عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-18, 09:10 PM   #5047

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد يا غوالي


اليكم الفصل السادس عشر .. هو 35 صفحة يعني فصل طويل ... انا عادة اقدملكم ما بين 45 الى 55 صفحة ... بس الظروف بتعاكسني ومناسبات عائلية مرت ..
مع هذا انا ملتزمة معكم وابذل جهد هائل حتى اقتطع وقت واكتبلكم
اليوم الفصل خاص برعد ورقية وخليل وشذرة .. اتمنى من قلبي يعجبكم




الفصل السادس عشر



بيت العطار... مساء

غرفة شذرة





تغمر وجهها في الوسادة .. تختبئ !

تختبئ مما تشعره وتخجل منه .. تختبئ من نغزات ألم في قلبها لا تعرف كيف تتعامل معها ... نغزات تطاردها مُذ اخبرتها خلود عفوياً عن غرام اخيها خليل باحداهن ...

شعرت بعدها بالخواء .. كل شيء حولها بات رمادياً للغاية ... لا طعم له على الاطلاق ..

حتى احساسها بعدم الارتياح نحو خطبتها لمصعب... تلاشى تأثيره ... وكأنه لم يعد يهمها شيء !

انه فقط ذاك الخواء الرمادي وهي تواجه نفسها ان خليل لم ينظر اليها يوماً الا كأخته خلود.. بل ربما اقل من هذه المكانة بكثير.. هي تثير شفقته فقط كفتاة يتيمة مسكينة تبكي حنينها لبلدتها واهلها هناك !

هل باتت مثيرة للشفقة الى هذه الدرجة المكشوفة المثيرة للاشمئزاز ؟ هل باتت تستدر عطف الناس وتتسوله دون ان تشعر ؟ بل وتمادت لتستدر عاطفة شاب حنون كخليل طمعت في حنانه ذاك الذي يغدقه على اخته... فتغار لانها تشتاق لعاطفة كهذه حرمت منها بوفاة والديها ومغادرتها مرتع طفولتها وصباها ..

تلك البلدة البسيطة ذات البساتين العامرة والهواء النقي والروح البعيدة عن التكلف...

ام لان السبب في مصعب نفسه وشخصيته التي لا تمنحها هذا الشعور بالحنان بل العكس يجعلها تشعر التوجس والتوتر والتعقيد ؟!

تتقبض يدها فوق الوسادة وهي تشعر بألم عجيب يعاود قلبها .. فالنغزات باتت جارحة .. جارحة ومؤلمة للغاية ..

عينا خليل تفرضان وجودهما في مخيلتها بينما تعافر لتستحضر صورة مصعب دون نجاح!

ولم تكن هذه المرة الاولى ... ولا تعرف لماذا عقلها لا يتوقف عن عقد المقارنات غير المنطقية ؟!

اي فتاة مثيرة للشفقة باتت ؟!

ألهذه الدرجة هي ضعيفة وتافهة ؟!

الا تستطيع حتى ان تمثل دور القوية .. دور العروس المرغوبة ؟

ان تمثل دور ... السعيدة .. ولو لمرة واحدة ...

ترتفع ضحكات رقية من الممر عبر باب غرفة شذرة المغلق ثم صوتها الشقي المتباهي " ألست الاجمل يا امي ؟ الفستان يأخذ من حلاوتي فيزداد حلاوة .. أصفر بلون الشمس الشقية ... انه يشبهني جدا .."

ثم صوت رباب الموبخ " كفى تفاخرا وتدللا على امي وعودي لغرفتك واخلعيه لانجز بعض الرتوش النهائية عليه .."

بينما الام تؤازر الصغيرة (كالعادة) وهي تقول بفخر " اتركيها رباب .. دعيها تفرح بالفستان.. اللهم صل على النبي .. حقاً الفستان يزداد حلاوة عليها .. صدق من سمّاك الخلطة السحرية .. رحمك الله يا يونس .."

ثم يتداخل الكلام ما بين اعتراض وشقاوة رقية وبين توبيخ رباب وبين انحياز الخالة ابتهال لصغرى قواريرها ...

تنقلب شذرة على ظهرها وتدير وجهها جانبا لتحدق في فستانها المعلق على واجهة باب خزانة الملابس ..

فستان أزرق رومانسي .. كما وصفته حبيبة بالضبط ...

لكنها .. لم تحبه ! شعرته باردا جليديا ...

عادت الكلمتان لترنا في اذنيها وكأن شفتيها تنطقانها ... (باردا .. جليديا ...)

تحركت لتغادر سريرها وتقترب من الفستان وهي تشعر بالجليد ينتشر في روحها وجسدها.. فتهدأ الجروح وتختبأ النغزات المؤلمة وتركن شذرة الى شعور لا حياة فيه ...

ستكون كما يريدها الجميع ان تكون ..

عروسا قوية مبتسمة .. عروس الجليد ...

ان تكون من جليد خير من أن تثير الشفقة .. ابدا لن تعود لدور البائسة المسكينة ...







اليوم التالي ... الجمعة .. قبيل الظهر ..





خرج الرجال من العائلتين متصافحين يبارك احدهما للاخر النسب الجديد الذي ربطهم وغادرت ام العريس مع اختها وكنيتيها وارتفعت الزغاريد من جديد في بيت العطار احتفالا والكل يهنئ ويبارك للعروس ...

ثم بدأت الفتيات احتفالهن الخاص بإتمام الخطبة رسمياً بعد خلو الجو لهن ...

بابتسامة واسعة وهي تزهو بثوبها الازرق تتوسط شذرة فتيات العطار المحتفلات بها .. فتلتف حولها حلقة بهجة تشكلها كل من رباب ورقية وحبيبة ببطنها الكبيرة ومعها ابنتها سكينة ...

يزغردن ويطلقن اصوات الفرح ويصفقن ويغنين الاغاني الشعبية المحلية للاعراس بينما تقف على الجانب امهن ابتهال ومعها اسيا وخلود ورحاب وهن يصفقن ويزغردن معهن...

وسط الفرح تنحني ابتهال لكبرى بناتها وتهمس لها قرب اذنها " انا احببت ام مصعب .. امرأة طيبة بشوش وتبدو سعيدة للغاية بشذرة.. ومتلهفة لتكون كنتها الجديدة "

تهز اسيا رأسها توافقها الرأي بينما تنظر ناحية شذرة نظرة خاطفة فتراها - ببعض الدهشة - كيف تتوسط الفتيات بابتسامة شامخة غريبة او غير مألوفة منها !

التقت عيناها بعيني شذرة وبدت الفتاة اشد غرابة لكنها سرعان ما اخذت تلوح لها بابتهاج ثم تتراقص مع الفتيات وتهز كتفيها بابتهاج مضاعف ...

هناك شعور يكاد يكون غير محسوس ان شذرة ليست هي ! .. واحتارت اسيا في التفسير..

هل شذرة سعيدة للزواج ام انها سعيدة لمغادرة بيت العطار ليكون لها بيتها الخاص ام انها ... تعاني من امر ما ولا تفصح عنه ؟!

عادت امها لتهمس في اذنها وكأنها تستشيرها

" ام مصعب اليوم قالت لي انها ستقدم لشذرة طقم الذهب الخاص بها عندما تزوجت والد مصعب .. وستشتري لها خاتما جديدا خاصا لها.. اظن لا بأس في هذا .."

صمتت للحظة قبل ان تضيف بتعاطف " الناس لم يعودوا كما السابق يا ابنتي والقدرة على شراء الذهب للعروس اصبح ليس متاحا للجميع فيجب ان نتفهمهم .. وانا منهم ... لو كان لي ولد واراد الزواج اليوم لما استطعت مساعدته لشراء طقم ذهب لعروسه.."

ترد عليها اسيا بابتسامة " لا بأس امي .. ما دامت ستقدم ما يليق بشذرة وله قيمته .. لكن هل اخبرت شذرة لتقول رأيها؟"

فتهز الام رأسها نفياً وهي ترد " ليس بعد .. ساخبرها لاحقا .. لكني لا اظنها سترفض .. "

ثم تنهدت بارتياح وهي تنظر لشذرة وتضيف

" الحمد لله سازوجها واطمئن عليها .. يوم الاثنين سيكون يوم الخطبة بعد إلحاح ام مصعب .. كنت اريده الجمعة المقبلة لكنها أصرت ولم ارد ان احبط فرحتها ... وتريد ايضا عقد القران في عيد الفطر والعرس في عيد الاضحى باذن الله .. وخلال هذه الفترة يشتريان غرفة النوم وبعض الاغراض الاخرى ليعدا جزءا من بيت العائلة حتى يكون خاصا لشذرة ومصعب .."

تمتمت اسيا وهي تعاود النظر نحو شذرة الضاحكة وهي تتراقص مع رقية بحماسة

" باذن الله .. فليتمم لها الله بالف خير"

اخذت ابتهال تزغرد من جديد ثم تصلي على النبي اكثر من مرة وشذرة تغلق عينيها وترقص وتغني و.... تضحك ...






يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس