات لتشير له بالدخول ...
كان صوت اغنية شعبية صاخبة يصدح في البيت فيبتسم رعد تلقائيا وعيناه تلمعان بشقاوة متكهناً من تشغلها لتبرر له الخالة ابتهال معتذرة بالقول " عذرا بني .. هذه رقية تحب ان تشغل الاغاني بصوت عال عندما تنجز اعمالها..."
غرفة رقية

تمطت في جلستها على الارض وهي تنظر برضا الى الاوراق والكتب التي فرزتها ونظمتها بترتيب بينما رمت الباقي في كيس الازبال ثم وقفت على قدميها تتراقص بجسدها على نغمات اغاني شعبية ..
وبينما هي تتراقص رفعت حافة منامتها السفلية لتشدها حول وسطها كاشفة عن ساقيها النحيلتين الرقيقتين وتواصل تراقصها وهي تردد كلمات الاغنية الصاخبة بدلع ..
تلف شعرها فوق رأسها في عقدة تثبتها بقلم ! ثم تقترب من شباكها وهي ما زالت تتراقص بكتفيها فتراقب بعينيها الشارع ولا ترى ما يجذب نظرها لتتراجع عن الشباك وبدلا من ان تعود لعملها مع الاوراق والكتب اقتربت من منضدة القراءة وفتحت احد الادراج فتلتقط قطعة القماش الملونة التي تستخدمها في مسح الغبار ثم تقترب بابتسامة رائقة لبيت الدمى تناظره بفرحة (طفلة) وهي تهمس
" انت ايضا تحتاج لعنايتي يا بيتي الحبيب وصندوق اسراري .."
تنحني لتجلس أرضا متربعة كاشفة عن ساقيها أكثر بينما تفتح ضلفتي البيت وهي تغني باعلى صوتها لكن بغتة تحجرت حنجرتها...
اتسعت عيناها بجمود لحظي وهما تحدقان بالزائر الغريب القابع داخل بيت الدمى .. لحظة اخرى كادت ان تفقد بها الوعي علا صوتها بصراخ رهيب ...

هبّ رعد مجفلا من وقع الصراخ القادم من الطابق .. قدماه تحركتا عفويا ليغادر المطبخ ناحية مصدر الصراخ ليقف عند بداية السلم يستمع لصرخات... رقية !
هذا صوتها والخالة ابتهال قالت انها لوحدها معها اليوم .. ارتفعت قدمه متسلقة درجة واحدة ويده تتقلص على الدرابزين ثم تجمد لم يعرف كيف يتصرف ..
في تلك اللحظة سمع اصوات خطوات من جهتين .. من الجانب الذي اختفت فيه الخالة ابتهال وقد عادت اليه الآن مهرولة مفجوعة وهي تهتف
" يا ساتر يا الله .. هذه رقية ... تصرخ .."
وبينما يحاول تهدئة الخالة ابتهال وهو يمسك ذراعها ويرى كيف جسدها يختض كانت خطوات اخرى من فوق تأتي بتخبط شديد حتى رأى رقية تقف اعلى الدرج وهي ما زالت تصرخ بهستيرية عجيبة ثم اندفعت للامام بخطوة غير محسوبة واختلطت صرختها مع صرخة امها وتقدم رعد مباشرة ليتلقف جسدها الهاوي عبر الدرج ...
انفاسه ترتج في صدره وهو وسط الدرج يمسك بذراعي رقية ليثبت جسدها المرتجف يحاول ان يترك مسافة بينهما بينما هي في غير وعيها تحدق فيه بشحوب كشحوب المرضى وعيناها متسعتان بشكل غير طبيعي موجع ومفزع .. شفتها السفلى الجميلة المتدلية بطبيعتها ترتعش ثم تتحرك بصعوبة وكأنها تريد النطق لكن صوتها لا يطاوعها...
بدت في عينيه صغيرة جدا كطفلة مصدومة مفزوعة فلامست موضعاً خفياً من قلبه بينما يتمتم لها مطمئنا
" اهدئي .. لا تخافي .. لا تخافي .."
ارتجف رأسها ووقع قلم كان عالقاً بشعرها لتتناثر خصله حول وجهها الصغير .. تتسع عيناه بينما هذه الدمية تغور عميقاً اكثر في ذاك الموضع الذي لمسته فيه ..
يحدق فيها بعجز عن ابعاد ناظريه عنها ... شيء ما فيها وهي بهذه الحالة كان يشده بعنف كما لم يحصل له معها من قبل ..
لم يشعر الا والخالة ابتهال تصل اليهما وقد بدت في حالة ارتجاف كأبنتها من اثر الفزع الذي طالها فاخذتها منه لتضمها الى حضنها وهي تتمتم بجزع على ابنتها " اسم الله الرحمن الرحيم .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. هل آذيت نفسك ؟"
اخذت الان تتلمس جسد ابنتها وتغطي ساقيها الرقيقتين وهي تتلمسهما في نفس الوقت لتتأكد انها بخير ..
ابتعد رعد قليلا وهو يحاول طمأنتها بالقول المحرج " لا تقلقي... يا خالة .. لم تكن سقطة قوية.. امسكتها قبل أن تتأذى .."
اخذت الام تحمد الله وصوتها ما زال يرتجف وهي تتساءل " ماذا حصل حبيبتي .. ردي علي يا ابنتي.. لماذا هذا الصراخ الرهيب ..؟!"
عندها رفعت رقية عينيها لرعد تحاول النطق من جديد وهي ما زالت في حالة انشداه وصدمة لتهمس اخيرا
" انه .. في .. بيت الدمى .."
حاول رعد أن يركز في كلماتها ليفهم ما حصل وهو يردد بعجب " بيت .. الدمى ! .. تقصدين احد في بيتكم .. هنا ..؟!"
لولا حالتها الرهيبة لقال انها تشاكسه بجملة (بيت الدمى) .. لكنه لا يفهم ما تعنيه حقاً !
عندها كانت ابتهال من تكلمت " هل هناك شيء في بيت الدمى يا رقية ؟! ردي علي حبيبتي .. اوجعتِ قلبي .."
يتوه أكثر بينما رقية تختض في حضن امها وكأنها تتوجع من رؤيا مجهولة مسيطرة عليها!
فجأة قالت الخالة ابتهال وكأنها وجدت حل الاحجية " رباااه .. هل دخل بيت الدمى ؟!"
تساءل رعد وهو لا يستوعب " من الذي دخل ؟! واي بيت دمى تتحدثان عنه ؟"
لتوضح له الخالة ابتهال اكثر وهي تشدد احتضانها لابنتها " لا بد انه الفأر الملعون قد دخل بيت الدمى خاصتها .. منذ اسبوع واضع له سم الفئران في كل زاوية من البيت لاتخلص منه .. ربااه ألم يجد الا بيت الدمى لصغيرتي حتى يقبع فيه ؟!"
اخذت رقية تصرخ بهستيرية من جديد
" اخرجوه .. اخرجوه من هناك .. اخرجوه .."
عندها قال رعد بارتباك " هل تريدين مني اخراجه بنفسي خالتي ..؟"
كانت رقية تصرخ بشكل غريب لم يستطع تفسيره بينما امها تحاول السيطرة عليها وهي تضمها اليها وتتوسل لرعد قائلة
" اجل بني .. ارجوك .. اخرجه .. غرفتها الثالثة على اليمين .. ستجد بيت الدمى قريبا من جهة الشباك .."
هزّ رعد رأسه واستدار بجسده ليصعد باقي الدرجات .. يرتقي السلم وقلبه يتخبط وكأنه ينبؤه بحدث جلل قادم في حياته ...





يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس