عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-18, 12:01 AM   #129

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

كانت أصابعها تتسلى بصنع خصلات لولبية في شعرها الناعم بينما تستمع إلى مهى في ملل و هي لا تستطيع حتى افتعال بعض الحماس .
- هل سمعت بآخر أخبار سوزي ؟
- سوزي ؟ سألت و شيء من الاهتمام يعود إليها أخيرا .

سوزي كانت من أولئك الناس الذين يؤكدون لك أن الأمور كان بإمكانها أن تكون أسوأ . لذلك كانت شاهيندا تتابع كل صغيرة و كبيرة عنها و عن مغامرات أبيها ، ذلك الممثل العجوز المتصابي الذي لا يريد أن يقتنع أن دوره كشاب عابث انتهى و أن وسامته أكل عليها الدهر و شرب و تقيّأ أيضا .
- ما بها ؟ سألت عندما طال صمت مهى
- المسكينة ، تصوري من أعلنت أنها حامل من والد سوزي
- من ؟ سألت شاهيندا بملل عندما عاد الصمت مرة أخرى
- انتظري أنا بصدد قراءة الخبر و التأكد منه .
صديقتها الحميمة ناني، تصوري !
- أعوذ بالله ، قالت شاهيندا و قلبها ينقبض
- انتظري ، الأتعس قادم
المشكلة هي أنها لا تريد الإجهاض و تريد …
- أرجوك يا ماهي كفى ، لا أريد أن أسمع المزيد
- حسنا حبيبتي كما تشائين

ساد صمت بسيط ثم جاءها صوتها متسائلا :
- شاهي متى سنتقابل في النادي ؟

تنهدت شاهيندا ثم قالت تتصنع اللامبالاة :
- ستكونين ربما مع ذلك ال...عصام و أنا لا أريد أن أراه
- غريب ، ما سر هذا التغير ؟ كانت هوايتك هي سبه و شتمه ، هل تبت ؟
- لا أريد أن أعطيه حسناتي بعد اليوم
و حسناتي انتهت على أي حال ، انتهت منذ زمن طويل
- لا بأس ، ردت مهى و هي لا تعي نبرة الحزن في صوت ابنة خالتها ، تستطيعين أن تأخذي من سيئاته .
- بما أنه ملاك كما تعتقدينه فلن يكون لديه سيئات لأحملها عنه .
- إذن لن تأتي إلى النادي ؟
- ليس خلال هذه الأيام

أنهت المكالمة ثم خلصت معصمها من اكسسواراته و سرحت تتأمله مثلما تفعل كل يوم .
مررت إبهامها بلطف على بشرتها التي أصبحت مزرقة تميل إلى البنفسجي و قلبها يخفق بعنف لا تقدر على السيطرة عليه .
مشاعر بدائية غريبة تتملكها و هي تراقب آثار قبضة أصابعه على جلدها ، تشعر كأنه ...... وضع عليها بصمته ، كأنها صارت ملكه بشكل ما .
مريضة .
هذا هو التفسير الوحيد لكمية الانفعالات التي تتعرض لها هذه الأيام .
لو كانت طبيعية لكان المفروض أن تشعر بالاحتقار له لأنه لم يُقَدِّر كونها امرأة و اختار أن يعاملها بهمجية .
لكن من قال أنها طبيعية ؟
سالت دموعها كما تعودت طوال هذه الأيام الأخيرة .
أغمضت عينيها و هي تهمس لنفسها في ألم :
- لقد دمرتني تماما يا أبي.

الرجل من الواضح أنه يمقتها و هي مستمرة في اهتمامها المرضي به .
الكلمات التي قالها لها ، العنف في عينيه ، الاشمئزاز في ملامحه ، كل ذلك يؤكد أنه يكرهها ، أنه ينظر إليها كشيء دوني جدا .
يكرهها إلى درجة رغبته في إيذائها جسديا .
و ماذا عنها هي ؟
تذكرت بتعاسة وقوفها وحيدة بعد أن تركها ، وحيدة جدا و هي تسمع نفسها تقول بخواء : أكرهه .
قالتها حينها و هي لا تستشعر معناها .
و حتى هذه اللحظة تحاول استحضار الاشمئزاز الذي كانت تشعر به نحوه لكنها لا تستطيع ، حتى لسانها لا يطاوعها على ترديد الأوصاف التي تعودت إطلاقها عليه .
ضعف شديد يعتري كل أوصالها ما إن تفكر فيه .
و رخص أشد .
هل من الممكن أن تكون من أولئك النساء اللاتي سمعت و قرأت عنهن .
هل من الممكن أن تكون غريزتها مشوهة إلى درجة أنها تجد لذة مريضة في العنف الموجه ضدها .
ربما عليها مراجعة الكثير من حساباتها .
على العموم أول خطوة عليها القيام بها هي الكف عن التلصص على حياة أبيها السرية .
ستعزل نفسها عن مشاكله و والدتها قليلا أو ربما إلى الأبد لتركز على بناء كرامتها من جديد .
فليحصل ما يحصل ، لن تهتم .
هناك شيء واحد تهتم به في هذه اللحظة .
لمعت دمعة في عينيها و هي تتذكر آخر كلماته لها بمزيج من الغضب و المرارة .
يخاف على جاريته منها و يحذرها من الاقتراب منها كأن معرفتها عار .
ستثبت له من معرفته عار على الآخر .


……………….


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس