عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-18, 04:36 AM   #170

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


و مرت الرحلة بسلام ، فكر عصام عينيه بإرهاق و هو يقف وسط الحافلة يَعُدُّ الرؤوس المتعبة لتلاميذه اليافعين .
لديهم كل الحق المساكين ، كانت مباراة قوية استنفذت جميع طاقتهم .
تجمد فجأة في مكانه و هو يستمع إلى نبرات صوتها الخفيضة تطلب منه السماح لها بالمرور .
منذ فترة و هي تتصرف بطريقة غريبة أو ربما هذا هو العادي بالنسبة لها .
تكاد تفرض نفسها عليه فرضا .
كلما يجلس مع مهى و رغم تجاهله لها كالعادة إلا أنها تدخل نفسها في الحوار بينهما بالقوة .
راقبها تيسر ببطء و تضع حقيبتها في أحد المقاعد و تجلس وحيدة بعيدا عن الفتيات الأخريات .
كلهن أتين لغرض مختف وراء غرض .
أتين لتشجيع فريق الأصاغر كما يبدو و لكنه يعلم جيدا أنهن أتين فقط لتشجيع نزواتهن ، خاصة هي .
سمح لنفسه بالجلوس أخيرا و هو يختار وضعا يحاول من خلاله أن يمد رجليه أمامه بأكثر طريقة تريحه .
لم يكد يغمض عينه حتى سمعها تقول له :
- هل تسمح لي بالجلوس قربك ؟

فتح عينيه ليراها واقفة بجانب كرسيه ، حدجها بنظرة سوداء لكنها لم تتزحزح عن مكانها ، نظر إلى المقاعد الكثيرة الشاغرة نظرة مفهومة ، انتظر قليلا ثم تنهد بعمق و أشاح بوجهه دون كلام .
لم ينظر لها رغم شعوره بنظراتها المسلطة عليه .
يعرف أن كثيرا من الرجال كانوا ليجدوا الموضوع صعبا و ربما مستحيلا و هي بهذا القرب لكنه شخصيا لديه حاليا من النفور تجاهها ما يجعل الموضوع أسهل من السهولة .
- أنا آسفة بشأن الرسالة ، سمعها تقول له تخرجه من غفوته القصيرة .

تجاهلها و لم يكلف نفسه حتى فتح عينيه .
- ألن تعتذر لي أنت أيضا

التفت ينظر إليها لأول مرة منذ جلوسها قربه .
خفضت نظرها و هي ترفع معصمها الأيمن قليلا و تحركه في إشارة واضحة .
- أنا آسف ، قالها بجفاء و هو يعيد إغماض عينيه .
- و الكلام الذي قلته لي ؟
نظر إليها ببرود ليجمد محاولاتها للتقرب منه لكنها كانت ما تزال مسدلة جفنيها بتلك الطريقة التي تجعل من يراها يعتقد أنها بصدد عيش لحظات عاطفية لا تنسى .
و مرة أخرى عليه أن يعترف بأن فتنتها كفيلة لدى عدة رجال آخرين بأن تشفع لها و تخفي جميع عيوبها و لكن ليس عن عيني عقله هو طبعا .
هو يرى جمالها كقناع لا أكثر .
المشكلة الوحيدة هي أنه لا يفهم تماما الوجه الحقيقي الذي تخفيه خلف هذا القناع .
هل هي فتاة رخيصة فقط ؟ أم هي رخيصة و مريضة في ذات الوقت ؟
على العموم ليكتشف عليه أن يأخذ خطوة مختلفة .
اقترب منها حتى كاد يلتصق بها ، مد ذراعه الأيسر يسنده على أعلى مقعدها شبه محيط لها به ، أخفض صوته إلى درجة الهمس تقريبا و هو يسألها بحميمية :
- أخبريني فقط كيف تريدين مني أن أعتذر منك ؟

لاحظ أنها رغم تماسكها الظاهري إلا أنها انكمشت في مقعدها تبتعد عن لمسته .
جرأتها السابقة انقلبت فجأة إلى خجل بدا له حقيقيا .
- تستطيع أن تدعوني مثلا لشرب شيء ما ، تكلمت أخيرا بصوت خافت .

راقبها تخرج هاتفها تعبث به في محاولة مكشوفة لتبدو غير مرتبكة لقربه منها .
قابل أنواعا و أشكالا من الفتيات لكنه لأول مرة يقابل امرأة تخجل من كونها تخجل .
يبدو له أنها هي نفسها لا تعرف ماذا تريد .
أنا أيضا لا أعرف ما الذي تريدينه مني يا بنت الناس ، فكر بعمق .
لكني أعرف جيدا ما الذي تحتاجينه .
أنت تحتاجين قليلا من التربية و أنا الذي سأربيك .


…………………………


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس