عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-18, 09:48 PM   #4607

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


المدرسة


في ممر خال يناورها بجسده بشكل غير ملفت ليحاصر تحركها ويمنعها التهرب منه وهو يتوسل بنبرة رقيقة " ارجوك يا شذرة .. وماذا سيحدث إن ركبت معي السيارة .. نحن في حكم المخطوبين .."
فتتشبث شذرة بالرفض وهي تشعر بحرج بالغ
" اسفة.. مصعب .. ارجوك لا تلح اكثر .. حتى لو كنا مخطوبين .. هذا لا يجوز .."
يواصل إلحاحه وعيناه تلمعان برضا عجيب
" على الاقل اوصلك لنصف الطريق .."
تحدق في عينيه البنيتين وتشعر بحدس مختلف وكأنه يلاعبها بطريقة ما لكنها تصر بنبرة قاطعة قائلة بوجه محمر
" انا اسفة .. لا استطيع .."
تنهيدة طويلة أطلقها مصعب وهو يحدق في عينيها بـ فخر ! شعرت شذرة بالتشوش ليزيدها تشوشا وهو يقول بصوت خافت مداعب
" وانا لست آسفا لانك لم ترضخي لالحاحي .. بل في الواقع انا سعيد للغاية وكان سيخيب أملي كثيرا لو رضيتِ .."
ضباب التشوش منعها ادراك مغزى كلماته ثم شيئا فشيئا انقشع الضباب لتستوعب بصدمة ما يعنيه حقاً !
اعتراها برود جليدي جعل رعشة تمر بجسدها رغماً عنها في ردة فعل غريبة .. ثم تمتمت وهي تكاد لا تصدق
" هل كنت .. تختبرني يا مصعب ؟"
يتملى في وجهها مفتونا بجمال تقاطيعها ليقول بصوت مبحوح متجاهلا سؤالها " لا اعرف كيف لفتاة بجمالك ان تكون بهذه البراءة والتواضع والمحافظة على التقاليد والاعراف.. هناك فتيات بنصف جمالك هذا ولا يتورعن عن فعل الكثير من التجاوزات وتقديم التنازلات.."
شعرت بخنقة في صدرها حتى كلامه الغزلي هذا لم يخفف من خنقتها ..
تنظر اليه تريد ان تقول شيئا لكنها عجزت عن تجميع افكارها لتشكل الكلمات بناء عليها .. اما مصعب فكان في قمة رضاه واستمتاعه وهو يهمس لها مبتسماً " لاتفكري كثيرا .. اعلمي فقط انك رائعة كما انت.. "
ثم غمزها مضيفاً " هيا لاوصلك حتى حافلة المدرسة ... ومشياً على الاقدام ..."
وسط كل ما حصل الان وضايقها الا ان جملة واحدة منه علقت برأسها وجعلتها تشعر بالسعادة ( اعلمي فقط انك رائعة كما انت )
ابتسمت له وانمحت اي مشاعر سلبية انتابتها..
اسعدها وارضاها وطمأنها ان يراها رائعة كما هي ... هي كلها قلباً وقالباً ...
لكن تأثير الجملة اخذ يخفت بتدرج سريع وهي تمضي بحرج مع مصعب بين أروقة المدرسة متجهان للباحة الخلفية حيث حافلات الطلبة ...
قلبها يطرق بتركيز لا تفسره وكأنه بندول ساعة ثقيلة في بيت مهجور يصر على اصدار الصوت ليعلن عن وجوده ...
تتلفت حولها دون ان تدرك انها تفعل ..
فاجأها مصعب وهو يسأل بنبرة عادية
" هل تبحثين عن احد ؟"
فردت بسرعة وهي تشعر بذنب مبهم
" كنت.. أبحث عن خلود .."
فيُضيق مصعب عينيه ويرد عليها بالقول
" لكنك قلتِ ان لديها موعدا اليوم مع طبيبتها في المستشفى .."
ابتسمت شذرة بحرج بالغ وهي تقول بتلعثم
" آآه ... نعم ... نسيت ..."
فجأة سأل مصعب بنبرة تبدو عادية للغاية
" هل حقاً ذاك الكهربائي اخوها ؟"
تبتلع ريقها لترد عليه تخفي ارتباكها العفوي بشق الانفس " تقصد خليل ؟ نعم..هو اخوها.."
يناظرها بشكل جانبي وهو يقول بنفس النبرة
" سمعت انه طلب تأجيل اتمام عمله هنا حتى منتصف الاجازة الصيفية لتكون المدرسة فارغة من الطلبة وينهي عمله براحة .."
هزت رأسها نفياً وهي ترد بتماسك تام
" لا اعرف ... لم تخبرني خلود بشيء .."
عندها لم يضف مصعب شيئا اخر بل اكتفى بالصمت حتى وصلا للباحة الخلفية ثم ودعها بابتسامة عريضة وهي تركب الباص لتلوح له بيدها وخداها يتوردان بخجل تلقائيا عندما اخذ الاطفال بالحافلة يضحكون بخفوت ويتهامسون بفرح ثم بحماسة بريئة يلوحون معها نحو الاستاذ مصعب ... خطيبها ..

بيت الصائغ .. غرفة رقية ...

الاغنية الشعبية ما زالت تصدح وهو يدخل الى غرفة رقية .. ابتسامة صغيرة شقية داعبت شفتيه رغماً عنه وهو يقتحم حصن الدمية !
عيناه تمسحان ارجاء الغرفة ببطء وقلبه ما زال على نفس ذاك التخبط العجيب .. لا يعلم ما سيراه هنا لكن تلك (النبوءة) تهمس في اذنيه بعبث مشاكس (تقدم .. تابع ... لا تدعي انك لا تستمتع بما يحصل لك الآن) فيعلو همسها فوق صوت الاغنية الشعبية...
يتقدم وعيناه تمران بالتتابع مع كل خطوة فوق سريرها المرتب .. خزانتها اللامعة .. منضدة الزينة وقد تراصت فوقها بشكل مبالغ فيه ادوات التبرج بانواعها وقناني العطور والكريمات ...
ثم .. منضدة الدراسة التي تناقض بشكل عجيب ملفت منضدة الزينة !
منضدة جادة للغاية .. حاوية الاقلام .. الفواصل للكتب .. قرطاسية مختلفة بالوان حيادية ليست فيها أي ألوان انثوية او مبهرجة...
المنضدتان متناقضتان بشكل مبهر .. والاثنتان تمثلان بغرابة .. رقية العطار !
توقفت خطواته ونظراته تحوم على الارض حيث اوراقها وكتبها متناثرة هناك .. لكن.. لا .. ليست متناثرة.. بل منظمة ومصنفة بشكل واضح ومدروس...
لقد كانت ترتب الاوراق والكتب الجامعية ...
رفع عيناه وهو يتقدم خطوة يتجاوز بها نهاية السرير ليظهر امامه مباشر ذاك البيت الخشبي الصغير ملاصقا للجدار المقابل ...
تقدم نحوه والبيت الصغير مشرّع امامه فيرى اخيرا ذاك (المجرم) الذي أرعب الدمية وجعلها تفر هاربة تصرخ بهستيرية ..
كتلة رمادية صغيرة في الطابق الثاني من ذاك البيت لا يتحرك ولا يبدي اي ردة فعل ولولا تنفسه البطيء لقال أنه ميت ..
جثا رعد على ركبتيه قبالة البيت الصغير وهو يطالع الفأر المضطجع على جانبه فيتمتم
محدثاً اياه باشفاق " انت تحتضر يا مجرم .."
مرت لحظات والفأر يطالع رعد بعينين نصف مغمضتين وكأنه كان ينتظر وجهاً كوجهه يؤنس رحيله الابدي حتى هدأ تماما واستكان جسده الصغير للجمود مستسلماً مغمضاً عينيه..
قال رعد بتفكه ساخر
" اسف يا صغير .. موتك التراجيدي المؤثر لن يجعلني ابقيك هنا حداداً عليك .. فهناك من يعتمد علي لازيحك من مكان انت غير مرغوب فيه حيا او ميتاً .."
مد رعد يده ودون تردد رفع الفأر من ذيله ثم وقف على قدميه ليخطو ناحية الشباك فيفتحه قائلا للفأر متصنعا بعبث و نبرة تراجيدية " وداعاً .."
ثم رماه بعيدا حتى آخر الحديقة ...
لم يغادر الشباك .. بل ظل يقف هناك يراقب الشارع وبيت الصائغ المقابل وهو يتخيل رقية من تقف وتراقب ...
رغماً عنه أفلتت ضحكة خبيثة مستمتعة ثم تراخت ضحكته شيئا فشيئا ووجه رقية المرتعب يمسه من جديد ...
التفت برأسه ليناظر ذاك البيت الخشبي فيعاوده نفس الشعور وتداعب اذنيه نفس الهمسات ... فيعود اليه .... مجبراً !
خلال لحظات كان يجثو امام البيت من جديد.. " لهفة " ... لا يستطيع ان يكنيها الا بـ لهفة .. هي لهفة حتى..... اشعار آخر !
لهفة... تتراقص بين مخادع القلب .. تتسلل الى الاذين ثم تحشر نفسها في البطين..
لهفة .. تتلاعب وكأن لها يد طفلة مشاغبة تشخبط بثرثرات كثيرة على الجدران ..
لهفة ... تعبث بالنبضات عبثاً ...
ويا غرابة تأثير هذا العبث على النبضات !
وكأن النبضات لم تعرف يوماً عبثاً كهذا ..
يعقد حاجبيه قليلا بتركيز رقيق وابتسامة مشاكسة وكأنه عاد مجرد صبي مراهق يتسلل لغرفة ابنة الجيران يتجسس على اسرارها الممتعة ...
يمرر اصابعه فوق القلوب المتناثرة وهو يلمح مع كل قلب تاريخ مدون باليوم والشهر والسنة..!
تعلق اصابعه فوق أكبر القلوب حجماً .. قلب متربع على جدار بيت الدمى وكأنه حارسه ...
يبتسم رعد بمزيد من المشاكسة وكأنه يتحدى ذاك الحارس الوهمي .. ثم يضيق عينيه بتركيز أكبر وهو يلامس التاريخ المدون جوار القلب ويتعجب !
تمتم رعد بتفكير " انه تاريخ يفوق عمر رقية بالكثير ! من المعني بهذا القلب وهذا التاريخ القديم ؟!"
ويبدأ رحلة الابحار من قلب لاخر وعيناه تمران بالتواريخ وعقله يسجل تلقائيا ..
انه سريع الحفظ ... لسوء حظ الدمية !
ووسط عبثه بأسرارها كانت حالة قلبه غير مطمئنة ... غير مطمئنة على الاطلاق ....

بعد دقائق طالت كان رعد ينزل الدرج وهو يشعر بدوار لذيذ لم يجربه يوماً ..
نظراته شاردة تلمع وابتسامته صغيرة تفضح ..!
تفضح ان ما يدور في رأسه الآن ليس خبثا مشاكسا شقياً فحسب وانما شيء اخر ..
إنه ... لغز .. لغز كألغاز القلوب المرسومة داخل بيت الدمى والذي يعد نفسه وعد شرف أنه سيحله .. سيحله وسيحب كل لحظة يكتشف فيها سر قلب من قلوبها تلك ...
جاء صوت الخالة ابتهال من ناحية المطبخ ليشده من حالته تلك وهو في اخر الدرج

" اشربيه يا نور قلبي .. اشربيه كله .. انت تحبينه .. انه شراب ورد ماوي* (لسان الثور) سيريحك ويهدئ اعصابك .. وجهك ما زال شاحبا جدا .. اسم الله عليك .. كان يجب ان ابخرك مذ اخذت نتيجة التخرج .. اللهم صل على محمد وال محمد ..."
ثم أخذت تتلو المعوذتين بينما رعد يصل باب المطبخ لتقع عيناه مباشرة على رقية تجلس الى الاريكة تتوسد صدر امها التي تجلس جوارها...
كانت يداها ترتعشان وهما تحاوطان قدحاً شفافاً من شراب ارجواني خفيف يتصاعد البخار منه ورائحة الاعشاب تعطر جو المطبخ بأكمله..
للحظة عيناه تعلقتا بتلك الاصابع النحيلة والصغيرة نسبياً ويكاد يبتسم وهو يتخيلها ترسم ...
في النهاية هي حقاً ... دمية ... لم يخطئ حين نعتها بهذا الوصف في لقائهما الاول...
انها دمية تعيش بروحها داخل بيت خشبي صغير لترسم القلوب الحمراء على الجدران وتؤرخها فتحوك منها الاحجيات...
لكن خارج البيت الخشبي هي تحمل صفاتاً اخرى مغايرة .. اهتماما بمظهرها باسراف مقبول حتى يمنحها الهيئة التي تريد واهتماما بمستقبلها العلمي بجدية بالغة حتى تكسب مكانة حقيقية في المجتمع..
يتنحنح لينبه لوجوده فتجفل رقية وتهب واقفة على قدميها تنظر اليه بعينين متسعتين هلعاً غائرتين بانهاك نفسي واضح ...
دون شعورها تسلم القدح لامها وقبل ان يتفوه بكلمة تقترب منه بارتجاف وتسأله بصوت مبحوح مختنق
" هل .. هل وجدته ؟! هل اخرجته ؟"
للحظة يمعن فيها النظر ويتأكد ان خوفها من الفئران ليس طبيعيا .. مؤكد تعرضت لحادثة ما سببت لها هذا الرعب او ربما .. فوبيا من نوع ما ..
رد مترققاً وابتسامة صغيرة تعود لتشق شفتيه بعبث
" لا تقلقي بيتك الخشبي وغرفتك كلها باتت آمنة من الاعداء .. الفأر كان ميتاً تقريبا حين وصلت اليه.. فأخرجته ورميته بنفسي من شباك غرفتك الى الحديقة وسأذهب بنفسي الان لـ...."
لم يكمل كلامه ورقية تهرول راكضة لتمر به وعفوياً تضرب كتفها بأعلى ذراعه بينما امها تناديها وتوصيها " يا ابنتي لا تركضي هكذا .. ستتعثرين وتقعين ..."
تقف الخالة ابتهال جواره ويناظران هما الاثنان صعود رقية الهستيري على الدرجات ..

عيناه تشاكسان وهما تتبعان حركة يديها وهما ترفعان جلبابها البيتي القطني من الجانبين قليلا حتى تصعد الدرج بخطوات اوسع .. لتعلق تلك العينان بقدميها الحافيتين الصغيرتين ... صغيرتين ككل شيء صغير في هذه الدمية ...
عاد اليه شعور الدوار اللذيذ من جديد وبدا وكأن .. وكأن قلبه يستمتع بلذة الدوار ..
" تعال بني واغسل يديك وعقمها بالمطهر .. الفئران قذرة وتجلب الامراض.."
يطرق رعد مخفياً ابتسامته وهو يقول بخفة
" لا تقلقي يا خالة .. سأغسلهما لاحقاً .. الفأر ما زال في الحديقة ... ساذهب اليه الآن وان لم تسبقني قطة لالتهامه سأحمله بنفسي من جديد الى خارج البيت .."
تنهدت الخالة ابتهال ثم قالت بحنق
" هذا الخبيث ألم يجد الا غرفة رقية ليموت فيها ؟! بل واختار بيتها الخشبي الاثير لديها والذي لا تسمح لأي انسان بالاقتراب منه والنظر الى داخله .. حتى أنا تغلقه امامي اذا دخلت غرفتها .."
هذه المرة يخفي رعد ضحكة رنانة توشك ان تفلت منه بينما تسترسل الخالة ابتهال معتذرة " اسفة بني .. ربما تستغرب حالة رقية وخوفها الشديد وصراخها .. لكنها مرت بحادثة مرعبة وهي صغيرة في السادسة .. دخل فأر ملعون لسريرها وهي نائمة ولسبب ما عضها من ساقها ..."
ارتفع حاجبا رعد قليلا مع رفعه لوجهه نحو الخالة ليقول بجدية " توقعت شيئا من هذا القبيل .. رعبها لم يكن عاديا .."
ردت الخالة ابتهال وعيناها تدمعان فجأة
" لقد ظلت لستة اشهر كاملة تنام في حضن ابيها وترفض العودة لسريرها .. واحيانا كانت.. تستيقظ فزعة من كابوس ليلي ... لكن يونس عالجها برقته واسلوبه المميز معها.. رحمه الله .. كان يدللها كثيراً فهي صغرى البنات وخلطته السحرية كما كان يناديها.."
اخفضت الخالة ابتهال رأسها قليلا تداري دمعات الحنين لزوجها متمتمة بالرحمة له..
تبسم رعد بفضول وبعض الاستغراب لتلك الالفاظ العجيبة التي يسمعها هنا في بيت العطار والاسماء التي يُكني بها الاب بناته...
هذا البيت يحمل عبق العطار في كل جزء وزاوية .. ربما الاب مات من سنوات لكن وجوده حي للغاية بين.. قواريره..
قال اخيرا بصوت رقيق خافت
" رحمه الله خالتي ..."
ثم تحرك لينسحب مغادرا والخالة ابتهال ترافقه حتى الباب وهي تدعو له وتشكره ..

غرفة رقية ...

دموعها تسيل مدرارا وهي ترش من المنظف وتدعك بقطعة القماش مكان الفأر داخل البيت الخشبي ...
ما زالت الارتعاشات تتوالي على جسدها لكن لن يوقفها هذا عن تنظيف بيتها من أثر ذاك البغيض الذي تمقته ... لم تكره في حياتها شيئا او احدا كما تكره الفئران ...
يتهدج صوتها بالبكاء وهي تقول بصوت خافت جريح وكأنه صوت طفلة " اين انت بابا؟ لو كنت هنا .. لو كنت .. هنا ..."
ثم انهارت لتبكي بحرقة فتقع قطعة القماش من يدها وتمد اصابعها المرتجفة لتلامس القلب الاحمر الكبير ...
فجأة علا صوت قادم من شباك غرفتها المفتوح لتتجمد اصابعها وهي تتعرف على صوت رعد يوجه كلامه لامها كما يبدو
" اخرجته من الحديقة خالتي .. اطمئني ..."
اخذت انفاسها تتسارع برعب من نوع آخر واصابعها ما زالت تلامس ذاك القلب ...
همست بارتجاف وذهنها يستعيد نشاطه وتوقده
" لقد رآه ... رآى كل ... شيء ..."
لم تشعر الا وهي تقفز لتكون في لحظة عند الشباك تبحث عن اي دليل (كاذب) انه لم يعرف ماذا يوجد داخل بيتها الخشبي ..
رأته يمشي جوار سياج البيت من الخارج عائدا لبيت العم سعدون ..
كان .. يبتسم وهو يمشي متراخيا سارحاً ... ثم بلمح البصر التفت لينظر اليها مباشرة في وقفتها في الشباك ...
تباطأت خطواته ثم اتسعت ابتسامته ونظراته العابثة تخبرها انه بات يعرف ... بات يعرف بكل اسرارها كما لم يعرفها انسان قبله على الاطلاق ...
مسحت وجهها بغضب وهي تعبس في وجهه فأطلق ضحكة رنانة جعلتها تتراجع لتغلق الشباك بعنف وهي تغلي غلياناً وتشتمه بكل الشتائم التي تعرفها ..





يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس