عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-18, 09:11 PM   #54

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

ما يعرفه عن أصحاب الشركة التي سيعقد معها الصفقة... بأنها لعائلة معروفة بثرائها الفاحش والشركة متوارثة منذ مدة طويلة والآن من تمسك بها هي زوجة الرئيس الذي توفي قبل ثلاث سنوات... ومع أنه لديه ابن بالثلاثين من عمره الا انه لسبب مجهول بالنسبة إليه يعمل بالشركة وليس الرئيس...
الزوجة معروف عنها بالصرامة والقوة ونباهتها في عالم الأعمال....وتطويرها للشركة في مدة زمنية قصيرة
لديها ثلاثة أبناء... ابن وابنة متزوجان بينما الفتاة الأصغر عمرًا لم تتزوج بعد وتبلغ الخامسة والعشرين من عمرها.... وكفيفة
يعترف أن هذا العائلة أثارت استغرابه ورسمت بعقله علامة سؤال كبيرة وهو ليس من عادته أن يعقد صفقات مع أناس تقريبًا لا يعرف عنهم شيئًا.... لكنه قرر أن يجازف فبالنهاية لا دخل له بأمور العائلة... كل ارتباطه معهم سيكون في دائرة العمل.... فقط...

رؤيتها أكدت أيضًا ما عرفه عنها... فبمجرد دخولها غرفة الاجتماع هالة قوتها انتشرت بالأجواء والتفتت العيون كلها إليها وكأنها وحدها من أتت ولا يصطحبها ما عرفت عنه بأنها ابنها ومساعدها في العمل... الا ان ذلك لم يمنعه من الحذر في التعامل معها... فلم يكن يومًا مستاهل مع أي شخص...
" تشرفنا بك سيدة علياء... أنتِ والسيد محمد بالتأكيد... لكننا بحاجة لمناقشة العمل أكثر مع بعضنا... فكما تعرفين هذا اول تعامل لنا مع بعض...."
رمقته بنظرة هادئة بها لمحة من الغرور ثم قالت :
" بالطبع... هذا تصرف طبيعي...فأنا أيضًا اتعامل معكم لأول مرة... ويجب أن اتخذ جانب الحذر في البداية... "

لم يملك إلا أن يبتسم ردًا على كلامها المبطن الذكي... ومن هنا دخل دوامة من بين كثير من الدوامات التي اعتاد عليها....لتنتهي بعقد الصفقة بنجاح مختومة ببسمة واثقة..... وعقدة جبين مُفكرة...

******************
" خمس دقائق واكون عندك....."

عدلت شمس من حجابها أمام مرآة إحدى حمامات الجامعة بعد أن أقفلت مع معاوية الذي يأتي ليقلها دائمًا من دون كلل أو ملل أو تعب... كم اقترحت عليه أن تعتمد على نفسها وتعود للبيت بالمواصلات ولا سيما أن الجامعة ليست ببعيدة عن المنزل... لكنه رفض رفضًا قاطعًا وبإحدى المرات غضب وتشاجر معها... فأُسقط الأمر من يدها ولم تعد تناقشه في ذلك...
أمسكت حقيبة يدها وخرجت متوجهة إليه... عند باب الجامعة توقفت تحدق بهيأته الجاذبة للنظر وهو مستند على السيارة ويعبث بالهاتف.... لا شعوريًا وجدت نفسها تتلفت لترى أن كان جذب نظر غيرها... ثم سارت لتقف أمامه قائلة بسعادة رزينة :
" مرحبا..."

ابتسم لها إحدى ابتساماته المحببة لقلبها ثم أشار لها بصمت لتركب ولحقها متحركًا بهم نحو المنزل.... في الطريق بقيت صامتة فهو لم يتحدث وهي لا تعرف أن تفتح الحديث معه... فقط ما هدأها هو احتضانه الدافئ لأناملها.... يبدو عليه الشرود والانشغال وهي لا تستطيع منع نفسها من تفسير هذا إلا بالأمور القلقة والمخيفة بالنسبة إليها....

رن هاتفه فجأة فاضطر لترك يدها والإجابة عليه عاقدًا جبينه :
" اه نعم.... سأكون غدًا بالعاصمة.... أريد أن يكون كل شيء جاهز فأنا لن امكث هناك طويلًا.. فقط يومان"

اقفل الخط بعدها بقليل لتجرأ نفسها وتسأله بتردد :
" هل هناك شيء...؟"

" لا.. فقط اتأكد... حتى اتمم العمل هناك ونعود... لا أريد أن اتأخر..."

أومأت برأسها بتفهم وعادت لتقول :
" سناء ستذهب معنا أليس كذلك... "

غمزها بشقاوة وقال عابثًا :
" نعم لا تقلقي....الله يعينني على وجودها معنا..."

ضحكت بخجل ولم تعقب على رده.... خوفًا من أن يخجلها برد آخر...
................
ثاني يوم صباحًا...

هذا الصباح لم تستيقظ مستعدة للسفرية... بل كانت ناعسة متململة وأخذت تجهز نفسها بكسل... لكن هذا الشعور تبدل فورًا بعد أن رأت زوجة عمها وعمها على الفطور إلى شعور مجهول بعدم الراحة... ولوهلة ودت لو أن تطلب من معاوية أن يلغي السفرية لإشعار آخر... لكنها عادت وتذكرت بأن لديه عمل هناك...فحاولت تجاهل كل ما تشعره وودعتهما ببسمة مرتجفة....
في السيارة تفاقم هذا الشعور حتى أحست بالاختناق.... فتحت النافذة لتسمح بدخول بعض الهواء... وأصوات حديث سناء ومعاوية كانت تصلها بشكل مبتور....

" شمس.... شمس..."

انتفضت بخفة واستدارت لمعاوية هامسة :
" ها.. نعم..."

قال بقلق وهو يتأمل وجهها :
" هل أنتِ بخير.."

" بخير... بخير..."

مدت يدها وتمسكت بكفه بتشبث فما كان منه إلا أن رفعها وقبلها قبلة خفيفة ثم وضعها على صدره.... بجوار قلبه... حيث ستبقى صاحبتها للأبد...

******************
هو يوم واحد ما فصلها عن القدوم لمنزل المواجهة... يوم تقلبت به في بيت عمها على جمر الانتظار والخوف... بالكاد تتحدث وتتفاعل معهم وكل تفكيرها به.... عمها حاول اقناعها أن تنتظر على الأقل اسبوع ترتاح فيه... لكن ما الذي يضمن لها بأنها بهذا الأسبوع لن تعود هاربة لوالديها على أقرب طائرة.... لا شيء
لتتحض هذا الخوف... عليها مواجهته ووضع نفسها تحت الأمر الواقع.... وهذا ما فعلته

تأملت هذا المكان الكبير... حيث يبدو أقرب إلى قصر وليس فيلا.... هنا حيث تعيش ماريا....حيث تعيش عائلة خالتها منذ زمن... حتى بعد ما حدث لم يفكروا بالانتقال لمكان آخر.... هنا حيث ستدخل الآن وتواجه ماريا بعد عشر سنين مشبعة بالذنب والألم والندوب المفتوحة.... هنا حيث ستواجه ما اقترفته يداها وهي مراهقة.....
أخذت نفس عميق ثم تقدمت من الحارس الذي يقف على الباب الحديدي هو واثنين غيره وقالت بهدوء :
" أنا قريبة للعائلة...."

نظر لها بنظرات متفحصة ثم طلب اسمها وغاب بالداخل لدقائق ليعود قائلًا بعجلة :
"تفضلي...."

عند أول خطوة خطتها للداخل واجهت عينيها هيئة خالتها المتشككة المصدومة لتتصنم واقفة وصدرها يرتفع ويهبط بانفعال بينما خالتها تقول وكأنها تنكر :
" من انتِ... "

تقدمت خطوتين منها وحدقت بوجهها الذي لم يتغير كثيرًا...فقط الزمن أضاف عليه علامات الكبر... بينما لم يزل منه علامات الصرامة والجمود المعروفة بهما خالتها.... قالت بصوت ثابت.. فقد آن الأوان :
" أنا افنان...خالتي..."

انتهى الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس