عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-18, 09:07 PM   #4834

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد للجميع
هذا الاسبوع كان مزدحم جدا عندي وخلال اليومين السابقين حاولت جهدي ان اكمل الفصل ...
الفصل كتبت فيه كثير وتقريبا لكل الشخصيات وطلع 60 صفحة واكثر يعني يعادل فصلين لكني بصراحة كنت اريد كتابة مشاهد اخرى لاقدمها كلها اليوم .. للاسف ما قدرت ...
طبعا انا اراجع الفصل عادة اكثر من مرة لان اكيد بتكون هناك اخطاء بالطباعة كثيرة واخطاء لغوية اسهو عنها واصححها بالمراجعة .. للاسف ما لحقت اراجع اي شي اليوم .. لذلك سامحوني ممكن تلاقوا اخطاء هنا وهناك سأعدلها لاحقا بالتنقيح والمراجعة


طولت عليكم .. اتمنى مجهودي المجنون بهذين اليومين لكتابة الفصل تحوز على رضاكم ...
اليكم الفصل الخامس عشر




الفصل الخامس عشر

متجهم المحيا وهو يعد الشاي بحركات آلية .. تدخل عليه بتول المطبخ الضيق تنظر اليه بملامح افتقدت جمودها المألوف فيها لترققها بعض مشاعر الدهشة والشفقة !

سألت بنبرة تقطر بما حمله وجهها من تعابير

" لماذا فعلت هذا يا خليل ؟! لم تكن مضطرا ابدا لقول ما قلت .. انت تسيء لنفسك ولسمعتك؟"

يصب الشاي في قدحين مُثلمين قديمين ثم يضع ملعقة سكر واحدة لبتول ويقدمه اليها بحركة من ذراعه وهو يقول بنبرة ساخرة جافة " وان اسأت لسمعتي... فماذا سيحدث ؟!"

تعقد بتول حاجبيها وتعبر عن افكارها بالقول " انت شاب في مقتبل العمر وستجد فتاة طيبة تتقدم لخطبتها لكن اذا ... علم احدهم بحكاية زواجك من .. فتاة ... كأشجان ... فتخسر فرصتك ..."

يتجرع من شايه المر وهو يرد بمزيد من الجفاف " لم يعد يهم يا بتول .. لم يعد هناك فتاة اتقدم لخطبتها ..."

فتعبس بتول ترد عليه بعجب " لماذا تقول هذا؟! انت ما زلت في ريعان الشباب والمستقبل كله امامك .. وهذه الكذبة التي ادعيتها قبل دقائق امام ام عدنان لن تمر بسلام وستؤثر على نظرة الناس اليك .. خاصة اذا استمريت بالقدوم الى هنا والتواجد معها "

يلتفت اليها ليمنحها ابتسامة فاضت بكل معاني الأسى والحرمان يرد بتهكم مُر كمرارة شايه " ان كانت كذبة سترحم انسانة وحيدة ضعيفة مريضة كأشجان من لسان عقربة كأم عدنان .. فانا ارحب بكل الاكاذيب .."

تحدق فيه بتول ثم تتساءل " انت لست على طبيعتك .. هل تعاني من مشكلة ؟"

يشيح بوجهه مطرقاً ليقول بصوت خافت ساخر.. مؤثر ..! " لا تبالي يا بتول .. انها الحياة فقط.. نعتاد الألم والخيبة والخسائر الدائمة ... ومن يدري قد اتزوج أشجان فهي اكثر من تشبهني ! كلنا نتشابه هنا .. نحن الراضون بقلة نصيبنا في هذه الحياة فلنتآزر قليلا حتى نقضي العمر لاخره ويتولانا الله برحمته ليقبضنا اليه .."

قرع على الباب جعل خليل يرفع رأسه بحدة وملامح الغضب تتجسد على محياه ليقول من بين اسنانه " اقسم بالله سألقن ام عدنان درساً لن تنساه .. الن تتركنا في حالنا ؟"

كان سيتجاوز بتول عندما اوقفته بحزم وهي تمسك ذراعه وتقول وقد عادت لوجهها تعابير الجمود

" اهدأ خليل .. لا نريد الفضائح معها واشجان نامت للتو منهكة ... دعني انا اتصرف معها بطريقتي هذه المرة .."

تهدر انفاسه وهو يستند بكفيه المتوترين على حافة الخزانة بينما تمضي بتول ناحية باب الشقة لتفتحه ..

لكن حالما سمع خليل صوت رجل تحرك عفوياً وبتحفز ظاناً للحظة انه ربما ابو عدنان.. لكن خطوتين فقط لتميز اذناه صوت الرجل وهو يسأل بتول بنبرة خشنة

" السلام عليكم .. ابحث عن .. خليل .. جارتكم قالت اني سأجده هنا .. بل لمحت .. ان هذا .. بيته ..."

تجمدت خطوات خليل وتحجرت عيناه وهما تحدقان بمن يقف على الباب ليهمس اسمه

" حذيفة ؟! "

تحرك رأس حذيفة مباشرة ليواجه نظرات خليل وفي لمح البصر انفجر غضب حذيفة وهو يزمجر قائلا " ماذا تفعل ... هنا ؟"

تحركت بتول عفوياً لتفسح الطريق لهذا الرجل الضخم الهائج فيتقدم حذيفة وسط الشقة الضيقة وصواعق الغضب تنطلق منه

" ماذا تفعل هنا يا مجنون ؟! رد علي قبل أن اهدّ المكان على اهله .."

سارعت بتول لتغلق الباب وهي تلمح ام عدنان تراقب من شق بابها الموارب ..

التزمت بتول الصمت بارتباك حقيقي وهي تحدق في وجه خليل الشاحب وملامحه المتجمدة امام غضب الزائر ...

امسك حذيفة بكتفي خليل يهزه بعنف وسخط هادرا فيه " ماذا تفعل هنا مع .. اشجان؟! ولماذا تلك المرأة تلمح انه بات بيتك منذ اليوم تحديدا ؟!"

سكن البرود الجليدي محيا خليل وهو يحدق في وجه حذيفة ويرد عليه بذاك البرود

" لم يكن يفترض ان تأتي هنا يا حذيفة .. "

اوشك حذيفة ان يفقد اخر ذرة من عقله عندما تدخلت بتول لتهدئ الوضع قائلة

" اخفضا صوتيكما رجاء .. اشجان نائمة .. وتلك الفضولية ام عدنان تتنصت .. لا نريد الفضائح بالله عليكما .."

لكن حذيفة كان الغضب يعميه فدفع خليل ليتقدم ناحية الغرفة الوحيدة في المكان وهو يقول بعنف " هذه الفتاة لن تتركك في حالك .. اقسم بالله سأجعلها تدفع الثمن لانها عادت لالاعيبها معك .."

في لمح البصر يقف خليل في طريقه يمنعه التقدم اكثر ليقول بنبرة قاطعة وعيناه تلمعان بالجدية والثورة " لن تخطو هناك يا حذيفة .. على جثتي ان ادعك تدخل اليها.."

اتسعت عينا حذيفة في صدمة من هول ما سمعه للتو وانحسر غضبه امام خوف شديد ان يكون خليل متورط حقاً مع اشجان ...

امسكه من كتفيه لكن دون ان يهزهما هذه المرة بل يسأله وعيناه في عينيه

" ان كنت لا تريدني ان ادخل اليها .. عليك ان تخبرني بنفسك .. تخبرني بكل شيء .."

للحظة كان العناد والثورة يتأججان في عيني خليل لكن مع نظرة حذيفة القلقة عليه تراخت ثورته ليقول بصوت منخفض " تعال لنجلس بعيدا .. سأخبرك بكل شيء .."

بينما انسحبت بتول وهي تتمتم انها ستجلس في غرفة اشجان ..

بعد لحظات من جلوسهما ابتدأ خليل الكلام وعقله يأخذه الى ذاك المساء المظلم عندما وجد أشجان في طريقه .. صدفة ..

" قبل قرابة السنة كنت مارا في احد قطاعات الحي الصناعية النائية عندما سمعت أنينا يرتفع وينخفض .. تتبعت الصوت حتى وصلت لاحدى الاراضي الخربة وجدار متهدم حيث يرمي السكان هناك ازبالهم .. وهناك وجدتها .. ملقاة فوق اكداس القمامة تتلوى من الألم .. في البداية لم أعرف انها اشجان وسط تلك الظلمة وملامحها المتشنجة وصوتها المبحوح لم اميزها .. لكنها عرفتني.. تشبثت بذراعي تتوسلني وهي تبكي من شدة الألم المبرح ان لا اتركها تموت هنا بين الازبال وحيدة كأنها كلب أجرب ! "

ملامح حذيفة لا تتغير فقط ينظر بتمعن الى خليل يراقب كل خلجاته ليتأكد من صدقه،

لاتهمه حكاية اشجان فهي متوقعة بالنسبة اليه .. حالها كحال كل من تسلك هذا الدرب القذر .. الان كل ما يهمه ان يعرف مدى تورط خليل معها .. ولاجل خليل يجب ان يلجم غضبه حتى يقدر ابعاد الخطر الذي اوقع نفسه فيه لينقذه بالقوة ان لزم الامر ..

يتابع خليل بتأثر حقيقي وغضب ضمني

" كان قد اخذها رجلان حقيران لاجل متعتهما وعندما نالاه منها بالعنف ضرباها ورمياها هناك وتركاها تئن ألما ..."

زفر بقوة ثم اضاف " اخذتها للمستشفى وهناك علمت ان كليتيها بحال سيئة وتحتاج لعلاج عاجل .."

سؤال خرج بهدوء من فم حذيفة

" لماذا لم تخبرني ...؟"

فالتفت اليه خليل قائلا " لانك كنت ستوقفني عن فعل الصحيح .."

يطبق حذيفة فكيه بقوة يقاوم طبعه الغاضب ثم يجبر نفسه على الهدوء مرة اخرى ليقول بسخرية حادة " وهل انفاقك مدخراتك على اشجان فعل .. صحيح ؟!"

فيرد خليل بتهكم ومرارة " من يسمعك يظن اني كنت املك الملايين! ثم ماذا كنت تريدني ان أفعل ؟! ارميها انا الاخر لاقرب قمامة ؟!"

يعقد حذيفة حاجبيه وهو يباغته بالسؤال

" ماذا قصدت تلك الجارة عن كون هذا المكان بات بيتك منذ اليوم ..؟! "

يتهرب خليل من نظرات حذيفة وهو يرد بلا اكتراث ظاهري

" لا تهتم مجرد ثرثرة امرأة مزعجة .."

يفزع حذيفة في داخله وافكار مرعبة تتوارد على ذهنه ليسأله بنبرة لها سطوتها على خليل وقد رباه مذ كان مراهقاً غراً لا يعرف شيئا عن الاعيب النساء " انظر في عيني يا خليل .. اخبرني ماذا يحصل ؟ والا اقسم بالله العلي العظيم سأذهب بنفسي لتلك المرأة في الشقة المجاورة واسألها عما كانت تعنيه .."

توتر خليل وهو ما يزال غير قادر على مواجهة حذيفة بعينيه ليقولها دفعة واحدة وبشكل صادم " اخبرتها اني تزوجت أشجان هذا الصباح .."

هبّ حذيفة على قدميه هادرا بصوت عال من هول الخبر عليه " يا رب السموات !! "

امسكه خليل من ذراعه ليجره حتى يجلس من جديد وقد شعر بالذنب الشديد من افزاعه بهذا الشكل ليطمأنه بالقول " لم أفعل لا تهلع هكذا .. اقسم بالله لم أفعل .. اهدأ حذيفة .. ستصاب بذبحة صدرية ..."

يعاود حذيفة الجلوس ويكاد يجن من برود الفتى ليسأله مستعينا بكل ما لديه من صبر وسيطرة " اذن .. هل كذبت عليها ؟"

فيرد خليل متنهداً " نعم ... وقبل ان تسألني لماذا فسأجيبك لاحمي اشجان من لسانها الطويل .. منذ فترة وهي تلمح تلميحات قذرة رغم علمها اني وبتول نساعد اشجان لوجه الله.. ورغم علمها حتى بتفاصيل مرض اشجان الا انها لا تتوقف عن رمي الكلام القذر كلما مررنا بها .."

لم يعد حذيفة يطيق البقاء هنا لحظة واحدة.. خلال لحظة كان قد عزم على انقاذ الموقف برمته مهما كلفه .. وقف على قدميه قائلا بنبرة خشنة

" قم معي يا خليل .. اريد مغادرة هذا المكان.. هناك موضوع هام اريد ان أكلمك عنه منذ يومين ولم استطع الوصول اليك .. لقد اتيتك اليوم خصيصا لاجل هذا وعندما رأيتك صدفة بسيارة الاجرة ومعك امرأتين تتبعتك الى هنا والحمد لله اني فعلت لارى اي مصيبة بل مصائب توقع نفسك بها .. "

لم يستجب خليل مباشرة بل قال " لا توجد اي مصائب يا حذيفة .. لا تكبر الامور .. كما اني لااستطيع ترك اشجان الآن .. اليوم كانت اول جلسة لغسيل الكلى .."

أشار برأسه ناحية غرفة اشجان وهو يشد خليل عنوة من ذراعه ليقف " تلك المرأة بتول ستبقى معها .."

يعانده خليل ويأبى الوقوف ويبرر رفضه بالقول " لن تستطيع بتول البقاء لفترة طويلة .. لديها امور اخرى تفعلها .."

يشده حذيفة بعنف اكبر وهو يكز على اسنانه قائلا بتهديد حقيقي وقد فاض كيله

" خليل .. قم معي الآن حالا والا سأرتكب جناية ..."

سكنت ملامح خليل ثم أخذ يرتسم على محياه الوسيم كل صور البؤس والحرمان بل والرضا بكل هذا الحرمان الموعود به منذ ولادته ليقول اخيرا كمن يتقبل قدره

" حسن حذيفة .. سآتي معك .. لكن اعلم لن تغير شيئا على الاطلاق .."

يقف خليل على قدميه مستجيبا لالحاح حذيفة الذي قال له بعزم رجل يحمي ولده قائلا " لن أكون ابن والدي ان لم استطع انتشالك من ضياعك هذا ... مرة اخرى .. هل تذكر يا خليل ؟ كنتَ في المرة الاولى مجرد مراهق في السادسة عشرة وسأفعلها اليوم وانت تقارب السادسة والعشرين .. "

تحرك خليل بصحبة حذيفة ناحية باب الشقة وهو يقول له " انا سأغادر معك لاني لا اريد ان تشعر اشجان بوجودك او ان تراك .. انها ما زالت تهابك حتى اللحظة ولا اريدها ان تتحمل المزيد .. يكفيها ما هي فيه "

لا يعرف حذيفة هل يلكم الفتى في وجهه ام يأخذه في حضنه !

فهذا الغبي العاطفي يملك قلباً كقلب اخته الهبلاء .. بل كقلب ابي جعفر.. !

وسط المحن والآلآم يفكر بمن حوله قبل ان يفكر بنفسه ..

انها قلوب كالدرر النادرة في زمن أغبر لم يعد يعترف بوجودها ...








يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس