عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-18, 09:49 PM   #7626

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تزور فيها قمر منزل السيد عبد القادر ..
إلا أنها في كل مرة كانت تزوره .. كانت تشعر وكأنها قد خطت إلى مكان لا ينتمي لعالم البشر .. شيء خيالي لا يتواجد إلا في القصص الخيالية والغير واقعية ... المنزل كان كبيرا .. إنما ليس بما يكفي كي يثير الرهبة في نفوس زائريه ... مكونا من طابقين ... مصمم على نمط المنازل الريفية الأوروبية ... المزيج بين القرميد الأحمر والشجيرات المقلمة المحيطة بالمنزل .. كان يشعر قمر في كل مرة وكأنها ستشهد خروج إليزابيث بينيت في أي لحظة من خلف بابه الخشبي تلحق بها شقيقاتها وهن يتراكضن بفساتينهن الطويلة والقديمة الطراز ...
منزل عائلي وكبير كهذا .... بدون عائلة تجور ردهاته الواسعة ... بيت بني بالحب والأمل .. لينتهي بسكانه يعانون وحدة كانوا جائعين بسببها لأي نوع من الصحبة ... حتى صحبة امرأة مثلها .. لا تمتلك ما تقدمه لامرأة ذات قلب طيب وناصع البياض كالسيدة باسمة ... والتي كانت منذ سفر ابنها الوحيد ورفضه العودة .. تعاني من حاجة ماسة لمن تفرغ فيه مشاعر الأمومة المتراكمة لديها ..
فور أن فتحت لها الباب ... احتضنتها السيدة باسمة وكأن عدد المرات التي تقابلتا فيها قد تجاوز أصابع اليد الواحدة .. مرحبة بها وهي تدعوها للدخول بينما يقف السيد عبد القادر إلى جانبها يرتسم الترحيب جليا على وجهه ..
:- أنا سعيدة جدا لأنك قبلت دعوتي يا قمر .. أنا ألح على عبد القادر منذ أسابيع كي يدعوك ..
ابتسمت قمر وهي تدلف إلى المنزل قائلة:- شكرا لك لدعوتك إياي ..
قبل أن تتجاوز خطواتها الردهة ... سمعت خطوات سريعة تقترب .. ثم فوجئت بحلا وهي تندفع عبر الصالة وترمي نفسها بدون أي مقدمات بين ذراعي قمر التي لم تملك إلا أن تنخفض فوق ركبتيها وتتلقاها ...
بقدر ما كانت قمر سعيدة برؤية الطفلة .. بقدر ما شعرت بالحيرة والتوتر وهي تدرك بأن وجود حلا يعني وجود والدها معها بالضرورة .. أن تدعوها السيدة باسمة على العشاء شيء ... أن تدعوها برفقة ذلك الرجل الفظ شيء آخر ...
:- قمر ... أخبرتني العمة باسمة أنك قادمة ... وأنا لم أصدق حتى رأيتك .. أنا سعيدة لأنك أتيت ..
تركت قمر الفتاة تعتصر عنقها دون أن تتمكن من التخلص من توترها حتى سمعت الصوت الذي كانت تخشى سماعه .. يقول بشيء من العتاب اللطيف :- حلا ... لن تتمكن السيدة قمر من الرد عليك وقول أي كلمة إن استمريت في خنقها هكذا ..
اعتدلت قمر وقفة بينما ما تزال الطفلة معلقة بفستانها ... تنظر عاقدة الحاجبين نحو عمران الذي لم يكن مبتسما وهو يقف عند أحد الأبواب المؤدية للردهة .. ينظر إليها بطريقة جعلتها تدرك بأنه لا يزيد عنها حماسا لهذا الاجتماع ... مما جعل الغضب يشتعل داخلها وهي تتساءل عن السبب الذي يكرهها لأجله هذا الرجل ... حسنا ... هي لا تحتمله لأنه فظ عديم التهذيب .. أما هي ...
قمر لا تذكر شخصا قط لم يمل إليها خلال سنوات حياتها التسعة والعشرين ... دائما كانت هي التوأم المحبب .. والتي كان سكان حارتهم القديمة يهيمون بها حبا منذ كانت طفلة صغيرة ...
حتى عندما كبرت ... وحتى بعد زواجها بخالد ... بغض النظر عن عبير التي تحولت بشكل مفاجئ بعد مرور سنوات على انضمامها للعائلة .. دائما كانت قمر قادرة على اجتذاب أصدقاء خالد والسيدة فخر بدون أي صعوبة ...
أن ينفر منها هذا الرجل بنفس الطريقة التي تنفر فيها منه ... كان مهينا للغاية لأنوثتها وشخصيتها التي كانت تحاول بنائها بيأس منذ طلاقها البشع من خالد ..
قالت السيدة باسمة :- آمل أنك لا تمانعين دعوتي لعمران ... الفتى لا يجيد قلي بيضة ... لذلك أستغل أي فرصة كي أدعوه هو وعائلته المسكينة لتناول الطعام معنا ...
قالت حلا على الفور في متابعة ذكية للحوار :- لن أكبر جيدا إن لم آكل جيدا ..
تابعت السيدة باسمة وهي تقود قمر نحو غرفة الضيوف :- بالرغم من فشله كطاهي ... هو أب جيد ... لا تسمحي للسانه الطويل بأن يضللك ...
أدار عمران عينيه وهو يقول :- هلا توقفتن عن التحدث عني وكأنني غير موجود ... عمتي باسمة .. ستظن قمر بأنك تحاولين إقناعها بالزواج مني إن ظللت تجملين عيوبي بهذه الطريقة ... ونحن لا نريد أن نضلل الفتاة .. ليس من اللطيف أن تضع آمالا ثم تكتشف عبثها ..
رباه .... فقط اتركوني معه في غرفة واحدة وبين يدي سلاح ما ... خمس دقائق .. كل ما أريده هو خمس دقائق ..
عبست السيدة باسمة وهي تقول :- عمران .... تأد .....
قبل أن تنهي عبارتها ... دوى صفق عنيف لأحد أبواب الطابق الثاني جعل قمر تنتفض فجأة إجفالا .. بينما ظهر القلق على وجه السيدة باسمة ... ملامح عمران كانت مغلقة تماما وهو يقول لحلا :- حلا ... هلا ناديت العمة حبيبة ؟؟؟ أخبريها بأن تأت لمقابلة الضيوف ..
عبست حلا قائلة :- لكنها قالت بأنها لا تريد أن ....
:- حلا .... ذكريها بأنها لن تحصل على اللوحة التي كانت تلح منذ أسابيع لأجل الحصول عليها إن لم تأت حالا ..
الابتسامة العريضة التي ارتسمت على شفتي الفتاة الشقية .. أظهرت بأن حماسها لتنفيذ التهديد الذي لم تفهمه قمر .. يتفوق بالتأكيد على حماسها لانضمام العمة غريبة الأطوار إليهم ..
بينما انطلقت حلا لتصعد إلى الطابق العلوي .. أشارت لها السيدة باسمة بارتباك :- أنا آسفة ... حبيبة تمتلك بعض الطباع الصعبة .. إلا أنها طيبة القلب جدا .. سأعد لك فنجانا من القهوة ريثما يكون العشاء جاهزا ..
عندما عرضت قمر أن تقدم لها أي نوع من المساعدة رفضت على الفور قائلة :- ما من حاجة كي يتسخ هذا الفستان الجميل ... لدي من يساعدني في المطبخ باستمرار .. كل ما أقوم به مؤخرا هو الإشراف على سير العمل لا أكثر ... عبد القادر ... هلا ساعدتني قليلا ..
السيد عبد القادر كان عابسا وهو يلحق بزوجته إلى خارج الغرفة تاركين قمر مع الرجل الذي جلس واضعا إحدى ساقيه فوق الأخرى دون أن يدعوها إلى الجلوس قائلا :- هي محقة كما تعلمين ..
التفتت إليه مقطبة وهي تقول :- محقة حول ماذا ؟؟
جرت عيناه الزرقاوان فوق فستانها الأبيض اللون وهو يقول :- الفستان جميل للغاية ... لم أتخيل أبدا أن تكوني من النوع الذي يرتدي هذا الطراز من الملابس ..
لقد كانت تعرف بأن إهانة ما قادمة في الطريق ... إلا أنها لم تملك إلا أن تسأله :- عن أي طراز تتحدث ؟؟
:- الفساتين !! ... ظننتك من النوع المسترجل الذي لا يرتدي سوى سراويل قاتمة اللون وعديمة الأنوثة .. إلا أنني كنت مخطئا على الأرجح .. آسف ..
كيف يمكن لرجل مثله أن يغلف إهانته بكل هذا القدر من التهذيب ؟؟؟ هست من بين أسنانها قائلة :- أتعلم ... أنا لا أحبك ... إطلاقا ..
اتسعت عيناه .. وانفرجت شفتاه دهشة وهو يقول ببراءة مثيرة جدا للغيظ :- أنا ؟؟ وما الذي فعلته كي تكرهيني إلى هذا الحد ..
أغمضت عينيها للحظة ... ثم فتحتهما .. واتجهت نحو الأريكة المقابلة له .. وجلست قبل أن تتابع متجاهلة سؤاله :- أنا أقل حماسا منك بوجودنا معا في مكان واحد .. إلا أنني ولأجل السيدة باسمة .. سأحافظ على دبلوماسيتي وتهذيبي حتى نهاية الأمسية .. وأتمنى منك أن تقوم بالشيء ذاته ..
نظر إليها مليا .. قبل أن يقول :- لماذا تظنين بأنني لست سعيدا بلقائك ؟؟
أدارت عينيها وهي تقول :- وكأنك تحتاج لأن تقولها ... أنت تظهر امتعاضك ورفضك لي منذ بدئك العمل في الشركة ... وأنا حقا لا أفهم السبب ..
:- دعيني أفهم ما يضايقك بالضبط ... هل ترغبين مني أن أتظاهر بكوني شخصا آخر .. وأن أغرقك بالمجاملات واللباقة الزائفة .. وربما أسرب مغازلة أو اثنتين كل نهار خلال لقائنا العابر بين أروقة الشركة ؟
عبست قائلة باستنكار :- لا ...
:- هل ما يزعجك هو أنني لا أحاول مهادنتك كما يفعل جميع الموظفين في الشركة ؟؟ أنت تعرفين طبعا أن نصفهم يأملون بأن يتمكنوا ذات يوم من الوصول إلى المرأة الجميلة المطلقة ذات الشخصية المثيرة للاهتمام دون أن يقف كون معظمهم متزوجا عائقا في الطريق ..
انتفضت وكلماته الصريحة وصادمة تسرق الدماء من وجهها في أول مرة يواجهها أحدهم بالواقع الذي تأبى الاعتراف به ...
:- بينما يخافك الطرف الآخر لعلمهم بأنك تحظين بحماية عمي عبد القادر ... ويخشى الهالة التي تتعمدين إحاطة نفسك بها ... معلنة من خلالها بأنك غير قابلة للمس ..
كان يراقب ردة فعلها بدقة ... قبل أن يقول بهدوء :- أنا لا أريد أن أكون أحد هذين النوعين ... نحن نعمل في مكان واحد .. وهذا يعني في مفهومي أن أعاملك كند لي ... المشكلة ... هي أنني لا أستطيع أن أفعل هذا .. كونك لست ندا لي على الإطلاق ..
كانت ترتجف فعليا .. دون ان تدرك إن كان سبب ارتجافها هو الغضب .. أو الصدمة .. أو الإحساس بالإذلال .. قبضتاها تكورتا كي تخفي رعشتهما عنه .. بينما أشاحت بوجهها كي لا يتمكن من رؤية الدموع التي كانت تحرق عينيها .. والتي كانت تجاهد كي تمنعها من خيانتها ..
:- بالأدق .... أنا لست ندا لك على الإطلاق ... كونك أفضل مني بكثير يا قمر الراوي ..
رفعت عينيها إليه مجفلة .. دون أن تتوقع ما قاله .. بينما تابع بهدوء :- أنت مستقلة .. طموحة .. ذات قلب كبير .. ناهيك عن كونك جميلة للغاية .. كما أنت قوية .. ربما أقوى امرأة عرفتها في حياتي .. وقد كنت شاهدا على لحظة طلاقك .. أي امرأة أخرى كانت لتنكمش على ذاتها وتنزوي يغمرها الاذلال ... إلا أنت .. في الواقع .. أتمنى لو أنني امتلكت قوة كهذه .. عندما حدث طلاقي أنا الآخر ..
كلماته أربكتها ... أحرجتها .. وأصابتها بالحيرة وهي تقول :- حسنا ... أنت لم تبد لي سعيدا برؤيتي عندما وصلت هذا المساء .. مما جعلني أظن بأن ..
قاطعها قائلا :- ردة فعلي لا علاقة لها بك يا قمر .. بشكل مباشر على الأقل ... أنا آسف على كل حال لأنني أفرغت إحباطي بك دون أن أدرك .. وما أتمناه هو أن تكون هذه الأمسية لطيفة وممتعة بالنسبة لك ..
لطفه المفاجئ كان أكثر من مثير للريبة ... لكن مع رجل لم يتورع قط عن قول ما يفكر فيه .. لم تجد قمر سببا للشك فيه ... إلا أنها كانت تشعر بأن الأمسية ستكون بعيدة تماما عن المتعة بالنسبة إليها .






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس