عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-18, 09:18 PM   #4839

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مكتب مهند ..



كان مرهقا للغاية وصغيرته تدخل للمكتب مهرولة نحو صديقها (مجد) الذي يستقبلها بحفاوة بينما تقف جوري مكانها عند الباب نائية بنظراتها .. نائية باحساسها .. نائية بكل شيء بعيدا عنه ...

قالت جملتها اليومية الباردة

" بإذن الله لن اتأخر .. اراكم لاحقا .."

وفي كل يوم يلتزم الصمت ثابتاً في مكانه ويكتفي بتوديعها بجملة باهتة لكن اليوم يقترب وهو يضع يديه في جيبيه ليقف جوارها ثم يسألها بخفوت " الى متى هذا الصمت يا جوري ؟"

تطرق بنظراتها للارض وهي ترد عليه متهربة

" ارجوك لقد تأخرت على عملي .."

تتحرك خطوة خارج باب المكتب فيلحق بها ويمسك ذراعها ليوقفها عفوياً فيتفاجئ من ابتعادها بحركة حادة وهي تنفض يده عن ذراعها ..

وكأنها صفعته للمرة الثانية !

تتجمد ملامحه ثم يسألها بشجاعة " هل تشعرين بالاشمئزاز مني يا جوري ؟ مما اخبرتك به عن افعالي الماضية ؟"

ما زالت لا تنظر في وجهه بينما ترد بانهاك يعكس انهاكه " نحتاج للصمت بيننا يا مهند.. صمت تام.. الامر تعدى الاشمئزاز .. انا اشعر اني لم اعرفك .. انك غريب عني ..."

كلامها يخيفه .. يخيفه اكثر من رغبتها السابقة بالطلاق .. على الاقل وقتها كان يعلم انها تحبه لكنها الان .. مشاعرها في صمت ! الصمت الذي قالته للتو شمل حتى مشاعرها نحوه ..

يتمرد على كل هذا ليقول بعناد

" بل عرفتني واحببتني .."

تبتعد عنه وهي تقول بخفوت " ربما ما تقوله صحيح .. لكني احتاج لخلوة مع نفسي .. زواجنا بات يشعرني اني اعيش كارثة رهيبة كزوبعة تبتلع حياتي باكملها.. دعني انجو بنفسي على الاقل كما تحاول انت النجاة بنفسك.. ثم بعدها نرى اين ستكون طرقنا.. ربما ليس مقدر لنا ان تلتقي تلك الطرق .. "

هذا ما كان يخشاه .. منذ ليال وهو لا ينام .. لكنه رغم هذا راض لانه اعترف بذنوبه امامها هي تحديدا ..

سألها تعقيبا على كلامها المؤلم

" رغم كل الحب ؟!"

فترد وهي تتباعد اكثر ناحية المصعد

" رغم كل شيء ..."









بعد ساعة في مكتب سناء للمحاماة



في هذا المكان تنسى كل همومها التي تجعل النوم عليها مستحيلا في الليل ..

هنا تشعر انها تضع تلك الهموم عند عتبة الباب قبل ان تتخطاها وبعدها تنغمس بالاستماع لهموم الناس .. بل الاصح لهموم النساء ...

في العادة تعمل داخل غرفة مكتب سناء لكن احيانا يحدث تطلب منها المغادرة اذا كانت تفاصيل القضية التي تتكلم فيها مع الزبون او الزبونة تتطلب الخلوة .. وهذا ما حدث الآن فغادرت جوري لتجلس في زاوية في غرفة الانتظار وتستغرق في عملها على الحاسوب دون ان تزعج الزبائن حتى بنظرات فضولية منها .. لم يكن ابدا من طبعها الفضول على عكس طباع النساء عادة...

" لماذا حضرتِ معي امي ؟! "

صوت حانق لانثى ارتفع فجأة اخرج جوري من استغراقها فترفع نظراتها عن شاشة الحاسوب لترمق المرأة الجميلة الشابة بحجابها وملبسها الانيق ..

لقد لاحظتها بشكل عابر عندما دخلت الغرفة وهي تلقي تحية خافتة قبل ان تنزوي بعيدا لتركز في العمل .. الآن تنظر اليها بتدقيق عفوي وقد بدت منفعلة للغاية .. شابة تقدر عمرها منتصف او اواخر العشرينات تجلس على احدى الارائك الجلديه وجوارها تجلس امرأة مسنة هي والدتها بكل تأكيد وقد اشفقت جوري على الام من تعابير الحرج التي اكتست وجهها بسبب جملة ابنتها الموجهة اليها لترد عليها بصوت منخفض لكن وصل مسامع جوري " اخفضي صوتك "

حاولت جوري ان تعود لتركيزها على الشاشة بينما تبتسم لفتاة مراهقة على الجهة المقابلة تجلس مع امها ايضا وقد اشفقت عليها جوري وهي ترى اثار كدمات واضحة على وجهها فلا بد انه زوج امها او ربما حتى والدها من يضربها هكذا .. لا بد ان امها هنا لتطلب الطلاق ... مجرد تفسير لحظي مر بذهنها ...

لكن جذب نظر جوري شيء غريب في والدة المراهقة ! تبدو منعزلة عن ابنتها تتجاهلها بنظراتها التي توجهها في اتجاه اخر وكأنها تشعر بالخزي منها ! شعرت جوري بالنفور فجأة وخنقها شعور كريه نحو الام وهي تحدق في الفتاة الصغيرة وانكماشها المؤلم على نفسها..

كانت قد نسيت للحظة المرأة الشابة المنفعلة وهي تحدق ببؤس في تلك المراهقة حتى عاد صوت المرأة يعلو بثورة انفجرت لتصدم الجميع بمن فيهم جوري بكلماتها

" لن اخفضه بعد الآن .. لن اتحمل ان يعاشرني زوجي مرة اخرى وكأني بهيمة ولست امرأة .."

ارتد رأس جوري وهي تعود بنظراتها المصدومة نحو المرأة وامها المسنة .. الام المسكينة شهقت صدمة من كلمات ابنتها الفجة وفي اللحظة التالية كانت تلتفت اليها بكل جسدها وتصفع ابنتها على وجهها وهي تصرخ فيها " اخرسي .. وقحة قليلة الادب عديمة التربية والحياء .."

لامست الشابة خدها المصفوع بيدها اليمنى والتمع خاتم الزواج مع التماعة القهر في عينيها .. عيناها كانتا رهيبتين بنظرات حمّلت الام كل الذنب لتتهمها صراحة

" اصفعيني امي... اصفعيني واشتميني ان كان هذا يريحك ويخفف عنك .. وهل لديك قوة الا في قهري انا !؟ "

لتنقل الشابة نظراتها ما بين امها وبين ام تلك المراهقة ثم تشير لهما باتهام صريح مبتدئة بأمها " انت جزء من كل هذا .. انتم كلكم جزء من هذا .. تلعبون دور النعامات باسم (العيب) ورهاب وصمة الطلاق !"

فجأة والدة المراهقة تأمر ابنتها ان تغلق اذنيها لتضيف الشابة بتهكم مرير وغضب متفاقم

" لماذا اذنيها فقط ؟! عليك أن تغمضي عينيها ايضا ... ان تعميهما وتطفئي نورهما حتى لا ترى وجه زوجها وهو يستعد لتحويلها الى كيس ملاكمة في نزال جديد لرجولته الضعيفة .. وكل ما ستفعلينه ان تأتي بها الى هنا في كل مرة يضربها فيها لترضي ضميرك انك (حاولتِ) تطليقها منه .. "

عندها وقفت والدة الشابة على قدميها وقد بدت عجوزا من ثقل الهم الذي تحمله لتردد

" انت لا تطاقين .. لن ابق معك ولن اشاركك في هذا العبث .."

تضحك الشابة ضحكة تهكمية وهي تراقب امها تغادر بينما تقول لها بحزن موجع

" اهربي امي .. اهربي من البقاء .. انت من الاساس لم تكوني بقادرة على تقبل الحقيقة المُرّة ..."

غادرت المرأة المسنة وهي تستغفر الله في عجز عن فعل شيء اخر بينما جوري تنقل نظراتها بصدمة لتحدق في وجه الفتاة المراهقة من جديد .. ثم تهبط نظراتها لتعلق عيناها على يد الفتاة لتتنبه للمرة الاولى ان الصغيرة تلبس خاتم زواج !









المقهى القريب من المكتب ..

مرت ساعتان ....





دخلت جوري ذاك المقهى وهي تشعر بالاستنزاف .. كانت مرهقة نفسيا من احداث اليوم والقضايا المختلفة التي اطلعت عليها .. ومؤكد أكثر ما أثر بها هي تلك المراهقة التي تتعرض للضرب ...

لا تصدق ان اي أم مهما كانت لا تسع لتحمي ابنتها من عنف تتعرض له بهذا الشكل ..

من الاساس كيف تزوجها وهي بهذا العمر الصغير ؟!

وبينما تدور بعينيها لتبحث عن طاولة منزوية بعيدا عن باقي الزبائن رأت تلك الشابة تجلس وحيدة هناك تحدق في الفراغ وعيناها تسكبان الدموع في صمت ...

ورغم هذا تبدو في قمة القوة والكبرياء بشموخ ذقنها ونظرة عينيها التي توحي بالصمود رغم الانهاك ..

تذكرت جوري كلماتها الصادمة لامها ولا تعرف كيف أخذتها قدماها لتقترب من تلك الشابة وتقف جوار المقعد الذي تجلس عليه وتسألها دون مقدمات " هل انت بخير ؟"

ارتفع وجه الشابة الى جوري ثم رفعت يدها لتمسح وجهها بشكل عفوي وهي ترد على جوري " انت كنت في مكتب المحامية سناء اليس كذلك ؟ هل تعملين هناك ؟ لم أرك سابقاً .."

لا تعرف جوري لماذا اقحمت نفسها في عزلة هذه المرأة .. فردت وهي تشعر ببعض الحرج

" نعم .. انا جديدة في المكتب .. اسفة لفرض نفسي .."

ابتسمت المرأة قليلا فبدت اكثر جمالا لتشير للكرسي المجاور وتطلب منها بنبرة إلحاح

" ارجوكِ اجلسي .. ان كان وقتك يسمح طبعا ولا تمانعين صحبتي.. انا اسمي عفراء .."

فترد لها جوري الابتسامة وتجلس بالفعل

" وانا جوري .. تشرفنا .."

تطلبان القهوة لتبدأ عفراء بالسؤال

" هل انت متزوجة ؟"

فترد جوري بابتسامة فخورة

" نعم ولدي طفلة .. قطر الندى .."

نظرة حلوة للغاية شعت من عيني عفراء وهي تقول " حفظها الله لك .. الاطفال نعمة .."

ارادت جوري ان تبدو عفوية لتسألها في المقابل لكنها ترددت حرجاً لتبادر عفراء للقول بأريحية عجيبة " سؤال تتحرجين من طرحه وسأرد عليه .. اجل .. لدي قضية طلاق وزوجي رافض .."

لا تعلم جوري ما الذي جمعها مع عفراء .. فيها شيء يجعلها تشعر بالالفة وكأنها تعرفها ..

وربما اريحية عفراء واسلوبها المباشر في التعبير يجعلانها ترفع الحواجز ..

وجدت جوري نفسها ترد بنوع من الفكاهة السوداء " وانا ايضا رافض ! "

سألتها عفراء باهتمام

" منذ متى وانت متزوجة ؟"

التمعت عينا جوري وهي تتذكر ليلة عرسها الرائعة .. كانت سعيدة للغاية وقلبها يخفق وهي تزف للرجل الذي تعلقت به منذ اول لقاء.. تتمتم بالرد وهي ما زالت سارحة بتلك الليلة

" منذ ثلاثة اعوام .."

وبينما النادل يضع قهوتهما اخذت جوري تتذكر تفاصيل كثيرة لتلك الليلة بعد ان انفردا في غرفة الفندق .. ملامسته لخدها المحمر وتلك القبلات الاولى الدافئة ..

لمساته لفستان الزفاف وكأنه يخبرها بشوقه!

كان متأنيا للغاية مراعيا على نحو رقيق .. شغوفا حارا في نفس الوقت.. يمنحها كل الوقت لتتقبله ...

لم يكن يحبها لكنه راعاها .. لم يكن بمشاعره تماما معها لكنه حاول ان يسعدها...

تعبس جوري قليلا وهي تفكر بدهشة ان مهند ليس انانيا في العلاقة .. ربما كان يسعده كرجل ان يراها تستجيب ! وربما هو اسلوبه لا اكثر .. وربما .....

قاطعت افكارها جملة من عفراء

" حقا انت شجاعة لترفعي القضية باكرا هكذا .. انا لم استطع فعلها الا بعد مضي كل هذه السنوات.."

رمشت جوري وكأن احدهم جرها عنوة من حلم جميل ! بينما تضيف عفراء وهي تسرح بزواجها هي الاخرى

" منذ اثني عشر عاما تزوجته .. زواج تقليدي.. طبيب شاب ومتدين ومن عائلة محترمة ماذا تريد الفتاة اكثر من هذا لتقول نعم ..؟! "

ثم نظرت لجوري بجمود .. كل شيء فيها كان جامد بارد لدرجة ان جوري شعرت بالقشعريرة على طول جسدها لتكمل عفراء حكايتها بصوت متهكم جليدي " ليلة الزفاف كانت .. كيف اصفها بدقة ؟! اممممممممم ... اغتصاب هادئ !"

أخفت جوري صدمتها من التعبير بينما عفراء تزداد برودة وهي تواصل الوصف الرهيب " لا ملامسة ولا قبلة ولا حتى كلمة ! فقط حاول ان يكون الامر اقل ايلاما ... اعترف له انه حاول بنزاهة ! هل تتخيلين ؟! طبيب ويقرأ كتب الفقه ولا يعرف كيف يعاشر زوجته بالتحبب والملاطفة ...! "

لم تعرف جوري بما ترد بينما عفراء تبدو كمن لم يصدق انها وجدت مستمعة حيادية لا تنهرها ولا توبخها ولا تصف ما تقوله بمجرد (تفاهات نساء مدللة) فتتدفق الكلمات من فمها وما زال الجمود المخيف يتلبسها " لكن الامر تكرر .. اصبحتُ مجرد بهيمة عندما تفور غريزته الحيوانية يأتي الى جسدي حتى يفرغها .. و ... بالحلال !"

ارتجفت يد عفراء وهي تمدها للفنجان وبدت فجأة وكأنها متعبة !

اخذت عفراء رشفة واحدة من القهوة وجوري تكتفي بالصمت وقد شعرت بحاجتها ان تتكلم دون ان يوقفها احد ...

الفنجان ما زال في يدها بينما يأتي صوتها هذه المرة فائضا بالنفور " بعد عامين من الفشل في اقناعه لتغيير اسلوبه يئست وطلبت الطلاق .. اصبحت لا اطيق المعاشرة واشمئز منها .. الكل وقف ضدي واولهم امي .."

ثم وضعت فنجانها مكانه لتلتفت نحو جوري وتقول بتعاطف مفاجئ " امي ليست سيئة .. على العكس هي الام الافضل لاطفالها .. لقد عانت الترمل باكرا وربتنا اني واخوتي بمفردها ولهذا لديها رعب من فكرة ان اقضي حياتي بمفردي مع اطفالي .."

أخيرا تجرأت جوري على السؤال

" كم طفلا لديك ؟"

ردت عفراء بابتسامة انارت وجهها لتجعله في اجمل صورة " خمسة ..."

لم تستطع جوري منع ملامح الدهشة لتقول عفراء بضحكة عجيبة " تستغربين اليس كذلك ؟"

ثم انحسرت ضحكتها لتعود لحكايتها البائسة " عندما طلبت الطلاق اول مرة بعد عامين ووقف الجميع ضدي واقنعوني بالصبر والمحاولة .. كان لدي طفل واحد .. وافقت على الرجوع دون انجاب المزيد ومر عام اخر من الفشل واصبح زوجي يتهمني بمخالفة شرع الله لاني ارفض ان امنحه حقوقه وارفض انجاب المزيد .."

ثم أطرقت وكأنها تشعر بالخجل مما ستقوله

" في تلك الفترة بتّ مرهقة وجائعة للحب .. ولاني اخاف الله احتجت ان اجد الحب عن طريق مختلف .. قررت ان انجب الاطفال .. الكثير منهم ..."

تلتمع عيناها وهي ترفعهما لجوري مضيفة بصوت مؤثر " تحملت العلاقة الجسدية الباردة مع زوجي فقط لانجبهم .. وقد اكرمني الله باطفالي قرة عين لي .. اغدقت عليهم عواطفي كلها واستطعت بهم ان املأ جزءا كبيرا من الفراغ الهائل في داخلي .."

ثم تبتسم بحزن وتكمل " اصبحت امرأة اكثر ايجابية .. العب الرياضة اهتم ببيتي واطفالي وعملي .. اعتني بنفسي جيدا .. انا في السادسة والثلاثين الآن لكن كل من يراني يعتقدني في الخامسة والعشرين لا اكثر .. "

تفاجأت جوري لانها حقا ظنتها في العشرينات.. لا تصدق انها تجاوزت منتصف الثلاثينات وقد انجبت خمسة اطفال !

بدت عفراء مشوشة وهي تقول " لسنوات اخر اقنعت نفسي اني وجدت حياتي اخيرا .. خاصة وأن زوجي هو أب حنون للغاية .."

ثم مستنزفة ..... " لكن ...لكن .. تعبت ! ببساطة تعبت من أن اكون ايجابية .. تعبت من الادعاء .. تعبت من الكذب على نفسي وانا اعاشر زوجي واخلق افكارا رومانسية برأسي كي ارضي نفسي .. تعبت من شعور الذنب وانا .. انا ..."

تقطعت كلماتها من شدة الانهاك وانفاسها متسارعة فتخفف عنها جوري بالقول الصادق المتأثر "انا اسفة لما تعانين .. ارجوك اهدئي.. اشربي قهوتك وهدئي من روعك .."

وقد كانت عفراء حقا شديدة الايجابية .. تمالكت نفسها خلال اقل من نصف دقيقة ثم أخذت ترتشف باقي قهوتها باسترخاء حقيقي..

بعد لحظات صمت واسترخاء للمرأتين نظرت عفراء لساعة يدها وهي تقول " لقد تأخرت .. شكرا لانك استمعت لثرثرتي السخيفة .. لا بد انك تقولين اي امرأة مجنونة التقيت بها.."

لم تشعر جوري بمرور الوقت وهي تنظر بساعتها هي الاخرى .. وبينما تغادران المقهى سألت جوري " عفراء ... كيف عرفتِ ان الفتاة المراهقة يضربها زوجها ؟"

باشمئزاز من نوع آخر ردت عفراء " انها زبونة دائمة في مكتب المحامية .. وليس صعبا ان اعرف القصة المكررة .. تلك الام تستحق السجن اكثر من زوج الفتاة ..."






يتبع ....



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 26-06-18 الساعة 10:39 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس