عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-18, 02:28 PM   #3

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

كم تحب هذا المنزل... عاشت به منذ الطفولة لحد الآن ولم تشعر بلحظة واحدة باليتم أو الغربة... بيت عمها الذي كان لها الحضن الحنون من بعد وفاة والديها وهي طفلة في السادسة... كل يوم يمر لا تنسى أن تحمد الله على هذه النعمة المتمثلة بعائلة عمها... عمها نبع الحنان المتدفق بلا توقف... زوجة عمها التي اعتبرتها ابنتها الثانية دون أن تحسسها عكس ذلك بيوم.... ابنة عمها سناء التي كانت لها الأخت والصديقة حتى مع فرق العمر بينهما.... وأخيرًا ابن عمها... وخطيبها... معاوية
هذا الشخص الذي لو أخذت العمر كله توصف حبها وتعلقها به لن يكفي
تدعي الله أن لا يحرمها منه أبدًا... أن لا تفقد هذه العائلة والا ستفقد نفسها ببساطة.....
رفعت كوب الشاي وشربت منه وهي تهمهم بلذة على طعمه بينما تتأمل حديقة المنزل المنمقة الدافئة لتنتبه لتأخر زوجة عمها بداخل المنزل وهي من اخبرتها انها ستعود فورًا.... همت بالنهوض خلفها الا ان صوت الباب وهو يفتح جعلها تتراجع وهي تبصر هيئة عمها وخطيبها متوجهين نحوها....
ابتسمت وتلقفت الأكياس الكثيرة من معاوية بعد أن ألقت التحية عليهما بينما صوت عمها يقول بدفء :
" كيف حبيبة عمها اليوم..."

" بخير... الحمد لله.."

تجاوزها للداخل قائلًا بمزاح :
" لنرى أين ذهبت زوجة عمك... هذه المرأة تختفي كثيرًا..."

تململت خجلة بوقفتها عرضة لنظرات معاوية المتدفقة حبًا كعادتها... لتراه يتقدم بضع خطوات حتى أصبح أمامها تمامًا ثم مد يده وعدل حجابها المتراخي مخفيًا خصلات شعرها تحتها وهو يهمس :
" هذه الشعيرات لا يجب أن يراها أحد.. "

رفعت نظرها له بينما هو يكمل بحرارة :
" لقد بقي شهر شمس... شهر وتكونين زوجتي... قريبة مني دون حواجز أو موانع..."

تأملته بحب دون أن تستطيع أن ترد بشيء... إنها تقف دائمًا أمام كلامه الجميل صامتة.. عاجزة... لكن سعيدة للغاية ..
أمسك كفها يشبك أصابعه بأصابعها قائلًا هذه المرة بجدية :
" اه... كنت أريد اخبارك بأنني بعد غد سأذهب للعاصمة..."
خفتت ابتسامتها وقالت بقلق :
" لماذا..."
ربت على كفها مطمئناً اياها :
" لدي بعض الأعمال... لا تقلقي سأخذك معي...انا اعرف أنكِ تحتاجين الكثير من الأشياء للزفاف ولم تجديها هنا... لذا سأستغل الفرصة ونذهب معًا... وبما أن زوج سناء مسافر فستأتي معنا... "

زفرت براحة... فلا شيء يخفيها أكثر من ذهابه للعاصمة لوحده.... لديها هذا الهاجس الذي للأسف يسيطر عليها أكثر مما ينبغي... تخاف فقده لدرجة الرعب...

" هيا بنا لندخل... أنا جائع للغاية... "

................................
لاهثة ارتمت على السرير خاصتها وهي تنزع عن شعرها الرباط المزين الذي التفت حول رأسها واصابها بالصداع... امتدت يدها واطفئت مسجل الاغاني الذي يصدح بأغنية شعبية ممن تحبهم ابنة عمها المجنونة والتي توقفت عن الرقص وحدقت بها عابسة بطفولية لا تدل على أنها متزوجة ولديها طفل صغير...قرد مثلها
" شششمس... قطعتِ علي مزاجي المرح.."

تمطت بنعاس ثم مددت جسدها جيدا وهي تتمتم :
" يكفي.. جاريتك بجنونك كثيرًا... أريد النوم..."

تقدمت منها سناء ورمت جسدها بخشونة بجانبها مما جعلها تفتح عينيها بانزعاج :
" الساعة لم تصبح بعد ثامنة مساءً... بالله عليكِ انفضي عنكِ هذا الكسل واسهري معي... طفلي ونام.. زوجي وسافر... لن تدعيني أشعر بالملل طوال الليل بينما أنتِ نائمة.. "

تأففت واعتدلت جالسة وهي تقول بامتعاض :
" طلباتك اوامر...."

" غدًا عندما تتزوجين ستشعرين بي... "

ثم رمقتها بنظرة ماكرة وهي تستطرد :
" هانت...يا عروس.. "

شردت شمس قليلًا تفكر ثم قالت بفضول :
" سناء... كيف هي حياة الزواج..؟ "

قلبت سناء شفتها السفلى وردت بفكاهة :
" أنا اسوء شخص يمكن أن تسأليه هذا السؤال... بعد ست سنوات زواج وانجاب طفل يشيب رأسي من شقاوته ربما اجعلك تهربين من ليلة الزفاف خوفًا... "

ضحكت حتى ادمعت عينيها وتذكرت وجه أين سناء الشقي" أمير "
:" حرامٌ عليكِ... أنا أحب أمير... يكفي انه يشبه معاوية.."
ما لبث وانخفض صوتها بآخر جملة لترفع سناء حاجبيها بخبث وتقول بنبرة ساخرة :
" أنا لا أعلم لماذا لا تقولين هذا الكلام أمام خطيبك.... إنه يشحت منكِ الحروف شحتًا... والله أحزن عليه"

انتابها القلق فقالت باندفاع تبرر لها :
" أنا أخجل سناء... لا أعرف فقط لا أستطيع التعبير له هكذا بأريحية... أنا أحب معاوية... حقًا احبه... هو يعرف أليس كذلك.. "

ابتسمت سناء وربتت على رأسها بعطف... لا تملك إلا أن تحبها أكثر كأختها الصغيرة :
" بالتأكيد يعرف حبيبتي... لكنه سيكون سعيد اكثر إذا سمعه منكِ... لكن هذا ليس مهم الآن... الايام كفيلة بأن تجعلك أقل خجلًا وستصبحين متعودة عليه.... "

انفردت ملامحها المتشنجة واقتربت من سناء واحتضنتها بغتة وهي تهتف :
" أنا أحبك... جدًا.. جدًا.."

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس