عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-18, 09:09 PM   #5716

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت يحيى وحبيبة .. بعد ساعة





دخل يحيى البيت حاملا ابنته الصغيرة النائمة على كتفه ليأخذها الى غرفتها وسريرها بينما تخلع حبيبة حذائها بتعب وتتحرك بحملها الثقيل المرهق الى غرفة النوم وهي تفك عقدة شعرها ...

تمددت على السرير بملابسها واغمضت عينيها والتعب يمتد لكل جزء من جسدها ..

يبدأ الطفل بحركات لولبية حماسية في بطنها فتكاد تبكي إرهاقا ..

تهمس له وهي تضع يدها فوق بطنها " اهدأ يا صغير .. اهدأ اتوسل اليك .. اريد النوم لساعة واحدة فقط .."

شعرت بدخول زوجها ثم اقترابه الهادئ المريح من سريرهما ليجلس قربها ويداعب بطنها بكفه قائلا " استرخي .. استرخي حبيبتي.."

تطيعه وهي مغمضة العينين وتشعر باصابعه تمر فوق جسدها في تدليك مريح يخفف عنها الكثير من اوجاع العضلات التي باتت تعاني منها الاسبوعين الاخيرين ...

وبينما هي تسترخي تماما له يبدا معها يحيى حوارا جديا غير متوقع

" اخبريني حبيبة .. الى اي مدى كنتما انت واسيا مدركتين للعطب العميق الحاصل مع اختيكما الصغيرتين بعد زواج والدكما بزوجة ثانية ..؟"

فتحت حبيبة عينيها وهي تحدق بوجه زوجها المشرف فوقها فتبدي دهشة شديدة وهي تسأله " ما الذي جعلك تفكر بهذا الآن ؟!"

فيرد يحيى وهو يواصل تدليكه لجسد زوجته

" بعض الامور التي الاحظها على رقية .. عدا ما حصل مع رباب قبلها ورفضها الزواج بعبد الرحمن .."

تعقد حبيبة حاجبيها وتتساءل " هل تظن ان رقية لديها عقدة من نوع ما كرباب ؟ لكني اراها مختلفة جدا .. "

يتوقف يحيى عما يفعله من تدليك ليركز بكلامه ويقول شارحاً " مؤكد مختلفة .. لا وجه للمقارنة بينهما .. لكن الاثنتين تأثرتا بعمق وقد كانتا بعمر صغير وحساس .. وكانت النتيحة ان رباب تقوقعت داخل نفسها وكتمت الآمها فلم تنطق حتى بالـ(آه) لكنها اصبحت منطوية بمشاعرها كانثى بل وترفضها وهذا كان سبب معاناتها مع عبد الرحمن وهي ترفضه .. "

صمت لحظة بينما تنتظر حبيبة باهتمام ليكمل يحيى قائلا باسهاب خاص

" اما رقية فردة فعلها انها اقصت اي شيء مؤلم لم تحتمل مواجهته .. ابقت الجزء الوردي من الحكاية لتكون ايجابية ومنفتحة للحياة بما يناسب شخصيتها وتجاهلت الجزء الحالك واستخدمته فقط ليمدها بالقوة وحتى القسوة ان استدعت الامور.. كل هذه الوقاحة والجرأة منها هي نوع من حماية الذات .. تريد ان تبدو .. بل.. تريد ان تكون قوية .. اقوى من اي موقف تواجهه.. اقوى من العاطفة .. اقوى من الضعف الانثوي .. اقوى من الحياة نفسها... لذلك تصر ان تحمي نفسها بنفسها ولا تعترف بالاخطاء بل تواجهها بصلف وعناد .."

تتحرك حبيبة من رقدتها فتعتدل جالسة على السرير ويحيى عفوياً يساعدها ويرتب الوسادات خلف ظهرها ثم تقول " ربما لم أفكر يوماً بهذا العمق نحوهما الا مؤخرا .. لا ادري هل هو اهمال مني ام لاننا نظن الصغار اقل عرضة للاذى من المواقف السيئة.. "

تسرح حبيبة لسنوات مضت وحال اختيها الصغيرتين يوم وفاة والدهن ..

لعام كامل ظلت رباب ترفض الاختلاط بأهل الحي وحضور المناسبات .. بينما رقية كانت تريد الخروج والاندماج وكأن شيئا لم يحصل!

ثم تذكرت هوس رقية تحديدا بسماع قصة والديهما وكيف ألتقيا لاول مرة واحبا بعضهما وزواجهما ..

لقد كانت تلح دوماً على امهن ان تعيد سرد نفس الحكاية على مسامعها .. دون ملل!

جاءها صوت زوجها قائلا برفق " كان يجب ان تعرضوا الصغيرتين على اختصاصي ."

فترد حبيبة ببعض العبوس

" انت تعرف يا يحيى ليس لدينا متخصصين جيدين هنا .. هذه الامور لم تأخذ اهميتها كما في بلاد الغرب .."

صمت يحيى بينما تغرق حبيبة في الماضي..

تتذكر تلك الايام بنظرة مختلفة ..

تعترف لذاتها ببعض الخزي انها كانت انانية ولم تشعر الا بغضبها من والدها وكيف خذلهن .. لقد نسيت في زحام الغضب والخذلان ان لديها اختين صغيرتين تحتاجان لمن يطمئنهما.. لمن يسألهما عن شعورهما .. لمن يساعدهما لتعبّرا عن دواخلهما المتخبطة وصدمتهما المفجوعة..

لقد اخطأت ! اخطأت بانانية وحمق ...






يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس