عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-18, 09:14 PM   #5889

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل العشرون



بيت عائلة جوري .. قرابة وقت السحور

المطبخ



تقف جوري وسط المطبخ وهي تقشر بعض الخيار لتعد شطائر خفيفة للسحور ...

لم تكن في مزاج جيد لتعد سحورا افضل من هذا .. امها متعبة من مراعاة والدها طيلة النهار وطلبت ان لا توقظها على السحور بينما هي جوري تنتابها الكآبة ..

هذا اول رمضان تقضيه في بيت اهلها منذ زواجها من مهند .. وهذا يؤلمها .. يؤلم جانبا ضعيفا من كينونتها كأنثى تفتخر بكل ما تصنعه في حياتها ...

وبيتها الصغير مع مهند كان صنيعتها .. هي لمست كل جزء منه ووضعت فيه من روحها ...

لكن ليس هذا فقط ما يجعلها كئيبة ..

بل تلك الفتاة المراهقة التي تتعرض للضرب بشكل دوري من زوجها .. لتحضرها امها كالعادة الى مكتب المحامية ...

قلبها يوجعها لاجلها .. لقد أتت اليوم مع والدتها في دعوى جديدة لكن الفتاة بدت جامدة بشكل مؤلم وكأنها مستسلمة للموت..

قلبها انقبض بشدة لتجفل بغتة وهاتفها يرن !

نظرت للساعة وهي تشير للثالثة بعد منتصف الليل لتهرع للهاتف على الخزانة القريبة...

فتحت الخط سريعا حتى توقف رنينه كي لا يوقظ احد لتتساءل عفويا وبصوت خافت

" نعم ؟!"

فيأتيها صوت مهند ذائبا في النعاس وهو يسأل بعبث صبياني " ماذا تفعلين سومريتي؟"

تبتلع ريقها تأثرا انثويا رقيقا .. اصابع يدها الحرة تتراخى على حافة الخزانة وتطرق بارتعاش هناك ..

وبعيدا عن تأثيره عليها كأنثى فعليها ان تعترف انها قلقة بشأنه منذ ايام .. تراه غارقا في العمل ولا تكلمه الا نادرا ..

اكثر من مرة ارادت ان تعرض المساعدة لكنها تتراجع في اللحظة الاخيرة ..

عادت عيناها لتقرأا الساعة فتوبخه بهمس خافت " هل جننت يا مهند لتتصل في هذا الوقت والناس نيام؟ "

يضحك بنفس الصبيانية التي لا تليق الا به وحده ثم يقول بخفة " انت مستيقظة لا تكذبي علي .. انارة المطبخ مفتوحة .. "

تحولت عيناها بل كل رأسها ناحية شباك المطبخ وتقترب تلقائيا بخطواتها من الباب المطل على المرآب وتشرأب بعنقها تحاول التطلع للشارع من فوق بوابة البيت وهي تتساءل بعجب " انت ... هنا ؟!"

يضحك بخفة وهو يؤكد لها بتدلل حلو

" امممم .. انا هنا .. وانا... جااااائع .. ثلاجتي فارغة منذ ايام .. ومللت أكل طعام السوق .. هل يرضيك ان أصوم في الغد وانا جائع هكذا.."

عقدت حاجبيها وزفرت انفاسها بغير رضا وهي تقول له بتوبيخ جديد " كيف تهمل طعامك هكذا ؟! لا اعلم كيف كنت تدبر امورك عندما كنت عازبا وتسكن الشقة بمفردك.. في كل الاحوال هذا ليس عذرا كي تأتي الي في هذا الوقت .. كان الاولى بك الذهاب الى والدتك كي تطعمك .."

تمتم بعناد " لا .." ثم يضيف بصوت أجش مبحوح " اريدك انت .."

مؤخرا فقط اكتشفت ان طفوليته وعبثه الصبياني وتدللـه عليها هي احدى اكثر صفاته التي تجذبها اليه !!

لا تعلم اي غباء يجعل امرأة قوية مثلها تنجذب لهذا الدلال المغرور من رجل ..

تمتمت بغيظ " انت مجرد طفل تحب التدلل.."

ليمارس ضغوطه عليها وهو يتوسلها بصوته الناعس المبحوح " ارجوك .. انا جائع .. جاااااااااائع .. والشقة لا تطاق وهي خالية من البشر .. احتاج ونيسا معي ليلة رمضان .."

عرق في رقبتها البيضاء ينبض ...

وبكل غباء الانثى العاشقة فيها ترد عليه

" سأفتح لك الباب ..."






بعد ربع ساعة كانت تغسل بعض الصحون بينما تراقبه من طرف خفي وهو يلتهم الطعام بشهية مفتوحة .. في الواقع كان يلتهم الطعام كمن كان يتضور جوعاً ..

وقلبها الاحمق يتوجع لاجله رغماً عن أنف كبريائها ...

جففت يدها بمنشفة المطبخ وهي تقترب من الطباخ لتعد له الشاي بينما توليه ظهرها عن عمد لتحدق في الحائط الابيض امامها ..

تهمس لنفسها في توبيخ ضمني " ان كنتِ تعرفين هذا خطأ فلم فتحتِ له الباب ؟! "

فيأتيها رد من حيث لا تعلم وهي في حوار سري غير مسموع مع ذاتها

" لانك تريدين فتح الباب يا جوري .. لماذا لا تتنازلين قليلا ؟!"

تعقد حاجبيها وهذا الحوار الداخلي بين منطقتين متناقضتين داخلها يجعلها تغضب ..

حتى توشك ان تصرخ (كفى) .. !

بهذا العبوس تصب له الشاي وتستدير اليه لتضعه امامه على الطاولة بينما يرفع مهند وجهه اليها فيشكرها بصوت رقيق متعب

" سلمت يداك .. دوماً أكلتي المفضلة (اللحم بالبيض) ..."

ما زالت تقف قربه تشرف عليه بنظرة ساخطة ترققت تلقائيا مع كلماته ثم زاد من ترققها أكثر ذاك الاحمرار في عينيه المجهدتين..

اجفانه مرخية في تعب واضح .. ويبدو وكأنه سينام في جلسته على الكرسي ..

فقط تلك الابتسامة الصبيانية العابثة على وجهه من تجعلها تصمد امام سخافة ضعفها العفوي امام احتياجه لها ...

فجأة قال وهو يرفع كوب الشاي لفمه

" هل سأظل أتكلم بمفردي هنا ؟! ألن تحني علي ولو .. بكلمة ..؟! "

قالت وهي تميل نحوه قليلا في تركيز

" عيناك حمراوان وتبدو مجهدا .. بل مستنزفاً كليا .. لم يكن يجدر بك القيادة بالسيارة الى هنا وانا عاجزة عن اعادتك بنفسي في هذا الوقت.. كيف ستعود لشقتك ؟!"

رفع عينيه اليها قائلا في رجاء محبب " ربما كنت أُمني نفسي ان احظى ببعض النوم هنا.."

تحدجه بنظرة محذرة رافضة فيسارع ليضيف بنفس النبرة " فقط لساعة او ساعتين .. وعلى اريكة غرفة الضيوف .."

تتأفف جوري وهي تشعر حقاً بالتعب .. مسحت على جبينها وهي تقول ببعض الغيظ " انت لن تتخلَ عن اسلوبك في الضغط لتحصل على ما تشتهي ممن حولك .. ستظل دائما هكذا .. طفل مدلل مغرور ..."

يضحك مهند بصوت مرتفع قليلا فتسارع جوري لتضع اناملها فوق شفتيه وهي تنهره بالقول " اششششش .. ستوقظ امي .."

يلثم اناملها بفمه في عاطفة حارة عفوية قبل ان تسحبها جوري بحركة حادة ..

مشاعرها في قمة الانهاك .. حقاً منهكة ..

استدارت وهي تقول له بخفوت متوتر" غرفة عمر او غرفة بشار .. اختر واحدة منهما .."

ثم تلتفت اليه فتراه يحدق فيها بنظرة عميقة حملت الكثير من التعلق .. انها ليست غبية حتى لا تدرك انه يحبها حقاً ..

يخفق قلبها وهي تكز على اسنانها رفضاً !

قال اخيرا وكأنه يرحمها من تناقضات مشاعرها هذه " اظنني افضل غرفة عمر .."

وقف على قدميه وللحظة ترنح فهلع قلبها لاجله لكنه استند على حافة المنضدة حتى استعاد توازنه قبل يتحرك لتستدير جوري وتمضي مغادرة المطبخ ومهند يلحق بخطواتها..

في غرفة عمر جلس على حافة السرير بينما تبدل له جوري الوسادات ..

وحالما انتهت قالت له بصوت خفيض " تصبح على خير .. وضعت لك قدح الماء هنا الى جوارك .. اشرب منه قبل ان تغفو .. هل تريد ان احضر لك اي ملابس مريحة للنوم ؟"

كان يخلع حذاءه ثم اتبعها بحزامه ويرمي كل شيء ارضا بإرهاق واضح .. ثم اخذ يفك ازرار قميصه ليقول بنبرة خافتة وجادة

" لا اريد اي ملابس .. لكن اريد منك ان تفعلي شيئا مهماً لاجلي "

التفتت برأسها اليه بينما كان يخلع عنه قميصه فتسأله بعفوية " هل احضر لك شيئا آخر ؟"

رمى قميصه أرضا ايضا فتنحني جوري بحركة عفوية لتلملم اغراضه لكنه يمسك بمعصمها وهو يقول بهمس مبحوح " اتركيها .. تعالي اجلس جواري حتى أطلب ما اريد .. اشعر بالدوار من حركتك حولي .."

جلست جواره وتكاد لا تفهم ما سيطلبه الآن ! ارهاقه شديد ولولا هذا لشكت انه يسعى لتلاعب عاطفي معها .. ابتسم لوجهها وكأنه يدرك ما تفكر به فيقول بنفس الهمس المتعب " اريدك ان تبقي معي قليلا حتى اغفو .. في الواقع اريد النوم على صدرك .."

انتفضت واقفة لكن يده ما زالت متشبثة بمعصمها وهي تقول بانتفاضة انثى تقاوم قلبها " هل جائع لحنان هذه المرة ؟! اسفة .. ليس لدي هذا لاطهوه واقدمه لك .. اذهب لامك .. ستمنحك الكثير .."

لم تتغير نبرة صوته وهو يلامس معصمها بابهامه قائلا " جوري .. فقط عشر دقائق .."

تنظر اليه فتضعف أكثر وهي ترى جدية ما يطلبه لكنها تقاوم وهي ترد همساً

" ولا خمس .."

فيقول وعيناه المحمرتان تبدوان في قمة تأثيرهما عليها

" جوري .. انا جاد .. احتاج لهذا منك .. رجاء... احتاج لبعض الطاقة .. مرت علي ايام صعبة جدا في العمل .."

وسط الغرفة ذات الانارة الخافتة .. وهذا الجو المشحون بنبضات القلب المتسارعة .. وسط التعب والمشاعر المثقلة بالآهات .. في ماض وحاضر موجوع .. تنظر في وجهه وتكاد لا تصدق انها ... تصدقه ..

لم تبدي موافقة لكن مهند شعرها منها..

امسك بكل كفها وبكل سلاسة سحبها لتعاود الجلوس جواره .. انساقت خلف رغبته تلك لتجد نفسها خلال لحظات شبه ممددة على السرير المنفرد لاخيها ومهند يحاوط خصرها بذراعيه جاذبا اياه اليه ثم يميل برأسه ليتوسد صدرها ويغمض عينيه متمتما

" رمضان كريم حبيبتي..."

جسدها تلائم تلقائيا مع جسده واستكان في شوق لوليفه .. دفء جسده المألوف جعلها تنعم بذكريات حبها لك عندما كانت تبثه اليه وهو نائم غافل عنها ...سمعته يتنهد وهو يستسلم للنوم على صدرها.. ولا تعرف كيف حصل .. لكنها نامت هي الاخرى .. غفت واحلام تداعبها .. احلام انثى متعطشة لان تكون محبوبة .. بل معشوقة من رجل تعشقه.. وكأن الاحلام لم تبخل عليها فتسمع صوت مهند يهمس لها " اعشقك جوري.. اعشششقك....."




يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس