عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-18, 04:17 AM   #168

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


" وَصَفْتَني بالسافلة و بالحقيرة .
أريد فقط أن أعرف كيف تصف رجلا يستغل كرم زوج أخته ليوظف أهل خطيبته لديه .
تحياتي لك و لا تقلق على نفسك أو على رخيصتك مني فأنا لا أتشرف بمعرفة الوصوليين . "

قرأ عصام الرسالة أكثر من مرة و عقله غير المستوعب ، غير المصدق لا يساعده على فك شفرتها .
الشيء الوحيد الذي فهمه هو أنها من تلك الأفعى .
لحسن الحظ أنها وصلته و هو في الطريق الدائري الذي يعاني كالعادة من حالة ولادة متعسرة في هذه الساعة من اليوم .
ضغط بأصابعه بعصبية يكون رقم أخته ليلى ، مادامت مذكورة هي و زوجها فعليها أن تشرح له الموضوع :
- عصام حبيبي ...
- ليلى ، قاطعها بجفاف لأنه لا يشعر في اللحظة الحالية بأنه يريد أن يكون حبيب أي شخص .
سأسألك سؤالا و أريد جوابا صريحا و باختصار .

كان ردها الوحيد هو صمت قلق زاد من توتره .
- من بالضبط من عائلة ياسمين يعمل لدى زوجك ؟

سمع صوت تنهدها قبل أن تجيبه بهدوء :
- أخوها زياد .
- منذ متى ؟
- شهر أو أكثر قليلا .
- و أخفيتم عني الأمر طوال هذه المدة ؟ هل كنتم تنوون إخباري أصلا ؟
انتظري لا تجيبي ، كنتم بالطبع تعولون على وضعي أمام الأمر الواقع .

زفر و هو يواصل بأسف :
- لا أصدق كيف تغيرت إلى هذه الدرجة يا ليلى .
منذ زواجك من ذلك الرجل أصبحت مخلوقة أخرى .
- عصام من فضلك لا تتحدث عن ماهر باحتقار
أصلا هو وظف شقيق ياسمين لديه في الشركة من أجلك أنت .
- و هل طلبت أنا منه ذلك ، هل طلبت منه يوما أي شيء ؟ صرخ و هو يضرب المقود بعنف .
- لا داعي للصراخ في وجهي يا عصام
كما قلت لك ، ماهر وظفه بحسن نية إكراما لخاطرك عندما طلبت ياسمين ذلك و لم يكن لديه مشكلة ، على العكس تماما ، كان سعيدا لأنه استطاع تقديم خدمة لك .
- طبعا هذا هو خلق الباشا الكبير ، المحسن المعروف
و طبعا أمام أفراد عائلته أنا الآن المتسول الشاب الذي يأكل من بقايا طاولة الباشا .

تنهدت ليلى من أعمق أعماقها ثم قالت بهدوء :
- ماهر لم و لن يخبر أحدا عن الموضوع .
ليس تافها إلى ذلك الحد .
- إذن كيف عرفت ابنة خالته .
- شاهيندا هي من أخبرتك ؟
- بالضبط ، تلك الحقيرة هي من أخبرتني .

تبادلا الصمت للحظات ثم قالت بيأس :
- أنا لا أعلم كيف وصل إليها الخبر لكني أؤكد لك ...

أنهى عصام المكالمة بما أنه لا يحتاج إلى أية تأكيدات أخرى ، يكفيه ما تأكد منه الآن .
هذه هي ياسمين التي اختارها لتكون رفيقته فيما تبقى من عمره .
يصل بها الطمع إلى أن تطلب من زوج أخته تشغيل أخيها و هي تعرف تماما موقفه من هذا الأمر .

الآن و هي خطيبته فعلت هذا .
ما الذي ستفعله عندما تصبح زوجته و أم أولاده ، ربما حينها ستطلب من ماهر أن يجعلها من ضمن الورثة .
كلا ، رنت الكلمة داخله فجأة .
كلا ، كلا ، كلا ، وجد نفسه يرددها بصوت عال .
كلا لن يستطيع .
تحرك الطريق قليلا يعطيه فرصة للهروب من أفكاره و لتأجيل القرار الذي يشعر به يتكون داخله .
ركن سيارته كيفما اتفق ما إن وصل قرب عمارتهم ثم صعد الدرجات مثقلا بهمومه الجديدة .
ليته كان مثل رجال هذا العصر لكان أراح و استراح .
لكنه للأسف لا يستطيع ، كلا لا يستطيع أن يكون سوى نفسه .
تخطى عتبة بيتهم لترحب به الروائح الشهية لطعام أمه و روائح أخرى مألوفة ، مزيج من رائحة النظافة و قليل من أثر ساكني البيت : بخور والده المفضل ، عطر أخيه القوي ، رائحة المسك الذي تهواه أمه و تضعه دائما بين طيات الملاءَات .
كل هذا الجو المألوف مقابل الجو الغامض الذي سيعيشه مع من ستكون زوجته يجعله في لحظة كهذه يتساءل :
لماذا يريد الزواج أصلا ؟؟
دخل غرفته دون أن يقابل أحدا لحسن حظه و حظهم . يريد أن يختلي قليلا بأفكاره .
ما الذي كان يبحث عنه ؟ و خيل إليه أنه وجده في ياسمين ؟
من هذه الناحية لا يختلف كثيرا عن غيره ، هو يبحث عن فتاة يرتاح إليها ، يطمئن لأخلاقها و لشخصيتها ، يبحث عن فتاة تساعده على التوازن في هذا الزمن المليء بالتناقضات .
يريد الارتباط بامرأة تكمله مع أنه لا يشعر بأنه ناقص لكن بالتأكيد سعادته ناقصة دون زوجة .
لمدة سنوات ظل الرجل المستحيل الإرضاء في داخله يبحث عن امرأة بمواصفات خاصة ، خاصة جدا .
امرأة في حكمة أمه ، في قوتها ، في عفويتها ، في خفة دم أخته سلوى ، في هدوء أخته ليلى ، في صبر أخته منى .
الرجل المنطقي في داخله أدرك أخيرا أنه إن لم يجدها و قد بلغ الواحدة و الثلاثين من عمره فلن يجدها أبدا لأنها بكل بساطة غير موجودة .
و هكذا اقتنع أخيرا أن عليه الاكتفاء بامرأة بها أكبر كمية ممكنة من الحسنات و أقل كمية ممكنة من السيئات .
لهذا عندما اقترحت عليه سلوى ياسمين زميلتها وجد أنها أكثر من مناسبة . طبعها يشابه طبع أخته سلوى الأقرب إليه من بين شقيقاته ، دمها خفيف شكلها ظريف ، نفس المستوى الاجتماعي تقريبا.
و لا ينكر أنه أعجب بها ، أعجب بها جدا في الواقع لكن ليس إلى درجة الحب و عموما هو ليس لديه وقت للحب ، هو رجل وقته موزع بين عمله الأول و عمله الثاني و عمله التطوعي .
الحب ليس له دخل بالموضوع فهو يؤمن أكثر باستقرار المشاعر و استقرار الروح مع شريكها .
بعد زوال الانطباعات الأولية و بتوالي الأيام أثبتت له ياسمين أنها امرأة مادية لكنه تغاضى عن ذلك لسببين .
أولهما أن مشاعرها نحوه كانت بالفعل صادقة .
و ثانيهما أن هذا العصر هو عصر المادية بامتياز .
كل الفتيات فيه قلوبهن متعلقة بجيوب الرجل و هو لا يلومهن كثيرا لأن هذا هو جُبِلَتْ عليه المرأة : حب الأمان
و الأمان في هذه الأيام هو رصيد في البنك ، هو بيت ، هو سيارة ، هو حاضر مقبول و مستقبل مضمون لأطفال لم يولدوا بعد .
هذا ما فعله الكبار بهم و هذا ما وجدوا أنفسهم مجبرين على التعامل معه .
و لكن ياسمين فعلا تجاوزت الحد ، لم تعد تبحث عن الأمان ، أصبحت تبحث عن الترف .
و من يسلك هذا الطريق سيستمر فيه ، لن يتراجع .
للأسف أثبتت له أن مبادئها هشة ، هشة جدا .
و كامرأة تبحث عن الأمان نسيت أن أمان الرجل هو امرأة صلبة في مبادئها في زمن المتغيرات .
أمان الرجل هو امرأة يستطيع أن يثق فيها .
أنا آسف ، تمتم بشرود .
أهو شعور موجه له ، لها ؟
لا يدري .
بأسف على الدنيا التي تغيرت ، على الأيام التي ضاعت كون رقمها :
- عصام حبيبي ، توقفت تُسَرٍّحُ صوتها من توتره الواضح قبل أن تكمل برجاء ، دعني أشرح لك ...
- ياسمين أنا آسف .
- عصام حبيبي أرجوك
- مبروك على أخيك الوظيفة و مبروك عليك التحرر مني

................


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس