عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-18, 09:08 PM   #5715

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

كانت ستفتح باب الحمام لتدخل عندما اوقفتها تحية بنبرة ساخرة أتتها من الجانب

" مرحبا ..."

التفتت رقية الى يسارها فترى من الذي ألقى تحيته وعلى وجهه ابتسامة وقحة فتعبس وهي تستدير بكليتها اليه تواجهه وهي تتساءل ببعض العجب " حارث ؟! ماذا تفعل هنا ؟"

فيرد بتفاخر متعمد وكأنه يأمل ان يثير غيرتها " انا مع زوجتي اتناول الغداء... "

ترمقه رقية بنظرة مستهينة ساخرة من فوق الى تحت ثم تقول وهي تلتفت لترفع يدها نحو عتلة باب الحمام تريد فتحها

" هنيئا لزوجتك بك وبالغداء .. "

فيوقفها ثانية وهو يقول بوقاحة

" وهنئيا لقلبك .. سقوطه .."

عقل رقية اخذ يعمل سريعاً لتدرك الى ماذا يرمي بكلامه السفيه هذا .. لا بد أنه كان يراقبها في المطعم وهي لم تشعر به ..

اللعنة .. ماذا يجري لها لتفضح نفسها هكذا؟!

تنظر في عينيه وتعرف ما يدور برأسه ..

لكنها لا تمنحه الفرصة لترفع حاجبيها وتقول بمراوغة مدعية الملل " هل اخبرتك يوما انك لا تجيد إلقاء النكت ؟!"

فيغمز بسماجة وهو ينغزها بالقول المبطن

" ربما لست خفيف الظل كبعض الناس الذي يحبون جذب الانظار بالغناء والرقص في المطاعم لكني مؤكد خبير بحالتك عندما تقعين في الغرام يا ... خلطة سحرية .. ام هل تراك نسيتِ ؟! "

قلبها يخفق بعنف رغم ارادتها لكنها تواصل ارتداء قناع السيطرة والبرود والسخرية قائلة بحركة اشمئزاز من شفتيها " لحسن الحظ الحمام للنساء فقط .. عن اذنك احتاج التقيؤ وانا استعيد بعض ذكريات الماضي التعيس.. "

وضعت يدها بالفعل على عتلة الباب ليعاجلها بالقول ينغزها بمزيد من الدبابيس

" بالمناسبة .. كل اخبارك ومغامراتك في الجامعة تصلني .. "

تعقد حاجبيها وهي تسأله باستغراب هذه المرة

" مغامراتي ؟!"

وقبل ان يرد حارث جاء من خلفه مباشرة صوت ساخر بنبرة غامضة " دوماً لم تعجبني احاديث رواق الحمامات في المطاعم.. يجعلني اشم رائحة نتنة .."

لاول مرة يواجه رعد صعوبة كهذه في ضبط انفعالاته ليبدو بظاهر مختلف عما يبطنه..

لقد تعلم عبر السنوات الماضية في الغربة كيف يُظهر ما يريده فقط ويطمر الباقي عميقاً فلا يصله أحد على الاطلاق .. لكنه الآن .. غاضب ... وغضبه غير مألوف له.. ويكاد يفلت منه ليخرج هادرا للعلن.. !

غاضب لانه بعد ان لمح حارث وتعرف عليه لم يتحكم بنفسه لاكثر من دقيقتين ليستأذن بعدها ويغادر المائدة ..

غاضب لان خطاه كانت تقوده بتعجل لا يريده حتى يلحق برقية ويعرف ماذا يريد منها.. حبيبها السابق !

غاضب لانه كلمتيّ (حبيبها السابق) لم تعد تزعجه فقط وانما تحرقه بشعور فتّاك لم يختبره يوماً ولا يريد ان يختبره !...

غاضب لانه لم يسمع من حوار هذا الاحمق الابله امامه مع رقية الا في جملته الاخيرة

(" بالمناسبة .. كل اخبارك ومغامراتك في الجامعة تصلني .. ")

وجملته هذه تثير فيه امواجا وامواجا من الغضب ولا يفكر الا ببطحه ارضا ولكمه على وجهه حتى تضيع ملامحه ...

مدّ حارث كفه وهو يبدو عليه بعض الارتباك قائلا بابتسامة سخيفة

" مرحباً .. انا حارث ..كنت زميلا مقربا لرقية.. رأيتك تجلس معها ومع العائلة على مائدة واحدة قبل قليل .."

بدا حاجبا رعد اكثر حدة وهو ينظر لكف حارث الممدود ثم تمتم بنبرة ساخرة حملت حدة واضحة " آآآ .. نعم .. العائلة .. "

لم يمد رعد يده ليصافح يد حارث بل رفع نظراته مباشرة لوجه حارث وتحديدا لاثر ندبة صغيرة في جبينه تكاد تختفي تماما ليقول بابتسامة مستفزة " من اين تحصلت على هذه الندبة في جبينك .. تعجبني حقاً .."

اتسعت عينا حارث قليلا بينما يلتفت لرقية بحقد فيراها تبتسم بوقاحة واستمتاع فيكز على اسنانه ويقول بانسحاب " عن اذنكما .. زوجتي بانتظاري .."

ترمش رقية بعينيها في حركة انثوية مسرحية مضحكة قائلة بابتسامة واسعة

" تحياتي لزوجتك المصون .."

فيزم شفتيه ليرد عليها ببعض الرعونة التي افلتت منه " وتحياتي للدكتور سامان .. سمعت انك لا تفارقينه في الجامعة خاصة بعد ان دعمك في التعيين .."

لولا ارادتها القوية لتلاشت ابتسامتها من التلميح الحقير الذي أطلقه كرصاصة طائشة..

نظراتها تحركت سريعاً ورغماً عنها نحو رعد فتراه بوجه لا تعابير فيه فقط يحدق فيهما معا بصمت وفم مطبق ...

اخيرا قال رعد بصوت خطير لم تعتده منه رقية " ارحل لزوجتك يا ... حارث ... ستقلق عليك حتماً إن تأخرت اكثر .. هنا .."

اتسعت عينا رقية بينما تزغرد مشاعرها فرحاً وهي تلمس التهديد المبطن الذي ألقاه رعد في وجه حارث ...

انسحب حارث سريعا لكن حقده لم ينسحب ..

تتوتر قبضتان الى جانبيه وهو يعود مخذولا الى مائدة زوجته التي لا يطيقها...

لكن الخذلان ليس الا حطبا لنار الحقد...

بقي رعد ورقية متواجهين في صمت للحظات قصيرة قبل ان يسأل رعد بهدوء

" من الدكتور سامان ؟"

كانت تائهة ! بل دائخة .. رأسها يدور وقلبها يدور وكلها تدور حول نفسها ..

ما هذا الشعور اللذيذ الذي يكتسحها للمرة الاولى في حياتها ؟ هل الحب يفعل كل هذا ؟!

تبتلع ريقها وهي تخفض نظراتها تدعي اللامبالاة الساخرة وهي ترد بوقاحة " ألم تسمع ما قاله حارث ؟ انه الشخص الذي لا افارقه ابدا في الجامعة .. "

لم تسمع صوته يرد بينما تحدق هي في حذائها الصيفي الابيض واظافر قدميها المصبوغة بلون لؤلؤي جذاب ...

رغماً عنها اخذت تتململ بتوتر وعندها فقط تكلم رعد ليعود لاسلوبه الساخر المعتاد منه " لماذا انت متوترة هكذا ؟ لا تقولي ان الوقوف على هذا الكعب العالي بات يتعبك "

رفعت وجهها اليه بتحد وشموخ لتقول بنفس الوقاحة والجرأة " بل لاني اريد دخول الحمام منذ عشر دقائق وهذا السفيه كان يوقفني ليثرثر بخيلاء عن نفسه وزوجته المصون وهو ينفش ريشه .."

ثم ترمش له كما فعلت مع حارث من قبل لكنها تبتسم ابتسامة واسعة مختلفة لتشوح بيدها وتضيف " عن اذنك يا دجال .. وشكرا لانك لعبت دور (الفارس) .. رغم انك لا تجيده كثيرا .."

فيتساءل هازئا وهو يستدير بجسده " وهل كنت تريدين ان ابطحه ارضا مثلا ؟!"

فترد رقية بخذلان انثوي رومانسي وهي تراه يبتعد " هذا اقل تصرف متوقع من (الفارس) في احلام الفتيات .. لكنك فاشل .."

يضحك بلا مبالاة وهو يواصل الابتعاد مدندنا بالاغنية الشعبية ذاتها التي كان يتراقص عليها قبل قليل ...

تفتح رقية باب الحمام اخيرا وهي تتنهد بمزيد من الاحباط .. تحاول ان تضع الامور في نصابها ولا تعرف كيف ..

هل يغار ام لا ؟ هل يشعر بشيء نحوها ام لا ؟ هل احبطها ؟ ام ... لا ؟!

هل ستقتل حارث يوما؟! مؤكد.. نعم !

وهذه المرة ستحشر كعب حذائها في انفه الكبير ليموت اختناقاً ..

فجأة هزتها فكرة او ربما معرفة ...

رعد أتى خلفها .. أتى لاجلها .. لا بد انه رآى حارث يأتي في إثرها وقرر اللحاق بهما ..

لقد كان يراقبها ! واتى ليحميها ..

لم يأتِ صدفة الى الممر .. وقد عاد من حيث أتى حالما اطمأن لرحيل حارث ودخولها الحمام بأمان..

تهلل وجهها واتسعت ابتسامتها المنعكسة في المرآة الصغيرة ، بل وأخذت رقية تتراقص هناك وتهز كتفيها وتميل برأسها يمينا وشمالا وتفرقع باصبعيها مطلقة اصوات الانتصار والفرح ...

تكلم نفسها بانتصار " لقد نجحتِ ايتها الخلطة السحرية .. لقد أتى خلفك .. أتى خلفك .. هذا يعني انه يهتم .. يهتم.. يهتم.."

تواصل تراقصها وتهليلها الخافت حتى لايسمعها احد ويظنها مجنونة ترقص في الحمام !







يجلس رعد على كرسيه بينما يوبخه عبد الرحمن ببعض الحنق " لماذا دفعت الحساب كله .. لم نتفق على هذا .."

يتبسم رعد ويقول " انا صاحب الدعوة فلا تحشر انفك وتصدع رأسي .."

يناظره عبد الرحمن ببعض الاستغراب ثم يسأله بصوت خافت " تبدو متوترا او منزعجاً .. هل حصل شيء ؟"

يهز رعد رأسه بلا مبالاة ثم يلتقط كأس الماء البارد امامه ليشربه كله دفعة واحدة ..

مشاعر كثيرة توتره .. لا يعرف كيف يفصح عنها حتى لنفسه ! لم يعد يعرف ما تمثله له رقية العطار ... لم يعد يعرف ما تثيره في نفسه هذه الدمية بانفها الكبير وكعبها العالي .. ولماذا يهتم هكذا بكلام ذاك الشاب السخيف عنها ؟ لا بد انه اراد الانتقام منها وهو يلمح بخسة الى اسم (الدكتور سامان) ...اللعنة ! لماذا يهتم من الاساس بكل هذا ؟! لماذا يغضبه الامر اشد الغضب ؟!






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس