عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-18, 12:05 AM   #130

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


وضع شادي كوبه النصف ممتلئ على طاولة الشاطئ الصغيرة بينه و بين دوللي ليلتقط هاتفه بسرعة ما إن بدأ يَرِنُّ .
نظر إلى رقم شاهيندا و صورتها على شاشة هاتفه في فتور و سار مبتعدا ليوقفه صوت دوللي بنبرة أعلى من المعتاد :
- شادي !

التفت ينظر إليها مدعيا عدم الفهم فأشارت بعينيها و حاجبيها إلى هاتفه دون كلام .
فتح المكالمة و ألصقه متعمدا بأذنها و هو يقول بصوت عال :
- سلمي على دوللي يا شاهيندا .

رفع حاجبه ببرود يقابل به نظرة الاستياء في عيني زوجته ، مطت دوللي شفتيها ثم قالت دون حماس :
- هاي شاهي

على الجانب الآخر مطت شاهيندا كذلك شفتيها و هي تجيب بملل :
- هاي دوللي

تركهما شادي تتبادلان بعض الصمت الثقيل ثم التقط هاتفه و هو يقول :
- هل مسموح لي بالابتعاد الآن ؟

أشاحت دوللي بوجهها في صمت ثم تناولت كريم التسمير و بدأت تدلك جسمها بها ببطء مقصود .
تعرف كم تستفزه هذه الحركة عندما تقوم بها على الملأ و رغم ذلك تستمر بفعلها مرارا و تكرارا .
ابتعد بما يكفي ثم رفع الهاتف إلى أذنه و قال بملل :
- أنا أسمعك .
- أخيرا ، سمعها ترد عليه بسخرية ، أخذت الإذن من ماما دوللي ؟
- كفى استظرافا يا شاهيندا و تكلمي ، لدي شهر عسل ينتظرني
- طبعا ، شهر عسل أسود كما هو واضح .
- شاهيندا

رفعت حاجبيها و هي تسمع شيئا كالغضب في صوته . تأففت و هي تنفخ خصلة نافرة تدلت على جانب وجهها ثم قالت بهدوء جزئي :
- أتصل بك لأنك تجاهلت تماما رسالتي لك
- أي رسالة ؟

عاد الملل إلى صوتها و هي توضح :
- تلك الرسالة التي فيها صورة لفتاة و لبطاقتها القومية .
- و المطلوب ؟
- طلبت منك أن تتحرى عنها .
- أتحرى عنها ؟ كيف أتحرى عنها ؟

تأففت بغضب :
- شادي لا تتغابى
- أتغابى أفضل من أن أصبح قوادا من أجلك ، أجابها بحدة و هو يتخلى أخيرا عن هدوئه الزائف
- لا تكلمني بهذه الطريقة
ثم ما العيب في ما طلبته منك ؟ أضافت مغيرة أسلوبها ، كل ما أريده هو أن تتحرى لي عن الفتاة من خلال ذلك التطبيق المتداول بينكم الذي تعرفون من خلاله إن كانت الفتاة لها علاقات عاطفية من قبل .
- التطبيق متاح للجميع ، تستطيعين استعماله بنفسك دون الاستعانة بخدماتي .
صمتت قليلا ثم أضافت بتردد :
- أريد منك أيضا أن تسأل عنها في دائرة أصدقائك و إذا أمكن اجعل أحدهم ينصب لها فخا غراميا و أنا واثقة أنها ستلتقط الصنارة .

زفر زفرة طويلة ينفس عن اختناقه ثم قال بنفاذ صبر :
- اسمعيني شاهيندا ، بصراحة ظروفك تزداد صعوبة يوما بعد يوم .
اقفلي معي الآن و سأعطيك رقما آخر لتتصلي به .
- رقم من ؟ سألته بشك .
- رقم طبيب نفسي جيد لتبدئي جلسات علاج بأسرع ما يمكن
- أنت ؟ تنصحني بالعلاج يا شادي
أنت تظن نفسك شخصا سويا بكل مصائبك ؟
- على الأقل أنا لم أؤذ أحدا أبدا
- لم تؤذ أحدا بالفعل !
و البنات اللاتي تخلصت منهن في القمامة بعد أن أخذت غرضك ؟ ماذا تسمي هذا ؟
- أنا أتعرف على البنت التي تعجبني ، نقضي وقتا لذيذا معا ثم نفترق بمودة .
لكن أن تطلبي مني أن آخذ صورة لفتاة لا أعرفها و ليس بيني و بينها عداوة و أُشَهِّر بها بين أصحابي أعتذر لكنك اخترت الإنسان الخطأ .
لست نذلا إلى تلك الدرجة .
- حتى النذالة أصبحت درجات ، علقت بقرف .

تنهد بعمق و هو يمنع نفسها بشدة أن يقول لها ما تستحق و لكنهم تعودوا جميعا أن يراعوا نفسيتها الهشة ليتجنبوا نوبات الجنون التي تتمكن منها كل فترة .
- شاهيندا ، تمتم أخيرا بهدوء ، أريحي نفسك يا أختي
دعي أبي و شأنه و اهتمي بحياتك قليلا
خذي إجازة من شغل المخبر الذي لم يكلفك به أحد و ارحمي عقلك و أعصابك .
- ما دخل بابا و حياته في الموضوع ؟
- أليست الفتاة هي عشيقته الأخيرة ؟

فسر صمتها المتردد على أنه نفي فعقد ما بين حاجبيه و هو يسألها بشك :
- إذن من تكون ؟

وصله صوتها المتأفف و هي تجيبه :
- مجرد فتاة لا أطيقها
اسمع شادي ، أضافت بيأس ، لماذا لا تلقي عليها نظرة ، نظرة واحدة فقط و تتأكد أنك لا تعرفها .

تنهد مرة أخرى و هو يفتح الرسالة محتقرا نفسه لمجاراته لها في تفاهاتها .
نظر بعدم اهتمام ثم أجابها :
- لا أعرفها
- متأكد
- طبعا ، ملامحها مميزة ، لم أكن لأنساها لو رأيتها من قبل .
- مميزة !! علقت باحتقار ، بالعكس أنا أرى أن وجهها عادي جدا و أقل من العادي
- بالطبع هي ليست ملكة جمال الكون مثل حضرتك لكنها مميزة .
حاجباها شكلهما ملفت .

توقف قليلا و هو يتأمل بطاقة الفتاة :
- لكن اسمها يبدو مألوفا
هل أنت واثقة أنها لا تخص أبي
- كلا ، العشيقة الجديدة أنت تعرفها بالتأكيد .
إنها ممرضة ماما السابقة
- الممرضة ؟ سأل بتوتر ، ما اسمها ؟
- حنان ، لا أدري إن كنت تتذكرها .
بالطبع هذا يعتمد على شكل حاجبيها ، أضافت بتهكم لم يلاحظه في ظل توتره .
لم تخبرني عن تلك الياسمين ؟
- ماذا ؟ قال بشرود
- لماذا اسمها يبدو لك مألوفا ؟
شادي ؟!

خرج من شروده جزئيا ليجيبها و أفكاره غير مترابطة :
- لا أستطيع التذكر الآن
سلام
- شادي ، حالما تتذكره ...

لكنه أقفل المكالمة في وجهها تاركا إياها تبتلع آخر كلماتها في غضب على الأرجح .
هذا أقل ما تستحقه بعد أن بعثرت مشاعره و أفسدت مزاجه بذكرها لتلك الفتاة ، حنان .
بالطبع يتذكرها تماما و يذكر بوضوح ذلك اللقاء بينهما .
كان قد استيقظ لتوه و خرج من غرفته عاري الصدر ، الرؤية عنده ما تزال ضبابية من أثر النوم حين اصطدمت به و هي في طريقها إلى الدرج ، أمسكها من أعلى ذراعها بحسن نية ثم بدأ بالابتعاد ليتجه إلى غرفة أمه يطمئن عليها حين رأى تلك النظرة داخل عينيها .
نظرة لم يكن ليخطئها .
حينها فقط توقف تماما أمامها و هو ينظر إليها بعين أخرى ، عين تقييمية .
تأمل منحنياتها برضى و ابتسم و هو يجهز في داخله للمغامرة الصغيرة القصيرة التي ستكون له معها .
تصنع الجدية و هو يقول لها ناظرا في عمق عينيها :
- أحتاجك في خدمة صغيرة يا آنسة ...
- حنان ، أخبرته بصوت دافئ
- حنان امم ، جميل ، تمتم بطريقة حميمية ثم واصل ببطء ، آنسة حنان هذا الصباح و أنا أحلق جرحت ذقني ، لو لديك وقت أريد منك أن تأتي معي إلى غرفتي لتضمديه لي .
- لا أرى أي جرح ، قالت بابتسامة متآمرة .
- ربما عليك أن تقتربي أكثر

و حينها و لحسن حظه اتسعت ابتسامتها لتظهر صف أسنانها الأمامية و يظهر معها قواطعها الضخمة و ذلك الفرق الشاسع بينهما .
و ذلك التفصيل البسيط قتل رغبته في مهدها .
لحسن حظه طبعا و إلا كيف كان ليحتمل نفسه و هو يتقاسم نفس المرأة مع أبيه .
شعر بانقباض في معدته لمجرد الفكرة .
لكن أكان ذلك مجرد حسن حظ أم هو ما يسمونه " ألطاف الله " .

طأطأ رأسه بحرج و هو يخاطبه في سره :
- أشكرك ، أشكرك بصدق ، أنا فعلا ممتن جدا لك .

صمت قليلا و هو يشعر أن هناك كلاما في قلبه يحتاج أن يقوله له :
- أعدك أن .. أن ...

توقف ثانية لمدة أطول دون أن يرفع رأسه ثم قال بعبوس :
- أنا آسف ، آسف جدا لكن لا أستطيع أن أعدك بشيء ، لا أريد أن أخلف وعدي لك .
أريد أن ، أتمنى أن ، أنت بالتأكيد تعلم أني أريد أن أتغير لكن

التفت إلى البيكينيات التي تزين الشاطئ و همهم بحرج أكبر :
- المشكلة أن الموضوع صعب ، صعب جدا علي .

شعر بتقلب في معدته مرة أخرى و هو يتذكر أن أباه أتى إلى هذا البلد و أنه من الممكن جدا أن تكون إحدى هاته الفتيات اللاتي حركن غريزته مغامرة من مغامرات والده .
ابتسم ابتسامة جوفاء و هو يتذكر ذلك التطبيق ، ربما عليه حين يعود إلى أرض الوطن أن ينشئ واحدا بينه و بين أبيه بما أنه لن يقدر طبعا أن يسأله صراحة .
خاصة أن بعض النساء وصلن من الحقارة إلى درجة تقديم نفس العرض إلى الأب و الابن .
نظر إلى الأجساد شبه العارية مرة أخرى و هو يشعر بالخواء التام ، لا رغبة ، لا إثارة و لا شيء .
و كله بسبب من ؟ بسبب تلك المعقدة التي تلاحقه حتى في شهر عسله .
- محظوظة أنت يا دوللي ، فكر و هو يعود إلى زوجته .
لحسن حظك لن تكون لي مغامرة جديدة هنا ، مكالمتي مع منبع النكد أفسدت مزاجي تماما .

مزاجه السيئ أصلا بسبب ذلك الوخز الدائم في قلبه كلما تذكر أنه السبب في وضع فرح في طريق مؤيد .

..............


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس