عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-18, 04:08 AM   #167

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل التاسع



- مؤيد ، قال ما إن فتح صديقه المكالمة ، هل تقدمت لخطبة فرح بالفعل ؟
- و عليكم السلام و رحمة الله ، أجابه الآخر بصوت متهكم ممطوط .

مؤيد يلقي السلام ؟ رفع شادي حاجبه باستغراب :
- ما الصنف الذي تعاطيته هذه المرة يا مؤيد ؟
- صنف مقدس ، صمت عن الكلام ليُسمَع صوت استنشاقه العميق ثم قال بنفس ألفاظه المتراخية
و لكن الأفكار الذي يجعلك تراها غير مقدسة بالمرة
- أي نوع من الأفكار ؟
- أفكار لذيذة بخصوص المرأة التي أخرجتك من شهر عسلك لتتصل بي .

صر شادي على أسنانه و أغمض عينيه في محاولة منه للسيطرة على الغضب الذي يشعر به ينمو داخله .
ضبط أعصابه بصعوبة و هو يعيد سؤاله الأول بصيغة أخرى :
- لماذا تقدمت لخطبة فرح ؟
- أنا لم أتقدم بعد ، صمت قليلا ثم أضاف بانتشاء :
لكني سأتقدم ما إن تتفضل السندريلا و تعطيني الضوء الأخضر

أغمض شادي عينيه بارتياح عميق ، كاذبته الصغيرة ! أثارت جنونه بالفعل و قضى ليلته يتقلب يصارع أفكاره الغيورة .
- و من دون جميع بنات الخلق لم تجد سوى فرح لتتزوجها ؟
- أتزوجها ؟!!! سأل مؤيد و زاوية فمه المسترخي ترتفع إلى الأعلى قليلا .
من تكلم عن الزواج ؟
حبيبي شادو الزواج جعلك أبلها .
أنا سأصبح خطيبها و أنت تعرف ما يقال .

أصغى شادي دون كلام ، قطب جبينه و هو يسمع صوت استنشاقه مرة أخرى قبل أن يسمعه يضيف :
- يقولون الخطوبة هي نصف الزواج و و معي أنا تكون الزواج كله

ضغط شادي زرا في هاتفه و هو يسأله ببطء :
- يعني أنت لن تتزوج فرح ؟
- زواج ؟!!
و هل توجد بنت تصلح للزواج ؟
هذه الأيام جميع الفتيات خبرة خبرة
كل ما في الأمر أني أريد أن أجرب فتاة لم يجربها أحد من قبل
و هذا الصنف لم يعد موجودا في السوق
- أتعلم يا مؤيد أنك فعلا سافل ؟
- سافل لأني صريح ؟ لأني أكشف ما يحاول الجميع التستر عنه ؟ أن جميعهن ....
- اخرس ، هذا يكفي ، هل نسيت أنك كنت خاطبا لأختي يا حيوان ؟
- شاهيندا ، لا لا لا ، شاهيندا كانت مختلفة ، صمت يستجمع كلماته الضائعة منه ثم واصل بصوت متأوه ، شاهيندا ، شاهيندا كانت امم...
- اخرس ، إياك أن تكمل ، هز رأسه باشمئزاز ثم قال :
أنت سافل فعلا

أطلق مؤيد ضحكة غير متزنة ثم غمغم مغمضا عينيه :
- سأقول لك شيئا عميقا ، شيئا عميقا جدا يا شادو : أنا انعكاس لك و أنت ظل لي .
أنصحك أن تجرب هذا الصنف يا شادو ، يأخذك إلى عالم آخر ....


لكنه لم يع و هو غارق في ضباب أفكاره و ضباب دخان سيجارته أن شادي تركه يقول آخر كلماته وحيدا .

ضرب شادي الحائط بقبضته في تلك البقعة المنعزلة من حديقة الفندق الخلفية ، سامحا أخيرا لأمواج غضبه بأن تهدر بكامل قوتها .
- ال...، ال... ، ابن ال...

شتم بعنف و هو ييقطع المكان ذهابا و إيابا بخطواته الهائجة .
توقف لاهثا بعد دقائق و هو يعترف لنفسه أن غضبه ليس نابعا من مكالمته مع مؤيد ، كلا غضبه من نفسه أكبر ، غضبه من ترك فتاة ساذجة مثل فرح و مشاعره الغامضة عليه هو نفسه يفسدان عليه شهر عسله .
يفسدان عليه بداية حياته مع دوللي التي خطط لها طويلا و كثيرا .
ما الذي يحصل معه بالضبط ؟ ما هذا العبث ؟
هو بنفسه الذي ابتعد عن فرح ، هو بنفسه الذي قرر التوقف عن ملاحقتها .
و سواء كان ذلك بسبب تحذير ماهر المباشر له أو لسبب آخر يجهله فهو لا يهمه الأمر و لا تهمه الأسباب و الدوافع . هو إنسان واقعي يتعامل مع الوقائع ، مع ما يحدث في الوقت الحالي .
آخر شيء يريد فعله هو تحليل نفسيته فما أنقذه حتى الآن و جعله يتجاوز كل شيء هو لامبالاته .
رفع يده تلقائيا إلى رقبته يحررها من ربطة عنق غير موجودة .
مسد على عنقه ببطء عدة مرات و هو يتنفس بعمق .
لقد بدأ فعلا يشعر بالاختناق من الوضع برمته .
مختنق من نفسه ، من فرح ، من دوللي ...
نعم حتى من دوللي للأسف .
و كثيرا ، كثيرا جدا .
مختنق منها للغاية .
من مبادئها الرخوة .
من فكرة اللاحدود التي تتبناها .
بالنسبة لها كل شيء مباح ، كل شيء معقول ما دام الآخرون لا يرونه عيبا .
أو بالأحرى ما دامت حضرتها لا تراه عيبا .
لأنه لا يعتقد أن أباها كان ليوافق على السماح لها بأن تشرب .
- شادي حبيبي ، أرجوك لا تعقدها ، هذا ما يسمعه منها طوال الوقت كلما حاول الاعتراض على أي تصرف من تصرفاتها الجامحة .

ترى مجموعة من الناس يتراقصون في الشارع فتندفع معهم ترقص و تتلوى بكل جوارحها و هي طبعا غير مبالية بنظرات بعض الرجال الجائعة لها .
- مرضى ، كان هذا هو تعليقها الوحيد عندما حاول شرح الأمر لها كرجل يفهم تماما غيره من الرجال .

و هو ليكون الزوج المثالي المعافى من أي مرض من أمراض الرجولة عليه أن يبيد ما تبقى من جيناته الشرقية بداخله من أجلها .
طوال المدة الماضية و بداخله صراع بين ما تفرضه عليه هذه الجينات و بين أسلوب الحياة التي تريد دوللي أن تفرضه عليه .
و هذا الصراع صار أقوى و أقوى بعد ظهور فرح في حياته مرة أخرى ، بعد بدئه في عقد المقارنات بينها و بين دوللي .
لم يستطع أن يمنع نفسه من المقارنة بين تلك المرة الوحيدة مع فرح و ذلك الوصال الخفيف بينهما و فطرية تجاوبها معه و بين دلال دوللي الجريء الذي يجعله أكثر من متأكد أنه ليس الأول في حياتها .
و ربما لا الثاني و لا الثالث كذلك .
و الحقيقة أنه عندما عرف دوللي و قبل حتى أن يعرفها كان متأكدا أن الفتاة التي سيتزوجها سيكون لها تجارب .
و لم يكن يمانع أو بالأحرى لم يكن يظن أنه يمانع حتى التقى فرح مجددا و رأى أنها حافظت على نضارة روحها كأنها لم تنضج يوما واحدا في ظرف ثلاث سنوات .
فاجأه ذلك الشعور الكبير بالراحة الذي شعر به حين رأى أصابعها الخالية من رباط رجل آخر ، رجل غيره.
تأفف بقوة و هو يحاول أن يقنع نفسه بما يؤمن به طوال عمره : أن ما يصنع الفرق بين الناس هو الظروف و لا شيء غير الظروف .
فرح لو كانت مكان دوللي لكانت مثلها أو ربما ألعن .
لكنه في أعماقه كان يعرف أنه يكذب ليخفف عن ضميره ، ليقنع نفسه أنه لم يحن وقت الندم بعد .
لأنه ببساطة يشعر بأن فرح ملكه أكثر بكثير من دوللي .
دوللي زوجته .
ربما عليه أن يردد هذه الكلمة كثيرا ليقنع نفسه أنه لا مجال للتراجع بعد اليوم .
لا يريد أن يشعر كما يشعر أحدهم عندما يتجاوز المنعطف الوحيد الذي يؤدي إلى وجهته و يضطر إلى السير إلى الأمام رغما عنه بعد أن أضاع طريقه .
يكره هذا الشعور بالضياع .
يكرهه .
يكرهه .
لا يدري كم ظل واقفا في نفس الوضع بينما ينظر إلى هاتفه الموضوع على السور القصير ، تركه يرن و يرن دون أن يتقدم خطوة واحدة .
أخيرا تحرك من جموده و سار ليلتقطه .
و على ذكر الاختناق ، من سيتصل به في لحظة كهذه سوى أخته القابضة على خناقه بطلباتها العليلة .
منذ تلك المرة و هي تتصل به عدة مرات في اليوم و ترسل له الرسائل تذكره بتلك الفتاة .
و هو في هذه اللحظة تذكر تماما لماذا بدا له اسمها مألوفا ، ربما بسبب مكالمته لمؤيد عن فرح و شعوره بالغيرة الخارج عن سيطرته ثم اتصال شاهيندا به كل ذلك ربط الخيوط ببعضها لحل أتفه لغز قابله في حياته .
وضع الهاتف من يده في امتعاض و هو يقرر أن يقرفها بمزيد من الانتظار ثم عاد لتناوله و هو يعرف أن سيقرف نفسه أكثر بتلقي المزيد من رسائلها .
أرسل لها رسالة في حجم عقلها التافه ثم ضبط هاتفه على الوضع الصامت آملا في خيبة أمل كبيرة لشقيقته المملة .
على الجانب الآخر كانت شاهيندا لتخيب أمله بابتسامتها الواسعة التي برق فيها شيء من الانتصار .

………………………………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس