عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-18, 06:30 AM   #217

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

ما إن خرجا حتى أخذتهما ريح مفاجئة بالأحضان ، أسرع بخطواته ليفتح لها باب سيارتها ثم التفت يستعجلها ليتجمد و هو يرى آخر مشهد كان يتوقعه .
وقفت في منتصف الطريق تصارع النسمات الهائجة و هي تعبث بطيات فستانها و تحاول رفعه بمثابرة إلى الأعلى بينما بدت هي كدمية تصارع وحشا غير مرئي ، تثبت جزءًا لينفلت جزء آخر . أخيرا استطاعت السيطرة على الوضع و سارت إليه و هي تضم ثوبها حولها بقوة .
أطلق زفيرا طويلا و هو يكتشف أنه كان يكتم أنفاسه طوال الوقت . في اللحظة التالية حطت عيناه على وجهها المتوهج .
خجلا ؟
غضبا .
رفعت إليه عينين ناريتين فقال ببطء ليزيد من غيظها :
- عرض رائع ، الشارع كله من أوله لآخره توقف ليشاهدك .
- أنت تجعل الموضوع يبدو و كأني تعمدت ذلك ، ردت عليه بحدة ، أنا أتعرض للإحراج و أنت تقف هنا كاللوح .

لوح !
انحنى نحوها قليلا و قال بعبوس :
- و ماذا بالضبط كانت الامبراطورة تريد مني أن أفعل ؟
أوقف الريح مثلا أو أطفأ النور حتى لا يراك أحد ؟
- كنت تصرفت ، قالت بحدة أكبر ، كنت فعلت أي شيء ، المهم أن لا تقف مثل اللوح .

لوح ، قالتها في وجهه للمرة الثانية ، فكر بغضب ، اللوح الحقيقي هو من يتزوج امرأة مثلك و لا يلوي عنقها منذ أول يوم .
كتم غيظه و هو يقترب ليستند على السيارة بجانبها و يقرب رأسه من رأسها و يقول بصوت خفيض بينما يواصل النظر أمامه :
- المرة القادمة حين ترتدين شيئا كهذا و بما أن حضرة الوالد لم يصل نفوذه إلى تسخير الرياح من أجلك ، أنصحك أن ترتدي شيئا أطول تحت الفستان .

نظر إليها ليراها ترمش بعينيها بضع مرات قبل أن تقول بارتباك :
- أنت لم تر شيئا ، تريد إحراجي فقط .

قال ببطء يريد أن يستمتع باضطرابها :
- في المرة القادمة أنصحك أن تردي شيئا أطول و يفضل ألا يكون وردي اللون .

رفعت إليه عينيها في تلك اللحظة لتجد نظرة حارت في فهمها .
ليس تماما ، كانت تشبه تلك النظرات التي رأتها في عيون كثير من الرجال لكن مع ذلك فيها شيء مختلف ، شيء خاص جدا ، بنكهة مختلفة .
تورد خداها و أشاحت بوجهها تهرب بنظراتها منه و من الرغبة الواضحة التي عكستها عيناه .
راقبته بصمت و هو يفتح لها الباب ، ينتظرها لتجلس وراء المقود ثم يغلقه خلفها و يقف و قد عادت نظراته إلى سابق عهدها : اللامبالاة .
لم يتبادلا أية كلمات ، شغلت محرك السيارة دون أن تنظر نحوه ثم انطلقت في طريقها دون أن تلتفت إلى الخلف كما كانت تفعل في العادة .
تنفست بعمق و هي حائرة أكثر في فهم نفسها ، أليس هذا ما كنت تريده ؟
ها هو أخيرا ينظر إليها نظرة رجل أعجبه ما رآه .
لماذا إذن تشعر بكل هذا الضيق ؟
لماذا تشعر بكل هذا اللاشيء ؟
لأنه لم ينظر إليها نظرة إعجاب بشخصها ، إعجاب بها هي ، أجابت نفسها و هي تخرج من سيارتها و تجري إلى غرفتها .
نظر إليها نفس النظرة التي قد يخص بها أي امرأة تثير غريزته ، ليس لأنه يراها مميزة .
المهم أنه نظر ، أليس كذلك ؟
نظرة رغبة ؟
فليكن . لا توجد رغبة دون إعجاب .
إذن هكذا تعتبر نجحت في مسعاها ، فكرت و هي تجلس أمام تسريحتها و تفك ضفيرتها ببطء .
و مع ذلك ، كان هناك ذلك الشيء الآخر الذي لم تره أبدا من قبل .
ذلك الشيء الذي لم تفهمه و مع ذلك أعجبها ، أعجبها لدرجة أنها تريد أن تراه مرة أخرى و ربما أكثر .
لذلك كلا لا تستطيع الاكتفاء منه الآن .
ليس بعد .

……………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس