عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-18, 09:17 PM   #4838

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت محسن الصائغ



يقف عقيل قبالته والده في المطبخ وقد بات يتجاوزه طولا ليحاول اقناعه من جديد قائلا بحماسة " اقسم لك يا ابي .. سأنهي دراستي وادخل الجامعة كما ترغب انت وامي .. لكن دعني اختار مهنة اجدادي .. انا احب صياغة الذهب وعمي رضا قال اني املك موهبة جدي عقيل رحمه الله .."

يعبس محسن قليلا وهو يرد على ابنه البكر

" بنيّ دخولك الجامعة لا يجب ان يكون لاجلي ولاجل امك .. بل لاجلك انت .. الشهادة سلاح بيدك .."

يهز عقيل رأسه مؤيدا كلام ابيه ومصارحا اياه في نفس الوقت " وانا اقسم لك اني مقتنع بكلامك لكني لا اميل الا لهذه الحرفة .. فدعني ارافق عمي رضا ليعلمني كل اصولها واسرارها .. "

صمت محسن وهو يشعر في داخله بالحزن .. ليس لاجله ولكن لاجل رحاب التي كانت تتمنى ان يصبح ولدها استاذا جامعيا مرموقا على نهج والديه ...

لكن الفتى له ميول عمه الاكبر واجداده كما يرى هو نفسه وما دام رضا قال عنه موهوب فمؤكد نظرته تغلب في هذا المضمار...

قال اخيرا وهو ينفض غبار ذاك الحزن ليتلبس الحزم الابوي وهو يقول كلمته الاخيرة " لا بأس يا عقيل .. اذهب مع عمك لكن فقط في العطل .. السنة الدراسية القادمة هي مصيرية ويجب ان تتحصل على معدل جيد لتقبلك جامعة العاصمة في تخصص له قيمته .."

شعر عقيل بالاحباط فحاول من جديد

" لكن ابي اريد الذهاب كل يوم .. ارجوك ولن .."

لكن الاب قاطع استسرال ولده بالرجاء ليشدد على قراره بالقول " انتهينا يا عقيل .. قلت لك فقط ايام العطل .. "

متبرماً بعض الشيء تمتم عقيل بنعم بينما يستأذن ليخرج ويلحق باصحابه في الحي ..

خرج عقيل والاب يتابع خروجه عبر شباك المطبخ ليأتيه صوت ولده سامي قائلا

" لا تحزن ابي .. لكنه حقاً موهوب بل مهووس بصياغة الذهب .."

التفت محسن مبتسما لولده الثاني ليسأله

" وانت بماذا مهتم ؟"

فيتورد خداه قليلا ثم يقول يقول ببعض الحرج " حتى الآن لم أقرر .. لكني سأخبرك حالما استقر على رأي .. على كل حال ما زال الوقت مبكرا علي .."

تسرح عينا محسن وتميل ابتسامته للشجن وهو يتذكر والده عندما سأله يوما اي جامعة سيختار .. صوت والده ما زال في اذنيه وكأنه سمعه البارحة فقط !

تمتم محسن في سره " كل السنون تمضي سريعاً ولا شيء (مبكر) على الاطلاق .."









اغلق عقيل بوابة بيتهم وهو منشرح الصدر .. وحالما تحرك خطوتين لاحقه صوت متلهف..

" عقيل .. عقيل .. انتظر ..."

تطاير كل انشراحه وتوتر جسده بالكامل بينما يجبر نفسه على الالتفات فتستقبل عيناه الكتلة الشقراء القادمة نحوه كعاصفة ...

يشعر بالحرارة تشع من وجهه وهو يتذكر اخر مرة رآها فيها عندما .. احتضنته !

يعبس تلقائيا وهو يرد عليها بخشونة " نعم ..."

فتتهلل امامه وشعرها الطويل الذهبي يتطاير وهي تضحك كالشمس المشرقة

" لقد انهيت امتحاناتي .."

يبتلع ريقه وعيناه تجوبان الشارع حرجاً من أن يراها احد المارة وهي تكاد تتقافز هكذا ..

تمتم على عجل " مبارك لك ..."

حاول الانسحاب لكنها سارعت لتقول بفرح

" أديتها بافضل وجه و .. ماما .. فخورة بي .."

تلك العثرة في صوتها وهي تقول (ماما) جعلته يستكين تلقائيا ويتسمر مكانه لينسى كل رغبة لديه كي ينسحب من التواجد معها ... ليجد نفسه يبتسم لعينيها الزجاجتين هامسا بدفء " جيد ..."

تتسع عيناها وتبرق تلك الزرقة الشفافة الغريبة وهي تقول له باهتمام حقيقي

" شروق ستبدأ امتحاناتها قبيل رمضان .. سأدعو لها ان تؤديها على افضل وجه .. "

وجد نفسه يتراجع نصف خطوة دون ان يشعر بينما لسانه يجد له الاعذار قائلا

" يجب ان ارحل .. اصدقائي بانتظاري "

يسارع للانسحاب لكنها تلاحقه وتناديه

" عقيل .."

يلتفت اليها ليرد على ندائها بحنق لا يعرف مصدره " نعععم ..."

ترمش وتبدو متوترة ثم تطلب على استحياء

" هلا تشتري لي شيئا من السوق .. انا لم اعد اذهب هناك ابدا .. "

سألها وهو يتمنى لو يخرج من البيت من الاصل

" ماذا تريدين ؟"

اصابعها تتلاعب بخصل شعرها وقد كانت هذه حركتها منذ الصغر عندما تشعر بالخجل لتقول اخيرا بصوت منخفض

" اريد مثلجات بطعم المانجو .. "

يقسم بالله سيجرها من شعرها .. انها تثير غيظه الى ابعد حد ودون حتى وجود سبب .. !

يتمتم من بين اسنانه بـ(حاضر) ويعاود محاولة الالتفات والهروب لتعاود مناداته " عقيل .."

هتف بها " ماذا ايضا ؟!"

لا تتأثر بمزاجه الغاضب السخيف فقط تنظر اليه ببراءة عينين لم ير لهما مثيلا لتسأله بطفولية " هل انت راض عني ؟"

تدلى فمه ولم يعد يستوعب معنى السؤال !

فتعاود السؤال بإلحاح " هل انت راض ؟ لم أعد أذهب للسوق لاجلك .."

ما زال كالغبي فاغر الفم يحدق في هذه الطفلة العجيبة التي هبطت عليهم من عالم اخر كما يبدو ..

لم يصحُ الا على حركة لمارة في الشارع جعلته يغلق فمه ثم يقول اول كلام خطر بباله " سعاد .. ادخلي والعبي مع منة وتوقفي عن الثرثرة .."

كان هو الوحيد من العائلة الذي يناديها بـ (سعاد) بدلا من (سوسو) لكن ان يقول لها (ادخلي والعبي مع منة) كان حقا اغبى اكلام يمكن ان يقوله !

لتصدمه وهي تتقبل كلامه ببشاشة الاطفال الذين لم تعد تنتمي اليهم بكل تأكيد هاتفة بفرح جديد " حاااضر ..اذن انت راض.."

ثم هرولت لتدخل بيت عمها محسن بينما عقيل يضرب كفاً بكف وهو يتمتم

" طفلة هبلاء ... اقسم بالله ! "






يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 26-06-18 الساعة 10:06 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس