عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-18, 09:10 PM   #5717

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ايام ... الثلاثون من شعبان ... عصرا

بيت الصائغ



يشرب رضا من قهوته وهو يكتم ضحكته بينما يسمع امه بدرية تسخر من امه سعاد قائلة " ما اخبار الـ (واتس اب) اليوم يا حاجة سوسو ؟ اضيئي عقولنا بانوار المعرفة .. هل ارسل لك ذاك المحتال صورا جديدة له وهو ينشر الغسيل في بيت سعدون؟"

تركز سعاد النظر وهي تقرب الشاشة من وجهها لتصبح الرؤيا اوضح ..

فتضيف بدرية ضاحكة من حالتها " البسي نظارتك يا عجوز ..."

لكن الحاجة سعاد تشوح بيدها وهي تقول بلا تركيز " لا ادري اين وضعتها .."

وفجأة تضحك سعاد من قلبها ثم تقول بين ضحكاتها

" هذا الفتى خفيف الظل بشكل لا يوصف .. كل نكاته تجعلني ابكي من شدة الضحك.."

تضرب بدرية كفا بكف وتلتفت لرضا وتقول

" امك جُنّت يا ابا جعفر .. هذا الفتى أكل عقلها .. او ما تبقى منه .. عوضنا على الله !"

يهتز كتفي رضا وهو يضحك بصوته الرجولي بينما ترتفع ضحكات الحاجة سعاد من جديد وهي تبدو في عالم اخر بعيدا عن رفيقتها التي توبخها ..

ترفع بدرية عينيها للسقف قائلة بشكوى مضحكة " لم يكن ينقصنا يا رب الا ان تراهق العجوز في اخر عمرها .. هل اجرها من شعرها الاشيب ام ادفعها لتقع عن الكرسي واكسر عظامها الهشة.. "

يمسكها رضا الضاحك من ذراعها ويقول لها

" دعيها أماه .. انها تستمتع بوقتها معه .. "

تضحك بدرية اخيرا وهي تميل اليه وتقبل لحيته ثم تتكلم بجدية هذه المرة تاركة المزاح جانباً لتقول

" يا ابا جعفر اريد ان اكلمك عن البستان الذي ورثته عن ابي رحمه الله .. انت تعرفه .. ذاك البستان في ناحية (...) على اطراف العاصمة.. "

فيرد رضا متسائلا " نعم اعرفه بالتأكيد .. ما به؟ هل هناك مشاكل لا سمح الله ..؟"

تشرح له بدرية قائلة " الفلاحون هناك يشتكون من بعض الامور واخوك عبد الله ليس لديه الوقت ليذهب الى هناك .. "

يتبسم رضا بحنو وامه بدرية تذكر ولدها عبد الله كأخ له .. هي احدى النعم التي أكرمه الله بها ان يكون له اخوة واخوات في الرضاعة ...

يسألها برقة ولد بار بأمه " هل تريدين مني الذهاب لارى شكواهم أماه ؟"

تربت على ساقه وهي تقول بامتنان " لا اريد ان اثقل عليك بنيّ .. لا ينقصك الا انا ومشاكلي لتحملها فوق كتفيك.. كل ما اريده منك أن تتصل بهم وتنظر ماذا يحتاجون.. "

ثم ترقق نظراتها وهي تضيف " ابو عبد الله لم يعد طويل البال كالسابق واخاف ان يثير سخطهم أكثر بكلام يصدر منه.."

فجأة هتفت الحاجة سعاد وكأنها طفلة مبتهجة " رعد يقول .. دعونا نذهب لنفطر اول ايام رمضان في بستانك يا بدرية .."

ينفجر رضا ضاحكاً بينما تهتف بدرية بعبوس وهي تدعي الحنق " الله اكبر ! ومتى علم بوجود البستان ؟!"

فترد سعاد بفخر وهي تلوح بهاتفها النقال

" انا اخبرته الآن ..."

تواصل بدرية دور التوبيخ والحنق قائلة

" حسبي الله عليك من امرأة فتانة .."

تعبس سعاد وترد باستهجان " انا فتانة؟! ام انت البخيلة ؟!"

ترفع بدرية حاجبها وتميل لرفيقتها تضيف مزيدا من التوبيخ " يا امرأة راعي شيبتك .. "

ترفع الحاجة سعاد يدها لتمررها على شعرها الاشيب وهي تقول بترفع مضحك " شيبتي سأصبغها بالحناء من جديد .. رعد سيشتري لي حناء جديدة من السوق الكبير "

تلتفت بدرية لرضا وتقول بتعابير جدية

" امك خلعت رداء الحياء يا ابا الرجال .."

بوجهه الضاحك يناظر امه ويناغشها بصوت أجش عميق " يا حاجة سعاد هل تحاولين اثارة غيرتي عليك ؟"

ترتبك الحاجة سعاد لكنها تحنق وهي ترمق بدرية بغيظ وكأنها تلومها لترد على ولدها البكر بالقول " وماذا فعلت انا يا رضا ؟! الا يحق لي وضع الحناء ؟"

لترد بدرية مشاكسة اياها بالقول

" لم تفعليها منذ وفاة زوجك .."

تشوح سعاد بكفها الممتلئ وهي تقول " لقد مرت عشر سنوات .. والحزن في القلب .."

لم تحتمل بدرية لتضحك وهي تقول لرضا

" ألم أقل لك جنت المرأة على كبر .."

فترد عليها سعاد بغيظ متزايد

" انت هي المجنونة يا امرأة .."

تحرك بدرية حاجبيها صعودا ونزولا لتغيظها اكثر بالقول " بل انتِ .. رحم الله الحاج عقيل نسي ان يربيكِ قبل ان يرتحل الى ربه.. وعلق برقبتي هذه المهمة العويصة .."

فاض كيل سعاد من مشاكسة رفيقتها وكالعادة عندما تحشرها في الزاوية تطالبها الرحيل " بدرية .. خذي قهوتك وبستانك وعودي لبيتك .. انا سأجد بستانا بنفسي لنفطر فيه .. الفتى محروم منذ سنوات يا قلبي عليه .."

يكمل رضا قهوته وهو يضحك بخفة بينما تلتقط بدرية فنجان قهوتها هي الاخرى لترتشف منها غير مبالية بغضب سعاد بل تنغزها بالقول " سلم الله قلبك الرقيق وقلب المحروووووم .. "

هتفت بها حانقة " بدرية !"

فترد لها بدرية بنفس النبرة وهي تضحك

" سعاد !"

يتدخل رضا ليفصل بين اميّه قائلا " حسن .. سيكون تغييرا حلوا ان نذهب للبستان نفطر هناك وايضا نرى شكوى الفلاحين بانفسنا.. ويمكن ان ندعو خطيب شذرة ايضا ليحضر معنا .. ما رأيكما ؟"

هتفت سعاد بفرح غامر " سلم لي الفم الذي ينطق بالذهب يا حبيب اميّك .. مضى زمن طويل لم اخرج فيه .."

ثم حولت مباشرة كل تركيزها لتكتب بتعثر في هاتفها النقال وهي تكاد تدخل بكل وجهها عبر الشاشة الصغيرة ..

تعاود بدرية نغزها وهي تقول " الآن اصبح الفتى حبيب أميّه ؟! كان الغيظ والغيرة تقتلك كلما ناداني (اماه) ! اكتبي.. اكتبي يا حاجة سوسو وراجعي املاء كلماتك لا تفضحينا.. اكتبي وابلغي المحروم اخر الاخبار .."



يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس