عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-18, 09:14 PM   #5890

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اليوم التالي .. مكتب مهند النعماني



يلامس بابهامه باقي اصابعه وكأنه يلامس شيئا وهميا يراه هو فقط بعيني خياله ...

عيناه تعيدانه لذكرى فجر اليوم وهو يلامس شعرها الاسود السارح على كتفيها ..

تلك الساعات القليلة كانت الجنة ..

هي جنتها التي طردته منها...

غادر حضنها وكأنه يخلع نفسه من نفسه ..

يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويردد في سره " تعقل يا مهند .. انت صائم .. لا تتهور.."

كانت مجرد همسة عبث غير جدي .. فحتى لو يكن صائما ولم يكن هذا صباح رمضان فلن يفعلها ..

يكفيه انه تدفأ بحنانها .. يكفيه انها ادخلته جنتها ولو لبضع ساعات قليلة .. يكفيه انه استيقظ على همهمتها مع اولى خيوط الفجر فلم تصبر شفتاه وهما تهمسان لشفتيها " اعشقك جوري.. اعشششقك.."

" انت مهند النعماني حقاً ! لا اصدق ..."

رفع مهند رأسه عن اصابعه ليخرج من خيالاته بينما ينظر للشاب الذي يقف عند باب المكتب ..

يقف مهند وهو يعقد حاجبيه قليلا في تركيز ليحاول التعرف على هذا الشاب الذي لا يصغره بالكثير ..

وجهه مألوف لديه لكن ذاكرته لم تسعفه ..

تمتم وهو يتقدم اليه مبتسما يمد يده مصافحا

" عفوا .. اعتذر لم اتعرف عليك .."

يغمز له الشاب ثم يرتفع حاجباه الحادان قليلا وهو يقول " لاني كنت مراهقا عندما رأيتني لاخر مرة في .. عزاء ... والدتي... قبل احد عشرة سنة .."

حتى اللحظة لم يستطع مهند ان يتذكره ليكمل الشاب قائلا

" انا رعد العبيدي اخو عصام صديقك وزميلك ايام الجامعة .. لا تقل لي انك لا تذكر عصام ايضا وايام الشقاوة .."

عندها فقط عرفه مهند آخذا اياه في الاحضان وهو يرحب به بحفاوة وحنين للماضي الجميل

" رباااه .. هل مضت كل تلك السنون سريعا ؟! كيف وصلت الي ؟ واين اخوك عديم الوفاء هذا ..؟"

ابتعد رعد قليلا وابتسامته تبرد على وجهه وهو يرد عليه " عصام مع زوجته واطفاله في استراليا .. مستقر هناك منذ سنوات .. .. مشغول على الدوام ومكتف بعائلته الصغيرة فقط .. انا نفسي لم اكلمه منذ .. عام.."

ادرك مهند ان علاقة الاخوين ليست على ما يرام فحاول تغيير الموضوع وهو يجر رعد من ذراعه ليجلسا على اقرب اريكة يسأله ببشاشة " كلنا مشغولون بحياتنا يا رعد .. لكن لم تخبرني حتى الان.. من اخبرك عن عنواني هذا ؟"

فيرد رعد بنظرة مبهمة " في الواقع انها مجرد صدفة .. كنت اسير في هذا الشارع اتنقل من مكتب تأجير وبيع العقـارات لآخر .. حتى وقعت عيناي على اللوحة المعلقة في الشارع اسفل المبنى ليحذبني اسمك عليها .. قلت في نفسي لا يعقل ان تكون انت ! لكني جربت حظي وحالما دخلت عرفتك على الفور.."

ثم يشاكسه بالقول " لقد ازداد وزنك يا رجل.. الفتيات لا يحببن البدينيين.."

يضحك مهند وهو يربت على بطنه ويقول

" يقولون (الكرش) علامة الثراء .. لكن لا تصدقهم ..."

يشاركه رعد الضحك ثم يرد عليه مواسيا بفكاهة " الحمد لله انك ما زلت وسيماً رغم كرشك الصغير هذا.."

ويطول الحديث البهيج وتحنو للذكريات لتمر ساعة او أقل بكثير حين سأل مهند بجدية

" حسن.. تقول انك كنت تبحث عن عقـار ؟ هل تريده للايجار ام الشراء ؟ "

أرخى رعد جفنيه وبدا مغلقا امام نظرات مهند المتفحصة ببعض الفضول ليقول رعد بهدوء غامض " اريده للايجار فلست واثقا بعد من استقراري هنا كما لا املك المال لاشتري.. في الواقع عدت مؤخرا من كندا واستضافني صديق.. ثم أجرت غرفة في بيت رجل عجوز وحيد.. لكني .. احتاج الانتقال الى مكان اخر في اقرب وقت.. مكان منفصل ويخصني وحدي .."

صمت للحظة قبل ان يواصل الكلام شارحاً مطلبه بنبرة عملية " احتاج ان اؤجر شقة سكنية صغيرة في حي جيد .. منذ وصولي وانا ابحث لكني لم اجد شيئا يناسبني حتى الآن .. كنت قد بحثت مع صديقي عبد الرحمن في حي (_) المشهور بمبانيه لكني للاسف وجدتها تغيرت كثيراً واصبحت قديمة مهملة في صيانتها "

يهز مهند رأسه موافقاً ثم قال " اجل لم تعد تنفع تلك المباني.. انت تعرف الشقق السكنية ليست محبذة عندنا ولا مرغوبة..الكل يفضل البيوت ..."

فسأل رعد وهو يرفع نظراته لوجه مهند " اذن ماذا تقترح ؟ لا استطيع ان اؤجر بيتا كاملا .. ليس لدي مقدرة مالية الا لتأجير مكان صغير وبسعر معقول .."

قال مهند مفكراً

" ربما ملحق تابع لبيت .. هناك بعض الناس تفعلها .. بالمناسبة .. هل انت اعزب ..؟ "

يرفع رعد حاجبه الايسر وهو يرد بعينين لامعتين عبثاً شقياً " اعزب جداااا "

يضحك مهند وهو يقف على قدميه قائلا

" هذه ستكون مشكلة يا اعزب .. انت تعرف اننا محافظون هنا .. والمؤجر الاعزب ليس مرغوباً على الاطلاق .."

يرن هاتف المكتب الارضي فيقف مهند ويتحرك نحوه ليرد على زبون .. وحالما انهى المكالمة القصيرة سأله رعد ببعض الحيرة

" اذن ماذا يفترض ان افعل ؟!"

يرد مهند وهو يتكئ على حافة مكتبه

" سنجد حلا .. لا تقلق .. امهلني بعض الوقت وسأحاول ان اجد لك بديلا .."

ثم يبتسم مضيفاً بدعوة " سنفطر اليوم معاً "

لكن رعد يعتذر وهو يقول " اليوم لن ينفع .. العجوز سيخاصمني جديا ان لم افطر معه اول يوم رمضان .. دعنا نؤجل دعوة الافطار ليوم آخر .."

لم يخفِ مهند فضوله وهو يتساءل " ان كنت تحبه هكذا اذن لماذا ستتركه ؟ اراك مرتاحاً معه .."

يعود رعد لغموض مرح وهو يرد بمراوغة

" ربما لاني شقيّ اكثر مما يتحمله قلبه ! وهو لا يستحق مني ان اتعبه اكثر .. "

احتفظ مهند بابتسامته ولم يعقب بشيء لكنه شعر ان رعد له اسباب اخرى ..

ثم عادت به الذاكرة الى وجه رعد المراهق وتعابيره الجامدة في عزاء امه ..

يذكر جيدا عندما احتضنه مُعزياً ولم ينطق رعد بكلمة..!







يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302...l#post13538326...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس