عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-18, 02:52 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

-6-
تزوجت وهماً
دخل كورد ومايسي بهو الفندق واتى من يهتم بهما ويحمل حقائبهما وكانت الانوار الساطعه تغشي البصر مما ابهر عيني مايسي..وتقدم رجل صغير الجسم، يرتدي بذله سوداء رسميه مادا يده مرحبا:
" مسيو باكلير، سيدتي!اهلا بكما في باريس..وتهنئتي القلبيه مسيو، والى المدام الجميله.انه شرف لنا مسيو باكلير ".
رد كورد عليه بفرنسيه طليقه، وحاولت مايسي ان تفهم ماقاله.فلاحظت ان كلامه اصبح اكثر حده عندما طرح على المدير سؤالا.فتجهم وجه الرجل..وبدا عليه الشك، ثم قال:
" كيف؟لكن لا!مستحيل...تلقينا برقيه بالامس ".
واستدار الى مكتب الاستعلامات، ليخرج ورقه، نظر اليها كورد متجهما.واخذ المدير يتمتم بكلمات الاعتذار..استدار كورد نحو مايسي ليمسك بمرفقها ويتنحى بها جانبا..قائلا بصوت متوتر:
" مايسي! ".
" ما الذي حدث؟الم يتلقوا برقية الحجز؟ ".
" بلى..لكن الحجز تغير ".
نظر الى حيث كان المدير يدور حول نفسه بقلق، ثم تحرك يحجب وجهها عن نظر المدير، واخفض صوته :
" مايسي..ارجوك صدقيني..يجب ان تثقي بي.لقد حجزت جناحا بغرفتين لكن بطريقه ما تغير الحجز بعد ان تلقى الفندق برقية لتغييره البارحه ".
" برقيه؟..لست افهم ".
" فكرة احدهم للمزاح كما اظن ".
" لكن من يكون؟الا يمكن التغيير؟ ".
فهز رأسه :
" يبدو ان الامر مستحيل..فنصف الفندق مغلق للتصليحات التي لا تنتهي قبل الربيع.وهناك مجموعه كبيره حجزت ما تبقى هذا الصباح ".
انزعاجه وغضبه كانا ظاهرين، فلم تشك مايسي بكلامه.تنفست عميقا وامسكت بكم سترته وهي تبتسم :
" ارجوك كورد..لا تهتم..لابأس بما حصل..نستطيع تدبر امرنا..ارجوك.انا واثقه ان غرفه واحده ستكون جميله ومريحه ".
تردد قليلا، ثم قال بعصبيه ظاهره :
" اتظنين انني...".
فقاطعته بثبات :
" لا..بالطبع لا.والان قل له انني سعيده..هيا ".
للحظات برقت عيناه بما يشبه الاعجاب، واستدار الى المدير :
" حسنا...زوجتي سعيده بهذا ".
تهلل وجه المدير، وانارت وجهه الشاحب ابتسامه فرافقهما حتى المصعد منحنيا لهما، فامسك كورد بذراع مايسي وتقدما نحوه.
كانت الغرفه من اجمل الغرف التي شاهدتها في حياتها..سقفها تزينها قناطر مزخرفه رائعه..في طرفها الاخر ابواب مرتفعه تؤدي الى شرفه تتطل على منظر جميل..فيها صندوق مزخرف بالحفر سطحه من الرخام، الخزانة كبيره تناسب حجم الغرفه، لها ابواب من خشب الورد ثبت في داخلها مرايا طويله.السجاده اثريه زهرية اللون مزينه بالزهور..في طرف الغرفه باب يقود الى حمام كبيرارضه من الرخام، ومغطس ضخم له قوائم كانها مخالب....
وعبر باب اخر غرفة جلوس صغيره فيها طاوله مغطاة بشرشف ابيض عليها بعض الطعام وبعض الشراب وضع فيه الثلج ليبرد.كانت الزهور تحيط بمايسي من كل الجهات مما ابعد عنها شبح الشتاء وقسوته :الغردينيا، الورد، السوسن، والتوليب بألوانه المختلفه..نظرت للطرف الاخر من الغرفه، ثم اشاحت بوجهها..ثم اعادت النظر:هناك السرير، يحتل المسافه الاكبر من الغرفه، فاحمر وجهها وعاد التوتر اليها.كان السرير عريضا، مغطى باغطيه بيضاء مطرزه، عليه وسائد كبيره مربعه مزينه بالشرائط المخرمه.جانبه الاعلى عند الرأس اثري قديم من الخشب المحفور،تمثالان لطفلين ملائكين يمسكان بسنابل من الخشب المحفور بين ايديهما الصغيرة ويطلان بحياء من الزوايا..ستارتان من "الدانتيل"الابيض تتدليان فوق الرأس.انه سرير الزواج..سرير للعشاق..وليس للنوم.استدارت مايسي نحو النافذه تنظر ما خلفها، منتظره خروج المدير والحمالين.
بعد خروجهم، خيم الصمت للحظات..وشاهدت صورت كورد في الزجاج يقف محدقا بها.فاستدارت لتلتقي عيونهما.
فابتسم لها ابتسامه ساخره :
" اسف مايسي.ان ما خططته كان اكثر تحفظا ".
فجف حلقها، ووجدت صعوبه في النظر اليه:
" ارجوك..لايهم.لكنني لا افهم..كيف حدث ذلك؟ثمه خطأ في البرقيه،ايمكن ان يكون الحجز لاشخاص اخرين !".
فهز رأسه :
" اوه..لا..ليس هناك خطأ، اعلم من هو المسؤول عن هذا ".
حدقت به بعينين واسعتين :
" ليو؟..ولماذا؟ ".
" لاسباب عديده، ومن الافضل ان لا نتحدث عنها ".
" لكن...".
" ارجوك مايسي.ليو يحب اثارة المشاكل..فلا تأبهي..اكان هناك ما اساءك اليوم مايسي؟ ".
ردت بسرعه وهي تتفحص تعابير وجهه.
" لا..لا..ابدا.الكنيسه والمراسم..كل شيء كان جميلا...لقد ازعجت نفسك كثيرا..".
فابتسم :
" قلت لك انني احب الطقوس ".
ارادت ان تسأله:حتى الطقوس التي لا معنى لها؟او لا تحمل اي نوع من الحقيقه.
ما من فائده في طرح هذا الموضوع الان..لكنه اعجبها كل ما مر عليها اليوم.الجدال والمراره سيزيدان الامر سوءا.وبدأت تحس بشئ اخر يعتمل في قلبها، تريد ان تشرح له ما احست في الكنيسه،عن ذكريات،عن الماضي الذي يحضرها بقوة كلما كان قربها.وكادت ان تتكلم، لكنها لاحظت ان وجهه تغير،وقال:
" يدك..ماذا حدث ليدك؟ ".
فسحبت يدها بسرعه وراء ظهرها :
" لا بأس بها ".
لكنه اعاد الامساك بها.
" كيف حدث هذا؟انها مليئه بالكدمات..".
" انت فعلت هذا ".
" انا؟ ".
" عندما كنا نمسك السكين لنقطع قالب الحلوى..لكنها بخير..حقا..ولا تؤلمني..".
وامسكت ذكرى قوته السريعه بقلبها..واحست ان معرفتها بهذه القوة تفتح شيئا ما بينهما كأنه تجويف مظلم ضخم.فاحست نفسها تغرق وتغرق فيه..لكنه ضعيف ايضا..انها تحس بهذا الان، في عينيه، في اللطف المفاجئ، والقلق الذي لفهما.وسمعته يقول :
" مايسي..انا. . . ".
وتنهدت بعمق قبل ان يغرقا في عناق طويل.وفي اللحظه التاليه كانت بين ذراعيه، واحست بالرغبه تتفجر في داخلها.
فالتصقت به مغمضة العينين لا تسمع سوى نبضات قلبها وقلب الرجل الذي اصبح زوجها.واغمضت عينيها، ولم تعد ترى شيئا او تعرف شيئا،اوتعي اي شيء ما عدا احتضانه لها وضغط جسده عليها.كل احساساتها تجمعت في احساس واحد.فسمعت من خلال جسدها ضربات قلبها،وشاهدته..هذا الرجل الذي اصبح زوجها..من خلال عينين مغمضتين، شاهدت اعماق نفسه، واحست انهما شخص واحد..ما وراء التساؤل، ما وراء القلق.
لم يدم ذلك طويلا لان كورد تراجع عنها ووقفا قريبين، اعينهما مثبته في بعضهما، يربط بينهما ما هو ابعد من الكلام..وكانت ترتعش فلم تقدر على الكلام، وتوقعت منه ان يعاود التقرب منها فلم يفعل..فقط امسك يدها التي تحمل خاتم الزواج وقبلها..فاحست بالدموع تحرق عينيها، وان لديها الكثير لكي تقوله..لكنه ترك يدها، وتراجع، وكأنه يتعمد قطع ما كان بينهما منذ لحظات.
" مايسي..انا اسف جدا ".
فنظرت الى يديها، مخفيه وجهها عن عينيه :
" انا..زوجتك ".
وعلى الفور وجدت نفسها نادمه لانها لم تكن تريد قول ذلك، وساد صمت قصير قطعه قائلا :
" اجل..انت زوجتي، كما اتفقنا واشترطت انت بكل دقه.وليس في نيتي ان ادفعك الى اكثر من ذلك خاصه في الضروف الحاضره.ولا تظني انني خططت لكل ما حصل دون علمك ".
" اعلم..ولا اظن بك سوءاً ".
" اذن انت جديره بالثقه والاطراء ".
اطراء حمل لهجه مغايره لعله الاتهام..فاستدارت مايسي بائسه، وتقدمت نحو النافذه، حيث رأت اضواء المدينه المتلألئه المترامية امامها، اسندت رأسها على الزجاج.فاحست بالارهاق والتعب..وتمنت لو كانت وحدها كي تستطيع النوم او البكاء بحريه..فتسرب القلق الى قلبها لكنها بقيت صامته..
" اخبريني..هل انت من دعا ليو الى الحفله اليوم؟هل قلت له الى اين نحن مسافران؟ ".
فاجأها السؤال فواجهته بعنف واستنكار .
" دعوته؟لا!لم اشاهد ليو، ولم اتكلم معه..منذ سنوات ".
" حتى هذا اليوم؟لكنك كنت سريعه في الكلام معه ".
" ماذا؟ ".
فهز كتفيه قائلا وهو يتجه الى غرفة الجلوس :
" لا يهم..اتودين شيئا تأكلينه؟ ".
" لست جائعه..اود النوم ".
فرد بصوت بارد :
" افعلي ماشئت ".
ترددت مايسي قليلا فضحك.
" ستكونين بأمان..لن المسك فلا حاجه لك للقلق ".
" لكن اين تنام انت؟ ".
" لا انوي النوم..تصبحين على خير مايسي ".
ولم يضف شيئا ودخل غرفة الجلوس واقفل الباب.في الفراش اغمضت عينيها..انها ليلة عرسها، واحست بالدموع الساخنه على خدها البارد، تتدفق من تحت جفنيها المقفلين.لسوف يحطمها كورد...انها مسألة وقت..وغطت في النوم.
حلمت بفنكوفر، بذلك اليوم المشمس والسماء الزرقاء الصافيه..كانا في المراعي..خلف المنزل،حيث الحقل مفروش بالاف الزهور الصغيره.كان ذلك في فصل الصيف، حيث يستطيع المرء ان يرى اللسان الطويل الداخل في البحر حيث تتدافع الامواج الى اعلى الصخور عند ارتطامها بها..كانا وحدهما..لكن طالما كانا كذلك حتى بوجود الاخرين..عيناهما وتفكيرهما كانا يعزلانهما عن الجميع.
احست يومها،في ذلك الصيف ان حياتها بدأت لتوها..وامتدت امامها، كما نور الشمس الذهبيه اللامعه..واحست ان مستقبلها هو كورد..انها الان تستلقي على ظهرها فوق العشب غير بعيد عن الخراف التي ترعى حولهما، تحس بالدفء، دفء بعد ظهر يوم صيفي فوق جفنيها، كورد كان يداعب شعرها، فوق العشب، والزهور و"البافيه"ذات الزهور الزرقاء...قال لها ذلك اليوم الاخير من سعادتهما القديمة:
" رائحة شعرك كرائحة الخلنج ".
لم تدر كيف استيقضت..لكن نهاية الحلم كانت قاسيه فبقت تائهة للحظات مابين الواقع والحلم..وحين لامست واقعها احست بالسعاده تقفز هاربه من قلبها وكأنها الرمال المنزلقه من بين الاصابع.
تمطت،وتحسست السرير من حولها وكانت الغرفه مازالت مظلمه الا من نور ضئيل تسرب من النافذه يبشر بنهار جديد. . .
لقد تزوجت ذكرى..قديما بدا لها كورد قريبا جدا منها حتى ان كلا منهما كان يعرف نوايا الاخر دون كلام.ولم يخطر ببالها قبلا ان تتسائل عن نوعية هذا التفاهم، ولا ان تصرف النظر عنه او تفكر كم كانت يافعه،او لتكتشف ان الكلمات لايمكن لها ان تمحيّ الحقيقه التي احست بها..انه الحب الاول..حب المراهقه..لقد استعادت ذكرى كل شيء الان..لقد احبت كورد..لكنه الان رجل اخر:بارد متحفظ، لايمكنها الاقتراب منه، ولا فهم اعماقه.
وتنهدت..لا فائده من التفكير بالماضي.لا فائده من ترك الامور لتأخذ طريقها كما جرى ليلة امس..ولا فائده من الاحساس بالمراره والكراهيه.انهما هنا، وباريس جميله!واحست بثوره من التفائل لهذه الفكره..فهي، كما ادركت مندهشه، لا تريد ان تكون في اي مكان اخر.فهذا اليوم، وهذه المدينه الساحره بانتظارها في الخارج..فازداد خفقان قلبها.
سمعت طرقا خفيفا على الباب، ودخلت خادمه الى الغرفه تحمل صينيه:
" بونجور مدام! ".
وضعت الصينيه على الطاوله، لتدرك مايسي على الفور انها جائعه..الفطور لشخص واحد.فشكرت الخادمه التي انسحبت مبتسمه.وتناولت مايسي الصينيه لتضعها امامها وتبدأ
بالاكل وهي ترمق باب غرفة الجلوس قلقه..ما من صوت صادر من هناك..فجأه احست بالندم العميق..لقد نامت، حلمت، واستيقضت نشيطه، ثم تناولت الفطور..فماذا عن كورد؟
في تلك اللحظه فتح الباب، ودخل.حدقت به بارتباك، وراحت تتدثر بالاغطيه بحركه عفويه فابتسم وتقدم في الغرفة..بدا منتعشا، حليقا، نظيفا، انيق الملبس.يحمل بين ذراعيه الكثير من العلب التي رماها فوق الكرسي دون تردد وكانه يقوم بعمل بطولي،اقفل الباب وتقدم منها وانحنى ليقبل رأسها مستوضحا :
" هل نمت جيدا؟انا استيقظت باكرا ".
تناول بعض القهوه بابتهاج، ثم جلس الى حافة السرير متناسيا ما حدث بينهما ليلة امس.نظرت اليه، شيء ما في عينيه جعلها تبتسم:
" اظنني نمت افضل منك..ماذا فعلت؟اين نمت؟على الارض ام على احد المقاعد الطويله ".
فضحك:
" على المقعد.لكنه لم يكن مريحا.وانت يبدو انك نمت بدون ازعاج ".
احمر وجهها، وقد تذكرت حلمها، فابتسم متابعا :
" لقد راقبتك هذا الصباح..دخلت الى الحمام وغيرت ملابسي، ولم تنتبهي..نظرت اليك مدة طويله ولم تتحركي ".
" هذا امرغير منصف! ".
" ابدا..كنت تبدين جميله ".
اشاحت بنظرها عنه بسرعه.ثم ترددت قبل ان تقول :
" اذا لم يستطيعوا اعطائنا غير هذا الجناح..فلا يمكنك قضاء الليل في المقعد المخصص للجلوس..وليس للنوم ".
فرفع حاجبه ساخرا :
" اتعنين انه يمكنني الانضمام اليك في الفراش.يجب ان نضع شيئا يفصل بيننا، كما كان يفعل الفرسان فيما مضى.اليس هذا هو الحل؟ام نكتفي بالوسائد.طبعا هو سرير واسع..سنجد حلا دون شك ".
ووضع فنجان القهوه فوق الصينيه ووقف.
" والان..انت تريدين التفرج على باريس كما قلت بالامس..اذا اشرقت الشمس سيكون اليوم جميلا، بالرغم من برودته..هل انت مستعده؟ ".
فابتسمت.
" جوله سياحيه؟من الواضح انك تعرف المدينه جيدا ".
" بما يكفي..لطالما كنت هنا بمفردي..وسأتمتع بوجود شخص اخر لاطلعه على معالمها ".
" مارأيك بعد نصف ساعة؟ ".
فابتسم واستدار نحو الباب، ثم توقف :
" على فكره..كم حقيبه معك؟ ".
" اثنان، وواحده صغيره ".
" هذا ما ظننته..يبدو انهم لم يرسلوا لنا سوى واحده.لقد اتصلت بالمطار،فلا تقلقي،سيجدونها لك، هذا مايحدث دائما.اكان فيها اشياء نفيسه؟ ".
" لا..بل ملابس قديمه..لايهم ".
" حسنا..فكرت انك قد تحتاجين لشئ، فخرجت واشتريت لك بعض الاغراض، قد لا تهمك، ولكنها هناك ".
قبل ان ترد فتح الباب وخرج.فجأه احست بإثاره مجنونه غبيه، وكأنها الطفل ليلة الميلاد..لم يقدم لها احد من قبل مثل هذه الهدايا.بأصابع مرتعشه فتحت العلب، وازاحت الاوراق الناعمه التي تغلفها، وجلست على عقبيها..مذهوله..يبدو ان كورد اختار لها الاشياء التي كانت ستختارها بنفسها لو انها كانت تملك المال الكافي لشراء مثلها..علبه مليئه بالقمصان الحريريه، واخرى من افخر الكنزات، واغلى انواع الكشمير.وحقيبة يد من افخر الجلود.وعلبه اخرى للملابس الداخليه الرائعه المطرزه تطريزا يدويا، واخيرا فستانا من اجمل الفساتين عاجي اللون بالاضافه الى ستره اجمل منه.
حدقت مايسي بكل ما امامها غير مصدقه..كان هناك علبه رقيقه لا تزال مقفله، مصنوعه من الجلد..وبيد خائفه مرتجفه، فتحتها، وحبست انفاسها.في الداخل، وفوق مخمل اسود عقد ذهبي من اجمل ما وقعت عيناها عليه..كان قديم الطراز، من الكهرمان المثبت الى الذهب، والكهرمان هو من لون عينيها.وضعته حول جيدها باصابع مرتجفه، ونظرت في المرأة، فرأت الاحجار الكريمه تلتف حول عنقها وتضفي عليها جمالا غامضا، لا مثيل له.
واسرعت بتهور تفتش بين العلب..لابد ان كورد قد وضع فيها رساله.لابد ان يكون هناك مذكره ما، بطاقه ما..اي شيء.لكنها لم تجد شيئا..ثم وجدتها..شاهدتها داخل العلبه الجلديه الصغيره التي كانت تحتوي العقد، بطاقه صغيره بسيطه تقول:الى زوجتي..من كورد.
لا شيء غيره..دون تاريخ، دون عواطف، دون اثر او كلمه..هذا كل شيء.
بسرعه،انحنت لتلتقط الفستان الكريمي اللون وترتديه، ثم وضعت فوقه الستره المناسبه له.لابد ان كل هذا كلفه الكثر.يجب عليها ان ترفضها وان لا ترتديها، لكنها استسلمت لاغرائها مكتشفه ضعفها الذي طالما انكرته على نفسها ومن جهه ثانيه خافت ان يغضب كورد ان هي رفضت هداياه.
رقصت عيناها فرحا حين رأت صورتها في المرآة،فضحكت مداعبه العقد الكهرماني المذهب المتلألئ امام النور، فغمرتها سعاده عارمه وسارعت تصفق الباب خلفها وتنزل السلم،وحذاءها يطقطق على الرخام الابيض
فوجئ بها.فوقف حيث كان يجلس خارج المقهى.لاحظت محاولته اخفاءمشاعره، الا ان السعاده كانت تضيء عينيه.لكنه لم يقل شيئا، بل جذب لها الكرسي لتجلس، وامسك بيدها،ثم التفت يستدعي الساقي.
" قهوه؟ ".
فهزت رأسها..ثم جمعت شجاعتها ووضعت يدها فوق يده.
" كورد..لم احظ بهدايا جميله رائعه مثل هذه في حياتي...اشكرك ".
" ارجوك..انها لا شيء.انا سعيد انها اعجبتكِ..انها..".
وصمت برهه واطلق لعينيه العنان متأملا جيدها الذي يطوقه العقد، ثم شفتيها، فعينيها واكمل:
" انها رائعه عليك ".
فابتسمت رغم جفاف الاطراء وعيناها ترقصان.
" وهي تناسب مقاسي كما ترى..تناسبني تماما ".
واخفضت عينيها واكملت بحياء :
" كل شيء ".
فتقوست شفتاه بابتسامه..فسألته ملتويه :
" كيف عرفت مقاسي؟..معظم الرجال تنقصهم الخبره في المقاسات..وخاصه..".
فمال نحوها،وعيناه تسخران منها بكسل :
" حسنا..لدي ذاكره ممتازه.وفي المحل كانت البائعه بنفس مقاسك. . ".
وجال بنظره عمدا نحوصدرها ثم خصرها النحيل وتابع بخبث :
" وحجمك..انها فتاة جذابه..".
" اوه..حقا؟ ".
فضحك.
" لا..في الحقيقه.كانت بشعه وفي الستين من عمرها.لكن عندما شرحت لها الوضع تفهمته جيدا، وساعدتني.لقد وصفتك لها..بتفصيل لا بأس به..وهذه هي النتيجه.والان..للاسف لدي عمل اقوم به ونحن هنا.لكن في الاسبوع المقبل، لدينا عطله يومين، وانا تحت امرك.ماذا تريدين مشاهدته؟المتاحف، معارض الفن، الكنائس، برج ايفل، قوس النصر، الاسواق، الليدو..؟ ".
فضحكت واجابت بسعاده:
" احب ان اتجول في المدينه، اتفرج حبا بالاكتشاف...ثم اود الذهاب الى مونمارتر والى اكاديمية الفنون..هناك رسومات نصحني مايك ان اتفرج عليها ".
" حسنا..موافق.سنسير، ونرى اين تقودنا اقدامنا.بعدها نتناول الغداء ".
ظلا جالسين في المقهى يشربان القهوه ويتحدثان حتى اشرقت الشمس لتبدد برودة الصباح.فنظرت مايسي حولها بأبتهاج..ولم تجد الكثير من الناس في الساحه امامهما، فالوقت مبكر لوجود الكثير من السائحين.
وامسك بيدها ليقودها عبر الشوارع المشرقه باشعة الشمس..وسارا جنبا الى جنب متشابكي الايدي، لساعات طويله لم تحس مايسي فيها بأي تعب..وكان كورد الافضل والاكثر تفهما من اي دليل سياحي في العالم.في طريقهما كان يشير الى المزيد من الاماكن الشهيره والابنيه الاثريه، والنصب التذكاريه،والقصور الملكيه، يسرد بعضا من تأريخها..لكنه لم يحجز حريتها، تركها تستكشف ماتشاء،في الشوارع الواسعه والحواري الضيقه على قدم المساواة.
عند الظهر رحلا الى حي مونمارتر الشهير، فتوجها ليتعرفا على الفنانين الذين يرسمون في الشوارع، المكان الذي حدثها عنه مايك، حيث توقفت تحدق في كل شيء لفتره طويله..لكن ما لفت نظرها اكثر كان لوحه فنيه رائعه لسيده تحمل طفلها تنظر اليه نظره جعلت قلب مايسي يرتجف، وعلى وجهها دلائل الاهتمام والقلق...لاحظ كورد هذا وقال:
" اظن انني عرفت لماذا تهتمين بهذه الصوره ".
" لقد حدثني عنها مايك، واكد على ضرورة تأملها لتستفيد منها النساء خاصه ".
" ربما...".
واشاح نظره عنها محافظا على تحفظه من جديد، ولحقت به لكنه لم يكن ينظر الى اللوحات من حوله..بعد قليل، احست ان مزاجه تغير من جديد، فامسكها من مرفقها ليقودها بسرعه عبر شوارع صغيره جانبيه لترى نفسها فجأه في ساحة واسعه تلتقي فيها وتتفرع عدة شوارع،وفي ظل كنيسة مونمارتر تمكنا من رؤية السين والتله التي يقع عليها فندقهما.والى الجهه الاخرى دخلا مطعما صغيرا جلسا فيه الى طاوله تحت شجره فقالت له ممازحه:
" انت تعرف باريس حق المعرفه ".
" ابدا..لكن عملي غالبا ما يأتي بي الى هنا ".
فتمطت، وقالت متحسسه دفء الشمس على وجهها:
" اليس الطقس جميلا؟انه كطقس الربيع، كان الطقس باردا عندما غادرنا كندا ".
" لكنه الربيع هنا..او يكاد.والطقس سيبدأ منذ الان بالتغير.بحلول نيسان سيصبح دافئا...".
" لكن نيسان هو اقسى بروده عندنا ".
فضحك :
" ليس في فرنسا ".
احضر النادل الطعام اللذيذ.فتناولاه وهما يتحدثان، الى ان طرح سؤالا :
" هل عملت مع مايك لفترة طويله؟ ".
" لخمس سنوات..منزلك قريب من معرضه..والغريب اننا لم نلتقي قبل الان ".
" صحيح..هذا عجيب..لكنني غالبا ما اكون مسافرا...ولدينا الكثير لنعوض عنه كما اظن ".
احست بالخجل فقالت مرتبكه:
" ليس لدي الكثير لاخبرك عنه ".
" اوه..انا متأكد ان لديك الكثير..انها عشر سنوات..اين كنت خلالها يامايسي، ماذا حدث لك خلالها؟ ".
" القليل جدا..بعد وفاة امي..عشنا مع عمتي كارلا لبضع سنوات، وسافر ابي الى الشرق الاوسط لفتره، ثم عاد الى ايطاليه ولم نعد نراه كثيرا...تركت المدرسه،تدربت على السكرتاريا..ثم توفيت عمتي وتركت لنا القليل من المال.فاشتريت الشقه التي نسكن فيها وسكنت ابيغال معي، بعدها عملت مع مايك في معرضه.وهذا كل شيء ".
" الم تفكري مطلقا بالزواج؟ ".
" لا ".
ساد صمت قصير، تراجع في كرسيه الى الوراء، واحتسى قليلا من قهوته، ثم قال :
" تولت مؤسسة ابي رعاية اموالك..المال الذي تركته لك عمتك اليس كذلك؟ ".
فهزت رأسها:
" لطالما كان والدك كريما جدا ولطيفا معنا، انا وابيغال ".
تهدج صوتها لعلمها انها بدأت تطرق موضوعا خطرا، لكنه لم يلاحظ هذا،نظرت الى وجهه بقلق، وقالت :
" اسفه جدا لما حصل لوالدك..اهو..بخير الان؟ ".
فرد بصراحه دون تأثر :
" لن يعيش طويلا..انها الذبحه الصدريه..والاطباء حددوا له فترة سته اشهر ".
" اوه..كورد.كم انا اسفه ".
امسكت بذراعه،لكنه هز كتفيه :
" هكذا افضل.منذ وفاة امي، لم يعد يرغب في الحياة، على ما اعتقد،لقد تصالحا فيما بعد كما تعلمين ".
" اجل..عرفت هذا.لقد اخبرتني عمتي كارلا قبل ان تموت.هل كانا سعيدين؟ ".
" من؟ ".
" والداك..قبل ان يلتقي...".
" تعنين قبل يلتقي بامك؟ ".
صمت قليلا ثم تنهد، واكمل بصوت تلاشت الحده منه:
" كنت صغيرا، ولا افهم الاشياء.الا اذا كان هناك بعض الثغرات، داخل الزواج..اضافه الى ان امك لم تكن تقاوم..كانت جذابه لدرجة تفطر القلوب.وهذا ما جعلها لا تقاوم، لشدة جمالها.والجمال دائما يكون خطيرا، ووالدي كان الطف الرجال وارقهم احساسا..ولا اظن انه استطاع مقاومتها ".
نظرت اليه بصمت، تعرف ان عليها الدفاع عن امها، لكن ما الفائده..كل ما قاله كورد صحيح.وعادت الى الاطراق..فأكمل :
" الغريب كيف ان زوجان مثل والديك انجبا فتاة مثلك ".
" انا لست كأي منهما كورد! ".
مد يده يمررها على شعرها الكثيف، حيث اخذ يداعبها..ثم قال بخفه :
" الست مثلهما مايسي..اتساءل؟ ".
وعرفت تماما مايفكر به، لكن الكبرياء منعها من الاجابه.وقفت صامته فدفع كورد الفاتوره..وانطلقا مجددا باتجاه الفندق.ما ان وصلاه حتى كانت اعصابها على وشك الانهيار..واحست بانها اذا لم تتكلم على الفور، او لم تشرح موقفها فستجن.انها لا تحتمل ان يعاملها بهذه الطريقه..تارة تكون في قمة السعاده، قريبه منه..وتارة؟لماذا تزوجها..لماذا؟لماذالا يتركها وشأنها؟لماذا يستمر في تعنيفها؟
في المصعد وقف ملتصقا بها..احست بانفاسه ناعمه على بشرتها..دون ان يلمسها احست انه يرسل لها كلمات ابعد من اية لغه..نظرت الى عينيه المظلمتين..فأدركت انه بالرغم مما يقول، وينكره على نفسه..يرغب بها..يريدها، وبالحاح عنيف.فتحت ابواب المصعد، فامسك بذراعها وجذبها خلفه بسرعه، عبرالممر، فتح الباب، ادخلها، اقفل الباب دفع المزلاج.اخذت نبضاتها تتسارع، وتصاعدت في نفسها مشاعر ملحه لم تقو على مقاومتها.
جذبها بخشونه ليحتضنها بين ذراعيه، فحبست انفاسها بصرخه حاده وهي تحس بانسحاق جسدها عليه، ثم قال لها بأنفاس متقطعه :
" والان مايسي..لا تقولي شيئا..يجب ان يتم بيننا هذا... ".

****


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس