عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-18, 09:20 PM   #102

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

عندما وصلوا الى العاصمة... كان المساء قد حل واجسادهم قد أُرهقت من الجلوس الطويل في مقعد السيارة... حجز معاوية غرفتين في الفندق... وغاب عن انظارها بعد أن تعشوا ودخل إلى غرفته.... لم يزرها النوم هذ الليلة كما توقعت... بل شعورها بعدم الارتياح كان طاغيًا على أي شعور آخر... فتسللت من سريرها بهدوء حتى لا توقظ سناء التي تمكث معها بنفس الغرفة.... وخرجت إلى الشرفة الصغيرة تشم بعض الهواء..... تأملت أضواء المدينة التي امتلأت بها الشوارع.. والسيارات التي لا تزال تجوب العاصمة على الرغم من الوقت المتأخر.... هذه هي العاصمة...... المدينة التي لا تنام.... لطالما كانت تفضل العيش بالمدن البسيطة أكثر من العاصمة أكثر... فهي فعليًا منذ وفاة والديها وانتقالها من العاصمة لبيت عمها لم تزرها كثيرًا... وحتى عندما كانت تشعر بالحنين لوالديها وتريد زيارة قبريهما لم تضطر للسفر بحكم وجود القبرين بنفس المدينة التي يقطن بها عمها نفسها.... مسقط رأس والدها .....
والبيت الذي كانوا يعيشون به أخبرها عمها انه باعه بنفس سنة وفاتهما ووضع المال بحسابها...... وهكذا اي صلة لها بالعاصمة قد قـُطعت.... وهي أكثر من مرحبة بذلك.... فأهل والدها يعيشون بجانب بيت عمها وأهل والدتها يعيشون خارج البلاد حتى من قبل أن تولد...
أحيانًا... بل في كل الأوقات تحمد الله على أنها كانت صغيرة عند وفاة والديها... لم تكن بسن ناضج ليستوعب ذهابهما... ولا أن تشعر بكمية الألم الذي سيخلفاه من بعدهما.... كانت صغيرة وطفلة عندما استشعرت غيابهما ولكنها وجدت العوض فوراً.... لتكبر بين الاحضان الدافئة والحنونة دون افتقادها..... هذه نعمة لا يملكها الكثير...

رنة هاتفها جعلتها تجفل قليلًا ثم تسرع للداخل لترد عليه.... اسم معاوية كان يتوسط الشاشة... دهشت فقد ظنته نائمًا الان... فهو على العشاء كان بالكاد يفتح عينيه..... فتحت الخط وهي تتحرك عائدة الى الشرفة قائلة بتساؤل :
" معاوية... ألم تنم؟؟.."

صوته كان ناعسًا وهو يرد :
" بلى.. نمت ساعة واستيقظت فجأة منزعجًا... اعتقد هذا من تغيير المكان.... وانتِ ألم تنامي..."

استندت على الحاجز الحديدي قائلة بتعب :
" لا... لم أستطع انا أيضًا..."

" اجبري نفسك... فغدًا وراءك يوم طويل في السوق... انا متأكد ان سناء لن تترككِ الا وقد اشتريتِ كامل السوق..... "

ضحكت بخفوت ثم التفتت برأسها لتتأكد بأن المعنية بالحديث ما زالت نائمة لتعود وتقول بطاعة :
" حسنًا...."

" شمس.. "

اعتدلت واقفة بمجرد سماعها لنبرته الجدية بندائه لاسمها وهمست :
" نعم.... "

قال بنفس جديته :
" أ مازلتِ متخوفة بعض الشيء من زواجنا القادم..."

فاجئها بل باغتها باتيانه على سيرة هذا الموضوع... وهي التي لم تفتحه ولم تقوله لأحد.. بل كان مجرد شعور طفيف بالخوف والتوجس.... كيف عرف... من قال له..... ابتعلت ريقها وقالت نافية بانفعال :
" اي خوف... من قال لك بأنني خائفة... "

" شمس حبيبتي.... لا داعي لكل هذا الانفعال.... انا فقط اريد ان اناقشك... إذ أنني أبدًا لن افعل ما يزعجك أو يثير مخاوفك.... لذا اريد ان اعرف ليس إلا... فإن كنتِ لستِ مستعدة بعد بامكاننا تأجيل الزفاف..."

تراخت بمسكتها للهاتف... مذهولة من كمية البساطة التي شرح بها الموضوع... لم يبدو منزعجًا أو نزقًا كما كانت ستظن إن عرف عن هواجسها... ومع هذا كل ما تفكر به لا يمكن أن يجعلها تؤجل الزفاف... كل ما تشعره مجرد هواجس فتاة مقبلة على الزواج لكنها بطبيعتها الخجول تخجل أن تفصح عنهم..... ابتسمت ابتسامة رقيقة وقالت بخجل :" ليس لدرجة ان نؤجل الزفاف.. لا تقلق علي معاوية... انا بخير..."

قال بتشكك :
" حقًا...."

همهمت مؤكدة ثم همست بنعاس :
" حسنًا لقد أصابني النعاس فجأة سأذهب تصبح على خير...."

" شمس..."

هذه المرة كان ندائه خافتًا بنبرة دائمًا ما تحمر لها وجنتيها لتهمس هي أيضًا :
" نعم... "

أطلق نفس حار شعرت به وكأنه يلامس اذنها ليقول بعدها بصدق خالص :
" انا احبك...."

وكعادتها عندما تجد نفسها بذات الموقف ردت باغبى ما يمكن أن يخرج منها :
" شكرًا.... اوووه اقصد...."

مسحت جبينها بكفها وهي تسمع انطلاقه بالضحك لتغلق الهاتف بوجهه بحركة منفعلة وكلها يتورد حياءً ثم تمتمت :
" يا لغبائي...."

ما لبثت أن تحول الاحراج الذي تحس به... إلى احساس بالحب يغمرها من رأسها إلى اخمص قدميها....احساس جميل... ورقيق.... ونقي لا تشوبه شائبة....

********************
بخطوات مترددة بطيئة كانت تخطو إلى داخل تلك الشركة الكبيرة....رهبة مجهولة تنتابها... ورغبة واضحة أن تعود حيث كانت... إلى بيت عمها الذي كان أول من ساندها لتذهب إلى مقابلة العمل.... فهو فور أن أخبرته بعد يومين كانت تجلس بهما لا تفعل الا الصمت والتفكير...بأن هناك شركة تريد أن تقدم بها للعمل ابتهج جدًا و وافقها بل وشجعها كثيرًا.... وقفت بغتة واخرجت من حقيبتها البطاقة التي أعطاها اياها ذلك الرجل... عامر... نعم عامر...
نوعًا ما يغمرها الحرج فهي آنذاك لم يخطر على بالها انها بالفعل ستتقدم للعمل بالشركة.... ربما لا يقبلونها.... وربما نعم....
مسحت وجهها ثم تقدمت هذه المرة بإصرار للداخل... توقفت عند مظيفة الاستقبال لتدلها على المكان حيث ستجري المقابلة فهي قد اتصلت بهم قبل أن تأتي... وعندما وصلت للمكان المطلوب كان هناك أكثر من شخص ويبدو انهم قادمين لنفس الهدف.... مسدت على بنطالها الرسمي وجلست بمقعد منزوي تنتظر دورها... وشردت بل غابت عن ما حولها...
بكل ما يحصل معها... وبكل الذي حصل... إنها حائرة... عاجزة ولا تعلم ماذا تفعل الان.... مقابلتها مع خالتها جعلتها أكثر تخبطًا وأكثر خوفًا..... إنها تغذي نفسها بالأمل طوال الوقت.... لكنها رغمًا عن انفها مرتعبة للغاية... تتمنى أن تمر الأيام بلمح البصر وتجد نفسها بالنهاية مع ابنة خالتها بدون اي أوجاع وذنوب.... لكن الوقت يمر بطيئًا بشكل مدمر لأعصابها... فلم تجد غير الوظيفة لتشغل نفسها بها...
ابتسمت بضعف وهي تتذكر موقف قديم... قديم جدًا... لها ولماريا وهما بعمر صغير...

كانت ماريا تقف مختصرة أمامها بقامتها القصيرة وشعرها الأسود المنثور بنعومة على وجهها بينما تقول لها بصوتها المتلعثم الطفولي :
"لماذا تبكين..."

رفعت رأسها المسنود على ركبتها وقالت بصوت باكي :
" لا شيء..."

رفعت ماريا حاجبها واقتربت منها لتقف أمامها قائلة بعناد :
" بل هناك شيء... أخبريني..."

وقفت ومسحت وجهها متمتمة :
" لم أحصل على علامة جيدة.... انا كسولة..."

أمسكت ذراعها قائلة بدهشة :
" هذا السبب فقط.."

اومأت وهي تهدر المزيد من الدموع بمبالغة الأطفال لتعانقها ماريا وتهمس بإذنها وكأنها تفشي بسر :
" وانا أيضًا... لكن لا تخبري ماما.... حتى لا توبخني... اتفقنا..."
ابتهجت عندما شعرت أن هناك أحد ما يشاركها" الجريمة".. ثم وضعت اصبعها السبابة أمام فمها مؤكدة....

توسعت بسمة افنان ثم ما لبثت أن تقلصت وهي تتذكر ان بنفس اليوم كانت شاهدة على توبيخ خالتها لماريا بسبب العلامة.... ودت لو تخبرها انها لم تفشي سرها.... لكنها وكما دائمًا كانت خائفة... ضعيفة وخائفة...

" آنسة افنان علي.... آنسة افنان..."

انتفضت من مكانها وهي تهتف :
" انا هنا..."

نظرت لها المساعدة بجمود وقالت بعملية :
" دورك... بإمكانك الدخول..."

تأكدت من ملابسها ومظهرها ثم أخذت نفس عميق تمد نفسها بالثقة وتوجهت حيث أشارت المساعدة.... إلى المقابلة...
.............
" حسنًا... سنتصل بكِ بعد يومين ونخبرك إذا تم قبولك أو لا... بإمكانك الذهاب... تشرفنا"

ألقت التحية باحترام ثم خرجت تزفر نفسًا متعبًا...فهي تكره هذه المقابلات وما تشعره من توتر حينها... نظرت لقدمها المحبوسة بكعب طويل المها بشدة ومشت الهوينا إلى الخارج.... وفجأة لم تشعر الا واحد يسحبها من ذراعها بحركة قوية لتشهق متفاجئة وتلتفت له إلا أن الكلمات التي نوت أن ترميها بوجهه طارت من على لسانها وبقيت صامتة مجفلة من رؤية هذا الرجل مرة أخرى....
نظر لها عامر مضيقًا عينيه وتساءل :
" آنسة افنان... أنتِ آنسة افنان صحيح؟.."

فتحت فمها وتمتمت بشحوب وهي تسحب ذراعها من يده ببطء :
" سيد عامر... كيف حالك.. سعيدة برؤيتك مجددًا..."

انفرجت اساريره بابتسامة واسعة ورد بلباقة :
" انا بخير.. وانتِ كيف حالك.... اعذريني .. لقد تفاجأت من رؤيتك
هل ألمتك... "

حركت رأسها نافية وهي تمسد على ذراعها :
" لا مشكلة... انا بخير..."

" بالمناسبة... ما الذي أتى بكِ إلى هنا... "

شتتت نظراتها بعيدًا عنه وهي تجيبه ببعض الخجل :
" لقد كنت بمقابلة عمل هنا... شكرًا لك... احتاج ان اعمل هذه الفترة ووجدت بطاقتك التي أعطيتني اياها فلم أرغب بتفويت الفرصة..."

لم يرد إنما شملها بنظراته الغامضة مما اربكها فتحركت خطوة للخلف وهي تردف مودعة :
"عن اذنك انا سأذهب الان... إلى اللقاء.."
واستدارت خارجة الا انه ناداها بهدوء :
" آنسة افنان... "

اغمضت عينيها ييأس قبل أن تفتحهما وتعود لتستدير له بابتسامة مرتجفة :
" نـ.. نعم"

" تشرفنا بكِ بشركتنا..."

همت بالرد عليه لكنه اومأ بتحية وولج إلى الداخل تاركًا اياها بدهشتها من هذا الرجل الغامض.... الغريب...
همست بحيرة وهي تراقب ظهره المبتعد شيئًا فشيئاً :
" لكنني لم أُقبل بعد بالوظيفة... "

يتبع...


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس