عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-18, 09:04 PM   #5714

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد على عيونكم ... الفصل اليوم صعب ومحتاج قلب قوي وتركيز ... انتظر تعليقاتكم عليه بفارغ الصبر...





الفصل التاسع عشر

تواصل رباب جهودها لتجذب نظر زوجها بعيدا عن اختها رقية .. فتلهيه وتشغل نفسها في ذات الوقت وهي تثرثر حول ديكور المطعم الذي يعكس اجواء الصيادين عامة وانواع السمك النهري المشهور ، فتدقق النظر باهتمام حقيقي على الصور المعلقة على الجدران والتي تمثل الصيادين في زمن ماض من القرن التاسع عشر وهم يجوبون بقوارب خشبية نهر دجلة الذي يشق العاصمة الى نصفين ..

و صور اخرى تمثل الاهوار في جنوب الوطن بطبيعتها الخلابة التاريخية وحياة الناس البسطاء فيها وبيوت القصب التي يبنونها بايديهم عائمين بها فوق الماء ...! انها جزر من القرى العائمة والممرات المائية المذهلة وسط طبيعة ساحرة من خلق العلي القدير ...

وقد نجحت ايما نجاح في إلهاء عبد الرحمن وهو يطالع وجهها بفرح يملأ قلبه ...

مال نحوها وهو يهمس قرب اذنها " هل تحبين ان نذهب يوماً الى هناك ؟"

التفتت اليه وعيناها العسليتان تبرقان بالحماسة فتقول دون تردد " اجل .. اجل .. اريد حقاً الذهاب .. لقد وعدنا والدي ان يأخذنا اليها يوماً .. لكن.. الموت عاجله قبل ان يوفي بوعده .. "

تنظر في عيني عبد الرحمن وتدمع عيناها قليلا لكنها تبتسم وهي تتذكر تلك الشقاوة الحلوة في نظرات والدها العطار وهو يغمز لهن عندما يعدهن بمغامرة او رحلة ..

فجأة تشعر رباب انها ..تسامح والدها ...

تسامحه على كل شيء ...!

ربما تسامحه لانها سعيدة مع عبد الرحمن وسعادتها هذه تجعلها تنظر بنضوج اكبر لما حصل في الماضي ... وتقيم بعين الرفق الامور ببعد جديد اكثر وضوحا ومرونة ...

تعترف انها طيلة تلك السنوات لم تستطع بل لم تحاول مسامحة والدها واختارت الانكماش مع الآمها ومشاعرها المشحونة المتراكمة عبر السنوات وبعيدا عن الجميع .. بعيدا حتى عن اقرب الناس اليها .. امها واخواتها البنات..

لقد كانت غاضبة منه .. غاضبة جدا ... خذلانه لقواريره كان ضربة اوجعت صباها ..

ما زالت تنظر لعيني زوجها اللتين تحبهما وهي تشعر بالحنين دون ان تشوبها الغصة المألوفة التي كانت تنتابها نحو ابيها ...

قال عبد الرحمن بخفوت رقيق مشاكس

" لاجل العيون الحلوة هذه انا من سيأخذك للاهوار .. مكتوب علي ان أحققها لك يا قرفة .. امممم .. الا استحق كلمة شكر خاصة منك ؟!"

تضحك متوردة لشقاوته بينما يأتيهما صوت رعد وهي يتصنع الفضول المشاكس " بماذا تتهامسان انتما الاثنان ؟ ها ؟ قولا لي .."

يلتفت اليه عبد الرحمن ويرد على مشاكسته قائلا " لقد اصبحت نسخة رديئة من مغرفة الحي وانت تحشر انفك فيما لا يخصك ... عشرتك له اثرت بك سلبا .. يجب ان نجد لك حلا قبل ان تستفحل الحالة ونضطر لرميك خارج الحي .. "

يعبس رعد وهو يدعي الحنق بينما يمرر نظراته لرقية التي تجلس قبالته تبتسم بغموض وكأنها مشغولة البال ثم يقول

" من الذي سيرميني ؟!.. انا محمي يومياً بدعوات كثيرات تنفخها نحوي الحاجة سوسو وهي جالسة في عقر دار الصائغ ... من مصلحتك ان تعاملني باحترام يا ولد.. "

تضحك كلا من حبيبة ورقية ويشاركهما يحيى الضحك وتعلو فوق ضحكاتهم جميعا ضحكة رباب الرنانة التي تثير غيظ عبد الرحمن باستمرار فيقرصها في فخذها من تحت المائدة لتتوقف بينما يواصل مشاكسته مع صديقه فيرد عليه مهددا " كم مرة حذرتك من التمادي معها ..؟ حذيفة سيدفنك حيا قريبا جدا .. خاصة ان اخبرته انك علمتها على تطبيق الواتس اب واصبحت تتراسل معها من وراء ظهورنا .."

يرفع رعد سبابته في وجه صديقه وهو يقول

" وليكن في معلوماتكم جميعا انا في طريقي لاقنعها ان تفتح حسابا على الفيسبوك .. وأروني عندها كيف ستمنعونني عنها ..."

ضحكات من القلب تنطلق من افواههم جميعا حتى سالت دموع رباب على وجهها من شدة الضحك ...

ووسط الضحكات تلتقي عينا رقية بعيني رعد فتبذل جهدا خارقا لتبدو له رائقة منتعشة وهادئة الاعصاب ...

لم تزح عينيها بعيدا في تحد سري بينهما فيسبل رعد اهدابه والابتسامة تتعلق بشفتيه وكأنه غير مكترث بكل البهجة التي يشيعها من حوله .. فتشعر رقية للحظة انه ... انعزل عنهم جميعا .. انه .. انه ... وحيد ...!

يدها لا شعوريا تحركت لصدرها وكأنها تشعر بغصة خانقة ...

كان الامر اقوى منها ودون ان تفكر وقفت على قدميها وهي تزيح الكرسي للخلف وتقول

" عن اذنكم .."

ثم تحركت لتترك المائدة دون ان ينتبه لاضطرابها احد ..

لكن عينا رعد لاحقتاها وهو يميل برأسه قليلا الى الجانب فيناظرها من فوق كتفه الايسر حتى غابت في الممر المؤدي للحمام ..

كان شيء داخله لا يفهمه .. شيء يدفعه ان يبحث عن وجودها حوله ... ثم اراد ان يعيد نظراته للجمع الذين يجالسهم عندما التقطت عيناه هيئة مألوفة لديه لشاب تحرك من احدى زوايا المطعم وقد سار للتو في نفس الممر المؤدي للحمام وكانه يلحق بخطواته المتعجلة خطوات رقية الرشيقة...




يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس