عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-18, 09:20 PM   #5487

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت عائلة جوري



نظر الاب لابنته وهي تبتسم له وتمد له الملعقة ببعض الحساء لتطعمه ..

لم يفتح فمه بل ظل ينظر اليها فتساءلت ببعض الدهشة " ألم يعجبك الحساء ابي ؟ ظننته المفضل لديك ..."

قال لها وتعب المرض الطويل يرسم محياه العجوز " ما لا يعجبني هو حالك يا جوري.."

توترت لكنها اخفت توترها بعناية لتسأل

" لماذا ابي ؟ هل ازعجتك بشيء ؟"

عيناه الواهنتان تعاتبانها بينما يرد

" هل تكذبين على شيبتي ؟! ام تستغلين اني طريح الفراش ولا اعلم بما يدور في بيتي ..؟"

تعيد الملعقة في الصحن ثم تضع الصحن جانبا بينما تقول بتأثر لابيها " لا عشت ولا كنت !"

فاستعاد الاب واجهته القديمة القوية التأثير ليسألها " ماذا يحصل بالضبط بينك وبين زوجك ؟ وهل صحيح ما اخبرني به بشار انك تريدين .. الطلاق ؟!"

لم تعرف بم تجيب جوري .. لم يكن والدها في حالة تسمح بالنقاشات .. وهي من الاساس لا تريد مناقشة احد حتى والدها ..

تريدهم ان يتركوها فقط ولا يضغطوا عليها..

استاءت في داخلها من اخيها بشار وتصرفه باخبار والدهما ..

وكان والدها يقرأ افكارها ليقول بحنان " لا تعتبي على اخيك .. هو اخبرني قلقا عليك.. وانا لست اعمى يا جوري كي لا ارى تعابير الهم والحزن على وجه امك وهي تحاول جهدها اخفاءها عني او ان اغفل عن تعابير وجهك انت يا ابنتي بهذا التخبط الذي اراه جليا امامي .. كما اني مؤكد .. لم افقد عقلي بعد لاقتنع ان سبب بقائك هنا هو لاجل مراعاتي مع والدتك .."

نظرت في عيني والدها بشجاعة تعودها منها لتصارحه بالقول

" نعم لدي مشاكل مع مهند واريد الطلاق منه.. لكني اخذت بنصيحة امي واعطي نفسي الفرصة لاقيم الامور من جديد .."

اشفقت عليه وهي ترى الهم يثقل محياه المتعب من المرض متمتما " فكري في ابنتك صغيرتي .. ضعيها في حساباتك دائما.. كلما فكرت ان الطريق مسدود مع زوجك فربما طفلتكما الصغيرة هي المفتاح .."

اوجع قلبها وهي تراه يضعف هكذا ولا يحتمل فكرة (طلاقها) .. لا يحتمل ان تعيش حفيدته من فراق امها عن ابيها ..

لا تستطيع لومه .. ولا لوم امها ولا اخويها عمر وبشار ...

على الاقل هم يدعمونها ويقفون معها..

لو قارنتهم مع كل قضية تصادفها في مكتب سناء فيكفيها فخرا ان عائلتها رغم رفضهم للطلاق الا انهم معها دائما وكل بطريقته..

تذكرت عفراء .. تلك المرأة الصلبة التي تعافر بمفردها تماما .. والكل يقف بوجهها والكل يخبئ نفسه من اسبابها المنطقية للطلاق ويأبون حتى مناقشتها معها ..

رغم هذا فعفراء لا تنهزم وتسعى بكل اصرار كي تجد حياة تحفظ لها ادميتها التي تهان باهانة احتياجاتها كانثى ...

جاء صوت والدها وقد طال صمتها معه

" مهند يحبك يا ابنتي .. ان اخطأ بحقك حاولي ان تجدي له اي مزايا لتجعليها في الميزان وانت تعيدين تقييم الامور .."

ابتسمت لابيها ثم انحنت لتلثم كفه وهي تعده بالقول " ساحاول ... لاجل ابنتي ولاجلك انت وامي .. ساحاول .."

ثم رفعت رأسها لتنظر اليه برجاء خاص مذكرة اياه بـ (جوري الصغيرة) عندما كان تحنن قلبه ليرضى عن امر مهم لها يرفضه هو

" لكن بالله عليك يا ابي لا تضغط علي .. وثق اني ساختار الصحيح وما يناسب حياتي وحياة ابنتي .."

يهز الاب رأسه ويرخي اجفانه وقلب جوري توجع للهم الذي لم يفارقه ..

دخول هادئ لامها وهي تناديها بهمس

" جوري .. تعالي .. "

كانت تشير لها برأسها في نفس الوقت فاستغربت جوري قليلا بينما تغادر جوار ابيها ثم تترك غرفته لاحقة بخطوات امها نحو .. غرفة الضيوف ..

وقبل ان تدخل همست لها امها بحزم " زوجك هنا .. كوني لطيفة معه .. لا يبدو على ما يرام .."

نظرت لامها نظرة دلالة يأسها من استمرار محاولاتها الدؤوب لتذكيرها انه (زوجها)..

قالت بهدوء لوالدتها " هلا تركتني معه بمفردي رجاء .."

تتحرك الام وهي تقول " انا سأذهب لابنتك .. انها تلعب بالماء في حوض الاستحمام .."

تأخذ جوري نفساً عميقاً وهي تحدق بالباب المغلق .. مضت الايام السابقة رتيبة جدا ..

تقضي النهار ما بين مراعاة والدها وابنتها وعملها في المحاسبة الذي تنجزه في البيت وما بعد العصر تذهب لمكتب سناء لتدخل عالما ضجيجه عال للغاية .. وكأنه صرخات نساء من كل نوع وشكل ومستوى اجتماعي ومادي..

حتى النساء المتجنيات على ازواجهن يصرخن !

يصرخن طمعاً في قشور الحياة وهن يظنن ان تلك القشور ستحميهن وتكون سندهن في المستقبل ...

ووسط يومها الطويل تلتقي مهند مرتين كالمعتاد .. عندما تعطيه ابنتهما وعندما تعود لاخذها بعد انتهاء عملها في مكتب سناء...

لكنه في الايام الاخيرة بدا متعباً للغاية ولم يعد يكلمها حتى .. ليس عن عمد منه ولكنه بدا مشغولا جدا بعمله ومتوترا بشكل واضح مع صديقه مجد ...

اما احساسها الشخصي به فهو احساس المراقبة والتحليل ..

فبعد ان خفت احساسها بالاشمئزاز مما اخبرها عنه اتخذت موقعاً نائيا في زاوية غير مرئية تراقب زوجها وتفكر و... تقارن ..

قلبها .. يخفق احيانا في شوق عذب اليه !

لكنه شوق اعتادت وجوده دون ان تضعف امامه..

شدت عزيمتها وعفويا نظرت لجلبابها الازرق وتذكرت انه .. يحبه !

فتحت الباب وهي تستعد لرؤيته باعصاب باردة فتلقي التحية وهي تثرثر بشكل طبيعي

" مرحبا مهند .. هل حضرت لتأخذ قطر الندى بنفسك اليوم ؟"

عيناها تطرفان لساعة الحائط دون ان تنظر نحوه وهي تضيف " لكن الوقت باكر جدا ! ما زلنا في الظهيرة .."

وبنفس الهدوء حولت عينيها من الساعة اليه... اتسعت عيناها قليلا بدهشة قلقة وهي ترى حالته المزرية !

بدا واضحاً انه منهك في جلسته على الاريكة .. وشعره مشعث وملابسه مدعكة .. ومن احمرار عينيه والظلال السوداء تحتهما تجزم انه لم ينم جيدا ليلة الامس ..

كان يجلس باسترخاء المتعبين وكانه يكاد ينام على الاريكة الانيقة بينما يرفع كفه ملوحاً لها بصوت خافت متعب

" احتاج .. مساعدتك .. "

تقترب بخطوات واسعة ودون ان تفكر حتى تجلس جواره فتتنبه للاوراق الموضوعة على الطاولة امامه وجوارها فنجان قهوة لم يشرب منه الكثير .. تسأله بقلق مضاعف

" ماذا هناك ؟! تبدو منهكاً للغاية ..."

عيناه ذابلتان ثم داعبت ثغره ابتسامة صبيانية محببة وهو يطلب بتدلل شقي

" اريد فنجان قهوة من يديك اولا .. امك لا تجيد عمل القهوة للاسف .. فسارعي لاسعافي قبل أن يسقط رأسي في اية لحظة وانام في حجرك !"

بعين متفحصة ترى شحوب وجهه بوضوح فتقف على قدميها وتقول بتلقائية ونبرة جادة حازمة " انت تحتاج لبعض الطعام مع القهوة .. والا ستصاب بتسارع في نبضات القلب كما يحدث لك احيانا عندما تنسى ان تأكل .."

تتحرك في نفس الوقت بينما تسمع همسه الخافت الناعس وكأنه يهذر في نومه

" احب جلبابك هذا .. دوما احببته ..."

تغمض عينيها وتخرس نبضات قلبها المستجيبة .. توجعها تلك الاستجابة ..

ثم تمضي بهدوء لتغادر غرفة الضيوف ...



بعد عشر دقائق عادت اليه بشطائر بسيطة وبعض الفاكهة التي يحبها وفنجان قهوة برائحة مميزة عطرة ..

توقعت ان تراه نائما على نفسه لكنها تفاجأت به قد فرد الاوراق على الطاولة ويحملق فيها بعبوس وكأنه في معضلة غير قابلة للحل..

رفع رأسه حالما دخلت ودون ان ينظر للصينية العامرة التي احضرتها اليه قال لها بجدية

" الحسابات المالية غير منضبطة على الاطلاق .. انا ومجد فشلنا تماما .. والافدح معاملة الضرائب تحتاج بعض الامور التي لم نستطع توفيرها ..."

تقدمت اليه ووضعت الصينية على طاولة صغيرة وجرتها لتكون جواره وأمرته بنبرة امومية " اشرب قهوتك وكل بعض الشطائر والفاكهة ريثما اطلع على الاوراق .."



مضت ساعة.. وربما اكثر .. دون ان ينتبها حتى لمرور الوقت ..

نقاش واقتراحات وترتيب اوراق وكتابة ملاحظات ..

الاثنان حتى لم يشعرا بدخول والدة جوري ثم انسحابها السريع دون ان ان تقول كلمة ...

كانت في داخلها كأي أم .. تريد ابنتها سعيدة مع زوجها .. تريد ان لا توصم بلقب (مطلقة) ...

رغم انهاك مهند واستنزاف قواه تقريبا الا انه بدا مرتاحا والامور تأخذ نصابها بعد ان ساعدته جوري فيها ...

رن هاتفه فكانت مكالمة من مجد ليبشره مبتهجاً ان الامور ستكون بخير ..

اغلق الخط وهو يلملم الاوراق ويرتبها على عجل ثم يقول " مجد يحتاجني في الحال .. جاءه زبون يسأل عن عقـار في حي معين ليس لمجد فكرة عنه .. يجب ان اذهب في الحال.."

تراقبه جوري بصمت .. تراقب ذراعيه نزولا لكفيه اللتين تلملمان الاوراق ..

ودون شعورها تعقد حاجبيها وهي تفكر بكل ما اقترفته هاتين اليدين من ... مصائب !

بغتة شعرت براس مهند يميل اليها وقبل ان تدرك ما يفعل كانت تلكما الكفان تحاوطان وجهها و... قبل... ان تعترض كانت شفتاه تأسران شفتيها في قبلة خاطفة حارة جدا وحميمية جدا ... جدا ...جداااا...

ثم ابتعد وهو يهمس بصوت عميق أجش

" انت منقذتي يا سومرية ..."

وفي اللحظة التالية كان يحمل الاوراق ويهرول مغادرا وهو يقول انه سيكون بانتظارها لتلحق به بعد ساعة حين تحضر قطر الندى اليه في المكتب ...

ظلت تحدق في اثره الغائب دون ان يغيب اثر شفتيه عن شفتيها ...





يتبع ..



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-07-18 الساعة 09:43 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس