عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-18, 02:53 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

-7-
شيطان الظلام

استفاقت مايسي بينما كورد يحتضنها ويغط في نوم عميق...فبقيت مستلقيه هكذا لفتره، تسمع من بعيد الاصوات المتناهيه عبر النوافذ..لقد حل المساء..نظرت الى وجه كورد، بعد ان نزع النوم عنه كل قناع واحست بقلبها يدور..لقد احبته، ولا زالت تحبه، وستبقى تحبه دوما..ادركت هذه الحقيقه الجميله، وبدت رقيقه في اعماقها،فاعطتها دافعا للفرح..كانت تعلم انه لا يحبها، وذلك ليس كافيا لكي تعاني وتتالم لانها تتقبله دون تردد..لقد حصلت الان على ماتريد،وهي تحبه، وهذا يكفيها...
كان لايزال مستغرقا في نوم عميق عندما تسللت من حيث كانت تستلقي فوق السرير فاستفاق وامسك يدها متأملا وجهها..فابتسمت له والفرح السري يملأ قلبها..ثم همس:
" اريدك مايسي..ياحبيبتي! ".
وجذبها الى الفراش مره اخرى.فيما بعد قال لها:
" اتودين الخروج للعشاء؟ ".
" لا كورد ".
" ولا انا..ساطلب العشاء الى الغرفة ".
" نعم كورد ".
" هل انت دائما مطيعه هكذا؟ ".
" نعم كورد ".
" سأجرب هذه الطاعه فيما بعد..لقد اصبحت زوجتي مايسي..فقوليها لي..اريد سماعها منك ".
" انا زوجتك كورد ".
وكادت تقول له اكثر،لكنها لم تفعل..بل ابقت سرها لنفسها وهي تحتضنه..فهكذا افضل، اكثر امنا، واحست بالراحه في كتمانها.
في الصباح،تناولا الفطور معا.فهو الان لا يطيق ابتعادها لحظه عن ناظريه.ثم وقفت تراقبه وهو يرتدي ملابسه، فأخافها قليلا لانه عاد الان كما كانت تشاهده من قبل:مرعبا، متحفظا، بعيدا، ورجلا غير الذي كان ينام بقربها كل الليل.لكنها قاومت هذه المشاعر، لانها سخيفه.
تقدم منها كورد وهي تنتظره ليجذبها نحوه ويقبلها.وكأنما احس بخوفها..فاحتضنها فأحست بالامان من جديد، وسيبقى حلما جميلا ذلك العالم السري الذي عاشاه ليلا!بينما هو يرتدي سترته، رن جرس الهاتف، فقال متبرما:
" انزلي انتِ..لن اتاخر، وسألقاك في البهو ".
في البهو، كانت الشمس تتدفق من النوافذ، انه يوم رائع.
" مدام باكلير ".
ولم تستدر فورا، فهي بعد لم تألف الاسم، لكنها رأت المدير يتقدم نحوها مبتسما وهو ينحني بالتحيه.فابتسمت له قائله:
" نهار جميل اليس كذلك؟ ".
" بل رائع سيدتي..ارجوك، لدي برقيه لكِ ".

" لي انا؟انها لكورد دون شك...".
" لا سيدتي..انها لك ".
قدم البرقيه لها على طبق من فضه فأخذتها منه...كانت من والدها..فحدقت بها مذهوله..كيف عرف مكانها؟حدقت بالكلمات:
" احتاج الى المال بالحاح.الا تستطيعين المساعده؟ ايمكن ان اقابلك في باريس؟..والدك ".
احست فجأة بالغضب..لقد اعادت المال الذي اخذته ابيغال الى كورد، قبل الزواج..فاخذه منها ببرود وصمت.ولم يبق معها سوى بضع مئات، معظمها الان على شكل شيكات سياحيه..استدارت الى المدير:
" ايمكنك تحويل بعض المال الى روما..اليوم؟ ".
" طبعا مدام..من دواعي سروري ".
بسرعه، اخرجت الشيكات لتوقعها وتعطيها للمدير، وكتبت عنوان مصرف والدها في روما على بطاقه صغيره.
" ارجوك.يجب ان ترسلها فورا..مع هذه البرقيه المستعجله ".
اخذت عن طاولة مكتب الاستعلامات ورقه مخصصه للبرقيات وكتبت:
" المال سيصل اليوم..وليس لدي المزيد.ارجوك ان لا تاتي الى باريس..مايسي ".
انحنى لها المدير مبتسما ثم اختفى..واختفى المال معه..نفذ كل ماتبقى من ارثها.احست وكانها تخلصت من الماضي، وحررت نفسها.عندما انضم اليها كورد، كانت تقف في الخارج تحت اشعة الشمس، وفرحتها تماثل سعادتها.قال لها:
" نحن مدعوان الى حفله.صديقه قديمه لي كنت محاميا لزوجها منذ سنوات..انها الاميره"دوفان"، لديها قصر على نهر المارن خارج باريس، وتريد مقابلة زوجتي..انها عجوز الان، لكن قويه، وقصرها مذهل،واحب ان تريه ".
فابتسمت له:
" احب ان اذهب معك..متى؟ ".
" الليله..ولكنها حفله تنكريه في الثياب الفرنسيه التقليديه.ولن تبدأ الا في وقت متأخر..".
" وكيف عرفت الاميره بوجودنا هنا؟ ".
" اوه..لست ادري ربما عبر المكتب الذي اعمل به هنا ".
انطلقت بهما السياره المستأجره باتجاه فرساي..ما ان وصلاها حتى كانت الساعه قد قاربت الظهر..وبدا لهما قصرها الشهير من بعيد هادئ، لامع تحت ضوء الشمس الساطع...
سارا بين حدائق القصر يتمتعان بما حولهما بصمت...الى ان وصلا كاتدرائية القصر..من الداخل كانت بارده مظلمه..جدرانها واعمدتها الرخاميه الرماديه تبدو دائما كأنها مغسوله بالماء على مر العصور...
المكان كله حزين ومتجهم..واحست بالسرور عندما خرجا يتمتعان بنور الشمس.اخذها كورد الى مطعم قريب.جلسا الى طاوله خارج المطعم..تطل على الحدائق، ومن بعيد بدا لهما قصر لوتريانو الكبير والصغير حيث اعتقل الثوار ماري انطوانيت الشهيره ليسلموا رأسها الى المقصله..سمعته بعد قليل يقول لها بنعومه:
" هل كنت تظنين ان هذا سيحدث لنا مايسي؟ ".
التفتت اليه، بعد ان فهمت تماما ما يعنيه..ولم تستطع ان تكذب:
" انني دائما..كنت اعرف ان هذا قد يحدث ".
" انا كذلك ".
بدا لها ان مابينهما دقيق جدا ويجب ان لا تثقل عليه..فلو قالت حقيقة حبها له، فقد ينفر منها..ومن الافضل ترك الامر على ماهو عليه. وقال لها:
" جئت الى هنا من قبل..منذ خمس سنوات، وتناولت الغداء على نفس هذه الطاوله، وكنت وحدي..وفكرت بك مايسي ".
تنفست بحده، لكنها لم تقل شيئا..ثم اكمل:
" لكن ذلك لم يكن غريبا.فلطالما فكرت بك، طوال عشر سنوات ".
" فكرت بي بلطف ام بحقد ".
" كنت اكرهك احيانا.اذا كان هذا قصدك ".
احست بالالم..فادارت وجهها..فسألها:
" الم تحاولي مطلقا الاتصال بي خلال العشر سنوات هذه؟ ".
كان هذا سؤالا يحمل شيئا من الاتهام، والتقت عيناهما رغما عنها تتذكر الرسائل التي كتبتها ثم مزقتها..وكم مره هرعت الى الهاتف وهي تجلس وحدها محاوله الاتصال به، ثم تراجعت.لكنها ردت:
" لا ".
" هل فكرت مره بفانكوفر..؟ مايسي لا تنظري الى البعيد..اجيبي على سؤالي، اللعنه عليك! ".
" لقد فكرت..ويجب ان تعرف انني فكرت ".
احست بعينيها غارقتان بالدموع، لكن وجهه ازداد صلابه:
" فكرت بليو..كما اظن ".
حدقت به بحيره وارتباك:
" ليو؟كورد، انا لم افعل هذا،ولماذا افكر به؟ ".
" كنت اعتقد ".
حدقت به مذهوله..لماذا يستحوذ ليو على افكاره؟لماذا يذكره الان..وهما سعيدان؟
" لست افهمك ".
" بل تفهمين جيدا، الا اذا كنت مصابه بفقدان الذاكره.انت تعرفين تماما ماحدث! ".
بدا صوتها غريبا لها وهي تقول له:
" كورد ارجوك.لا اريد التفكير بكل هذا..ارجوك.واذا اردت التفكير،فسأفكر بك..".
امسك بيدها بشده، ثم وقف قائلا:
" سنعود الان ".
امسك بمرفقها بعد دفع الحساب، متوجهين نحو السياره التي كانت تنتظرهما..فقالت بصوت هامس تحاول تخليص يدها منه.
" ارجوك كورد، لا تمسك بي هكذا..اتركني ".
" لن افعل! اللعنه!اذا لم تتكلمي فسأبلغ الحقيقه بطريقه اخرى! ".
عندما وصلا الى الفندق كانت الشمس لاتزال مرتفعه لكن الافق كان متجهما بغيوم رماديه، وانوار البرق تلمع من بعيد.اخذ كورد يجرها عبر البهو صعودا على السلم دون انتظار للمصعد الى ان بلغا غرفتهما...حيث توقف فقط كي يقفل الباب بالمزلاج.واخذ يدفعها بخشونه نحو السرير احست بعدها به يدفعها الى الخلف،واصابعه تمسك بشعرها،فسارعت تغرز اظافرها في لحمه، وسمعته يصيح الما وغضبا، لكنه سارع الى الامساك بيدها ليرفعهما فوق رأسها وهي مستلقيه على السرير كي لا تعود الى خدشه.ثم سمعته يتمتم:
" سأخرج الحقيقه منك هكذا! ".
وبدأت تقاومه، وتقاوم الرغبه التي تصاعدت فيها.كان يتصرف معها كالحيوان.فكل حركاته كانت شرسه، ولم تستطع ان تقاومه فتعلقت به ملتزمه الصمت، ولم يدم حاله طويلا..فجأه، ابتعد عنها، ورقد صامتا، يحدق في السقف..بينما اخذت تراقبه بهدوء، دون تراجع او ثوره او حقد، بل برقه لم تعهدها في نفسها كانت تتحرك في اعماق قلبها.
فجأه تحرك، مستديرا نحوها، وقال بصوت منخفض متوتر وكأنه يكره نفسه:
" مايسي..هذا لم يحدث لي من قبل..سامحيني..".
" لا شيء يستدعي طلب السماح.كنت غاضبا..ورغبت بي...".
" انا ارغب بكِ دوما.اللعنه عليك!ماذا فعلتِ بي؟فرغبتي بكِ تتجدد باستمرار، انه نوع من السحر طغى على كل مشاعري ".
" وانا كذلك ارغب بك.حتى عندما..".
انحنى يهمس بكلمات لم تسمعها من رجل قبله واكمل:
" حتى عندما..شيء ما يضللني، يراوغني..ليس في جسدك بل في فكرك، في مشاعرك.وهذا ما يدفعني الى الجنون..مايسي..لماذا تزوجتني؟ ".
في هذا الوقت اصبح من الصعب عليها ان لا تقول له..لكنها ابتسمت له وقالت ممازحه بقصد الازعاج:
" لقد عقدنا صفقه! ".
" لكننا لم نلتزم بشروطها ".
" لا..لم نفعل ".
" لكننا ما كنا لنستطيع الالتزام بها..اليس كذلك مايسي؟ ".
" كان يمكنك الالتزام ".
" كاذبه ".
جذبها الى صدره مجددا..وكان الظلام قد غمر الغرفه الا من نور خفيف تسلل من خلف الستائر..فلم تعد تدري اذا كان الوقت ليلا ام نهارا..كل ما احست به ان العالم كله قد تقلص ليصبح هذا الفراش...احست بان طعم دمها في العروق اصبح كالعسل..يضج بحب لا يمكن لغير كورد ان يجعله حقيقه لمجرد لمسه منه..وقالت لنفسها:ليس هناك سوى هذا العالم...ولا عالم غيره.
عندما استغرقا في النوم فيما بعد، فحلمت بذلك الصيف في فانكوفر..بعد ظهر ذلك اليوم..بالشمس، بالعشب، بالقش، بالخلنج.
استيقظا عند الغروب ليستعدا للخروج.اخذها الى احد المجمعات التجاريه حيث تتلألأ الانوار ويزدحم الناس..
الجو لا زال يهدد بعاصفه...وتجولا في المحلات، كي يشتري لها فستانا، كما قال،لأجل الحفله:
" انها حفله تنكريه بالازياء الفرنسيه ويجب ان اشتري لك فستانا من هذا النوع ".
دخلا محلا يبيع ملابس اثريه مخمليه، كان المخمل فيه من النوع الفاخر ناعم الملمس.فارشدتها البائعه الى طريقة ارتدائه.
" هل اعجبك مايسي؟ ".
" طبعا انه جميل ".
" جربيه، اذا اعجبك سأشتريه ".
في غرفتها في الفندق جربته ثانية، وصاحت ببهجة الاطفال:
" انظر ياكورد!هل رأيت اجمل منه؟ ".
" لا..اتعلمين لماذا اخترته اسود اللون؟لأنه يذكرني بك في اول مره زرتني فيها.اتذكرين؟ ".
" اجل..واذكر ماقلته لي.قلت انني امثل في الثوب الاسود...وانني احاول التظاهر...".
" بالاحتشام؟لكنني كنت على حق..لقد اخفضت عينيك، وبدوت شاحبه،ورقيقه، خدعتني. وللفرنسيين وصف لهذا:"الشيطان بلحمه وشحمه"...وانت تملكين من هذا قليلا يا مايسي ".
" وانت كذلك ".
فنظر اليها ساخرا:
" صحيح؟ ".
" لقد قلت لي..".
فقاطعها ممسكا بيدها:
" لقد قلت الكثير ذات يوم..وقريبا، تكملين ما تبقى..الان..حان وقت حفلة الاميره ".
وابتسم..صوته كان يخلو من الهم، حتى انه اثر فيها، فنفضت عن نفسها الاحساس الحزين.فامسك بيدها.
" هيا بنا..انت على وشك التمتع بأجمل تجربه فرنسيه.سترسل لنا الاميره سيارتها..تعالي..اريد لمجتمع باريس المخملي ان يتعرف على زوجتي! ".
من بعيد سمعا صوت الموسيقى، ثم خففت السياره سرعتها لتدخل تحت قنطرة حديديه مشغوله بالزخارف تستند الى عمودين ضخمين وتسير في طريق داخليه، ثم تقف امام جدران قصر معتمه، الجو يعبق برائحة زهور لم تتعرف على نوعها..فسارت مع كورد لتصعد السلم العريض..كانت الريح تشتد حدتها عندما بلغا باب القصر، فامسك بذراعها ليدخلها الى بهو واسع ثم الى غرفه ضخمه تكتظ بالناس، مضاءه من الاعلى بعشرات الثريات الكريستاليه القديمه..وجئ لهما بالشراب..اخذت تنظر حولها لتجد ان اثواب النساء كانت تلمع بالحجاره كأنها المجوهرات:الزمرد والياقوت والالماس.واختلطت رائحة الزهور بعطر النساء، وبرزت الاكتاف العاريه البيضاء تحت الاثواب الداكنه، وتحت سترات الرجال المرافقين لهن..هنا مجموعة فرنسيين..هناك مجموعة اميركيين، وهناك مجموهة المانيين.ترددت مايسي مذهوله امام الاناقه، فابتسم لها كورد مشجعا.
" تعالي من هنا ".
مرا عبر ابواب زجاجيه طويله الى باحه ضخمه مليئه بالاضواء المعلقه.في احدى جهاتها فرقة موسيقيه تعزف الحانها، وازواج يرقصون في الوسط فوق خشبيه واسعه تعلو الارض الحجريه.في الجانب الاخر طاولات طويله.مغطاة باقمشه بيضاء، مثبته بأكاليل من الزهور فوقها اشهى المأكل.
" كورد! ".
صوت عميق اجش، تعالى فوق صوت الموسيقى، وتوقف كورد...وقال ببساطه:
" انها الاميره ".
امسك بذراعها ليقودها الى الامام، فوقع نظرها على امرأة تقف امامها، تتأملها باهتمام.
كانت الاميره صغيرة الجسم كبيرة في السن، كبيرة بقدر مايستطيع المرء ان يصفها..ربما في السبعين.وجهها كان خليط من الخطوط والتجاعيد، اخفيت بعنايه وصعوبه بكثير من المساحيق والالوان..من الواضح انها كانت جميله يوما.كانت تلبس مجوهرات كثيره لم تر مايسي مثلها على امرأه من قبل:الالماس يتألق على شعرها، في اذنها وحول عنقها.يدها الرفيعه التي مدتها، كانت مثقله بالخواتم واحد منها بحجم بيضة العصفور.
" انت مايسي..كم انت جميله ".
امسكت يد مايسي في قبضه ثابته، ثم جذبتها اليها لتقبل خديها، وابعدتها عنها لتنظر الى وجهها بعينيها السوداوين.
" هل اعجبتك؟ ".
سؤال طرحه كورد وهو يقف قربها مكتف اليدين يراقب ما يجري بسعاده.فضحكت الاميره لكلماته:
" اعجبتني؟طبعا!ولا تزال طفله، لكنك ستجعل منها امرأه ناضجه ".
عادت الى الالتفات نحو مايسي بابتسامه:
" اذن..لقد اخذتِ كورد مني..وهذا شيء مهم ".
مدت يدها نحوه لتجذبه قربهما وتابعت:
" انا احب هذا الرجل مايسي...بعد ان اصبحت ارمله، تمنيته لنفسي لكنه اختارك انتِ..وعليّ الان ان امضي سنواتي المتبقيه وحيده..اترين كم انا وحيده ".
واشارت حولها الى جمهرة الموجودين، فأبتسمت مايسي، بعد ان اعجبت بالمرأة، والتي دفعت كورد بعيدا عنهما.
" ابتعد عنا الان كورد..اود التحدث الى زوجتك..اوه لا تقلق، سأقول لها كم انت مثالي، وكم نحن مدينون لك.والان اذهب..ودعنا وحدنا! ".
نظر كورد الى مايسي نظرة احباط، لكن كان واضحا ان الاميره تعني بكلامها ان تطاع.فاستدار على مضض، وعلى الفور تجاذب الحديث مع مجموعه قريبه فامسكت الاميره يد مايسي وسارت بها قائله:
" انا اعرفك ياعزيزتي،واعرف امك طبعا..الم يقل لك كورد هذا؟كانت امرأة رائعه!لكنها ليست مثلك مطلقا.اشعر انني اعرفك منذ زمن بعيد....
" منذ زمن بعيد؟ ".
" لقد اسأت فهمي...اعرفك من كورد، فنحن اصدقاء منذ مده طويله، ثمانيه او عشر سنوات، وربما اكثر.وانا موضع سره، واعرف كل شيئ عنك.وانا سعيده لكما..انه الحب الاول...الاقوى والافضل، لكن الناس يقولون لايدوم..هراء!ماذا يعرف الناس؟لا شيء!لقد التقيت بزوجي عندما كنت في الثانية عشره، كان زواجنا تقليديا.لكنني احببته...من يعلم متى تموت هذه الامور؟من يعرف اللحظه التي يتغير فيها القلب؟من بعده لم انظر الى رجل،مطلقا...".
نظرت الى مايسي مبتسمه:
" حتى ولا كورد..تقريبا ".
كانت الاميره تمسك يدها بقوه تضغطها بألم على الخواتم الضخمه..وصوتها يتدفق:
" هكذا انا سعيده لك صغيرتي، ولكورد كذلك..انا امرأه عجوز، لكنني رومانسيه، واحب النهايات السعيده..تجعلني ابكي ".
بحركه عفويه،التفتت مايسي تجيل بصرها بين الموجودين، فضحكت الاميره:
" اتبحثين عن كورد؟هذا طبيعي!اتركيني الان عزيزتي..سنتحدث فيما بعد.اذهبي الى هناك فقد تجدينه ".
" شكرا لك ".
ضغطت على يد العجوز، فالقت نظراتهما بتفاهم كامل، وهذا ما اعطى مايسي الشجاعه..سنبحث عنه الان لتقول له عن مشاعرها نحوه...ولن تستمر في الاخفاء.
فجأه شاهدته، فتوقفت في مكانها وقد تجمد الدم في عروقها.كان يقف عند مؤخرة الشرفه، يستند الى احد الاعمده، والى جانبه امرأه طويله، شعرها الاسود معقوص عند عنقها الطويل الجميل،ترتدي فستانا طويلا من الحرير الابيض الملاصق لكل خط من خطوط جسدها المتكامل...وكان رأساهما متلاصقين..ضحكت المرأه فجأه، ومدت يدها لتلمس شعر كورد.فاحست مايسي بغضب مرير، امسك قلبها بعنف لم تستطع معه الحراك.
من خلفها سمعت صوت رجل يقول:
" من الرجل الواقف مع باسكال؟ ".
فاجابته امرأه:
" انه ذلك المحامي المقرب جدا من الاميره..اليس كذلك؟ اسمه...باكلير..".
" هل هذا هو باكلير؟سمعت كثيرا عنه..لكنني سمعت انه تزوج ".
فضحكت المرأة وهمست بشيء لم تسمعه مايسي، وشهق الرجل.
" صحيح؟ اتعنين انه وباسكال...".
ابتعدت مايسي ووجنتاها تحترقان..تسللت بين الجموع لتجد مكانا هادئا بعيدا عن الموجودين...التفتت لتجد باسكال تقول شيئا لكورد مشيره الى حلبة الرقص، وبدا التردد على كورد،ثم ضحك وتقدم معها الى الامام يضم خصرها بذراعه.
لم تحتمل مايسي ما رأت..استدارت على عقبيها وهرعت بين الحشد، تبحث عن باب لتهرب منه، لانها لم تعد تحتمل سماع التعليقات الساخره.
في نهاية الشرفه، لمحت ممرا مظلما، خاليا فدخلته على الفور، استدار بها الممر في زاويه حاده، ليتفرع.فركضت وتابعت ركضها...قادها الممر بعيدا، واخذت اصوات الموسيقى تضعف.الجدران الصماء من حولها، الارض الحجريه والسقف المنخفض جعلت وقع اقدامها ترن بالصدى..المكان بارد..فاحست فجأه بالبرد واصطدمت ذراعاها العاريتان بالجدران الرطبه. فجأة سمعت صوت الماء، وادركت الى اين وصلت، وانفتح الممر الضيق لتقف فجأه، وتستند الى الجدار البارد الرطب،فأحست بألم حاد في صدرها..لقد وصلت الى غرفة القوراب، على بعد اقدام منها كانت مياه المارن تنساب بجانب القصر، وكانت المياه سوداء تلمع وكأنها الزيت تحت الضوء الخفيف المنبعث من الابواب الحديديه التي تسد المنفذ.في الحديد الصدئ، حلقتان حديديتان رُبط بهما قاربان اسودا اللون، يتموجان مع اندفاع المياه..فأرتجفت خوفا، وهي لا تزال تسمع اصوات الموسيقى، لكن المكان الواسع الخاوي كن يردد صوت الماء وصدى انفاسها اكثر.
ثم سمعت وقع اقدام...كانت تتجه في الممر الذي سلكته.توقفت لحظه، ثم تقدمت بسرعه اكثر.برعب مفاجئ، التصقت بالجدار المختفي، تحس برطوبته وبرودته تدخل جسمها من خلال الفستان.كتمت انفاسها ولم تتحرك واصبح وقع الاقدام الان اقرب، مندفعه وكأن صاحبها يركض.ثم توقفت فجأة..لابد انه وصل غرفة القوارب...وساد الصمت.
شخص ما كان يقف في المدخل، دون حراك، وكأنه يصغي بأنتباه.ثم تكلم بصوت منخفض:
" مايسي؟ اعرف انك هنا.رأيتك تغادرين..اين تختبئين؟ ".
احست بالخوف يخنق صوتها.وعلمت ان كل هذا غباء..لكنها لم تستطيع ان ترد.
علا الصوت الى اكثر من الهمس، فتردد صداه فوق الماء:
" مايسي الافضل ان تظهري،والا سأضظر الى التفتيش عنك ".
في تلك اللحظه، سمعت دوي رعد منخفض، وكأن السماء تمطر..وتصاعدت الاصوات وهزت الجدران من حول مايسي..ثم لمع البرق مضيئا النهر في الخارج،والغرفه المظلمه بضوء يخطف الابصار..وشاهدت في لمح البصر كل ما حولها من جدران خضراء رطبه..وصورة رجل ينظر نحوها مباشرة.لقد رآها، فتقدمت الى الامام.
" كورد؟ ".
لكنها ادركت في لمح البصر..وقبل ان تدوي ضحكته، وقبل ان يتكلم من هو.
واجابها:
" لا..مايسي..انا ليو ".
تجمدت مايسي في مكانها تنظر اليه مذهوله، غير قادره على الكلام، وكأنما لسانها متيبس في حلقها.اخذ الخوف يتسرب الى قلبها واقشعر جسمها.فتقدم منها ليو مبتسما، لكن عينيه في الظل. وادركت احساسه بخوفها:
" حسنا..الاتقولين شيئا؟الست مندهشه؟ الاترحبين بي ".
تراجعت عنه،لكنها اصطدمت بالجدار،وخرج صوتها بقوه اكثر مما ارادت لكنه ظل يحمل علامات الخوف:
" ماذا تفعل هنا؟ ".
فضحك..ومد يده الى جيبه، واخرج سيكاره اشعلها، فرأت وجهه بوضوح على ضوء الولاعه:
" جئت لأراكِ..ولو انني اكره مقاطعة شهر عسلكما، خاصه لأنني بذلت جهدي كي اجمعكما معا..ما ذلك الترتيب الذي رتبه اخي ؟غرف منفصله؟هذا لا يمت الى شهر العسل بشئ، ولاحتى الى الزواج.لذلك قررت لعب دور "كيوبيد"..لارى ماذا سيحدث..انه الفضول.امر رهيب اليس كذلك مايسي؟لكنني كنت دوما فضوليا..اتذكرين؟لذا كان علي المجيء لأرى بعيني كيف الحال بينكما..انت واخي العزيز ".
" انت مجنون! ".
فضحك ثانية:
" انا هكذا دائما.لكن لا تخافي مايسي، انا شديد القلق عليك..لذلك انا هنا..لأزوركما زياره رسميه صغيره في الفندق.اتصلت عدة مرات لكن يبدو ان هناك تعليمات مشدده بعدم ازعاجك، وهكذا قررت ان اجعل زيارتي اجتماعية هنا عند الاميرة.. امر سهل ان الاحق تحركات اخي العزيز، اليس كذلك؟كل باريس تعرف تحركاته...اخبريني هل تمتعتِ بزيارة فرساي؟ ".
حدقت به مايسي مذهوله، فعاد الى الضحك..من بعيد سمعت مايسي اصوات الرعد..اجبرت صوتها على الخروج، محاوله جعله يبدو صارما غير خائف:
" ماذا تريد؟ ".
وهي تتكلم ادارت رأسها جانبا، تريد التأكد مما اذا كانت قادره على تجاوزه بسرعه ما بين الجدار والماء.تحرك سريعا ليسد عليها الطريق.ثم ابتسم ساخرا.
" ماذا اريد؟اريدك ان تعرفي الحقيقه، يجب ان تعرفي..اليس كذلك؟ ".
" الحقيقه؟ ".
" الحقيقه حول سبب زواج كورد منك...من بين امور اخرى.لطالما كنت اؤمن بان من حق الزوجه معرفة هذه الامور ".
" لا..لااريد معرفة شيء. ولا اريد ان استمع الى اي شيء ستقوله ليو! ".
استعادت قوتها فجأة، وحاولت دفعه جانبا، الا انه لم يتزحزح.بل مال نحوها، ورفع ذراعيه الى فوق بحيث اصبحت راحتا يديه مستندتين الى الجدران، وبحيث اصبحت مايسي محجوزه.
" لكنك ستستمعين اليّ..الم يفاجئك الامر مايسي..انا مندهش كيف ان امرأه ذكيه مثلك قبلت بمثل هذا الزواج.الا اذا كان هذا ماتريدينه، بالطبع...".
صاحت بعنف:
" ابتعد عن طريقي ".
ادهشتها قوتها وهي تدفعه، لكنه امسك بيدها على الفور، ولوى ذراعها الى الخلف، حتى انها صرخت من الالم، ثم دفعها بخشونه ليسندها الى الجدار، وشد على ذراعيها:
" لا تفعلي هذا ثانية..فقد اؤذيك اذا اغضبتني مايسي..".
احنى وجهه قرب وجهها وابتسم.ثم استقام دون ان يتركها.
" والان..بضع توضيحات.وهي تشمل اختك العزيزه، لذا عليك الاستماع ".
ادرك ان الموضوع قد شد اهتمامها، فأرخى قبضته عنها واكمل :
" لست ادري بالضبط، لكن اعتقد ان ابيغال قد اخبرتك حقيقة العلاقه التي كانت بيننا، علاقه ناجحه لكنها لم تدم طويلا لانني في الواقع ما كنت اريد ابيغال..لكنها كانت افضل ما استطعت الحصول عليه، ويمكن ان اعترف لك انني لم استطع النجاح في ادعاء انها انتِ..".
" انت قذر فاسد !اتركني ".
قاومت مايسي بشراسه لتخلص ذراعها منه، ثم لاحظت انه يتمتع بمقاومتها..فتوقفت.ورغم النور الخافت،استطاعت ان ترى في عينيه شيئا من ذكرياتها البعيده...شئ ملأها بخوف شديد، خوف قادم من الماضي...لكنه استمر ينظر اليها ببرود.
" ابيغال الصغيره وانا..توصلنا الى اتفاق..لنقل انه اتفاق عمل...اتعلمين مايسي، حتى ظهر اخي العزيز، كان لي خط صغير يدر عليّ الربح. امر سهل في مؤسستنا العائليه القديمه الطراز، خاصه عندما يكون الاب قابعا في بيته، والابن هو الموثوق به والوريث...وانا احب المال...مال اكثر مما قد يتلقاه المرء من راتبه كمحام...وكذلك كانت اختك الصغيرة، وكان هذا امرا مشتركا بيننا.لذلك عندما سألتها التعاون معي،وافقت...الى ان وصل كورد...فخافت منه ".
ثم نظر اليها بعينين تلمعان مثل الماء في الظلام، وفي مكان ما من بعيد كانت العاصفه تدور...فسمعت رعده قويه تدوي..ولمع البرق.وضحك ليو متابعا كلامه:
" كانت الامور ستسير على مايرام، لولا تدخلك، وذهابك الى كورد..لذلك وجدت نفسي اتخبط في المشاكل..علما ان مشاعري نحو كورد كانت مشوشه، لكن علي الاعتراف بذكائه.ولست ادري ما قالته ابيغال لك، او قلته لكورد، لكن قبل ان تتنفسي كان اخي العزيز قد راجع الحسابات واكتشف كل شئ، ووجد الكثير من المال، وبأسم ليو في البنك..اليس هذا امرا شنيعا؟ شرف العائله اصبح مهددا وكورد شديد التمسك بالشرف...الم تلاحظي هذا؟ ".
تنفست مايسي بعمق وحده، خوف غريب، مألوف،سرى تحت جلدها...لكنها قالت بشراسه وصوت منخفض:
" لا اصدقك...انت كاذب...على كل الاحوال لا علاقه لي بشأنك...".
" بل له علاقة بك.اتعرفين لماذا تزوجك كورد؟اوه..هيا مايسي..لاتقولي لي انك لازلت تحتضنين تلك المشاعر الحمقاء حول الحب الطفولي؟ هل صدق عقلك البريء الصغير،انه ربما احبك؟هل قال لك هذا؟كورد مستقيم حول هذه الامور...وقد يعجبه ان يذهب معك الى الفراش، فهذا نوع من التغيير نحو نساء امثال باسكال..مايسي!الامر بسيط..لقد تزوجك ليسكتك ".
" ماذا؟ ".
ضحك ليو ثانية، وتقدم منها اكثر، حتى ضغط صدره على صدرها قليلا، وجهه يبعد قليلا عن وجهها:
" ماذا قلت له مايسي؟هل هددته بفضح الامر..او الذهاب الى البوليس؟اجل..هذا ماقد تفعلينه وكما ترين...هذا اخر ما يريده كورد.حرص على كتمان كل شئ...كان غاضبا بالطبع حين اخبرني فهو مرعب جدا عندما يغضب...تتملكه فكره غريبه ان عليه حمايتنا..ليس انا فهو يكرهني ولا اعرف السبب لكن لحماية والدنا...فمثل هذه الفضيحه قد تؤدي بحياته، فلقد دفع كورد من جيبه معظم المال، وانا كنت حريصا جدا على ان اتخلص بكل سهوله...لكن بقيت مشكله وحيده...انت مايسي ".
" هذا غير صحيح! ".
" اخشى ان يكون صحيحا، فهو يعرفك جيدا.ويعرف انك عندما تتزوجينه ستبقين صامته بدافع الولاء له.فانت من النوع المطيع..الست هكذا مايسي؟ ".
وهو يتكلم عاد الى لوي ذراعها بحده حتى صاحت ألما، فجذبها اليه بقوه لتلامس جسده، وبيده الاخرى كان يزيح فستانها عن كتفيها
" هيا...هيا مايسي!اعرف ماترغبين فيه، ولطالما عرفته.انت مثل امك..لم تكن سوى عاهره..ولست افضل منها..هيا.الاتذكرين مايسي؟منذ سنين طويله...في فنكوفر، وكنت لازلت في الخامسه عشرة...".
" ابتعد عني! ".
حاولت ان ترفسه يائسه، لكنه صفعها بشده.
" قلت لك..لا تفعلي هذا! ".
اصطدم رأسها بالجدار الحجري، وسرى فيها الالم..مد ليو يده الى شعرها ليزيد من المها فبكت.حدقت به غير قادره على الكلام في وقت اخذت افكارها تتسارع لتتدفق امامها صور الماضي متسارعه امام ناظريها.
" ماذا ستفعلين الان؟اتصرخين؟لن يسمعك احد...لكن اذا فكرت بالصراخ...".
وضع يده الرطبه على عنقها وكاد ان يخنقها ثم رفعها الى فمها، فكادت ان تختنق.
في تلك اللحظه تذكرت،ولا بد ان شيئا ظهر في عينيها لانه ابتسم:
" اذن..لازلت تذكرين...كنت يومها تتظاهرين بمقاومتي..اليس كذلك؟لكنك لن تخدعيني، فانت تحبين هذا ".
ضغط بشده على جسدها يرفعه عن الارض، ثم اخذ يدفعها الى الخلف والاسفل.فانطوت ساقاها تحتها ووقعت بقوة فوق الاحجار المبلله..وضحك ليو..فسمعت نفسها تقول:
" ارجوك..ارجوك ليو..لا تفعل هذا..لا تفعل..".
صفعها ثانية وصاح:
" اخرسي! ".
واطبق بفمه عليها ليخرسها بالفعل، يده تمسك برأسها كي لا تحركه..وامتزج الدم بالرطوبه، واحست انها ستختنق..وبالقوه الغريزيه التي ولدها الخوف، لفت ذراعها حوله، وامسكت بشعره وشدته محاوله ابعاده عنها، فخدشت وجهه وعينيه...بدا لها ان تفكيرها يتباطأ، مثل الحلم..فكل لحظه كانت تمر كساعه..لقد بدأ ليو يستنفذ قواها والالم يشل عضلاتها..فاستجمعت اخر ما تبقى لها من قوة، وانشبت اظافرها في جسده..لكن فجأة احست به يرتفع عنها، ويضيع اتزانه وهو راكع على ركبتيه، ثم رأت ذراعاً ترتفع لتسدد ضربه.لكن البرق الذي اضاء المكان للحظات كشف لها عن كورد..
كان يقبض على ليو من عنقه، يجره الى الخلف ليقف على قدميه، ثم ترنح الرجلان، دون ان يتكلما..واخذت الجدران تردد صدى انفاسهما الحاده..فتقاتلا، دون ان تتمكن من الحراك!احست بسائل على وجهها لم تتبين اذا كان ماءا ام دماء لشدة المها.
دوى الرعد ثانية فوق الرؤوس، وعلى الفور لمع البرق، ليضيء للحظات صورتين سوداوين ظلهما طويل وضخم فوق الجدران، اذرعهما متشابكه وهما يتقاتلان، ثم قبل لمحة بصر من زوال النور، شاهدت كورد ينفلت، وتراجعت ذراعه الى الخلف، وساد الظلام، لكنها سمعت صدى لكمه..وفي العتمه لاحظت ليو وهو يتهاوى الى الخلف، وقدماه ترتفعان ليقع بقوه..اصطدم بالجدار، ثم انزلق الى الاسفل نحو الحجاره الرطبه، ووقف كورد فوقه، مرتفعا كالبرج، دون حراك يراقبه.فاطلقت مايسي صرخة خوف، ولمع البرق ثانيه، فاستدار كورد نحوها،لكن ليو لم يتحرك.
صاحت عاليا محاوله النهوض:
" كورد! ".
وقف ينظر اليها والى الفستان الكاشف عن ساقيها..الى المخمل الاسود المفتوح عن صدرها.وقال ببرود:
" اتظنين انه مات؟ ".
الحقد في صوته قطع الطريق على الكلمات التي كانت ستقولها.فاكمل:
" لاتقلقي.انه لم يمت.لكنني تمنيت الموت لك، انهضي..لا اطيق النظر اليك ".
" كورد..ارجوك..ليس الامر كما تظن..دعني اشرح لك...".
" لا اريد سماع اكاذيبك القذره! انت وليو بدأتما امرا فيما مضى..وقررتما اكماله ".
حاول الامساك بها، ثم تراجع:
" هذا غير صحيح! ".
" خذي ".
خلع سترته بسرعه ورماها لها:
" الافضل ان تستري عريك..فانت الان تبدين حقيقتك! ".
التقطت الستره ببطء لتلف نفسها بها مخفيه ارتعاشها.
" حسنا..استمعي اليّ الان..ساحاول اخراجك من الباب الخلفي،وسآخذك الى الفندق..بعدها لا اريد ان تقع عيناي عليك..مطلقا، والى الابد..اتفهمين؟ ".
" كورد..".
" لا تلمسيني! ".
لم يشاهدهما احد وهما يغادران القصر، ونقلتهما سيارة الاميره التي جاءت بهما نحو باريس.في الفندق، اسرع بها فوق السلالم يدفعها امامه كانما لايطيق ان يراها احد..ولم يتوقف قبل ان يصلا الى الغرفه ويضيء النور.
اخذ ينظر الى وجهها..ففكرت انه لابد يكون هناك بعض الكدمات او الدماء على بشرتها.ادارت نظرها اليه متوسله، فرأت علامات الارتعاش على وجهه.
" قلت لك من قبل لا تنظري اليّ ".
استدار عنها بعنف، واخذ يفتح الادراج والخزانه ثم اخرج حقيبة وبدأ يضع فيها الثياب..وبدا لها ان عقها يعمل ببطء، بسبب الالم الذي تحس به..ثم شاهدت على الرف الاعلى للخزانه، شيئا مدفوعا الى الداخل:
" هذه حقيبتي..الضائعه ".
فابتسم ابتسامه متجهمه:
" اجل..لقد كذبت..انا من وضعها هنا ".
" انت؟ ".
" اجل..اختلقت عذرا لاشتري لك شيئا.غبي..اليس كذلك؟لكنني لم اكن اعلم انك رخيصه ".
فصاحت به.
" انظر اليّ كورد..".
تقدمت لتجذبه الى مواجهتها:
" انظر الى وجهي بحق الله!اتظن انني تقبلت هذا بارادتي؟ ".
نظر اليها ببرود:
" اوه..هيا مايسي..كلانا يعلم ان الكدمات تظهر عليك بسهوله..".
استدار عنها مجددا ليقفل الحقيبه ويحملها متجها الى الباب.
فامسكت بذراعه:
" كورد ارجوك الى اين انت ذاهب؟ ".
" هذا ليس من شأنك ".
" انا زوجتك! ".
" كنتِ ".
فركضت خلفه:
" ارجوك كورد، لا يمكنك الذهاب..".
" وهل لديك سبب يجبرني على البقاء؟ ".
توقفت مايسي خجله من توسلاتها..وتنفست بقوة..وقالت بعنف:
" لا..ليس هناك من سبب..ولماذا تبقى؟ لكن على الاقل لاتدّعي..لا تكذب..فانا اعرف اين انت ذاهب..اتظنني غبية؟ انت ذاهب الى باسكال..اليس كذلك؟ ".
وقف كورد للحظات،ووجهه متجهم، ثم قال بسخرية متعمدة:
" انتِ كأمك تماما..عاهرة..وتفكيرك عاهر ".
واستدار ثانية الى الباب:
" خذي المفاتيح..واحتفظي بهذا الحجز.سأدفع الفاتورة، بعدها رتبي امورك بنفسك ".
وخرج صافقا الباب وراءه.

***


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس