عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-18, 10:01 PM   #8079

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

بعد رحيل قمر بدقائق .... كانت بحر ما تزال واقفة مكانها عند النافذة .. لتتمكن من رؤية سيارة ثروت وهي تتوقف أمام باب المنزل ...
ترجل من السيارة ... ورفع رأسه لتلتقي نظراتهما للحظات قبل أن يومئ برأسه .. ويتجه نحو الباب ... التفتت تواجهه عندما أدخلته الخادمة إلى الغرفة .. قال بهدوء بعد أن حياها باختصار :- لقد شاهدت السيدة قمر تغادر قبل دقائق ... في الواقع ... لقد تخيلت أن أراك راحلة برفقتها عندما اتصل بي مدير الأمن مخبرا إياي بوصولها ...
قالت بسخرية :- هل كان رجالك ليسمحوا لي بهذا ؟؟؟
قال بصوت مكتوم :- هم ليسوا رجالي ... هو موظفون يتقاضون أجروهم مقابل حمايتك ... إجابة عن سؤالك .. نعم ... هم كانوا ليسمحوا لك بالرحيل .. إلا أنهم كانوا سيضطرون لمرافقتك حيث تذهبين .. إذ أن أوامرهم تتطلب منهم أن يكونوا ظلا لك حتى عودة لقمان ...
صمتت للحظات طويلة .. قبل أن يكرر سؤاله :- لماذا لم ترحلي معها ؟؟؟ لن أصدق إطلاقا أن ما منعك هو خوفك من رجال الأمن ... أنت لم تخافي من لقمان قط ... ولن تخافي بالتأكيد من رجاله .. أتراك خائفة من خاطفي لقمان ؟؟؟ أن يستهدفك أحدهم نيلا منه ..
منحته ظهرها وهي تقول :- لقد نالوه بالفعل .... وبالتالي ... هم لا يمتلكون أي سبب لاستهدافي ... صحيح ؟؟؟
:- ما الذي يخيفك إذن ؟؟؟
عندما لم تقل شيئا ... قال :- عمك لن يجرؤ على الاقتراب منك يا سيدة بحر ...
لم تخف عنه تلك الرجفة التي سرت في جسدها وهي تمد يدها تلقائيا نحو الندبة التي تشوه وجهها قائلة بخشونة :- عمي لا يستطيع إيذائي ... لم يستطع قط أن يؤذني بالطريقة التي أراد ... أظن هذا ما كان يثير جنونه .. أنه لم يتمكن قط من أن يكسرني ..
حتى دخل لقمان حياتها ... فقام بالعمل عنه ... قال ثروت بهدوء :- ربما أنت لست خائفة منه .. إلا أنني أطمئنك على أي حال ... لقد تدبر لقمان أمره تماما ... هو لن يتمكن من إيذائك مجددا .. في الواقع .. هو لن يتمكن من إيذاء أي شخص آخر مجددا ..
لم تكن قادرة على رؤية الابتسامة الشرسة التي ارتسمت على شفتيه .. عادة ... القيام بأعمال لقمان القذرة لم يكن من الأشياء المحببة إليه ... إلا أنه كان ليحب أن يقوم هو بكسر يد الرجل بدلا عن لقمان الذي لم يرض تماما حتى كسر كل اصبع من أصابع اليد التي شوهت وجه المرأة التي يحب ..
لقمان .. عندما تعود دماء الحكيم بين الحين والآخر لتجري حية بين عروقه ...
تابع غير منتظر منها تعليقا :- لنقل بأنهما قد وصلا إلى نوع من أنواع التفاهم الذي تمكن لقمان من خلاله من تثبيت زواجكما ... كونه وكيلك ... ومن خلال علاقات لقمان ومعارفه ... الأمر لم يكن صعبا ..
أخذت نفسا عميقا وهي تعود لتنظر إلى ثروت مغيرة الموضوع :- هل من جديد عن لقمان ؟؟
سألها بصوت مكتوم :- وهل تهتمين ؟؟؟
لم تقل شيئا ... بل ظلت تنظر إليه بجمود حتى قال بصوت أجش :- آسف ... لم يكن من حقي أن أطرح سؤالا كهذا ... ليس من حقي أن أحكم عليك وأنا أعرف .. ربما أكثر من أي شخص آخر .. بأنك تمتلكين كل أسباب الدنيا لكراهيته ..
تمتمت :- أنا لا أكرهه ...
لم يعلق على تصريحها .. بل قال :- لقد كنت لتوي في منزل السيد نعمان ... ولا ... ما من أخبار جديدة .. رغم أن الأمر يحظى باهتمام الكثير من الجهات العليا .. البحث في الأمر يجري على قدم وساق ... والتحقيقات لا تتوقف ... المشكلة هي أنهم حتى الآن لم يتمكنوا من إمساك طرف الخيط ...
كان الإرهاق واضحا عليه وهو يقول :- لقد تحريت بنفسي جميع الأشخاص الذين يحملون اتجاهه أي نوع من العداوة ... وصدقيني .. هم كثر .. إلا أن خاطف لقمان ليس منهم ... وكل يوم يمر ... كل ساعة .. كل دقيقة ... تمر على اختفاءه ... تقلل من فرص عثورنا عليه ...
أحست بصدرها ينقبض مع تسارع خفقات قلبها العنيفة ... تكورت قبضتاها وهي تقول :- لقمان قوي ... أنا لم أعرف شخصا في حياتي بقوته ... هو سيصمد ... أي كان ما يعانيه الآن .. لن يتمكن من منعه من العودة ..
:- لقمان الذي تعرفينه ... مختلف تماما عن لقمان الحالي ... هو ما يزال قويا ... إلا أنني لا أظنه قادرا على احتمال الكثير من الضغط ... أظننا في صراع مع الوقت ... إن لم نتمكن من الوصول إليه في الوقت المناسب ... فإننا نغامر بخسارته ..
رفعت رأسها إليه بحدة وه يتقول :- ما الذي تقوله ؟؟؟ ما خطب لقمان ؟؟
أطلق ضحكة مريرة وهو يقول :- بالتأكيد هو لم يخبرك ... أنا لا أظن أحدا يخبرك بالأمر ... في الواقع .. الحديث عن الأمر بحد ذاته بات كالتابو بين أفراد العائلة ... أنت تعلمين ... لقمان الطويل ... هو الصخرة التي يستند إليها الجميع ... لم لا نتظاهر بأننا لم نكتشف بأنه مجرد بشر مثلنا .. ونتابع رمي أحمالنا عليه كالعادة ؟
لوهلة ... وهو يرى عيناها الزرقاوان تتسعان برعب ... تمكن من رؤية بحر القديمة ... تلك الفتاة الهشة الضعيفة .. التي كانت عاجزة عن قتال نفسها قبل لقمان أثناء مواجهتها إياه ...
قال بهدوء :- تعرض لقمان العام الماضي لأزمة صحية سيئة ... انهياره كان مفاجئا ... وصادما للجميع ... تعافيه كان بطيئا ... إلا أنه كان محظوظا أن الأمر لم يكن أسوأ ... هو بخير الآن ... وفقا لآخر تقاريره الطبية .. إلا أنه تحت الضغط المناسب .. معرض دائما للانهيار مجددا ..
كان يرى في عينيها صورة لقمان ... الرجل القوي الجبار وهو ينهار ... وهو يسقط على قدميه كأي فان ... رآها ترتجف ... وفكر للحظة بأن التظاهر كله يذوب ويتلاشى ... عند أول امتحان ...
هل ظنت بحر الوالي بأنها قادرة حقا على إخفاء مشاعرها نحو لقمان لفترة أطول ؟؟؟
همست بضعف :- أنا لم ... لم أعرف ...
:- من الغريب ... أن ابنة خالتك لم تخبرك بالأمر ... أنا أعني السيدة شمس ... إذ أنها كانت حاضرة لانهياره .. إذ أن الأمر حدث خارج متجرها ... مباشرة بعد أن أخبرته بأنك قد رحلت .. وأنك لن تعودي أبدا ..
ترنحت بحر ... فامتدت يدها تتمسك بإطار النافذة القريبة منها ... تحدق في الأرض بشيء من الذهول .. بينما تابع ثروت :- هو بخير ... لقد كان بخير ... صدقا ... إلا أنني لا أضمن أن يظل بخير في ظل هذه الظروف ... نحن لا نعرف حتى الآن ما يريده الشخص الذي اختطفه منه ... لو أنه أراد فدية ... كنا عرفنا الآن ... لو أنه رأد قتل لقمان ... لعثر أحدهم على جثته في مكان ما ..
ارتعدت ووجهها يفقد ألوانه ... بينما أكمل :- هذا ما يقيدنا حتى الآن ... أننا لا نمتلك شيئا كالدافع يساعدنا على البحث ..
أغمضت عينيها وصورة لقمان وحيدا في مكان ما ... يتألم ... دون أن يجد من يساعده .. جعلت كيانها يتخبط وهي تتذكر اللحظات النادرة التي شهدت خلالها ضعف لقمان ...
( أخبرني بأكبر مخاوفك )
يومها ... لم تتخيل حقا أن يمنحها جوابا ... إلا أنه لصدمتها فعل ... أن يعري لقمان الطويل روحه أمامها ... رباه ... لكم كانت عمياء ..
( أن يعود الماضي فيصحو من القبر ... ويطاردني بأشباحه محاسبا إياي على أفعالي )
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تكبح ضحكة مريرة كادت تفلت منها ... تتذكر الأشياء التي حكاها لها عن طفولته ... عن كوابيسه التي لا تنفك تطارده
( كان بودي أن أعدك بوجودي معك حينها ... فأحميك منه بروحي .. إلا أنني لا اعرف أين يكون مكاني منك في الغد .. أو بعد غد .. أو بعد بعد غد )
إلا أنها كانت موجودة ... لقد كانت هنا ... وعجزت عن حمايته بروحها ... أليس من الجيد أنها لم تقطع له لك الوعد ؟؟
أفلتت منها شهقة خافتة وهي تهمس :- من تراه معك الآن ... وانت تواجه كوابيس الماضي تعود لتبتلعك من جديد ... دون أمل في أن تستيقظ فنجو منها ..
هتف ثروت فجأة :- ماذا قلت ؟؟؟
نظرت إليه مجفلة من خلال عينيها الدامعتين ... إلا أن وجه ثروت الشاحب .. نبهها إلى شيء لم تدركه بعد .. كرر بحذر وهو يقترب :- لقد قلت شيئا عن الماضي ..
تمتمت :- لقد أخبرني يوما ... بأنه يخاف مطاردة أشباح ماضيه له ... بأن تعود لتحاسبه على كل ما فعله .. أظنه كان يعرف دائما .. بأنك لا يمتلك الحق في الشعور بالأمان .. ثروت ... ما الأمر ؟؟
تلاشت كل الألوان من وجه ثروت الذي اتسعت عيناه وهو يتراجع خطوة إلى الوراء وهو يقول :- أنا ... أنا مضطر للذهاب .. سأتصل بك وأخبرك بأي جديد عند حدوثه ... بالاذن ..
راقبته يغادر بقلق وتوتر .. تتساءل عما أثار كل هذا الوجل فيه بكلماتها ... لتنتفض مرة واحدة وهي تستعيد المعنى الخفي لما قالته ... وتدرك فجأة ما أثار رعب ثروت بهذا الشكل ..
لقمان ... قد يكون في خطر كبير .. أكبر بكثير مما يتخيلون ..







يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس