عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-18, 09:14 PM   #5485

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد ... اسفة تأخرت عليكم ربع ساعة بس ما لحقت حتى اكمل التنقيح للفصل باكمله ... وقلت انزله احسن وبعدها انقحه واعدله .. فعذرا اذا فيه اخطاء من اي نوع ....
طبعا الكل اصبح عارف انشغالي بعرس بنت اخي الي حيكون بعد عشرة ايام ان شاء الله .. ومع هذا انا اكتب لكم دائما حتى تظلوا متواصلين مع الاحداث والشخصيات ...

وهذا الي قدرت اكتبه هذا الاسبوع لكم ... اتمنى يعجبكم وتتحفوني بتعليقاتكم


اليكم الفصل الثامن عشر


الفصل الثامن عشر

" لا تتصلي مرة اخرى غيداء .. هل تسمعين ؟!"
كان ينهت انفعالا بينما ترد عليه غيداء بنبرة لاهثة منفعلة لكن بشكل مختلف عن انفعاله " يا ليت كان بيدي يا رعد .. لكن لا شيء ابدا يستطيع ايقاف ما اشعره نحوك .."
كل كلمة منها كانت تثير فيه موجة غثيان ... الغثيان من نفسه وليس منها !
يشعر انه ما زال قابعاً هناك معها بين اربعة جدران من الذنب العظيم الذي يسجنه ..
كان يقاوم بضراوة وشراسة وهو يقول لها بصوت خافت محتدم المشاعر
" كل ما تفعلينه يزيد من احساسي بالقرف اكثر .. انت مريضة ومكانك المصح .."
ثم اغلق الخط بل اطفأه وهو يستدير بحركة عنيفة حادة .. تحرك عائدا لمكتبه بخطوات ثقيلة وفكر تائه في الماضي ..
لم يلمح حتى الظل المختبئ قرب باب الحمام.. ولم يكن يشعر بأي بشر من حوله ..
تحركت رقية اخيرا لتغادر الحمام بعد ان سمعت صوت الباب يغلق بعنف ..
كانت تائهة هي الاخرى وعقلها يستعيد الجملتين اللتين قالهما رعد مرارا وتكرارا ..
واسم غيداء يطرق مسامع العقل بقوة ..
غيداء .. غيداء .. غيداء ..
الافكار تأخذها بتمايل يشبه تمايل خطواتها البطيئة ... تحاول التركيز اكثر في الجملتين ... حاولت ان تتجاهل تلك العصرة الانثوية الغيورة في القلب وان تستمع للعقل لتحكم بشكل صحيح ..
من الواضح ان هناك علاقة من نوع ما بينه وبين غيداء .. والمؤكد انه يعرفها جيدا ليكلمها بهذه الطريقة ويتوتر من اتصالها بشكل لم تره فيه سابقا ...
لا يعقل انه عرفها بهذا الشكل في الوطن ولم يمض شهر على عودته ...
اذن هل غيداء فتاة عربية كان يعرفها في كندا ؟ هل كان يحبها مثلا وخانته ؟
ام انها ربما فتاة كانت تلاحقه بشكل مرضي كما وصفها بنفسه وهو يخبرها ان مكانك المصح ؟!
ثم تاخذها الافكار اكثر وتتخيل ان غيداء هذه كانت مهووسة وتسبب له المشاكل هناك وتهدده.. كما يحدث في الافلام الاجنبية .. وربما هي من تسببت بخسارة عمله وتركه كندا وعودته للوطن ...
لكن لماذا يتوتر بهذا الشكل منها ؟
وهل هناك فتاة مهما كانت تستطيع فعل هذا بشخصية قوية كرعد ؟
تشعر بوجود امر خاطئ في تخيلاتها رغم اعتقادها الراسخ ان تفسيرها صحيح ...
وماذا عنها هي رقية العطار ؟! كيف يراها ؟ ستموت لتعرف كيف يراها رعد ...
تتمنى لو تجد الاجابات لكل الاسئلة في رأسها .. تتمنى لو تزيح هذه الغشاوة التي تكبل عقلها وتمنع عنه الفهم ..
تشعر انها تسير بطريق خاطئ او ربما .. مُحير..
من تسأل ؟ من .....؟!
وجدت نفسها وسط مكتب يحيى فتفاجأت كيف قادتها قدماها الى هنا بينما ترى زوج اختها يجلس مبتسما خلف مكتبه وكأنه بانتظارها...
سألها بابتسامته الجذابة المألوفة " هل تبحثين عن وظيفة عندنا يا جميلة ؟"
خطت رقية بابتسامة واسعة غير ثابتة تشق فمها وهي تستعيد واجهتها الواثقة بصعوبة ... وهذا أقلقه عليها .. انها لا تبدو بخير ..
دوما راقب باعجاب حذر متحفظ عبر السنوات الاخيرة كيف تبلورت قدرتها على الانتقال بسلاسة من حالة لاخرى وان تخفي مشاعرها وتسيطر عليها باحكام لتخدع من حولها او توهمهم بشيء مخالف لحقيقة ما تفكر به وتشعره ...
تجلس على الكرسي قبالة مكتبه وهي ترد على سؤاله متصنعة الشقاوة لتداري على حالتها " لااا ... انا طموحي اكبر بكثير.. ربما عميدة الجامعة بأكملها ..."
يضحك يحيى بخفة ثم يسأل بنظرة ذكية
" اذن لماذا انت هنا ؟"
تغيرت نظرتها وهي تحدق فيه .. لقد استعادت سيطرتها بجدية هذه المرة لتسأله الف سؤال صامت خلف السؤال الذي نطقه لسانها
" ماذا اعجبك في حبيبة ؟"
يعترف لم يخطر بباله قط انها ستسأل هذا السؤال .. ولا يعرف الى ماذا تريد ان تصل من خلال طرحه .. لكنه ماشاها فيرد بنبرة عابثة " تقصدين اول مرة التقيتُ بها ؟ مؤكد... جمالها .. وااااو.. صارووووخ"
كان واضحا ليحيى ان رقية تحاول الظهور بمظهر اللامبالاة لكنها فشلت تماما وبدت محبطة رغم الابتسامة العالقة بفمها .. يتجاهل يحيى ما يراه فيها بينما يضيف وهو يهز كتفيه مدافعا عن نفسه بفكاهة
" لن اكون رجلا طبيعيا ان لم اتاثر بها .."
فتسأل او تتساءل بجرأة " ألم تتغير نظرتك للنساء بعد ان عشت لسنوات طويلة في بلاد الغرب ؟ اظن رؤية الشاب الغربي للشابة تتعدى الاعجاب الخارجي بحسنها وجمالها .."
يمعن فيها النظر لكنها ما زال يمازحها باسلوبه " اسف لتخييب ظنك .. "
هذه المرة أفلتت منها لمحة غيرة وبعض فقدان السيطرة وهي تقول باندفاع غير مألوف منها

" في هذا انت تشبه رعد ايضا .. قد تكون الغربة غيرت فيكما الكثير من الطباع الخارجية والتصرفات وحتى الذوق .. لكن في الانجذاب التلقائي للنساء الجميلات لم يتغير فيكما شيء .."
يلتقط بداية الخيط ليفتح حوارا اعمق يدور حول رعد تحديدا فيسأل بفضول وهو يشجعها ضمنياً لتمضي قدماً
" ايضا ؟! ماذا تقصدين بـ(ايضا) ؟"
بدت اكثر من مهتمة لتجري هذا الحوار حتى اخره فتسأل وكأنها تطلب موافقة
" هل نتكلم بصراحة ونتناقش بحرية ؟"
فيرد باهتمام " اجل .. بالطبع .."
عندها ردت رقية بجرأة وغرور وعيناها تلمعان كقطة تتربص بغنيمة صغيرة " اراه يشبهك في الكثير .. نفس الانفتاح .. نفس المرونة .. نفس اسلوب التفكير .. حتى اهدافه في الحياة وكيف يحققها يشبهك فيه .. وكل هذا مصدره واحد .. "
يضيق يحيى عينيه قليلا وهو يرد " هل تظنين رعد يشبهني لاننا قضينا سنينا في بلاد الغرب؟"
فترد بثقة عالية " مؤكد ... هل تنكر ان كلاكما تحبان الفتاة الجريئة بينما شبابنا هنا يفضلون الفتاة المتحفظة الصعبة المنال..؟ "
للحظات صمت يحيى بينما يشعر انه يواجه معضلة ! قال لها بتأن وهو يسترخي متراجعاً في كرسيه " لكنك مخطئة.."
تتساءل بتشكك " ماذا تقصد...؟"
بهدوء بالغ وتركيز رد يحيى " رعد مختلف عني كثيرا في شخصيته ورؤيته للحياة .."
ثم صمت للحظة ينتظرها تستوعب الجملة جيدا قبل ان يضيف " كما ان من الخطأ الشائع عندنا كعرب او شرقيين هو تعميم النظرة على حياة الغرب .. الناس في امريكا مثلا مختلفون عن كندا .. مختلفون عن اوربا.. بل ان الاوربيون انفسهم مختلفون فيما بينهم .. الفرنسيون ليس كالانجليز وليسوا كالاسبان .. كل بلد له طبيعة ناسه وخصوصية مجتمعه والعادات السائدة فيه، مع بعض التشابه طبعا في نقاط معينة.. كما من الخطأ اعتبار كل من عاش في امريكا سيصبح بعقلية واحدة موحدة .. "
كانت رقية تستمع اليه وهي تشعر انها ينقصها الكثير .. وهو شعور لم تحبه !
عاد اسم غيداء يرن في رأسها كأجراس الخطر وربما الذعر وشعرت بحاجة ماسة ان تعرف المزيد عن رعد ...
كانت مشوشة وهي تسأل بهذا التشوش
" لكن .. الا ترى حقاً ان رعد مثلك ؟ تعجبه الفتيات الجريئات كـ .. حبيبة ؟"
كان وجه يحيى غامض التعابير وهو يرد بنفس الهدوء " لا اعلم عن رأي رعد في النساء.. لم أصل معه لهذه النقطة من المعرفة.. لكني اعلم عن يقين ان حكمك على اختك حبيبة مشوش بعض الشيء .."
تتساءل رقية بدهشة " ماذا تقصد بمشوش ؟"
فيرد يحيى " حبيبة ليست جريئة التصرف.. هذه ستكون نظرة سطحية لها وكثيرون ربما فهموا شخصيتها بشكل خاطئ .."
تزداد فضولا ولهفة لتعرف فتسأل بإلحاح " اذن كيف ترى حبيبة ؟ اعني كيف رأيتها من البداية لتحبها وتطلبها للزواج .."
فيبتسم ثم يقول بفخر تلقائي " حبيبة جريئة الفكر برية الروح تتنفس الانطلاق طبيعية دون تزويق وتفعل ما هي مؤمنة به وهذا اعجبني للغاية ووجدته مميزاً فيها .."

بدت كطفلة صغيرة مبهورة وهي تحدق فيه بينما تتمتم بغيرة محببة " انا .. احسد حبيبة لانها حظيت بك .."

يضحك يحيى قليلا قبل ان يقول " يوماً ما ستحظين بمن يعرفك جيدا هكذا .."

تطرق بعينيها ويدها تتلاعب بحافة المكتب بينما يضيف يحيى باسلوبه الناعم الجاد

" من المهم يا رقية ان نعرف شريك العمر بشكل صحيح دون تصنع سرعان ما ينكشف بعد الزواج .. الشريك لا يعني الحب فقط وانما يعني شراكة في الحياة باسرها .. ان نقف جوار بعض ونحن نمر بالازمات معاً ونتشارك الافراح معاً ايضا.. ان ندافع عن بعض ونحمي بعض ... "

رفعت رأسها تحدق فيه بنظرة لامعة متأثرة بينما تتمتم بغصة رقيقة " والداي كانا .. هكذا ... دوماً رأيتهما بعين الكمال ... وسأظل اراهما هكذا حتى اخر عمري .. الحاج يونس وقارورته الاجمل ... حكاية لن تتكرر ولن يأتي مثلها ابدا .."

اصابعها التي كانت تتلاعب بحافة المكتب قبل قليل اصبحت ترتعش في مكانها وعينا يحيى تمعنان النظر في تعابير وجهها ثم تنتقلان لتلك الاصابع المرتعشة فيقول

" رحم الله والدك .. كنت اتمنى معرفته عن قرب .. شخصية استثنائية حقاً وقد ترك اثره فيكن بشكل كبير.."

ابتلعت غصتها وتشبثت اصابعها المرتعشة بحافة المكتب لتوقف ارتعاشها بينما تعافر من اجل استعادة تماسكها قائلة بنبرة مرتعشة فيها الكثير من الشقاوة العابثة التي تتخفى خلفها " انت متهاون كثيرا يا حضرة المدير .. الا يفترض ان تحاسب رباب العطار على تأخرها هذا ؟"

فيأتيها الرد من عند الباب " رباب العطار هنا يا كل الرقة .. لم اظنك ستظلين بانتظاري كل هذا الوقت !"

وقفت رقية على قدميها بارادة صلبة لتظهر قوية ثابتة وهي تلوح ليحيى تودعه بتلك النظرة الشقية اللامعة بينما تتقدم من اختها وتسحبها من يدها لتخرج بها مغادرة مكتب يحيى وهي تقول بتدلل " كنت بانتظارك لاقيس الفستان الجديد.. شعرت بالملل لوحدي هنا لآتي اخيرا واتطفل على يحيى.."

لكن نظرة من رباب اليها وعلمت ان رقية الان ابعد ما يكون عن .. الملل ..

يراقب يحيى رحيل الاختين ويركز على رقية بالذات وتلك النظرة العازمة في عينيها ..

يستعيد كلامها الاخير عن حكاية والديها..

اثار استغرابه الشديد انها لم تلمح حتى لزواج والدها باخرى بل تجاهلتها وهي تصف المثالية العاطفية في حكاية والديها..

لقد كانت تعاني وهي تتجاهل هذا الجزء ..

هل تعيش رقية صراعاً كهذا منذ طفولتها ؟

صراع بين حقيقة تؤذيها وتركت اثرا مؤلما عميقا فيها وبين تجاهل تام لتلك الحقيقة فترفضها بتبجح سافر وتقاتلها بضراوة !

يعقد يحيى حاجبيه وهو يعيد التفكير من جديد بكل ما يخص رقية ..







يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس