عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-18, 10:32 PM   #8628

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

حتى وهي تطلق تلك الصرخة التي ترددت صداها في فضاء ذلك الزقاق الجانبي المظلم ... عرفت وردة بأن أحدا لن يأتي لمساعدتها .. إلا أنها لم تتوقف عن القتال ... ولو للحظة لم تتوقف عن القتال ... حتى عندما وجدت نفسها أرضا بعد أن غلبوها قوة ... ركبتاها داميتان وقد مزقت الأرض الخشنة سروالها المصنوع من الجينز ... حتى بعد أن مزق أحدهم سترتها عنها تاركا قميصها الرقيق وحده درعا واهيا في وجه برد الليل القارس .. حتى بعد أن أحست بطعم الدماء الصدء في فمها على إثر صفعة أحدهم ... هي لم تتوقف عن القتال بشراسة قط متوحش وجد نفسه يقاتل في سبيل حياته قطيعا من الكلاب الشاردة ...
بينما بدأت الرؤية تبيض أمام عينيها ... وهدير صاخب يضج في أذنيها بعد اصطدام رأسها بطريقة ما بالاسفلت الخشن للأرض القذرة .. كانت وردة ترى بنصف وعي قوتها تتلاشى ... وكل ما عملت لأجله طوال حياتها يطير في الهواء مرة واحدة ... أدركت فجأة وهي توشك على خسارة وعيها بأنها لم تجد شيئا واحدا تتشبث به في لحظات يأسها الأخيرة تلك ... أي فكرة .. أي وجه .. أي يد تتمنى أن تمتد فجأة لتنتشلها مما كانت تغرق فيه .. اغرورقت عيناها بدموع الخسارة والإدراك وهي تتوقف عن القتال فجأة .... إذ لماذا تقاتل .... ولأجل من ؟؟ لقد كانت متعبة ... يا الله كم كانت متعبة وهي تغمض عينيها عن نظرات الجشع التي ترافقت مع كلمات خشنة لم تكن في حالة تسمح لها باستيعابها ..
لم تدرك إلا متأخرة .... والبرد يجد طريقه عبر قماش قميصها الرقيق فيثير اختلاجات متقطعة في جسدها .. بأن مهاجميها قد تركوها وشأنها .. دون أن تلقي بالا للأصوات من حولها ... وقبل أن تنتظر أن يغيروا آراءهم تمكنت من أن تقلب نفسها لترتكز على يديها وركبتيها ... وتجر نفسها مبتعدة .. حتى أمسك أحدهم بكتفها فصرخت بشيء من الهستيرية وهي تستدير لتركله بقدميها :- لا تلمسني ... لا تلمسني
:- وردة ... إنه أنا ... كنان ..
لاهثة ... تتنفس بعنف ... متسعة العينين ... ترتجف بعنف .. حدقت وردة بوجه كنان دون أن تتعرف إليه للحظة .. حتى كرر بصوت أجش :- انظري إلي .. إلى عيني ... أنا كنان يا وردة .. أنت آمنة الآن ..
الكلمات خرجت منها بصعوبة ... وهي ترمش بعينيها قائلة :- كـ ... كيف ؟؟؟ أين ؟؟؟
:- أين أولائك الحقراء ؟؟؟ لقد هربوا عليهم اللعنة قبل أن أتمكن منهم .. كنت لألاحقهم لولا أنك أهم من رغبتي بتمزيقهم إربا .. رباه .. وردة .. ما الذي فعلوه بك ؟؟
عندما مد يده نحوها ... انكمشت للحظة قبل أن تصل إليها .. فعاد بقول بصوت خافت وكأنه يهدئ من حيوان جريح :- لا بأس .. أنا لن أؤذيك .. سأتأكد بأنك بخير لا أكثر ..
عندما سمحت ليده بأن تلامس خدها ... لتجفل عندما نبض الألم مكان كدمة تلقتها بطريقة ما .. لقد صفعها أحدهم .. صحيح ؟؟؟
الإذلال التام غمرها وهي تتذكر ضعفها ... وعجزها عن القتال للدفاع عن نفسها .. لقد كادت تخسر كل شيء .. كل شيء ..
أصابعه تحركت نحو شفتها السفلى المشقوقة .. حيث غطتها الدماء .. لتتذكر كيف حاول أحدهم تقبيلها فعضته .. ربما كان هذا ما دفعه لضربها .. هي حقا لا تذكر .. هي حقا لا تريد أن تتذكر .. لقد كانت متعبة ... متعبة للغاية
:- لا بأس .. لن أسمح لأحدهم بأن يؤذيك مجددا .. أعدك ..
اغرورقت عيناها بالدموع ... لتفقد كل تماسكها ونشيجها يعلو مرة واحدة ... هذه المرة لم تقاومه عندما سحبها إليه يضمها بقوة .. لتسمح لنفسها بأن تختبئ بين ذراعيه .. صوت يهتف بها من وراء الضباب الذي غلف عقلها بأنه كنان ... الفتى العابث الذي دمر برائتك عندما سرق منك قبلة مساء الأمس ... كاد نشيجها يستحيل إلى ضحكة مريرة وهي تدرك بأن كنان رغم كل عيوبه .. رغم غروره ووقاحته وتبجحه .. وظنه بأنه قادر على أن يتجرأ عليها ... فإنها تعرف بأنه أبدا لن يؤذيها كما كاد أولائك الفتيان أن يفعلوا ..
لدقائق ... ظلت تبكي فوق صدره دون أن تبالي بأنها المرة الأولى التي تسمح فيها لرجل اعتبرته عدوها لفترة طويلة أن يشهد ضعفها .. في النهاية ... هو أنقذها من مصير أبشع بكثير من الموت ...
كانت يده تربت على شعرها ... ثم ظهرها دون أن يقول شيئا وهو يسمح لها بأن تفرغ صدمة ما تعرضت له بين طيات قميصه ... عندما أحس بها تهدأ قليلا ... تلوى خارجا من سترته الجلدية ليضعها فوق كتفيها مخفيا ما تمزق من ملابسها قائلا بصوت مكتوم :- وردة ... أعرف بأنك ربما تمرين بصدمة .. إنما علينا أن نتحرك من هنا قبل أن يعودوا لأجلنا برفقة آخرين ...
بصمت ... تقبلت سترته .. مبتعدة عنه وهي تمسح دموعها .. لم ترفض يده عندما عرضها عليها كي يساعدها على الوقوف .. فور أن وضعت ثقلها فوق قدميها خذلتها ساقاها ليعود ويمسك بها من جديد وهو يقول بصوت خشن :- ركبتاك تنزفان ..
:- هو جرح بسيط لا أكثر ... أستطيع السير وحدي ..
مجرد مراقبته إياها في قوتها التي بدت غريبة للغاية بعد كل ما تعرضت له .. كان مذهلا بحد ذاته .. عندما وصل ليجدها ملقاة على الأرض ... تقاتل بشراسة وجموح تطلب من مهاجميها الثلاثة أن يعملوا معا كي يتمكنوا من تثبيتها .. كاد يفقد عقله وهو يشعر بنفسه يمزق كل تحضره عنه وهو يستعيد فجأة كل مهارات القتال التي كان لقمان يرغمه هو وأخوته جميعا على أن يتعلموها تحت إشراف مدربين مختصين منذ الصغر ..
كاد يضحك بمرارة وهو يفهم الآن سبب إصرار لقمان الذي كان يثير حقد وغضب كنان آنذاك .. في تمرده وتفضيله لقضاء وقته الثمين في أمور أهم ... كاللهو مع رفاقه ومصاحبة فتاة مختلفة كل يوم ..
الآن بعد أن عرف ما عاناه لقمان خلال طفولته ... كان قادرا على تفسير كل تصرف دكتاتوري منه اتجاه أخوته الأصغر سنا ..
لقد كان يحميهم ... حتى وهو يوهمهم بأنه يضطهدهم ويعذبهم بتحكمه ...
هذا المساء ... لا يستطيع كنان إلا أن يكون ممتنا لتحكم لقمان واضطهاده ... عندما وجد في النتيجة أكبر معين له وهو يدافع عن وردة ...
الفتيان الثلاثة هربوا على الفور عندما أدركوا بأنهم لم يكونوا ندا له رغم كثرتهم ... إلا أن هذا – كما أشار سابقا – لا يعني أنهم لا يمكن أن يعودوا مع المزيد من رفاقهم ..
رغم رفضها ومكابرتها .. وردة لم تتمكن من الوقوف بثبات حتى أسندها ... وجهها شاحب ... تشوهه تلك الكدمة البشعة على جانب وجهها ... فمها دامي ... ترتجف .. ليعرف بأنها كان تتألم بشدة وترفض الاعتراف بألمها ...
أي امرأة قوية أنت يا وردة ... أي امرأة أخرى ... كانت انهارت بعد تجربة كهذه .. وسمحت لها بأن تهزمها ..
إلا وردة ... ما كانت لتفعل ...
:-ر بما من الأفضل أن آخذك إلى المستشفى ...
:- لا .... أريد العودة إلى البيت ..
:- ولكن ...
:- أريد العودة إلى البيت ... من الأفضل لك أن تذهب ... بيتي ليس بعيدا من هنا ..
قال بغضب :- إن تركتك الآن ... سقطت أرضا وعجزت عن التقدم مترا واحدا ولو زحفا وفقا لحالة ركبتيك .. هل أنت متحمسة لهذا الحد لعودة أصدقائك من جديد ليكملوا ما بدأوه ؟؟؟ ربما برفقة المزيد منهم هذه المرة ..
ازداد وجهها شحوبا فبدت وكأنها ستتقيأ تأثرا بتحذيره .. فقالت باقتضاب :- لا ..
:- إذن ستسمحين لي بأن أوصلك إلى بيتك .. وغدا .. يمكننا أن نعود لنتظاهر بأننا أعداء من جديد ..
لم تقل شيئا .. فعرف بأنها لا تمتلك خيارا سوى الامتثال لاقتراحه ...







يتبع ..


تتمة الفصل
https://www.rewity.com/forum/t405484-864.html



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 26-07-18 الساعة 02:55 PM
blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس