عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-18, 09:21 PM   #103

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

" هل أعجبك الحفل... أم لم يكن على ذوقك.."

تقبل منها كأس العصير بشكر خافت وابتسم يقول بهدوء مجامل :
" بالطبع أعجبني.."

وقفت بجانبه تتطلع للأجواء حولها ببعض العنجهية وهي تستطرد :
" لماذا لم تجلب طفلك معك... كنا سنعتني به..."
خفتت بسمته واستدار لها ببطء وعلى وجهه نظرة متسائلة... فهو لم يخبرها بأن لديه طفل.... هل تقصت عنه.... عند هذا الخاطر عاد ليبتسم... ورد عليها :
" سيكون الان قد نام... شكرا لكِ.."

اكتفت بنظرة هادئة قوية ثم التفتت على يمينها وقالت بحماس :
" اه... ها هي ابنتي ماريا... لأعرفك عليها..."

نظر لحيث أشارت.... فوجد فتاة محجبة بفستان فضي هادئ وحجاب وردي تبتسم بأناقة وتسلم على الموجودين بينما تسير بجانبها امرأة خمن انها بالأربيعينات من عمرها...
" ماريا... تعالي يا ابنتي..."

دون أن يشعر جسده تحفز واشتد وهو يراقبها تسير نحوهما وعرج خفيف يكاد لا يلاحظ يسيطر على مشيتها.... لكنه رآه تحت نظراته المتفحصة....
وقفت أمامه ليـُصدم نوعا ما وهو يجد نفسه وجهًا لوجه مع الفتاة الكفيفة...
" هذا السيد وليد.. من الأشخاص الجدد الذين سنتعامل معهم بالشركة.... وهذه ابنتي ماريا..."

رفعت رأسها وكأنها تخمن بأنه طويل القامة وقالت بأدب :
" أهلًا بك... تشرفنا بوجودك معنا..."

اومأ برأسه وقال بصوته الخشن:
" لي كل الشرف..."

اضطربت ابتسامتها قليلًا ثم استأذنت وابتعدت عنهما ولم يخفِ عنه بأنها لم تتكلم مع والدتها ولو بحرف... التفتت له السيدة علياء قائلة :
" عن اذنك الان.... خذ راحتك... "

اكتفى أيضًا بالإيماء لها وعينيه... ورغمًا عنه...كانتا تتابعان الفتاة أينما ذهبت... بوقفتها الصامتة الهادئة... وهمسها وهي تبتسم مع رفيقتها التي لاحظ انها تتبعها لأي مكان... كانت مختلفة شكلاً وتفصيلًا عن والدتها... فلا هي تملك النظرة الجامدة ولا الابتسامة المبتورة... ولا هي بنفس الوقت منزوية على نفسها.....
لا يعلم لمَ أعطى نفسه الحق بتأملها بل وبتحليل شخصيتها... لكنه لن يستطيع أن ينكر بأنها ضربت وترًا حساسًا بداخله... وتر الوحدة
قطب حاجبيه وهو يتابعها تخطو بتمهل للشرفة الكبيرة في زاوية الصالة الأكبر منها... لتتوسع عينيه باستغراب وهو يرى التحاق ما عرف انه زوج اختها بها .... قاوم رغبة كبيرة بأن يتبعهما واطرق برأسه قابضًا على كأس العصير بيده.... لا يمكن لظنه الان ان يكون صحيحًا... لا يمكن....
................

" الجو جميل صحيح.."

لم تأخذ وقت حتى ميزت صوت زوج شقيقتها فهزت رأسها وهي تجيب :
" أجل..."

شملها مصعب بنظراته وهي تتأمل ما حولها بسكون ليتردد قبل أن يقول بحرج :
" اعتذر لكِ بالنيابة عن مايا..."

جمدت وتعلق بصرها بنقطة وهمية لعدة ثواني ثم قالت تخفي ما يعتمل بداخلها :
" عن ماذا بالضبط....؟"

تنحنح واشاح برأسه لينظر أمامه :
" عما حصل... مايا لم تقصد بالتأكيد أن تجعلهم يتكلمون عنكِ... حتى أنها رفضت أن تأتي اليوم لأنها خجلة منكِ... "

" وهل تظن أنني حزينة لما قالوه... لقد سمعت نفس الكلام كثير من المرات ولم أعد طفلة لأتأثر به...."

قال بترقب:
" إذاً..؟
لفت وجهها ناحيته وابتسمت ابتسامة مشعة لم تخطئ عينيه كذبها وقالت :
" قل لها بأنني لست منزعجة منها أبدًا... وان تكف عن الاختباء... ان هذا أمر تافه ولا يستحق"

رفع ذراعه ومدها ناحية كتفها بهدف التربيت عليه... لكن كفه وقفت بنصف الطريق واهتزت أصابعه بتردد ليضمها ككقبضة ويرجعها خائبة لمخبئها في جيب بنطاله.....وهتف بمرح ليغير الأجواء :
" هل تعرفتِ على السيد وليد.. "

هزت رأسها بالإيجاب ليسألها بخفوت وهو يحدق داخل عينيها :
" وكيف وجدتيه..."

ضحكت ورفعت كتفيها علامة عدم المعرفة فبقي صامتًا يحدق بالحلم المتجسد امامه... يحلم به كثيرًا ولكن لا يتحقق.... مهما حلم وتمنى وابتهل.... لا يتحقق... ولا يذيقه الراحة...

همس بنبرة محترقة :
"ماريا..."

كانت ما زالت تضحك وهي ترد عليه :
" نعم...؟"

" تبدين جميلة هذه الليلة.."

على الرغم من شعور عدم الراحة الذي انتابها بشكل مفاجئ الا انها ردت بخفوت :
" شكرًا لك..."

وقف باعتدال ووضع كلتا يديه بجيبيه وقال بهدوء :
" سأدخل الان.."

عادت لترتكز على حاجز الشرفة وهي تفكر بمصعب... لماذا يبدو غريبًا اليوم بشكل مبهم.... لا تدري...
لقد بدأت تمل من أجواء الحفل ككل مرة.... ترغم نفسها على الحضور وتظن انها ستستمتع لكن ينتهي الأمر بها... وحيدة... بشعور نبذ تكرهه
ورغم كل ذلك... لن تجعل نفسها تـُهزم... ولا أن تقع.. مهما حدث....

اخترق عقلها الصوت الخشن الذي سمعته قبل قليل والذي ينتمي للسيد الوليد.... فرد جديد ينضم لرجال الأعمال الذين تعرفهم والدتها.... فرد جديد استشعرت هالة الغموض حوله فور أن عرفتها والدتها عليه... وتتمنى أن يكون شعورها خاطئ هذه المرة... كما لم تتمنى من قبل..

**********************
تعترف أن السوق في العاصمة مختلف كليًا.... به كل ما تريده ولم تجده حيث تعيش... ولأول مرة تتجرأ وتأخذ راحتها بالشراء.... شراء الكثير من ملابس... عطور... أحذية... وما ساعدها هو وجود سناء معها التي تعتبر سيدة سوق من الطراز الأول.... لكن بعد مرور ساعتين بدأت تشعر بأن قواها استنزفت تمامًا.... فجلست عند إحدى المقاعد وقالت وهي تنهت :
" يكفي لهذا اليوم... دعينا نذهب..."

تخصرت سناء وقالت باعتراض:
" الآن!!!.. لم ننتهي بعد.."

أشارت بكفها بتعب ولم ترد عليها لتزم سناء شفتيها وتجلس بجانبها مردفة :
" حسنًا... سأتصل بمعاوية... لقد أخبرني أن اتصل به فور أن ننتهي ليقلنا..."

انتابها الخجل لكنها ردت بهدوء :
" حسنًا.... "

رمقتها سناء بنظرة ماكرة وهي ترفع الهاتف لاذنها بينما تشاغلت شمس بتفحص الأكياس بيدها عن عمد....
" ها هو بالطريق.. لننتظره خارجاً أفضل..."

لم تعارض وسارت معها حتى اصبحتا خارج المجمع التجاري ولم تكد تمر ربع ساعة ولا وكانت سيارة معاوية امامهما..... استغربت طوال الطريق تهجم معاوية.. بل إنه لم يفتح فمه بكلمة ولم يلقِ عليها إحدى ابتساماته حتى وصلوا الفندق فانتظرهما وهم بأن يذهب لكن اوقفته شمس :
" معاوية انتظر قليلًا...."

سبقتها سناء للداخل بينما هي وقفت عند النافذة المقابلة لمقعده وقالت بقلق :
" ما بك معاوية... ماذا حصل.."

التفتت لها بابتسامة متصنعة وقال بحيرة :
" ما بي؟...انا بخير..."

نفت بهزة من رأسها وتمتمت بقلق متزايد :
" لا تراوغ... أخبرني... انا قلقة.. "

مد ذراعه وامسك بكفها وقال يطمئنها :
" كل ما في الأمر ان هناك بعض المشاكل بالعمل وأثرت على مزاجي.... لا تقلقي حبيبتي كل شيء سيكون بخير..."

منح كفها قبلة ناعمة ثم ودعها وانطلق بسيارته لتنظر أثره ببعض الخوف لا تملك إلا أن تشعر به.... انتفضت عند سماعها اسمها ينطلق من صوت رجولي غير مألوف لها :
" شمس... "

استدارت بتوجس لتتوسع عينيها وتطلق شهقة تزامنت مع رجوعها خطوة مرتعبة للخلف...

نهاية الفصل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس